الفتنة..رؤية مصرية

د. عبد الودود شلبي أمين الدعوة بالأزهر سابقا:الأطماع السياسية وراء الخلافات بين السنة والشيعةحوار : مريدتياران عظيمان يشكلان اغلبية المسلمين على الكرة الارضية وهما تيار السنة وتيار الشيعة ، والتياران نشأ فى احضان عهد الخلفاء الراشدين خاصة زمن الفتنة الكبرى بعد مقتل الامام عثمان بن عفان رضى الله عنه وانقسام الصحابة " انصار ومهاجرين " الى معسكرين .. معسكر الامام على بن ابى طالب ومعسكر معاوية بن ابى سفيان واتخذ معسكر معاوية من الثأر لدم عثمان او ما يسمى – قميص عثمان تكاه وحجه لمطلب سياسى محض وهو طلب الخلافة والبيعة ، وهكذا منذ اكثر من اربعة عشر قرنا على بعثة نبى الاسلام والتياران العظيمان يتدفقان ويتشعبان بتدخلات الاطماع السياسية احيانا والنعرات القومية والعصبية واحيانا المصالح تارة ثالثة ، والتدخلات الخارجية للقوى الكبرى تارة رابعة ووصل الحال لدرجة الاقتتال الطافى فى العراق المحتمل بين الشيعة والسنة ، واضطراب العلاقات فى لبنان بين الشيعة والسنة وكذلك فى الباكستان وفى الهند وفى بعض الدول الخليجية المطلة على الخليج العربى – بحسب الادبيات العربية – او الخليج الفارسى – بحسب الادبيات العالمية والايرانية – وربما حمل المستقبل من الاخطار ما يهدد الجميع ان لم يتدارك العقلاء على كل جانب هذا الامر المزمن .. هل التلاقى بين الشيعة والسنة وارد وسهل ؟ هل سبق ان كانت هناك محاولات للتلاقى ؟ كيف السبيل للخروج من الصدام المحتمل الى التقارب المحتمل ؟ هل الخلافات الموجودة بين التيارين كبيرة جدا وتمتد للاصول ام هى خلافات فى الفروع ومحدودة ؟

هذه التساؤلات وغيرها نرصدها فى هذا الحوار . منذ زمن الفتنة الكبرى فى عهد الخليفة عثمان بن عفان والمسلمون انقسموا الى تيارين عظيمين ، تيار السنة الذى اجتمع حول ائمة الفقة والحديث فى حواضر العلم القديمة مثل : " المدينة المنورة ومكة والكوفة والبصرة وبغداد ودمشق والقاهرة والزيتونة " . " وتيار الشيعة الذى اجتمع حول أئمة آل البيت واحفادهم فى الحواضر القديمة مثل " النجف حيث مرقد الامام وكربلاء حيث جسد الحسين وقم حيث مشهد السيدة معصومة حفيدة الامام على واصفهان ونيسابور وحوس بخارى وسمرقند وجبل لبنان " .. وتعرض الشيعة وآل البيت لإضطهاد سياسى طويل عبر العصور المختلفة لدرجة ادت لانغلاق المذهب على انفسهم وظهور فتاوى شديدة ضد السنة ، واكثر من هذا نشبت الحروب احيانا بين المعسكرين كما حدث عندما خشيت دولة بنى عثمان فى الاناضول من خطر الدولة الصفوية فى ايران والعراق فأوقفت الاولى حروبها بشرق اوروربا للتفرغ للخطر الصوفى الشيعى ! وواقع الحال اليوم ان عدد الشيعة بالعالم يقترب من المئتى مليون ويتركون اساسا فى ايران وباكستان وافغانستان والهند ولبنان والعراق وبعض الدول الخليجية وتظل ابرز حوزاتهم العلمية والدينية فى " النجف وقم " اما السنة فهم اغلبية مسلمى الدول العربية واهم مدارسهم العلمية والدينية هى " الازهر " بمصر وحيث المزارات المقدسة بمكة والمدينة حيث البيت العتيق وقبر النبى صلى الله عليه وسلم . مذهبيا تضم امهات الكتب عبر التاريخ الاسلامى الالاف الروايات والقصص حول الفرق الاسلامية كما ورد فى كتاب " الفصل بين الملل والنحل " للأمام ابن حزم الظاهرى الاندلسى وكتاب " الفرق بين الفر ق" للأمام البغدادى ستانى .. حتى كتب الفقهاء والائمة حوت بعضا من صدى هذه الخلافات مثل " الاغانى " للأصفهانى مع انه كتاب ادبى ! وكما ورد فى شعر الامام الشافعى وهو احد ابرز ائمة اهل السنة فى القرن الثانى الهجرى حيث رد على من يتهم محبى ال البيت ب " الروافض " فقال شعرا : " إذا كان حب آل البيت رفضا فليشهد الثقلان انى رافض " . وعلى الجانب الاخر كان الشيعة يسمون من يعادى آل البيت بانه " ناصبى اى يناصبهم العداء " . ومذهبيا ايضا طال التفكير أحيانا كلا الجانبين خاصة من دعاة التعصب الاعمى ومروجى القصص الاسطورية الخالية عن حقيقة المذهبين واحيانا بضغط سياسى . فاتهم الشيعة السنة بأنهم حرفوا القرآن واتهم السنة الشيعة بأنهم يرفعون من قدر الامام وعصمة الائمة فوق مقام النبوة وبأن من لا يؤمن بعصمة الامام فهو كافر ! وفى العصر الحديث جرت محاولات التقريب بين المذهبين لعل أشهرها محاولة الشيخ محمود شلتوت إمام الازهر معقل اهل السنة وأية الله العظمى البروجردى إمام الشيعة حيث أفتى الشيخ شلتوت بجواز التعبد بمذهب الإمامية الإثنى عشرية ، وقال البروجردى بضرورة الاعتماد فى الحديث النبوى على بعض روايات أهل السنة كالبخارى ومسلم . وطالب بمراجعة جميع الأقوال الواردة فى أى قضية بما فيها أقوال أهل السنة ، وإعادة تدقيق النظر فى بعض فتاوى الشيعة فى الماضى لأنها ربما تكون صادرة عن ضغط سياسى واضطهادى لآل البيت ، ونفى أن يكون هناك تحريف فى القرأن عند أهل السنة إذ أنه لو حدث لانكشف لأن القرأن كان يتنزل على الرسول أمام الجميع بمن فيهم المشركون ولا عبرة بكلام الاخباريين خاصة كلام الإخبارى أحمد محمد السيارى . وهكذا سقطت تهمة التكفير على الجانبين خاصة أن أهل السنة يقولون إن التكفير مشروط بالبرهان الصريح الذى ليس فيه تأويل وإذا احتمل كلام الكفر من تسعة وتسعين وجهآ والإيمان من وجه واحد حملناه على الإيمان حتى لا يقع المرء تحت طائلة التحذير النبوى : "من كفر مسلمأ فقد كفر" ومن قال لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما "و " إلا أن تروا كفرا " بواحأ ليس منه برهان " . وقال أهل السنة إن الحقوق تبحث بالإثبات والحدود تبحث بالإسقاط والتكفير يبحث بالتأويل والبرهان .. بقيت مشكلة الإمامة وعصمة الإمام .

. كلنا أخوهيقول د . عبد الودود شلبى أمين الدعوه بالأزهر سابقا ورئيس تحرير مجلة الأزهر سابقا ومؤلف كتاب " كلنا اخوة شيعة وسنة " وهو الكتاب رقم 22 فى سلسلة مؤلفاته : جميع القوى فى عالم اليوم اتحدت وجميع المذاهب اتحدت فى تجمعات سياسية واقتصادية واحلاف عسكرية امام تيارات الغزو والعدوان وبقى المسلمون للاسف رهن الحزازات النفسية والشخصية والتاريخية التى تحرك العداوة بين السنة والشيعة والاصل ان جميع الائمة اتفقوا على ان الافرق بين المسلم وغير المسلم هو النظق بالشهادتين فإذا قالها الانسان دخل زمرة المسلمين وان خلاف فى بعض الامور التى يظن انها اعتقادية كالقول هل الانسان مسيرا ام مخير . وهل يرى الله يوم القيامة ام لا ، هذه هى القاعدة العامة فالاسلام كلمة من نطق بها فهو مسلم . والسؤال هل الخلاف فقهى ام عقدى ام اجتهادى ؟ ونقول ان الشيعة يصلون كما نصلى ويصومون كما نصوم ويحجون كما نحج للبيت العتيق وكتابهم هو المصحف ونبيهم هو محمد وما انكروا رايا اجتمعت عليه الامة ، والخلاف الحاصل سياسى استغله بعض المسلمين وغير المسلمين لتوسيع الخلاف كالقول بان الشيعة فرس يريدون العودة بالاسلام للمجوسية كلام خرافات والتاريخ يؤكد ان كبار ائمة الحديث والفقه والطب والفلسفة والشعر كانوا من الفرس او الشيعة مثل : الرازى وابو حامد الغزالى والنسفى وولد احمد بن حنبل بمرو وابو حنيفة النعمان من اصل فارسى " وفى الادب " عمر الخيام " وهذا يصدق قول الرسول :" لو كان العلم بالثريا لناله رجال من فارس " فلماذا يقع هذا الشقاق الذى تجاوز الحد لدرجة تكفير الشيعة كما حدث من بعض اهل السنة الذين كفروا " حسن نصر الله " شيعة لبنان ! . يضيف د . عبد الودود شلبى فى نهاية كتابى "كلنا أخوة شيعة وسنة " أنى كنت فى طريقى من ملتقى بأذربيجان إلى القاهرة عبر اسطنبول بتركيا والتقيت بمسلم بلجيكى أخبرنى أن هدف القوى العظمى هو تدمير العالم الإسلامى كما دمروا الاتحاد السوفيتى وكما أشعلوا الحرب ثمانى سنوات بين العراق وإيران لإثارة الفرقة بين العرب والعرب وبين السنة والشيعة ، وكذلك غزو العراق والكويت ، وما يمهد له بالسودان منذ عصر الملكة فيكتوريا نهاية القرن التاسع عشر لتفتيته وعزله عن إفريقيا حيث تمتد حدوده مع 9 دول أفريقية واذا اشتد عود السودان صار قوة يخشى منها .. إذن المسألة ليست شيعة وسنة بل هى خلافات سياسية ومصطنعة وفكرة "عصمة الإمام " موجودة يقابلها عند الصوفية السنة من علو منزلة "القطب والغوث " وللاسف فإن السلفيين السنة الذين كفروا الشيعة هم الذين أصدروا 30 كتابا لتكفير الشيخ محمد الغزالى ! لقد نشر الصوفية الإسلام فى أفريقيا وشرق أسيا ويأتى السلفيون لبذر الشقاق بين مسلمى المهجر فى أوروبا ويشقون الأمة الواحدة كما يحدث فى الباكستان بين "جيش محمد" و"جيش الصحابة " . ومن مجازر فى الجزائر لا صلة لها بالإسلام .

....الشيخ شلتوت امام الازهر في مصر، من اكبر دعاة التقارببين السنة والشيعة، وكان يردد ( انا سني واحب الشيعة)التقارب وارد
السؤال الآن هل التقارب بين السنة والشيعة وارد فى الحاضر و المستقبل ام الصورة قاتمة وكئيبة ؟ - يجيب د. عبد الودود والشيخ شلتوت إمام الازهر أصدر فتواه العام 1960 بجواز التعبد بمذهب الشيعة الإمامية وهو يدرس بالأزهر كمذهب ، كما أن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر يضم أعضاء شيعة من بلاد إسلامية ، وايران من أوائل الدول التى انضمت لمنظمة المؤتمر الإسلامى ، وخطوات التقريب بدأت فى مصر منذ أربعينيات القرن الماضى عندما قامت (جمعية التقريب بين المذاهب ) وضمت الشيوخ عبد المجيد سليم ومحمود شلتوت وصالح حرب وحسن البنا وحسنين مخلوف ، وأصدرت مجلة "رسالة الإسلام " واستكتبت كل علماء المسلمين . ولكن بعد اندلاع الثورة الإيرانية بقيادة الخمينى خافت بعض الدول المجاورة من خطر تصدير الثورة فبدأت حملات الاكاذيب والتشويه ضد الشيعة .. فالقضية لا علاقة لها بالدين ولا بالسنة أو الشيعة بل لها علاقة بالسياسة إن تعداد الشيعة بالعالم 200 مليون نسمة وعندما يغيب نور الحقيقة يظهر التعصب والجهل وعلى الجانب الآخر نظر غلاة الشيعة لأهل السنة باعتبارهم أعداء على والحسين وأل البيت ، لقد التقى شيخ الأزهر سليم البشرى بالشيخ شرف الدين العامرى مطلع القرن العشرين فقال البشرى إنه لم يكن يعرف شيئا عن الشيعة حتى التقى بالعامرى زد على ذلك تقصير الجامعات الإسلامية على الجانبين فى شرح حقيقة السنة والشيعة ، لا أقصد الفشل الاكاديمى وحده لان الأزهر أول من دعا إلى التقريب بل أقصد المؤسسات الدينية وغياب دورها فى القضاء على الجهل والتعصب والترهات والخرافات رغم أن شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوى وزير الاوقاف د. حمدى زقزوق قالا صراحة " بأن الشيعة مسلمون مسلمون . فبداية العلاج والحل فى أيدى المؤسسات الدينية كالأزهر فى مصر لان له مكانة عالمية مرموقة فى كل العالم الاسلامى وله صوت مسموع إذا تصدى لهذه المسألة نعم الصورة الحالية قاتمة وكئيبة جدا فى ظل المذابح الطائفية بالعراق وفى ظل النعرات الطائفية فى الباكستان ولبنان وفى ظل تدخل القوى الخارجية التى تؤجج العداوة ، ولكن هناك أيضا تقصير من الزعامات على الجانبين وتخلى للعلماه عن دورهم فى كشف الحقائق بأننا كلنا مسلمون شيعة وسنة . يضيف د. عبد الودود شلبى : المستقبل بيد الله ولحل الله يهيىء للامة من يأخذ بيدها وقداالتقيت بأئمة الشيعة فقالوا كلنا أخوة والمسالة فى غلاة التعصب والجهل على الجانبين وكما يقول الأفغانى : "الجهل أشد فتنة من القتل " ، لقد كنت أقرأ مجلة "نور الإسلام " وهى مجلة "الازهر" الآن - وكنت صغيرا بالقرية وكانت المقالات تتهم الشيعة خطأ بأنهم يقولون إن الرسالة جاءت لعلى خطا جبريل فنزل بها على محمد ! كان الاتصال منعدمأ بين السنة والشيعة وبين الأزهر أكبر قلعة سنية وبين المراجع الشيعية الكبرى فى "قم" " والنجف " ولبنان ، وكان التكفير متبادلأ وكان بعض خريجى الأزهر لا يفرقون بين الشيعة والشيوعيين ، لهذا فإننى أقول وأدعو لصحوة تخرج المسلمين من قبر الخلافات إلى نور التسامح والإخاء ومن الخلافات المذهبية للعودة للينابيع الواحدة وهى الأصول الثابتة الواحدة التى لا خلاف عليها ، هذا هو المخرج الوحيد هذه الازمة الطائفية المفتعلة بين السنة والشيعة

عدد الرسائل : 293 تاريخ التسجيل : 19/08/2007

السلام عليك سيدي قدري حامل لواء الوحدة هذه الايام
ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم : من قال لاإله إلا الله دخل حصني ، ومن دخل حصني أمن عذابي
ألم يقل : من قال لا إله إلا الله دخل الجنة
فالخلاف الحادث انما هو في الجزئيات ، وليس في العقائد ، والحمد لله
يقول شيخنا رضي الله عنه : طهارة الباطن : أن يكون قلبك صافيا خاليا من الغل والحقد واللئم وسوء الظن...
نسأل الله العظيم طهارة بواطننا وظواهرنا والمسلمين .. آمين
والحمد لله رب العالمين

» الفتنة الكبرى .. مرة أخرى _د. أسامة الغزالى حرب
» كلمات مصرية _مديح للبلبيسى
» حدوتة مصرية _صوت أحمد منيب
» حسـينيـه صـوفية _ ليلة رمضانية مصرية
» حسينية مصرية فى مولد الإمام عليه السلام