منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 رابعة "الروحانية" او العدوية (1)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو حكيم المُرسي

أبو حكيم المُرسي


ذكر
عدد الرسائل : 132
العمر : 62
تاريخ التسجيل : 31/01/2008

رابعة "الروحانية" او العدوية (1) Empty
مُساهمةموضوع: رابعة "الروحانية" او العدوية (1)   رابعة "الروحانية" او العدوية (1) Emptyالأحد أبريل 20, 2008 12:06 am

بســم الله الرحمن الرحيم

اللهم لك الحمد ان خلقتني مسلما واحييتني مسلما بين اهلى وجعلتي من امة محمد صل الله عليه وسلم.
اللهم لك الحمد على نعمة الاسلام واجعلنا من تابعي هدي خير الانام سيدنا تاج الاصفياء وخاتم الانبياء.
اللهم اجعنا ممن ابلغتهم مراتب الاخلاص في عبادتك وارض عنا انك تواب فتُب علينا آمين.



من هي رابعة العدوية

مختصرات منقولة


رابعة هي بنت إسماعيل العدوية العتكية القيسية البصرية, ولدت عام 95 هجرية, ومنهم من قال أنها ولدت عام 99 هـ في كوخ خاو في أحد الأحياء الفقيرة في البصرة في زمن كان يجتاح البصرة قحط شديد وينتشر فيها اللصوص وقطاع الطرق والنخاسون من تجار الرقيق.
وكانت المولودة هي الأنثى الرابعة التي يرزق بها والدها دون الذكور فسماها لذلك رابعة. كان أبوها رجلا معدما شديد الفقر لكنه كان من أهل التقوى والعبادة، ضاقت يده في تلك الليلة التي ولدت فيها رابعة عن تأمين قطرة زيت لإيقاد ذبالة السراج الذي خبا نوره في تلك الليلة الظلماء, أو لدهن المولودة القادمة, كما خلا الكوخ من خرقة بالية تلف بها الأم طفلتها المولودة, فذهب الوالد لأحد الجيران يسأله عن قطرة زيت فلم يجد من يلبي حاجته, فنام في تلك اللية جاثيا على ركبتيه واليأس يعتصر قلبه, وقد رأى في تلك الليلة مناما يبشر بمباركة المولودة :
وهو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه يقول له: " لا عليك, إن هذه البنت التي ولدت ستكون سيدة جليلة القدر, وأن سبعين ألفا من أمتي ليرجون شفاعتها, فاذهب في الغد إلى أمير البصرة وقل له: أنك تصلي في كل ليلة مئة ركعة, وفي ليلة الجمعة أربعمائة, ولكنك في يوم الجمعة الأخير نسيتني, فقدم إلى هذا الشخص الذي يحمل إليك الرسالة أربعمائة دينارا كفارة, ليحط بها عنك إثم هذا النسيان" فلما أفاق الوالد دهش لعجب ما رأى, ولكنه نفذ ما أمره الرسول. وفعلا أرسل رسالة إلى أمير البصرة مع الحاجب يخبره فيها بما رآى في منامه. ولما قرأها الأمير ذهل لحقيقة ما جاء فيها, فأمر بإعطاء الحاجب أربعة مائة دينار, وتوزيع ألف على الفقراء.
و في هذا الجو المفعم بالإيمان عاشت رابعة طفولتها, وكانت تتفوق على لدّاتها ذكاء وإيمانا وحسا, فحفظت القرآن وهي في الخامسة عشر, وحافظت على الصلاة وهي في عمر الورد, وتكون وجدانها الديني الرقيق وهي طفلة في نضارة الزهر.
فرقت بين الحلال والحرام في سن مبكر, حيث يروى أن والدها قدم يوما يحمل طعاما إلى أسرته, فأبت رابعة أن تمد يدها إليه خوفا من أن يكون حراما, وقالت لأبيها: "يا أبت لست أجعلك في حل من حرام تطعمنيه", فقال لها والدها: "أرأيت يا رابعة إن لم نجد إلا حراما", فقالت: "نصبر في الدنيا على الجوع خيرا من أن نصير في الآخرة إلى النار"و مات أبوها وهي في مرحلة الصبا المبكر, ولحقت به أمها, فأصبحت رابعة يتيمة الأبوين بلا سند ولا مال, فخرجت الأخوات الأربعة هائمات على وجوههن وتفرقت بهن السبل كل منهن في طريق, وتاهت رابعة فلم يبق لها مع اليتم سوى الوحدة والفقر والتيه.
فوقعت في مخالب ذئب من قطاع الطرق باعها لتاجر بستة دراهم, فأصبحت جارية مملوكة لسيد فظ غليظ القلب يقسوا عليها ويسومها سوء العذاب, ويرغمها على مجالسة الرجال من الغرباء وزاولت رابعة العزف على الناي وكانت تغني على أنغامه وتضرب على الدف والطبل وهي في مرحلة العبودية, وذات يوم جاءها رجل غريب يتهجّمها فهربت منه وسارت في أزقة البصرة مجهدة باكية حتى تعثرت وسقطت على الأرض مغشيا عليها, فلما أفاقت واستردت صوابها, رفعت رأسها إلى السماء في مناجاة ربها قائلة: "رباه, أنا غريبة يتيمة, أكابد ألم العبودية, وسوف أتحمل كل شيء وأصبر عليه, ولكن غمي الأكبر هو أن أعرف أراض أنت عني أم غير راض, إلهي هذا ما أتوق إلى معرفته!" , فسمعت هاتفا يقول لها: "لا تحزني, ففي يوم الحساب يتطلع إليك المقربون يحسدونك على ما تكونين فيه".
فشعرت رابعة بسكينة وطمأنينة وأن الفرج قادم من عند الله, فقامت وعادت إلى بيت سيدها وقد اختلف حالها وتفتح قلبها وأخذت روحها تهفو نحو حب كبير غامض يملأ رحاب وجدانها, وكانت تنتظر قدوم الليل في شغف وهي عند سيدها حتى تخلو مع ربها خلوتها الكبرى فتصفو للعبادة والصلاة والتهجد والمناجاة.
وفي إحدى الليالي صحا سيدها على صوت مناجاة, فتتبع الصوت فرأى رابعة في مخدعها تصلي وتدعو ربها أن يخلصها من هذه الحياة التي تعيشها, ثم رآى قنديلا معلقا في الهواء يدور فوق رأسها ويملأ الغرفة نورا وضياء, فذهل لما رأى وارتج جسمه وتسمرت عيناه وخارت قواه وقدماه, وعندها فتح عليها الباب وقال لها: " يا رابعة أنت حرة طليقة منذ هذه الليلة, ولك الخيار في البقاء في منزلي معززة مكرمة أو الرحيل إلى مكان آخر ترغبينه", ففضلت الرحيل , وخرجت في اليوم التالي إلى الصحراء هي وجارية أخرى تدعى "عبدة بنت شوال" لتعينها في حياتها, فابتنت لنفسها كوخا صغيرا في أطراف البصرة,
وأقبلت بكل كنوز قلبها على الصلاة والمناجاة والعبادة, وعندما ترددت في أعماق نفسها نوازع الحيرة والقلق, أخذت تلوذ بالمساجد وتتردد على ساحات الصوفية وحلقات الذكر تستمع إلى أقوال الوعاظ والزهاد, فترك هذا كله في نفسها أثرا عميقا, وسبب لها صراعا نفسيا جعلها تبحث عن عشيرتها وتفتش عن أقاربها, فقابلت الزاهد العابد " رباح القيسي", فأخذ بيدها وهداها إلى طريق الزهاد والعبادة, وعرفها على زاهدة تعدّ من أكبر عابدات البصرة آنذاك تدعى " حيونة",
حيث أنها من تلاميذة الزاهد الصوفي " عبد الواحد بن زيد", الذي هو أستاذ رباح القيسي في الوقت نفسه, فعلمت رابعة قيام الليل حتى بلغت مقام الحب الإلهي وهكذا بدأت رابعة الطريق تتضح لرابعة شيئا فشيئا, وبدأت تنعقد الصلات بينها وبين الرعيل الأول من رجال التصوف أمثال "مالك بن دينار, وإبراهيم بن أدهم, وسفيان الثوري, وعبد العزيز بن سليمان, وعبد الواحد بن زيد, وحبيب العجمي, وهكذا انتقلت رابعة من حياة العزلة في الصحراء إلى حياة تموج بالذكر والتسبيح والاستغفار ومليئة بالتأمل والحب الإلهي. . فهذه أبيات في إنشادها العشق الإلهي:

فـليتك تحلو والحياة iiمريرة
وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر
وبيني وبين العالمين iiخراب
إذا صح منك الود فالكل هين
وكل الذي فوق التراب تراب



لقد سلكت رابعة طريق الروح بخطى ثابتة كما سلكه معاصروها من العباد والزهاد, وتدرجت في مقامات التصوف مقاما مقاما, ابتداء من مقام التوبة والاستغفار الممزوج بالحزن والبكاء والتذلل بين يدي الله حبا في الله لا طمعا في جنة, أو خوفا من نار, حيث كانت تقول: " إلهي هذا الليل قد أدبر وهذا النهار قد أسفر, فليت شعري أقبلت مني ليلتي فأهنأ, أم رددتها علي فأعزى!". وقد أجابت حين سئلت ذات مرة: أعملت عملا ترين أن يقبل منك! قالت: " إن كان, فخوفي أن يرد علي. وقد أنشدت في هذا المقام:


وزادي قـليل ما أراه مبلغي
أتحرقني بالنار يا غاية المنى
***
***
ألزاد أبكي أم لطول مسافتي
فأين رجائي فيك أين مخافتي


كانت رابعة تصلى ألف ركعة في اليوم والليلة! فقيل لها: ما تريدين بهذا ؟ قالت : لا أريد به ثوابًا، وإنما أفعله لكي يُسرَّ به رسول الله يوم القيامة، فيقول للأنبياء: انظروا إلى امرأة من أمتي هذا عملها.

سئلت رابعة: كيف حبك للرسول صلوات الله عليه ؟
قالت : إني والله أحبه حبًا شديدًا، ولكن حب الخالق شغلني عن حب المخلوقين.

هتف رجل من العبَّاد في مجلس رابعة: اللهم ارضَ عني.
قالت رابعة : لو رضيت عن الله لرضي عنك.
قال : وكيف أرضى عن الله ؟
قالت : يوم تُسرُّ بالنقمة سرورك بالنعمة لأن كليهما من عند الله
ثم انتقلت إلى مقام الرضا والامتثال لإرادة الله والاستسلام لمشيئته والشعور بالأمن والطمأنينة في حضرته والقبول بالقضاء والقدر, حيث كان لرابعة مواقف كثيرة تعبر عن رسوخها في هذا المقام. وقد روي عنها أن "سفيان الثوري" قال ذات مرة وهو يزور رابعة: "اللهم ارض عني", فقالت له: " أما تستحي من الله أن تسأله الرضا وأنت غير راض عنه!", فقال: "استغفر الله", وأردف يسألها: "متى يكون العبد راضيا من الله؟", قالت: " إذا كان سروره بالمصيبة مثل سروره بالنعمة." ومن قولها أيضا في هذا المقام: "إني أستحي أن أسأل الدنيا من يملكها فكيف أسأل من لا يملكها" ثم ارتفعت رابعة إلى مقام المحبة والذي يعتبر أصل الإسلام وجوهره, وروح التصوف ومنبعه, وهو عند الصوفيين معراج لعلوم التصوف كافة, تلك العلوم التي تقوم على الفيض والكشف والذوق والإلهام, وفيه يصل المتصوف إلى مقام الإشراف على بحار الغيوب. ومن أقوالها في هذا المقام


حـبـيـبـي ليس يعدله حبيب
حبيب غاب عن بصري وسمعي
فـلـيـتك تحلو والحياة iiمريرة
ولـيت الذي بيني وبينك عامر
إذا صـح منك الود فالكل هين
***
***
***
***
***
ولا لـسـواه فـي قلبي نصيب
ولـكـن فـي فؤادي ما يغيب
ولـيتك ترضى والأنام غضاب
وبـيـني وبين العالمين iiخراب
وكـل الذي فوق التراب تراب



أحـبـك حـبين حب الهوى
فـأمـا الذي هو حب الهوى
وأمـا الـذي أنـت أهل له
فما الحمد في ذا ولا ذاك لي
يا حبيب القلب ما لي سواك
يا رجائي وراحتي وسروري
***
***
***
***
***
***
وحـبـا لأنـك أهـل لذاك
فـحب شغلت به عمن سواك
فكشفك لي الحجب حتى أراك
ولـكن لك الحمد في ذا وذاك
فـارحـم اليوم مذنبا قد أتاك
قد أبى القلب أن يحب iiسواك


ثم انتهت رابعة إلى مقام الخلوة وقطع العلائق والذي هو ثمرة المحبة الإلهية المتعمقة, وفيه يتخلل حب الله جميع الأعضاء واللحم والدم, فترتفع الحجب بين المتصوف والله ويحصل الكشف, وقد قيل أن هذا المقام لا يعلوه مقام إلا مقام النبوة.
ومن قولها في هذا المقام:


وتـخـللت مسلك الروح مني
فـإذا مـا نطقت كنت حديثي
إنـي جعلتك في الفؤاد محدثي
فـالجسم مني للجليس iiمؤانس
***
***
***
***
وبـه سـمـي الـخليل iiخليلا
وإذا مـا سـكت كنت الخليلا
وأبحت جسمي من أراد جلوسي
وحـبيب قلبي في الفؤاد أنيسي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.webislam.com
أبو حكيم المُرسي

أبو حكيم المُرسي


ذكر
عدد الرسائل : 132
العمر : 62
تاريخ التسجيل : 31/01/2008

رابعة "الروحانية" او العدوية (1) Empty
مُساهمةموضوع: رابعة "الروحانية" او العدوية (2)   رابعة "الروحانية" او العدوية (1) Emptyالأحد أبريل 20, 2008 4:44 pm

وعرفت رابعة "بالروحانية" الذين يغلب على قلوب المنتمين لها حب الله, وتعتبر الروحانية مقاما من مقامات الرضا يباح للروحاني الاطلاع به على ملكوت السماء ويسرح فيه مع الملائكة, فإذا خرجت النفس من الروح يكون روحانيا, وإذا خلا العقل عن القلب يكون ربانيا. وهنا اتهمها البعض بالزندقة, واتهمها البعض الآخر بالكفر, مع أن الروحانية التي دعت إليها رابعة ليس فيها أي اتجاه إباحي, ولم يوجد فيه أي ظل لزندقة أو إلحاد أو بدعة, وهذا يرد على بعض المغرضين الذي وصفوا روحانية رابعة وبعض جماعتها من المتصوفين بالزندقة و حدث لغط حول زواج رابعة, إلا أن المؤرخين رجحوا عدم زواجها ورفضها كل من طلب يدها, وهذا ما يؤكده "د. عبد الرحمن بدوي", وأكبر دليل على ذلك أنه لما خطب "عبد الواحد بن زيد" الصوفي المعروف رابعة, حجبته أياما حتى سمحت أن يدخل عليها فقالت له: " يا شهواني, أطلب شهوانية مثلك .. أي شيء رأيت فيّ من آلة الشهوة". كما رفضت الزواج من " محمد بن سليمان الهاشمي" أحد أمراء البصرة وردت عليه: " الزهد في الدنيا راحة البدن, والرغبة فيها تورث الهم والحزن, فهيئ مزادك, وقدم لمعادك, وكن وصيّ نفسك, ولا تجعل الرجال أوصيائك, فيقتسموا تركتك, وصم الدهر, واجعل فطرك الموت, وأما أنا فلو خولني الله أمثال ما حزت وأضعافه, فلم يسرني أن أشتغل عن الله طرفة عين والسلام.وكانت لا ترى الزواج يصلح لها, بل ترى استحالته بالنسبة لها, لأنها في شغل بالمهم من أمور الآخرة, والحياة الروحية ومسائلها, فأنّى لها تفرغ للزواج والحياة الدنيا, وما حكاية زواج رابعة إلا أسطورة نشأت عن الخلط بين "رابعة إسماعيل الشامية" زوج "أحمد بن أبي الحواري" ورابعة إسماعيل العدوية البصرية, وهذا القول ما يؤكده قولها لأبي الحسن البصري:



راحـتي يا إخوتي في خلوتيوحـبيبي  دائما في حضرتي
لـم أجـد عـن هواه عوضاوهـواه فـي الـبرايا محنتي
حـيـثـما كنت أشاهد حسنهفـهـو  مـحرابي إليه قبلتي
يـا حبيب القلب يا كل المنىجد بوصل منك يشفي مهجتي
يـا  سـروري وحياتي دائمانـشـأتي منك وأيضا نشوتي
قد هجرت الخلق جمعا أرتجيمنك  وصلا فهو أقصى منيتي


حجّت رابعة غير مرة, وتدرجت في إدراك معاني الحج على مراحل, فقد كان الحج بالنسبة لها في بداية الأمر عبارة عن أداء مناسك والقيام بركن من أركان الإسلام الخمسة بكل ما فيه من عبادات روحية وحسية ظاهرة وباطنة تطوف ببيت الله الحرام داعية باكية مستغفرة تتعلق بأستار الكعبة طالبة العفو والتوبة, وكانت تقوم به بالحج على راحلة. ثم ارتقت في رمزية الحج فأخذت تخرج للحج ماشية حافية لتشعر بالألم والمعاناة والعذاب فداء لله وحبا في الله, ثم وصلت إلى أعلى درجات التجرد المجرد عن كل معنى حسي ودنيوي, حيث كانت رابعة تجرد الصور من معانيها المادية المحسوسة وتردها إلى معانيها الروحية العالية وأصبحت الكعبة بالنسبة لها رمزا لرب الكعبة وأنها تحب الحج حبا في الله, ورغبتها في التقرب إليه والقرب منه, ورؤية وجهه, حيث كانت تقول في هذا المقام " الجار قبل الدار, وأنا لا أريد الكعبة, بل رب الكعبة, أما الكعبة فماذا أفعل بها"وامتد العمر برابعة حتى بلغت الثمانين, ومنهم من قال أنها بلغت السادسة والثمانين حيث توفت عام 180هـ أو 185هـ, فوهن جسمها واعتلت صحتها, ولكن عقلها ظل على المعهود من حيويته, وظلت المرشدة الروحية لكل من قصدها من الزهاد والعباد والمريدين. لقد كانت رابعة مستغرقة في حبها لله, شديدة الشوق واللهفة له, وكانت تحس بنار الحب الإلهي متأججة في أعماقها وكأنها تلسعها, وكانت تقول: "محب الله لا يسكن أنينه وحنينه حتى يسكن مع محبوبه و أصبحت رابعة كثيرة البكاء والنواح في أيامها الأخيرة, ولما سألها أصحابها عن سبب بكائها قالت: "إن شفائي أصبح متوقفا على لقاء المحبوب." كانت رابعة في البداية تخاف ذكر الموت إلا أنها في حياتها الأخيرة كانت تقول إذا أقبل عليها المساء هذه ليلتي أموت بها, فلا تنام حتى تصبح, وتقول للنهار كذلك حتى تمسي. وكانت لا تخاف الموت ولكنها كانت تخاف ألا تكون جديرة بعد بلقاء الله. كانت رابعة تضع أكفانها أمام ناظريها حتى لا يغيب عن بالها أبدا ذكر الموت نزولا عند قول رسول الله" أكثروا من ذكر هادم اللذات"و ذكر عن "عبدة بنت شوال" وكانت تخدم رابعة قالت, أن رابعة لما حضرتها الوفاة دعتني فقالت: " يا عبدة, لا تؤذني أحدا بموتي, ولفيني في جبتي هذه, جبة من الشعر التي كانت رابعة تتهجد بها في الليل" فقالت عبدة: فكفناها في تلك الجبة وخمار صوف التي كانت تلبسه."
و لقد ماتت رابعة على زهدها حتى عند وفاتها لم تشأ أن تشغل أحدا ولا تزعج فردا بشأنها, ولكن الله جل جلاله أكرمها بأن أرسل إليها طائفة من العباد الصالحين والصالحات التفوا حولها. ثم أكرمها الكرم الأعظم بأن أرسل إليها من رحمته رسلا للبشرى, فقد ذكر أنه لما حضرتها الوفاة قالت لأصحابها: " انهضوا واخرجوا ودعوا الطريق مفتوحة لرسل الله." فنهضوا جميعا وخرجوا, ولما أوصدوا الباب سمعوا صوت رابعة وهي تنطق بالشهادة فأجابها صوت مسموع: " يا أيتها النفس المطمئنة, ارجعي إلى ربك راضية مرضية, فادخلي في عبادي وادخلي جنتي.", فما لفظت النفس الأخير, تجمع أولئك الصالحون حولها وغسلوها وصلوا عليها ودفنوها في مقرها الأخير في البصرة.
تقول عبده: رأيت رابعه بعد وفاتها بسنة عليهاحله من استبرق خضراء وخمار من سندس أخضر ولم أر شيئا أحسن منه وقالت لها: يارابعه ما فعلت بالجبه التي كفناك فيها والخمار الصوف ؟
قالت : إن نزع عني وأبدلت به هذا ثوباً آخر،وطويت أكفاني وختم عليها ..ورفعت في عليين . فقلت لها: لهذا كنت تعملين أيام الدنيا ؟
قالت: وما هذا عندما رأيت من كرامه الله لأوليائه، فقلت مريني بأمر اتقرب به إلى ا لله ؟
قالت : عليك بكثرة ذكره فيوشك أن تغبطي بذلك في قبرك
أما ما ذكره قدماء المؤرخون من أنها دفنت في قبر على "رأس جبل طور زيتا ـ بيت المقدس", فهذا خلط بينها وبين رابعة الشامية زوجة أحمد بن أبي الحواري, أما رابعة العدوية البصرية فلم يعرف عنها أنها غادرت بلدتها البصرة إلا بحج, فإن كان لها قبر فلا يخرج من حدود البصرة.
وعلى هذا النحو طوت رابعة العدوية طريقها التي طالت بها وطالت حتى أفضت إلى غايتها المنشودة, وما زال لذكر رابعة في النفوس ما للعطر من شذى, ولها البقاء الذي ليس له من فناء ما دام للإنسان روح وللقلب حنين إلى التقوى والمحبة الإلهية التي تسمو عن هذا العالم المادي إلى العالم العلوي الروحاني. فلرابعة ذكر لا نسيان له على طول الزمان عند أهل التقوى واليقين والإيمان.أهل الأشواق والأذواق، أهل الإحسان وأهل حقيقه الإيمان، وتركت بصماتها واضحه في فكرهم وشعرهم، وفتحت للمحبين آفاق واسعة يطلون منها على أسرار لا تترجمها الكلمات بل يشعر بها كل من سجد قلبه لله.
رحم الله رابعه ورضي عنها وجمعنا بها مع إمام المحبين وساقي كؤوس المحبة لأهل الصدق نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.webislam.com
 
رابعة "الروحانية" او العدوية (1)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» السيدة رابعة العدوية
» يا سروري و منيتي و عمادي للسيدة رابعة العدوية
»  قدرى جاد _ شــهيدة الحب الإلهي .." رابعة العدوية "
» النفحة المحمدية فى الحكمة الروحانية
» النفحة المحمدية في الحكمة الروحانية الجزء الثانى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة المنتديات :: سير وتراجــم الأعلام والنبلاء-
انتقل الى: