منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الدرويش

الدرويش


ذكر
عدد الرسائل : 1213
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 05/09/2007

حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر Empty
مُساهمةموضوع: حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر   حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر Emptyالأربعاء يناير 02, 2008 11:19 pm



حول رمزيَّة النجمة السداسيَّة



أكرم أنطاكي



لم يعد بوسعنا تلمُّس الطريق، ولا تقفِّي الأثر.
أين هي يا ترى هذه الرموز المقدسة؟
ربما ليس بوسعنا اليوم أن نجدها،
لكن غدًا، حين سيصبح النهار،
أعرف أننا سنراها.
– نقولاي ريريخ



1
مقدمة الشيطان

حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر Star01

إنه اليوم، – مع الأسف، – في نظرنا نحن العرب عمومًا، أكثر الرموز التي "نكرهها" على الإطلاق. فهو، قبل كلِّ شيء، شعار "أعدائنا" الذين نعاديهم منذ أواسط القرن الماضي بسبب "اغتصابهم أرضَنا الفلسطينية" و"تشريدهم شعبَها" – رمز نكرهه إلى حدِّ أن بعضنا بات يرسمه في أيِّ مكان يستطيع كي يتمكن من التنفيس عِبْرَه عن أحقاده تجاه مَن صار في نظره "شيطانًا رجيمًا"! لكن الأمور لم تكن يومًا – والحمد لألوهة لا يُحمَد على "مكروه" سواها، لا على هذا الشكل ولا بتلك البساطة...

لأننا حين نتدرج على مهلٍ في أحياء مدننا القديمة، سواء دمشق أو حلب أو غيرهما، وحين ندخل إلى معظم بيوتها العتيقة المتآكلة التي "يرمِّمها" اليوم تجارُنا كي يجعلوا منها مطاعم ومقاهي تدر عليهم الربح الوفير، وحين نتأمل في معظم روائعنا المدينية، القديمة والحديثة نسبيًّا، فإننا نتلمس بلا شك أن الرمز موجود وجودًا صارخًا في كلِّ مكان. ما يعني، في نظر مَن بوسعه التفكر قليلاً، أنه قبل أن تقوم "دولة إسرائيل" على ذلك البعض الأعظم من "الأرض الفلسطينية" لم يكن هذا الرمز مكروهًا ولا مرفوضًا، كما هو اليوم، إن لم نقل إنه كان يتمتع بشيء من القدسية.

حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر Star02


الجامع الأموي بدمشق، مئذنة عيسى


وهذا ما دفعني – لسذاجتي! – إلى المزيد من الاستقصاء. فكانت هذه المحاولة المتواضعة التي أضعها أمامكم، أيها الإخوة، كي نتفكر في الموضوع معًا، مبتدئين بـ...

2
شمولية الرمز وكونيَّته...

لأن رمز النجمة السداسية ليس يهوديًّا فقط، بل هو أيضًا رمز هندوسي–آري، هو الأقدم، بمقدار ما هو، في الوقت نفسه، رمز يهودي–سامي.


حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر Star04

الرمز الآري يمثل وردة في قلب
زهرة ذات ثماني بتلات


حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر Star05

الـتريمورتي أو، من اليسار إلى اليمين،
براهما وڤشنو وشيڤا



ففي المنقول الهندوسي، تمثل النجمة السداسية برهما، الإله الخالق ذا الرؤوس الثلاثة، و/أو الـتريمورتي، أي ثالوث برهما وڤشنو وشيڤا. وهو، أي الرمز، وخاصة بنظر الشيڤاويين[1]، يرمز إلى تفاعل مبدأين: المبدأ الذكري r (الصاعد) والمبدأ الأنثوي s (النازل) – ما يعني، بلغة أخرى، ولادة الحياة أو الخليقة. وأيضًا...

كان هذا الرمز، حتى القرن السابع للميلاد، رمزًا مسيحيًّا يمثل تزاوج الثالوث الإلهي الذكري s (النازل) مع الثالوث الأرضي أو الأنثوي r (الصاعد). أفليس هو، يا ترى، ذلك النجم الذي بشَّر بمجيء "المشيح" وورد ذكرُه في العهد القديم (التوراة)؟ – حيث جاء:

أراه – وليس حاضرًا أبصره وليس بقريب – يسعى كوكب من يعقوب ويقوم صولجان من إسرائيل.[2]

ونسجل، منذ البداية، أنه على الرغم مما قد يبدو، للوهلة الأولى، فارقًا بين ألوهة آرية أنثوية قادمة من السماء (لدى الهندوس) وبين أخرى سامية ذكرية – ظاهريًّا – (لدى اليهود) وما انبثق عنها من ديانات، فإن تفسيرَي الرمز ومضمونه متطابقان في كلتا الديانتين: فهو في كليهما يعيدنا إلى الخليقة. ونتابع، متفكرين في هذه النجمة التي أصبحت من بعدُ رمزًا يهوديًّا بامتياز...

فمنذ أن جُمِعَت التوراة حتى يومنا هذا، كان خاتم سليمان أو نجمة داود هو الرمز الأقدس في اليهودية، التي ولدت المسيحية منها، كما ولد الإسلام. ونتوسع قليلاً...




عدل سابقا من قبل في الخميس يناير 03, 2008 12:07 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرويش

الدرويش


ذكر
عدد الرسائل : 1213
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 05/09/2007

حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر Empty
مُساهمةموضوع: رد: حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر   حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر Emptyالأربعاء يناير 02, 2008 11:22 pm



3
في يهودية الرمز وخصوصيَّته...

لأننا، حين نراجع معنى ذلك الرمز لدى أبسط المؤمنين بالتوراة (العهد القديم)، فإنه يعيدنا، أولاً وقبل كلِّ شيء، إلى الخليقة، كما عبَّر عنها الإصحاح الأول من سفر التكوين، حيث جاء:

- في البدء خلق الله السموات والأرض [...] وقال الله: ليكن نور [...] وفصل بين النور والظلام [...] وكان مساء وكان صباح يوم واحد.

- وقال الله: ليكن جَلَد وسط المياه وليكن فاصلاً بين مياه ومياه [...] وكان مساء وكان صباح يوم ثان.

- وقال الله: لتجتمع المياه التي تحت السماء إلى موضع واحد وليظهر اليبس فكان كذلك [...] وقال الله: لتنبت الأرض نباتًا وعشبًا يبذر بذورًا وشجرًا [...] وكان مساء وكان صباح يوم ثالث.

- وقال: الله لتكن نيِّرات في جَلَد السماء لتفصل بين النهار والليل وتكون لآيات وأوقات وأيام وسنين [...] وكان مساء وكان صباح يوم رابع.

- وقال الله: لتفضِ المياه زاحفات ذات أنفس حية وطيورًا تطير فوق الأرض وعلى وجه جَلَد السماء [...] وكان مساء وكان صباح يوم خامس.

- وقال الله: لتُخرِج الأرض ذوات أنفس حية بحسب أصنافها بهائم ودبابات ووحوش أرضٍ بحسب أصنافها [...] وخلق الله الإنسان على صورته وخلقه ذكرًا وأنثى [...] وكان مساء وكان صباح يوم سادس.

- [...] بارك الله اليوم السابع وقدَّسه لأنه فيه استراح من جميع عمله [...].[3]

حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر Star06

وهذا هو التفسير الأبسط – الشرعي أو التوراتي – للرمز؛ وهو تفسير بوسع المرء الاكتفاء به، كمعظم أبناء الشريعة، إن شاء. ولكن ماذا إنْ لم يشأ؟!

عندئذٍ يجب عليه أن يتحمل مسؤولية فضوله – ما يعني إعادة الخطيئة الأولى، وما تعنيه من تقصٍّ وتفكر – الأمر الذي سيُدخلنا إلى العالم الشيطاني (و/أو الإلهي) لـ...


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرويش

الدرويش


ذكر
عدد الرسائل : 1213
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 05/09/2007

حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر Empty
مُساهمةموضوع: رد: حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر   حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر Emptyالأربعاء يناير 02, 2008 11:33 pm



4
لعبة الأعداد...

واللعب بالأعداد خطير، أيها السادة، لأنه من خلالها، كما يشطح بكلِّ بلاغة المعلِّم أوزڤالد ڤيرث،

[...] يتجلَّى غير المنظور في نظر مَن بوسعه الغوص في أعماق نفسه. فهذه النظرة المقلوبة إلى الأشياء تجعلك تكتشف عالمًا أوسع من معرفة تبدو وكأن لا علاقة لها بأيِّ منظور مادي، لأنها مفاهيم تفرض نفسها علينا كتحصيل حاصل منطقيٍّ وقائم بذاته، فنتلمَّس من خلالها ما هو قائم بالضرورة. وهذا ما يجعلها علمًا للمطلق.[4]

فمن خلال العدد بوسعنا تمثُّل "مطلق" يبدو وكأنه لاشيء في نهاية المطاف، تمامًا كصفحة بيضاء لا حدود لها، أو كدائرة لامتناهية القطر لا نراها ولا نلمسها، أو أيضًا – وهذه هي حالنا – كدائرة على حجم عقولنا، تستوعبنا مباشرة كما تستوعب أيَّ شكل من الأشكال التي نبتدعها – دائرة ترمز إلى ألوهة بوسعها الإحاطة بعوالمنا، بما يجعلنا نتخيل أننا نتلمسها. ونطلق العنان لخيالنا كي يلعب قليلاً في عالم العدد. ونبدأ بأول الأعداد، الذي هو الـ:

1. الواحد: لأننا سرعان ما ندرك أنه أكثر الأعداد غموضًا وأصعبها تمثيلاً من الناحية الرمزية. حيث ليس بوسع أي شيء ملموس تمثيل ماهية الواحد. فالواحد هو الخالق الأزلي الذي لم يُخلَق ولا يمكن تلمُّسه تلمسًا مباشرًا، لأن ما نلمسه خارجنا هو المفارقة أو التنوع أو العدد الذي يبدو وكأنه تجاوَز الواحد. ولأن لا شيء بسيط في هذه الحياة، بل الأشياء كلها معقدة، فإنه ليس في الإمكان تلمُّس الوحدة فيما يحيط بنا من عوالم خارجية ملموسة. لكننا سرعان ما نتلمسها كشعور في داخلنا، إن لم نقل كإحساس. لهذا، يرمز العارفون إلى الواحد الذي هو البداية بالنقطة التي في المركز. والنقطة قد تكون مركز دائرة لامتناهية القطر لمن بوسعه النظر إلى الأشياء في كونيَّتها، أو مركز النجمة لمن أرادها أكثر تحديدًا. وهكذا، منطقيًّا، يصير...

2. الاثنان: الذي هو رمز الثنائية الأولى، ويصوَّر بيانيًّا بخطٍّ مستقيم:

1 ــــــــــــ 2

والخط المستقيم هو النقطة في حالة الحركة، أي أنه بداية المفارقة. فهو ذلك اللامنظور الذي أصبح "منظورًا"، فتمايَز عما حوله وخلق ثنائية الأشياء، كما بدأت تتلمسها عقولنا التي طوَّرتها لتصبح ما يبدو وكأنه ثنائية كلِّ شيء يتحقق: ثنائية الإنسان المجرد، الإنسان–الفكرة، الذي تحقَّق فأصبح امرأة ورجلاً. وكان اليوم الأول من الخليقة هو الاثنان رمزًا أو الـ1 + 1 بحسب لغة أعدادنا؛ فقبله كانت الخليقة مجرد نقطة، إنْ لم نقل إنها كانت عدمًا محضًا. وهذا الواقع الرمزي قد يفسر، ربما، ذلك التساؤل حول لماذا بدأت التوراة، والقرآن (من بعدها)، بحرف الباء الذي هو ثاني حروف الأبجديتين العبرية والعربية. فحرف الباء، الذي هو ثاني حروف هاتين الأبجديتين، هو، في حساب الجُمَّل، بداية وعينا لتمايُز الأشياء بعضها عن بعض. وننتقل معًا إلى...

3. الثلاثة: لأن الأمور في هذه الحياة لم تكن يومًا بهذه البساطة التي تصوِّرها لنا عقولنا، أي مجرد ثنائية، بل هي أكثر تعقيدًا وأكثر شمولاً. من هنا كان رمز الثالوث أو المثلث الذي يمكن تمثيله بثلاث نقاط أو بتلك الخطوط المستقيمة الواصلة بين هذه النقاط الثلاث، وفق التدرج التالي الذي ينتقل من الـ1، إلى الـ2، إلى الـ3، فالـ 4 أو الـ1، كي ينغلق المثلث الذي رُسم. ما قد يعني أن الأربعة (التي سنتوسع في شرح رمزها لاحقًا) تعيدنا، من خلال الثالوث، إلى الواحد من جديد.

حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر Star07

ونتفكر معًا في ثلاثية ذلك الواحد المتزاوج مع ثنائية الملموس الذي يعود واحدًا في نهاية المطاف. لأن الثلاثة هي مبدأ وجود الكائن من خلال تجربته الحياتية، عبر الثنائيات التي يتجاوزها. وهذا ما يضعنا أمام عالم متشعب جدًّا ومتفاعل جدًّا من الاحتمالات. من هنا كانت الأهمية الكبرى لسرَّانية ذلك الثالوث الذي اعتمدتْه العديد من الديانات، ومن ضمنها المسيحية؛ ثالوث يجمع بين ما يبدو وكأنه تناقُض بين ثنائية ظاهرة ووحدة غير مرئية تعيدها، من خلال التفاعل معها، واحدًا من جديد. ونجد أنفسنا، رمزًا، أمام ما قد يبدو، من خلال جدليته، القانون الأزلي لتطور الحياة.

حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر Star08

الأمر الذي يمكن التعبير عنه بمستويات أخرى للواقع وللأشياء كلِّها[5]. وسرعان ما نجدنا أمام تفاعلات ثالوث مقدس يدور حول نفسه، فيتوالد ويتفاعل مع ذاته، مزاوِجًا بين النار والماء وبين الأرض والهواء، وممثلاً للكواكب في حركتها حول الشمس في نظر الفلكيين، أو للمعادن التي يجري السعي لتحويلها إلى ذهب في نظر الخيميائيين، كما يبيِّن الشكلان التاليان:

حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر Star09


حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر Star10



الأمر الذي يضعنا، بشكل طبيعي، أمام نجمة "سداسية" ترمز إلى تفاعل ما قد يبدو وكأنه الانعكاس الواقعي لتزاوج الثالوث المقدس.

حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر Star11 = حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر Star12+ حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر Star13

لكن... لنهدأ قليلاً، أيها الإخوة، ولنَسِرْ في تأنٍّ، خطوةً خطوة، متأمِّلين بما قد يجود به...


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرويش

الدرويش


ذكر
عدد الرسائل : 1213
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 05/09/2007

حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر Empty
مُساهمةموضوع: رد: حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر   حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر Emptyالأربعاء يناير 02, 2008 11:39 pm



5
شيطان عقلنا...

حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر Star01

الذي، حين يتابع المنطق الذي ابتدعه، سرعان ما يستوحي العدد الرابع من المثلث الذي ينغلق على نفسه، كما سبق ورأينا، أو المستقيم والنقطة اللذين هما أساس المثلث، فيصبحان تقاطع مستقيمين أو، لنقل، نقطتين في حالة حركة، حيث الخط الأول أفقي والخط الثاني عمودي. إذ ذاك نجد أنفسنا أمام صليب متساوي الأذرع، يحتوي على عناصر الحياة كما كان يفهمها الأقدمون، أي الـ

حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر Star14

وهذا ما يوصلنا إلى الـ

4. الرابوع: الذي بوسعنا من خلاله أن نتعلم كيفية تجاوُز التجاذبات الأساسية لثنائياتنا، كتلك التي تُعارض التراب، حيث تتجسد ثقالة المادة، بالهواء الذي يبدو وكأنه نقيضه، أو الماء، الذي يبدو ساعيًا نحو الأسفل، بالنار المحرِّضة الحارقة والدافعة نحو الأعلى. وهذا ما يجعل من الرابوع عدد تحقُّق الإرادة أو الكمال.

أما هندسيًّا فيمثَّل الرابوع كما يلي:

حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر Star15

ونلاحظ، هنا أيضًا، كيف يرسم ذلك المربع نفسه، مبتدئًا بالواحد، فالاثنين، فالثلاثة، فالأربعة، مستكملاً رسمه، متحققًا في النهاية من خلال الخمسة، التي تعود واحدًا من جديد. وأيضًا...

إذا أردنا تجاوُز الشكل المثلث الثنائي الأبعاد فإن العدد 4 يمثل تجسُّم ذلك المسطح من خلال بُعد ثالث هو العالم المادي الملموس الذي فيه نعيش ومن خلاله نتحرك.

لذا كان الرابوع هو رمز المادة في نظر للأقدمين؛ ولكن، في الوقت نفسه، كان الرابوع يرمز دائمًا إلى جوهر المادة الذي هو ألوهية الإنسان المعبَّر عنها بأربعة حروف، كما في اليهودية، وكما في الإسلام:






يهوه

ا ل ل ه

الله


رابوع يعيدنا إلى صليب لا يمكن له أن يتحقق إلاَّ من خلال النقطة التي تتوسطه، ويوصلنا، حين ينغلق على نفسه، إلى العدد التالي، أي...

5. الخمسة أو المخمَّس: حيث تفترض كل أربعة في عالمنا، كي تتحقق، عنصرًا موجِّهًا هو خامسها الذي هو رأسها و/أو قلبها. لذلك، كانت الخمسة، من المنظور السرَّاني، هي رمز الإنسان، ذلك "العالم الأصغر" أو الـMicrocosm، الذي يمكن التعبير عنه شكلاً بالنجمة الخماسية وفق الترقيم التالي:

حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر Star16

تلك النجمة التي كانت عند المصريين القدامى ترمز إلى حورص، ابن إيزيس (التي هي الأرض) وأوزيريس (الذي هو الشمس).

وأيضًا، إنْ تقصَّينا الأمر قليلاً، فإننا سرعان ما نجد أن رمزية الـ5 وقدسيتها إنما تعودان إلى فيثاغوراس ومدرسته. ففيثاغوراس كان أول مَن استنتج منها ذلك التناسب "الإلهي" المتمثل بالعدد الذهبي، أي 1.61803308875 (الـФ اليوناني)، الذي هو نتاج ومحصلة المعادلة التالية:

X = (1+√5)/2

وهي المعادلة التي يمكن لنا أن نستخرج منها رسم النجمة الخماسية، كما يبيِّن الشكل التالي:

حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر Star17

والنجمة الخماسية هي رمز الإنسان الخلاَّق، المحقق لذاته من خلال عقله وقلبه، هذا الذي يمكن له أن يكون نورانيًّا و/أو شيطانيًّا، أبيض و/أو أسود، كما يبيِّن لنا الشكلان التاليان:

حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر Star18

وهذا ما يدفعنا إلى الارتقاء إلى مستوى أعلى، يتزاوج فيه العقل والقلب، ويتحول فيه المخمَّس إلى مسدَّس؛ ما يوصلنا إلى ذلك السادس من خلال استكمال رسم النجمة لذاتها – هذه...


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرويش

الدرويش


ذكر
عدد الرسائل : 1213
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 05/09/2007

حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر Empty
مُساهمةموضوع: رد: حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر   حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر Emptyالأربعاء يناير 02, 2008 11:44 pm



6
النجمة السداسيَّة...

التي تصبح إذ ذاك رمزًا للعالم الأكبر أو الـMacrocosm، وبالتالي، كتحصيل حاصل، مستوعبةً لتلك التي سبقتها ولا تقل عنها قداسة. وهذا ما يبيِّنه لنا، رمزًا، الشكل التالي:

حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر Star19

ولكن قبل أن نشطح بالخيال، دعونا نتوقف قليلاً أمام ما يُفترَض فيه أنه قدسية العدد السادس أو...

6. الستة: الذي يقال إنه العدد الأمثل وفق النظُم القديمة والأفلاطونية الحديثة. فهو، في الوقت نفس، محصلة جمع مركِّباته وجدائها: 1 + 2 + 3 = 1 Í 2 Í 3 = 6. وهو، أيضًا، نتاج تزاوُج أول الأعداد المؤنثة، أي الـ2، بأول الأعداد المذكرة، أي الـ3. لذلك، من المنظور النفسي للهندسة الرقمية، يمثل العدد السادس أبسط شكل يزاوج بين التحليل وبين الجمع: فهو يجمع بين جميع الأشكال الهندسية المستوية عبر النقطة والخط والمثلث؛ وأيضًا، إن اعتمدنا البُعد الثالث، يصبح العدد 6 متمثلاً بالسطوح الستة للمكعب الذي هو الشكل المثالي لأبسط مجسَّم مغلق. وهذه الصفات هي التي جعلت منه عدد الكمال في نظر الأقدمين. فهذا العدد لم يصبح مقدسًا لأن الله خلق العالم خلال ستة أيام، بل، كما يقول فيلون الإسكندري وأتباعُه، أبدعت الألوهة الكون في ستة أيام لأن العدد ستة هو، بكل بساطة، عدد الألوهة. وهو أيضًا، من خلال النجمة السداسية، أول الأعداد التي بوسعها الجمع جمعًا متوازنًا بين ما قد يبدو وكأنه تعارُض بين الخالق والخليقة. إذ إنه ليس تعارُضًا في الحقيقة إنما هو مجرد تمايُز؛ لكنه تمايز في منتهى التعقيد، حيث يمكن له أن يميل نحو الجانب الخيِّر للأشياء، كما يمكن له أن يميل نحو نقيضه: فهو يمكن أن يمثل توحُّد الإنسان مع خالقه و/أو صراعه معه. من هنا كان هذا العدد هو عدد يعقوب الذي صارع الإله وأضحى يُدعى إسرائيل[6]. لكن...

كان للنجمة السداسية، كما للدائرة المحيطة بها، نقطة هي مركزها؛ نقطة هي، في الوقت نفسه، رمزًا، بدايتها ونهايتها المفترضة؛ نقطة هي ذلك اليوم الأول الذي بدأت به الخليقة؛ وهي، في الوقت نفسه، ذلك اليوم السابع الذي استراح فيه الخالق المحقِّق لذاته. وهذا ما يقودنا بشكل طبيعي، إن استمررنا في اللعب، إلى العدد الذي يلي، أي السبعة. لكن...


حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر Star19 أو إن أعدنا ترتيب
الأعداد وفق ما سبق حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر Star20



دعونا نتوقف هنا قليلاً في محاولة لتوضيح ما قد يبدو وكأنه تناقض بين الترقيم التقليدي للنجمة السداسية، كما هو مبيَّن أعلاه، وبين الترقيم الآخر، الثيوصوفي، الذي يعتمده كتاب العقيدة السرية للسيدة بلاڤاتسكي وغيرها من السرَّانيين، كما يلي:

حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر Star21

حيث، من منطلقٍ يعتمد أولوية المثلث الصاعد الذي، إن اعتمدناه أساسًا بمفرده، يصبح العدد 4 أو الرابوع هو ذلك المركز الذي هو البداية والنهاية؛ فيعاد ترقيم رؤوس النجمة مع تثبيت الرابوع – الذي هو رمز المادة – مركزًا له. ومن خلال الربط بين ما قد يبدو تناظُر الأعداد 1 | 7 و2 | 6 و3 | 5، يثبِّت الثيوصوفيون التفسير الذي كان يعتمده معظم السرَّانيين لـ"خاتم سليمان" كرمز لتواحُد الروح بالمادة، وهو تفسير يبدو منطقيًّا وممكنًا جدًّا.

ولكني، من جهتي، أميل أحيانًا إلى الترقيم التقليدي، الذي لا أجده متناقضًا مع الترقيم الآخر، كما سأبين لاحقًا، حيث يبقى التناظر قائمًا من خلال مثلثاته التي تزاوج بين الوتر والشفع. ونتوقف هنا قليلاً للتفكر، من خلال الرمز، بـ...


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرويش

الدرويش


ذكر
عدد الرسائل : 1213
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 05/09/2007

حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر Empty
مُساهمةموضوع: رد: حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر   حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر Emptyالأربعاء يناير 02, 2008 11:46 pm



7
البداية والنهاية...

أو في حالنا، برقمية المركز. ونحن نقصد بهذا رقمية أو شكلية مركز المثلث، فالمربع، فالنجمة الخماسية، فالسداسية، إلخ. ونجدنا أمام تفسيرات قد تبدو متناقضة؛ ولكنها تعود في النهاية إلى المقاربة الفلسفية للأمور بين منظورين لا يتناقضان: ينطلق أحدهما من أولوية المادة، والآخر من أولوية الروح و/أو الكلمة. ونعود للتفكر قليلاً بـ...

7. المثلث: الذي، ككل الأشكال الرمزية، يبتدئ بالواحد (النقطة)، فيتدرج خطُّ مساره نازلاً ليحقق المفارقة من خلال الاثنين، فيستقر في هذا العالم من الاثنين إلى الثلاثة، لينهي مساره صاعدًا منها إلى الأربعة، التي هي نهاية الدور الأول، الذي يعيده إلى الواحد من جديد.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدرويش

الدرويش


ذكر
عدد الرسائل : 1213
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 05/09/2007

حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر Empty
مُساهمةموضوع: رد: حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر   حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر Emptyالأربعاء يناير 02, 2008 11:50 pm



سلامٌ على أهل معابر .. وسلام على الحبيب أكرم أنطاكي

ومحبة وسلام للحبيب أمير جاد

من حادثني عن هذا المبحث الرائع ودلني عليـــه ...


يمكن مراجعة المقال من مكانه الأصلي على هذا الرابط :

ولولا هذه الموسيقى المزعجة المصاحبة لمعابر لسكنت ديارها .. والفت ناسها ..

فلي فيها صاحب .. كتب يوما عن النفّري

حول رمزية النجمة السداسية ـ أكرم أنطاكي ـ معابر

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حول رمزيّة النجمة السداسيّة ـ أكرم أنطــاكي ـ معابر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» النجمة السداسية Hexagram
» يا أكرم من سُئل وأوسع من جاد بالعطا !!!.
» خالد بن الوليد دراسة عسكرية الجنرال أكرم.pdf

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة المنتديات :: تأويل آية :: ساحة الحروف-
انتقل الى: