[color=olive]
السر : الإسرار خلاف الإعلان .
وفي القاموس المحيط : السِّرُّ: ما يُكْتَمُ،
كالسَّرِيرَةِ
ج: أسرارٌ وسَرائِرُ، والجِماعُ، والذَّكَرُ، والنِّكاحُ، والإِفصاح
به، والزِنا، وفَرْجُ المرأة، ومُسْتَهَلُّ الشهرِ أو آخرُه أو وسَطُه،
والأصلُ، والأرضُ الكريمةُ، وجَوْفُ كلِّ شيءٍ ولُبُّه،
ومَحْضُ النَّسَبِ وأفْضَلُهُ.
السر في القرآن الكريم :قال الله تعالى :
" وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوْ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ
الصُّدُورِ " [الملك/13] .
وقال تعالى: " وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى
" [طه : 7]
وقال تعالى : " قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات
والأرض " [الفرقان : 6] .
وقال تعالى : " يوم تبلى السرائر " [الطارق : 9]
وقال تعالى : " فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين
" [المائدة : 52]
وقوله تعالى " وأسروا الندامة لما رأوا العذاب
[يونس : 54]
وقوله تعالى : " وأسروه بضاعة والله عليم بما يعملون
[يوسف : 19]
وقوله تعالى : " فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم
[يوسف : 77]
وقوله تعالى : " سواء منكم من أسر القول ومن جهر به
ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار " [الرعد : 10]
وقوله تعالى : " فتنازعوا أمرهم بينهم وأسروا النجوى "
[طه : 62
وقوله تعالى : " ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسرارا
[نوح : 9]
كقوله تعالى : " وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا
[التحريم/3] .
السر في الحديث
النبوي الشريف :
"إن أغبط أوليائي عندي لمؤمن خفيف الحاذ ذو حظ
من الصلاة أحسن عبادة ربه وأطاعه في السر وكان
غامضا في الناس لا يشار إليه بالأصابع وكان رزقه كفافا
فصبر على ذلك ثم نقر بإصبعيه فقال عجلت منيته قلت
بواكيه قل تراثه . "
الراوي: أبو أمامة الباهلي - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي>
"أن رجلا قال يا رسول الله الرجل يعمل العمل يسره
فإذا اطلع عليه أعجبه فقال النبي صلى الله عليه وسلم
لك أجران أجر السر وأجر العلانية "
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: مسند عمر
صنائع المعروف تقي مصارع السوء وصدقة السر تطفئ
غضب الرب وصلة الرحم تزيد في العمر
الراوي: أم سلمة هند بنت أبي أمية - خلاصة الدرجة: إسناده حسن - المحدث: السخاوي - المصدر: المقاصد الحسنة
وقالت عائشة رضي اللَّه عنها عن النبى :
" فانطلقت خديجة به إلى ورقة بن نوفل ، وكان رجلا
تنصر يقرأ الإنجيل بالعربية ، فقال ورقة : هذا الناموس
الذي أنزل اللَّه على موسى ، وإن أدركني يومك أنصرك
نصرا مؤزرا ، الناموس صاحب السر الذي يطلعه بما
يستره عن غيره " .
وعن أنس :
" أن نفرا من أصحاب النبي ، سألوا أزواج النبي عن
عمله في السر ، فقال بعضهم : لا أتزوج النساء ، وقال
بعضهم : لا آكل اللحم ، وقال بعضهم : لا أنام على فراش
السر عند الصوفية :
تنوع معنى السر عند الصوفية بحسب المضاف
فأسرارهم التى يذكرونها كثيرة ومتنوعة منها :
1- السر :
المقصود به نصيب كل موجود من وجود الحق .
قال عبد الرزاق الكاشانى : ( السر يعنى به حصة كل
موجود من الحق بالتوجه الإيجادى المنبه عليه بقوله
تعالى : " إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ " [النحل/40]
فلا يحب الحق إلا الحق ، ولا يطلب الحق إلا الحق
ولا يعلم الحق إلا الحق .
وهذه إشارة إلى السر المصاحب من الحق للخلق على
الوجه الذى عرفت .
فإنه هو الطالب للحق والمحب له ، والعالم به قال :
عرفت ربى بربى ) .
2- سر العلم :
يطلق بإزاء حقيقة الحال .
وهو ما يقع به الإشارة من الأشياء ، التى تكون مصونة
مكنونة بين العبد وبين الحق ، وعليه يحمل معنى
القائل : أسرارنا بكر لم يفتضها وهم واهم ، وقال أهل
الطائفة : صدور الأحرار قبور الأسرار .
3- سر السر :
وهو ما انفرد به الحق عن العبد .
بحيث لا يكون لغير اللَّه اطلاع عليه .
4- السر المصون :
وهو غيب هوية الذات الأقدس وإطلاقه .
وهو يجل أن يدخل تحت علم .
أو أن يحاط به أو أن يدرك من حيث ذاته أصلا .
فهو السر المصون عن الإدراك والإحاطة .
5- سر التجليات :
وهو ما يعني كل شئ فى كل شئ .
وكيفية حصول هذا الشهود أن يتجلى للقلب عين
التجلى الأول .
الذى له أحدية الجمع بين جميع الأسماء الكلية
والجزئية ، والأصلية والفرعية ، والذاتية والصفاتيه .
حتى يدرك الذات الواحدة التى لا كثرة فيها بوجه
ويشاهد كل شئ فى كل شئ .
6- سر العبادات :
والمقصود به : إدراك أسرار العبادات التى افترضها اللَّه
تعالى على عباده .
من الصلاة والزكاة والصوم والحج ، فلما لم يكن فى
وسع الناس الوصول إلى مرتبة الكمال ، فى الحضور
الدائم مع اللَّه ، وتطهير النفس عما يليق .
افترض اللَّه عليهم هذه الفرائض ، ليكون وسيلة إلى نيل
هذه المقامات .
7- سر القدر :
وهو عندهم إظهار الأشياء على ما هى عليه .
فقد كانت معلومات فى الأزل .
أو ما يسميها ابن عربى بالأعيان الثابتة فظهرت بتلك
الصورة فى حال وجودها بسر القدر .
قال الكاشانى :
سر القدر يشيرون به :
أن حكم اللَّه تعالى فى الأشياء وعليها ، إنما هو بها .
فلما كان القضاء عبارة عن حكم اللَّه فى الأشياء على ما
أعطته من المعلومات .
مما هو عليه فى نفسها ، والقدر توقيت ما هى عليه
الأشياء فى عينها من غير مزيد ، فما حَكَم القضاء على
الأشياء إلا بها ، وهذا هو عين سر القدر :
" إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ
وَهُوَ شَهِيدٌ " [ق/37] .
" فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ " [الأنعام/149] .
فالحكم فى التحقيق تابع لعين المسألة التى يحكم فيها
بما يقتضيه ذاتها ، فالمحكوم عليه بما هو فيه حاكم على
الحاكم ، أن يحكم عليه بذلك ، وكل حاكم محكوم عليه
بما حكم به أن يحكم به ، كان الحاكم من كان ، فتحقق
هذه المسألة ، فإن القدر ما جهل إلا لشدة ظهوره ، فلم
يعرف ) .
8- سر الربوبية :
هو ما أشار إليه سهل بن عبد اللَّه التستري
بقوله : إن للربوبية سرا ، لو ظهر لبطلت الربوبية .
ومعناه أن المربوب لما كان هو الذى يبقى على الرب
ربوبيته ، لكون الربوبية نسبة بين الرب والممكن ، فلو
ظهر هذا السر للخلق لبطل ما يترتب عليه الربوبية .
9- سر سر الربوبية :
يشيرون به إلى سر هو أعلى من هذا السر الذى ذكر
للربوبية .
فهو سر السر المفهوم منها ، وتقريره هو أن الربوبية ، وإن
كان تحققها متوقفا على المربوب ، الذى هو عين معدومة
فى نفسها ، لكنه لما كان مظهرا لربه .
الظاهر بأحكام تعيناته ، التى هى الأعيان الثابتة ، لم
يصح لأجل هذا أن تبطل الربوبية ، فظهور سر الربوبية
يوجب بطلانها عن من لم يظهر له هذا السر الثانى
المستتر فى الأول .
ولهذا كان الثانى هو المسمى بسر السر المفهوم من
الربوبية ، فكان سر سرها موجبا لإثباتها .
قال ابن عربى فى هذين السرين :
الرب حق والعبد حق
يا ليت شعرى من المكلف
إن قلت عبد فذاك ميت
أو قلت رب أنى يكلف
ويقول الكاشانى :
فيفهم مما ذكر الشيخ هنا .
أنك إذا نظرت إلى الرب وحده أو العبد وحده ،
بطلت الربوبية لبطلان المربوب ، المعبر عن بطلانها
بقوله : إن قلت عبد فذاك ميت ، أما إذا نظرت إلى قيامه
بربه ، وإلى كونه مظهرا له صح تكليفه ، لأن المكلف
عبد ، هو مظهر الرب ، فثبتت الربوبية بظهور سر سرها
كما قال الشيخ الأكبر :
العبد عين الحق ليس سواه
والحق عين العبد لست تراه
فانظر إليه به على مجموعه
لا تفردنه فتستبيح حماه
10- السرائر : ( جمع جمع السر ) :
هى انمحاق السيار ، بالاتصال بنور الأنوار عند الوصول
التام ، وقد لا يطلع عليه وعلى حاله غيره البتة]