السلام عليكم : وأنه بسم الله الرحمن الرحيم
مار هالا .. سيد من سادة الرياح والسحاب والماء .. راوي العطشى .. وساقي الجيوش .. الناظر من علٍ ..
والعاقل في زمن تلبس فيه الحكمة ثياب نبي .. وأي نبي .. إنه سليمان الملك ..
صاحب اللغات والمنطق والملك الذي لا ينبغي لأحد من بعده .
مار هالا .. الهدهد .. المستكشف الثاقب المنقب .. الباحث عن الجديد ..
مار هالا ... المتواضع في مقام الزهو ... قائد المخابرات .. وحامي حمى المملكة ..
القائل رضي الله عنه : أحطت بما لم تحط به .... يا لروعة صاحب الريش والتاج ...
ما ارتعش الغصن الذي يقف عليه وما اهتز .. إنه الموحد الذي يفتح ملف التوحيد ..
أقواما يسجدون للشمس من دون الله ؟؟ يا للهول .. فلأذهب لسيف الله في الأرض ..
فليكن عند سليمان النبأ اليقين .. فلقد رأيت معبد الشمس .. والقرص الذهبي المرسوم على الجدران .
.ويا لهول هذه المرأة الملكة .. صاحبة القوم والقوام والاحتشام .. فملابسها تغطي آخر قدميها ..
وعلى هيئتها سمات الوقار والحسم .. جمالٌ وجلال .. ولكن من أين للجميل أن يكمل ..
وأين للقمر أن يتم .. فما تم من الأقمار غير واحد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
لم تكتمل هذه القمرية فهي تسجد للشمس من دون الله .. يا لها من خيانة عظمى للخالق البديع المصور ..
وماذا تفعل الشمس ستسجد حتما لخالقها .. وكيف لرب أن يسجد لرب .. إني لا أحب الأفلين ..
ظل المسافر السندباد في البلاد ثلاثة أيام ينعم بجمال المملكة وملكتها .. ولا يشغل باله سوى أمرين :
أولهما: خوفه من الجن الوشاة أن يشوا به عند سليمان الملك ..
والأمر الآخر : هو الصيد الثمين الذي أتى به من هذه البلاد العجيبة .. من سبأ .
إنه نبأ عظيم هذا الذي يستحق كل هذا العناء ..
ولما كانت دولة الطيور قد اكتملت إلا واحداً ... فلما تفقدها صاحب المُلك الذي لا ينبغي لأحدٍ من بعده ...
وجد هذا الغائب .. ويا لروعة الأمر .. فلو أنه غير ذي بال ما سئل النبي الملك عنه ...
فهو وجيه قوم الهداهد الهادية .. رمز العقل والنقل ..
ولعله غائبٌ عن شئون الخلق .. مشغولٌ بشأنه مع الحق ..
.
وعاد مار هالا .. والضجيج يملأ الشوارع والبيوت ..
والناس والطيور ينظرون إليه في أسىً لهول المصير المحتوم ..
خوفا على هذه الرقبة الرقيقة من الذبح ..
أراد أن يدخل التاريخ وقد فعلها فقال : أحطت بما لم تحط به .. من يجروء ؟؟
إنه نبي الله سليمان أيها الهدهد الشجاع .. وأيضا أيها المسكين ..!!
وأراد أن يحتال على قلب سليمان
فختم كلامه بمقولة سليمان التي يرددها الناس فقال الهدد : الله لا إله إلا هو رب العرش العظيم .
براعة في الفكاك برفع راية التوحيد .. بأنوار النجاة تلوح من بعيد ..
.
فجاءته النجاة وإن كانت مؤجلة ومؤقتة إلا أنها أسقطت السكين من يد النبي سليمان .
فقال سليمان عليه السلام : سننظر أصدقت أم كنت من الكاذبين .. تأجيل بطعم البراءة ..
مبارك مبارك أيها الهدهد الخالد ..
" اذهب بكتابي هذا فألقه " ..
إنها مهمة شريفة .. وما أشرف أن يحمل الهدهد خطاب استدعاء امة للدخول في دولة التوحيد ..
وقد دخلوا في دين الله أفواجا وفرح الهدهد .. فكان له أملين وقد حدثا :
أولاهما : أن يتغير اسمه من مار هالا إلى هدهد سليمان .. وقد حدث ..
والثانية : أن يخلد بالذكر إلى يوم القيامة .. وقد حدث أيضا : فقال عليه السلام : مالي لا أرى الهدد ...؟؟؟؟
ستظل تقرأ إلى يوم الدين ..
فسلامٌ على الخالدين .. المذكورين في الكتب المبين ...
وإلى اللقاء مع خالد آخر .. قد يكون نملة .. وقد يكون ذئبا .. قد يكون حوتا .. وقد تكون بقرة أو ناقة ..
هؤلاء المذكورين في سطور النور وبين الصبايا الحور من الآي والذكر الحكيم ..
Shams