مكر الله
مادة ( م ك ر )
المكر
في اللغة
" مكره : خدعه .
مكر الله العاصي : جازاه على المكر أو أمهله ومكَّنه من الدنيا " .
في القرآن الكريم
وردت هذه اللفظة في القرآن الكريم (43) مرة على اختلاف مشتقاتها ، منها قوله تعالى : وَمَكَرُوا مَكْراً كُبَّاراً .
في الاصطلاح الصوفي
الشيخ الجنيد البغدادي
يقول : " المكر : هو المشي على الماء ، والمشي في الهواء ، وصدق الوهم ، وصحة الإشارة ، في كل هذا مكر لمن علم " .
الشيخ أبو بكر الشبلي
يقول : " المكر : النعمة الباطنة " .
الشيخ الأكبر ابن عربي
يقول : " المكر يطلقه أهل الله على : أرادف النعم مع المخالفة ، وإبقاء الحال مع سوء الأدب
وإظهار الآيات من غير أمر ولا حد . واعلم أنه من المكر عندنا بالعبد
أن يرزق العلم الذي يطلب العمل ، ويحرم العمل به . وقد يرزق العمل ، ويحرم الإخلاص فيه " .
الشيخ معروف النودهي
يقول : " المكر : هو كل ما يظهر على يد مدعي الولاية ، مع عدم الاستقامة والمتابعة الكاملة " .
الدكتورة سعاد الحكيم
تقول : " المكر : تستعمل في معظم النصوص الصوفية ، للإشارة إلى :
المكر من جانب الحق تعالى ، وهو إيصال النعم منه تعالى مع المخالفة من العبد -
وإبقاء الحال عليه ( العبد ) مع سوء الأدب وإظهار الكرامات من غير جهد واستحقاق .
وهذا المكر : هو ( استدراج ) الهي للعبد من باب الابتلاء والاختبار
، اللذين لهما دور ووظيفة سلوكية في تكوين السالك " .
الباحث محمد غازي عرابي
المكر : هو تجلي الله من جهة غير الجهة التي اعتاد المريد تجلي الله فيها .
مسألة - 1 : أقسام المكر
يقول الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي :
" قيل : المكر مكران : مكر تلبيس ، ومكر هلاك " .
مسألة - 2 : المكر في كل طريقة التصوف
يقول الشيخ أبو بكر الشبلي :
" اخترنا طريقة التصوف سلامة من مكر الله تعالى ، فإذا كله مكر " .
مسألة - 3 : في فهم المكر
يقول الشيخ أبو الحسين النوري :
" المكر لا يفهمه إلا الواصلون ، فأما المريد فإنه لا يعلم ذلك ، لأنه في حرقة " .
مسألة - 4 : في ثقل مقام المكر
يقول الباحث محمد غازي عرابي
" المكر ، مقام ثقيل لا يطيقه إلا أهله " .
مسألة : في أدنى درجات المكر
يقول الشيخ إسماعيل حقي البروسوي :
" قال بعض العارفين : مكر الله في نعمه أخفى منه في بلائه ، فالعاقل لا يأمن مكر الله في شيء .
وأدنى مكر بصاحب النعم الظاهرة أو الباطنة :
أنه يخطر في نفسه أنه مستحق لتلك النعمة وأنها من أجل إكرامه خلقت
ويقول أن الله ليس بمحتاج إليها ، فهي لي بحكم الاستحقاق .
وهذا يقع فيه كثيراً من لا تحقيق عنده من العارفين
لأن الله إنما خلق الأشياء بالأصالة لتسبح بحمده ، وأما انتفاع عباده بها فبحكم التبعية لا بالأول " .
مسألة - 5 : في الآمن من المكر
يقول الشيخ الحسين بن عبد الله بن بكر الصبيحي :
" لا يأمن المكر إلا من أغرق في المكر ، فلا يرى المكر به مكرا
وأما أهل اليقظة فإنهم يخافون المكر في جميع الأحوال ، إذ السوابق جارية ، والعواقب خفية " .
مسألة - 6 : في المكر الذي لا يعول عليه
يقول الشيخ الأكبر ابن عربي :
" كل حال أو كشف أو علم يعطيك الأمن من مكر الله ، لا يعول عليه " .
مسألة - 7 : في حقيقة المكر
يقول الشيخ أبو العباس التجاني :
" حقيقة المكر : هو إظهار النعمة على العبد وبسطها له ، بما يستدرجه إلى غاية الهلاك " .