أمير جاد
عدد الرسائل : 3071 تاريخ التسجيل : 25/07/2007
| موضوع: إن الذي فرض عليك القرآن لرادّك إلى معاد الجمعة يوليو 18, 2008 5:02 am | |
| {إن الذي فرض عليك القرآن} أوجب لك في الأزل عند البداية والاستعداد الكامل الذي هو العقل القرآني الجامع لجميع الكمالات وجوامع الكلم والحكم {لرادّك إلى معاد} ما أعظمه لا يبلغ كنهه ولا يقدر قدره هو الفناء في الله في أحدية الذات والبقاء بالتحقق به بجميع الصفات {قل ربي أعلم من جاء بالهدى} أي: لا يعلم حالي وكنه هدايتي وما أوتيت من العلم اللدني المخصوص به إلا ربي لا أنا ولا غيري , لفنائي فيه عن نفسي واحتجاب غيري عن حال {ومن هو في ضلال مبين} من هو محجوب عن الحق لعدم الاستعداد وكثافة الحجاب لكون غيري محجوباً عن حال استعدادي فما علمته بل هو العالم به لا أنا, لفنائي فيه وتحققي به. {وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب} كتاب العقل الفرقاني بتفصيل ما جمع فيك لكونك في حجب النشأة مغموراً, وعمّا أودع فيك محجوباً {إلا} أي: لكن ألقى إليك لتجلي صفة الرحمة الرحيمية {من ربّك} وظهور فيضها فيك شيئاً فشيئاً حتى صارت وصفك {فلا تكوننّ ظهيراً للكافرين} المحجوبين باحتجابك بها عن الفناء في الذات, فتظهر أنائيتك برؤية كمالها {ولا يصدّنك عن آيات الله} وتجليات صفته فتقف مع أنائيتك كوقوفهم مع العير فتكون من المشركين بالنظر إلى نفسك وإشراكها بالله في الوجود {وادع إلى ربّك} به لا إلى نفسك بها, فإنك الحبيب, والحبيب لا يدعو إلى نفسه ولا يكون بنفسه بل إلى حبيبه بحبيبه {لا إله إلاّ هو} فلا تدع معه غيراً لا نفسك ولا غيرها. فمن امتثال قوله: {وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ} حصل له وصف ما طغى ومن قوله: {ولا تدع مع الله} ، {مَا زَاغَ الْبَصَرُ} [النجم] {كل شيء هالك إلاّ وجهه} أي : ذاته , إذ لا موجود ( بالحق ) سواه {له الحُكْم} بقهره كل ما سواه تحت صفاته {وإليه تُرْجَعون} بالفناء في ذاته . -- القاشاني _________________ و آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين
| |
|