الذين يخشون ربهم
حكي عن سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى أنه قال
من لم يعرف ما لله عليه في نفسه ولم يتأدب بأمره ونهيه كان من الأدب في عزلة
قال الله تعالى : " إنما يخشى الله من عباده العلماء "
سئل الحسن البصري رضي الله عنه عن أنفع الأدب فقال
التفقه في الدين والزهد في الدنيا والمعرفة بحقوق الله تعالى على عبده
وقال سهل بن عبد الله رضي الله عنه :
من قهر نفسه بالأدب عبد الله بالإخلاص
ومن الأدب أيضا الأدب مع المشايخ فإن من لم يحفظ قلوب المشايخ سلط الله عليه الكلاب التي تؤذيه
أدب صحبة من فوقك الخدمة ومن هو مثلك الإيثار والفتوة ومن دونك الشفقة والتربية والمناصحة
صحبة العارف مع الله بالموافقة ومع الخلق بالمناصحة ومع النفس بالمخالفة ومع الشيطان بالعداوة
إنكار العبد نعمة الله من موجبات السلب .
أنا من الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
إن الله إذا وهب عبده نعمة ما استردها شكر النعمة معرفة قدرها
من أراد أن تدوم نعمته فليعرف قدرها ومن أراد أن يعرف قدرها فليشكرها
الشكر ما قاله الجنيد رضي الله عنه :
وهو أن لا يستعين العبد بنعمته تعالى على معصيته
الشكر: وقوف القلب على جادة الأدب مع المنعم
الشكر: أن يتقي العبد ربه حق تقاته وذلك أن يطاع فلا يعصى ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر
الشكر : اجتناب ما يغضب المنعم تعالى
الشكر : رؤية المنعم لا رؤية النعمة
قالت عائشة رضي الله عنها :
أتاني رسول الله في ليلة فدخل معي في لحافي حتى مس جلدي جلده
ثم قال يا بنت أبي بكر ذريني أتعبد لربي قلت إني أحب قربك وأذنت له
فقام إلى قربة من ماء فتوضأ وأكثر صب الماء ثم قام يصلي
فبكى حتى سالت دموعه على صدره ثم ركع فبكى ثم سجد فبكى ثم رفع رأسه فبكى
فلم يزل كذلك حتى جاء بلال فآذنه بالصلاة
فقلت يا رسول الله ما يبكيك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فقال أفلا أكون عبدا شكورا
قال داود عليه السلام
أي رب كيف أشكرك وشكري لك نعمة من عندك فأوحى الله إليه الآن شكرتني
الشكر :طلب المنعم ورفض الدنيا وما فيها وطلب المنعم يصح بالزهد والزاهد من ترك الدنيا ولا يبالي من أخذها