منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 تأليف البروفسورة الألمانية أنيماري شيمل ترجمة/د. عيسى علي العاكوب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
قدرى جاد
Admin
قدرى جاد


عدد الرسائل : 7304
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 14/09/2007

تأليف البروفسورة الألمانية أنيماري شيمل ترجمة/د. عيسى علي العاكوب Empty
مُساهمةموضوع: تأليف البروفسورة الألمانية أنيماري شيمل ترجمة/د. عيسى علي العاكوب   تأليف البروفسورة الألمانية أنيماري شيمل ترجمة/د. عيسى علي العاكوب Emptyالأربعاء أكتوبر 01, 2008 6:42 pm

دراسة آثار الشاعر الإيراني جلال الدين الرومي
والشراب الذي تذوقه الإنسان في ذلك اليوم سيساعده على
التمييز
بين الخير والشر ومثل موسى،
الذي ميّز لبن أمه من بين كل الأظآر،
سيميز الانسان ما هو خير له
.
هذا الخطاب الإلهي الأول يقود الإنسان إلى حياة واعية ومسوؤلة،
لكنه يقوده أيضا، إذا ما فهمه فهماً صحيحا،
إلى الفناء.
لان هدف الصوفي كما عبر عنه الجنيد،
أن يغدو معدوماً مثلما كان يوم الميثاق -
ونهايته «في العدم» هي العودة إلى بدايته «في العدم»
وذلك مبعث أن نور وجه الحبيب يذكر الرومي
ب «عهد ألست» لأنه «الحبيب
»
هو الذي يقود الباحث إلى الحال النهائية للوصال.
تعني «ألست» اللحظة التي لا تزال الوحدة فيها تسود -
ومن هذه الوحدة تنبثق النفوس كالسيول،
ولكن بمجرد - أن يسمع الخطاب مرة اخرى
ينتهي طريق السيول الى البحر:
جاء موج ألستُ، فتحطمت سفينة القالب،
وعندما تحطمت السفينة،
حان وقت الوصال واللقاء.
وقد استنبط الصوفية جناسا رائعا
من الإجابة البشرية عن الخطاب الإلهي
: كلمة «بلى» أولت بمعنى «بلاء».
لحظة نكون شُراب البلاء
في طريق العشق القديم،
ولحظة أخرى نكون القائلين «بلى» في مناجاة «ألست»
.
قال هو: «ألست» وقلت أنت: بلى
فما شكر «بلى»؟ الخضوع ل «البلاء».
وهذا البلاء يُرادُ منه أن يكون محكا للانسان:
فقط إذا كانت إجابته الأولى مخلصة،
سيكون قادرا على تحمل البلاء ممتنا،
وكلما كانت مرتبه في المأدبة الإلهية عالية،
عظم مقدار المعاناة التي يكون عليه أن يتحملها:
وذلك هو السبب في أن الانبياء يعانون أعظم البلاء.
ويرى الرومي معشوقه «شمس» بين الأوائل الذين ينطقون بهذه الإجابة،
أولك الذين كانوا أقرب، إن جاز التعبير، إلى النبع
الإلهي.
ومهما يكن من شيء، فان «ألست» هذه ليست عملا فريدا -
ذاك أن الحق يعيدها كل لحظة لأن العالم يُخلق من جديد كل لحظة
حسب اعتقاد الأشاعرة، ورغم أن الجواهر والأعراض
لا تجيب ب«بلى» صراحة،
التي هي ميزة للإنسان وحده،
فان ظهورها نفسه من العدم شهادة على إجابتها الإيجابية
للخطاب الالهي «كن
»!
لكن الإنسان نسى قسمه الأول حالا،
رغم كل المنن التي من بها الحق على آدم
الذي عُجن لمدة أربعين يوما بيدي القدير،
وكان «عين النور القديم
»،
وهذا سبب أن تجاوزه الاول
-
خطوته في المتع الحسية - عُد صعباً جدا، ومؤلماً جداً -
مثل شعره في العين،
هبوطه من الجنة كان يسبب اختلاطه بالحية بحرية تامة
- وهو تحذير لكل انسان يختلط برفقاء غير لائقين وسيئين
يجعلونه متعلقاً بالمادة ويعرّضون مساعيه للخطر
.
والطريق إلى الوطن لا يمكن الوصول إليه إلا بالنواح الدائم -

«
فمن أجل البكاء هبط آدم الى الأرض»
،
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.scribd.com/document/626833380/%D9%82%D9%85%D8%B1-%D8
قدرى جاد
Admin
قدرى جاد


عدد الرسائل : 7304
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 14/09/2007

تأليف البروفسورة الألمانية أنيماري شيمل ترجمة/د. عيسى علي العاكوب Empty
مُساهمةموضوع: رد: تأليف البروفسورة الألمانية أنيماري شيمل ترجمة/د. عيسى علي العاكوب   تأليف البروفسورة الألمانية أنيماري شيمل ترجمة/د. عيسى علي العاكوب Emptyالأربعاء أكتوبر 01, 2008 6:43 pm

وينبغي أن يكون نموذجا للتقى الذي سيحاول،
بتوبته الدائمة،أن يجد طريق العودة إلى الفردوس المفقود،
إلى المكان الذي منه نُفوا، بكى آدم لمدة ثلاثة مائة سنة
ليظفر من جديد برضى الحق،
مطمئنا إلى الوعد الإلهي،
«لا تقنطوا» وروضة الورد،
وحيدة في قلب الشتاء، تتابع مثاله ولا تقنط
.
والإنسان الذي وقع في أسار العناصر الأربعة
يعد هذا العالم سجنه
:
بقيتُ في حبس الدنيا من أجل الإصلاح،
فلم الحبس، ولم أنا؟ مال من سرقت؟
الإنسان في حياته الحاضرة
يمكن أن يشبه بالشرارة الكامنة في الحديد،
فهو «مقيد بالنوم والطعام»،
وتظل نفسه غير مرئية إذا لم تترك سجنها المظلم.
والشرارة تغذى أولا بالقطن،
وبمجرد أن تطلقها يد الشيخ،
فان نار النفس تمتد إلى السماوات فيكون،
مرة أخرى، أسمى من الملائكة
.
وكثيرا ما تأمل الرومي، على غرار معظم الصوفية،
الحال الثنائية للإنسان،
بفضل التكريم الإلهي «كرمنا» صار
«نصف الناس نحل عسل ونصفهم الآخر حيات»:
كل ما يأكله المؤمنون - سواء أكان ماديا أم روحيا -
سيتحول الى مادة وهبة للحياة،
أما الآخرون فينينتجون بكل عمل سماً مميتا لأنفسهم
وللآخرين.
تخلص الملاك بالعلم وتخلصت البهيمة بالجهل،
وظل ابن الإنسان متنازعا بين الإثنين.
يكون الإنسان أحيانا كالشمس،
ثم كالمحيط المملوء باللآلي الذي يحمل في داخله ألق
السماء،
لكنه ظاهريا وضيع كالتراب
.
وفي صورة استخدمها في الأزمنة المتأخرة كثير من شعراء فارس،
وهي معروفة لدى القراء الإنجليز بفضل «صلوات
»
لجون دن، يقول الرومي:
الإنسان كتاب عظيم، مكتوب فيه كل الأشياء،
لكن الحجب والظلمات لا تأذن له بأن يقرأ
ذلك العلم دون نفسه،
والحجب والظلمات هي هذه الانشغالات المختلفة والتدبيرات
والرغائب الدنيوية المتنوعة
.
لكن الإنسان ينسى عادة المنزلة العالية التي حباه الحق إياها،
لا يعرف نفسه، ويبيع نفسه رخيصا، كان أطلس فخاط نفسه على دلق
خرقة».
ويوضح الرومي هذه الحقيقة المحزنة
بالقصة المضحكة للرجل الذي أسرع إلى أحد البيوت بحثا عن ملجأ،
لأن الصيادين في الخارج كانوا يصطادون الحمير
.
وكان على صاحب المنزل أن يقنعه بأنه لم يكن حماراً ابدا
وليس له أن يخشى الصيادين،
بل هو «عيسى» الذي مكانه في السماء الرابعة،
وليس في الإصطبل
.
ويظهر هذا كيف أن الانسان يبحث عن مكانه في اصطبل عالم المادة هذا.
بدلا من أن يمضي إلى ملاذه السماوي.
ويقينا
«ليس كل مخلوق له وجه إنسان كائنا إنسانيا»،
كما يؤكد الرومي،
موافقا في ذلك رأي السنائي، الناس مختلفون تماما
-
ألم يشبههم النبي«ص» بالمعادن ذات المحتويات المختلفة؟
إنهم يختلفون اختلاف أحرف الألفباء،
مطلوبة كلها من أجل إحداث كتابة ونص معقول،
أوأن الشاعر قد يرى الأجسام مثل أباريق
تُصب فيها الأشربة الحلوة والمرة من الصفات الخلقية،
وهذا مبعث اختلافات البشر التي ينبغي أن يفطن إليها الباحث.
لم يكن الانسان مملا كثيرا لمنزلته العالية؟
وكل شيء خلق من أجله، كما يشهد على ذلك القرآن
:
ومن أجله خُلقت البحار والجبال،
والنمور والأسود خائفة منه كأنها الفئران،
والتمساح يرتجف وجلا، والعفاريت تخفي نفسها عنه،
أعداؤه المخفيون كثيرون،
لكنه إذا عمل بحذر فسيكون محصنا يقينا،
ويخال الرومي أن الحيوانات منحطة في المنزلة بقدر عصيانها له.
ومهما يكن من شيء، فإنه عند الحق وحده،
تغدو هذه المنزلة الرفيعة للانسان ملموسة أيضا،
وطالما أنه يستمد نوره من الحق،
فانه يظل الكائن الذي سجدت الملائكة أمامه،
وفي يدي الحق فقط يكون شبيها بعصا موسى
أو برقية المسيح التي تبعث الحياة،
قادرا على القيام بمعجزات كابتلاع العالم المحدث كله،
كما لقفت حية موسى حيات السحرة.
ولو تذكر الانسان فقط أن الله خلقه «في أحسن تقويم» بل،
وفقا لحديث مشهور، في صورته «سبحانه»،
إذ نفخ فيه من روحه مزودا بهذه الخاصّات،
لغدا «الانسان» اسطرلاب الصفات الإلهية السامية،
عاكساً الصفات الإلهية كما يعكس الماء القمر،
إذ تنفذ عليه أعمال القدرة الكلية وتغدو مرئية،

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.scribd.com/document/626833380/%D9%82%D9%85%D8%B1-%D8
قدرى جاد
Admin
قدرى جاد


عدد الرسائل : 7304
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 14/09/2007

تأليف البروفسورة الألمانية أنيماري شيمل ترجمة/د. عيسى علي العاكوب Empty
مُساهمةموضوع: رد: تأليف البروفسورة الألمانية أنيماري شيمل ترجمة/د. عيسى علي العاكوب   تأليف البروفسورة الألمانية أنيماري شيمل ترجمة/د. عيسى علي العاكوب Emptyالأربعاء أكتوبر 01, 2008 6:44 pm

وينبغي أن يكون نموذجا للتقى الذي سيحاول،
بتوبته الدائمة،أن يجد طريق العودة إلى الفردوس المفقود،
إلى المكان الذي منه نُفوا، بكى آدم لمدة ثلاثة مائة سنة
ليظفر من جديد برضى الحق،
مطمئنا إلى الوعد الإلهي،
«لا تقنطوا» وروضة الورد،
وحيدة في قلب الشتاء، تتابع مثاله ولا تقنط
.
والإنسان الذي وقع في أسار العناصر الأربعة
يعد هذا العالم سجنه
:
بقيتُ في حبس الدنيا من أجل الإصلاح،
فلم الحبس، ولم أنا؟ مال من سرقت؟
الإنسان في حياته الحاضرة
يمكن أن يشبه بالشرارة الكامنة في الحديد،
فهو «مقيد بالنوم والطعام»،
وتظل نفسه غير مرئية إذا لم تترك سجنها المظلم.
والشرارة تغذى أولا بالقطن،
وبمجرد أن تطلقها يد الشيخ،
فان نار النفس تمتد إلى السماوات فيكون،
مرة أخرى، أسمى من الملائكة
.
وكثيرا ما تأمل الرومي، على غرار معظم الصوفية،
الحال الثنائية للإنسان،
بفضل التكريم الإلهي «كرمنا» صار
«نصف الناس نحل عسل ونصفهم الآخر حيات»:
كل ما يأكله المؤمنون - سواء أكان ماديا أم روحيا -
سيتحول الى مادة وهبة للحياة،
أما الآخرون فينينتجون بكل عمل سماً مميتا لأنفسهم
وللآخرين.
تخلص الملاك بالعلم وتخلصت البهيمة بالجهل،
وظل ابن الإنسان متنازعا بين الإثنين.
يكون الإنسان أحيانا كالشمس،
ثم كالمحيط المملوء باللآلي الذي يحمل في داخله ألق
السماء،
لكنه ظاهريا وضيع كالتراب
.
وفي صورة استخدمها في الأزمنة المتأخرة كثير من شعراء فارس،
وهي معروفة لدى القراء الإنجليز بفضل «صلوات
»
لجون دن، يقول الرومي:
الإنسان كتاب عظيم، مكتوب فيه كل الأشياء،
لكن الحجب والظلمات لا تأذن له بأن يقرأ
ذلك العلم دون نفسه،
والحجب والظلمات هي هذه الانشغالات المختلفة والتدبيرات
والرغائب الدنيوية المتنوعة
.
لكن الإنسان ينسى عادة المنزلة العالية التي حباه الحق إياها،
لا يعرف نفسه، ويبيع نفسه رخيصا، كان أطلس فخاط نفسه على دلق
خرقة».
ويوضح الرومي هذه الحقيقة المحزنة
بالقصة المضحكة للرجل الذي أسرع إلى أحد البيوت بحثا عن ملجأ،
لأن الصيادين في الخارج كانوا يصطادون الحمير
.
وكان على صاحب المنزل أن يقنعه بأنه لم يكن حماراً ابدا
وليس له أن يخشى الصيادين،
بل هو «عيسى» الذي مكانه في السماء الرابعة،
وليس في الإصطبل
.
ويظهر هذا كيف أن الانسان يبحث عن مكانه في اصطبل عالم المادة هذا.
بدلا من أن يمضي إلى ملاذه السماوي.
ويقينا
«ليس كل مخلوق له وجه إنسان كائنا إنسانيا»،
كما يؤكد الرومي،
موافقا في ذلك رأي السنائي، الناس مختلفون تماما
-
ألم يشبههم النبي«ص» بالمعادن ذات المحتويات المختلفة؟
إنهم يختلفون اختلاف أحرف الألفباء،
مطلوبة كلها من أجل إحداث كتابة ونص معقول،
أوأن الشاعر قد يرى الأجسام مثل أباريق
تُصب فيها الأشربة الحلوة والمرة من الصفات الخلقية،
وهذا مبعث اختلافات البشر التي ينبغي أن يفطن إليها الباحث.
لم يكن الانسان مملا كثيرا لمنزلته العالية؟
وكل شيء خلق من أجله، كما يشهد على ذلك القرآن
:
ومن أجله خُلقت البحار والجبال،
والنمور والأسود خائفة منه كأنها الفئران،
والتمساح يرتجف وجلا، والعفاريت تخفي نفسها عنه،
أعداؤه المخفيون كثيرون،
لكنه إذا عمل بحذر فسيكون محصنا يقينا،
ويخال الرومي أن الحيوانات منحطة في المنزلة بقدر عصيانها له.
ومهما يكن من شيء، فإنه عند الحق وحده،
تغدو هذه المنزلة الرفيعة للانسان ملموسة أيضا،
وطالما أنه يستمد نوره من الحق،
فانه يظل الكائن الذي سجدت الملائكة أمامه،
وفي يدي الحق فقط يكون شبيها بعصا موسى
أو برقية المسيح التي تبعث الحياة،
قادرا على القيام بمعجزات كابتلاع العالم المحدث كله،
كما لقفت حية موسى حيات السحرة.
ولو تذكر الانسان فقط أن الله خلقه «في أحسن تقويم» بل،
وفقا لحديث مشهور، في صورته «سبحانه»،
إذ نفخ فيه من روحه مزودا بهذه الخاصّات،
لغدا «الانسان» اسطرلاب الصفات الإلهية السامية،
عاكساً الصفات الإلهية كما يعكس الماء القمر،
إذ تنفذ عليه أعمال القدرة الكلية وتغدو مرئية،



عدل سابقا من قبل الفنان قدرى في الأربعاء أكتوبر 01, 2008 6:47 pm عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.scribd.com/document/626833380/%D9%82%D9%85%D8%B1-%D8
قدرى جاد
Admin
قدرى جاد


عدد الرسائل : 7304
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 14/09/2007

تأليف البروفسورة الألمانية أنيماري شيمل ترجمة/د. عيسى علي العاكوب Empty
مُساهمةموضوع: رد: تأليف البروفسورة الألمانية أنيماري شيمل ترجمة/د. عيسى علي العاكوب   تأليف البروفسورة الألمانية أنيماري شيمل ترجمة/د. عيسى علي العاكوب Emptyالأربعاء أكتوبر 01, 2008 6:44 pm

ويقدم فرص هذا الأسطرلاب دائما أنباء عن عظمة الحق،
شرط أن يعرف الإنسان كيف يقرأ ويفسر حاله وموقفه،
وآدم
.
أما في معناه الباطن فإنه
-
عالم أكبر-
msocorcm a
في صورته الخارجية
قد يسمى عالما أصغر msocorcima.
وجود الآدمي،
اذ يقول الحق «ولقد كرمنا بني آدم» - إسطرلاب الحق.
وعندما يجعل الحق تعالى الإنسان عالماً به وعارفا له،
فانه يرى باسطرلاب وجوده تجلي الحق وجماله
الذي لا يوصف لحظة لحظة ولمحة لمحة،
وأن ذلك الجمال لا يغيب عن مرآته
.
أو قد يشبه الرومي مادة الإنسان بالراية.
يجعل «الحق» أولا راية ترفرف في الهواء،
وبعد ذلك يرسل الجيوش إلى قاعدة تلك الراية
من كل طرف يعلمه الحق وحده من العقل والفهم،
والغيظ والغضب، والحلم والكرم، والخوف والرجاء،
وأحوال لا تنتهي وصفات لاحد لها
.
ومن ينظر من بعيد لا يرى سوى الراية،
أما من يعاين عن قرب اليد
فانه يعرف الجواهر والحقائق الكامنة فيها.
المشكلة الرئيسة أن افراداً قليلين فقط
يحاولون إعادة بناء منزلتهم العالية السابقة،
أو حتى يكونوا منتبهين إليها
.
ومعظم شراح الرومي استمدوا هذه الفكر حول المنزلة العالية للإنسان
من اتجاهات عامة نظمت في فلسفة ابن عربي وعرفانه
:
عود الانسان الى أصله،
ترقي الانسان الكامل
وتطوره بوصفه هدفا للخلق.
لكنه يكفي إرجاع هذه الفكر إلى القرآن،
إذ توجد الجمل التي تتحدث عن الوظيفة الثنائية للانسان
- خليفة الله في الارض،
والمخلوق الغافل والضال والمذنب
-
جنبا إلى جنب،
محيطة تقريبا بكل إمكانيات السلوك الإنساني
.
صور الحق «سبحانه» اإنسان بأنه أسمى تجل لصفاته في خلقه،
ولأنه، في كماله، غاية هذا الخلق، فان كل شيء يتحرك نحوه،
تواقاً إلى «الإنسان» كل شيء من الجماد إلى الإنسان،
يطمح قاصداً أو غير قاصد إلى منزلة الإنسان الكامل،
لكن قليلين فقط يُدعون الى الظفر بها،
وكثيرا ما يجعل الإنسان الحق «مرد، أو،
كما يقول الصوفية الاتراك، ار» مقابلا للمُخنث،
في لغة الصوفية،
خاصة في أشعار الرومي:
يظل مشدوداً الى مُتع الدنيا،
ولا يركز على الطريق الروحي حصراً،
لا يستسلم تماما للمحبة الالهية.
حرفة أن أكون إنساناً تعلّمتها من الحق،
أن أكون بطل العشق
وحبيب أحمد
محمد
!!

/
تأليف
البروفسورة الألمانية أنيماري شيمل

ترجمة/د. عيسى علي العاكوب

http://www.al-vefagh.com/1386/861009/html/saghafe.htm#s313887
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://www.scribd.com/document/626833380/%D9%82%D9%85%D8%B1-%D8
 
تأليف البروفسورة الألمانية أنيماري شيمل ترجمة/د. عيسى علي العاكوب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» رسائل مولانا جلال الدين الرومي - ترجمة عيسى علي العاكوب
» حكاية ملك يهوديّ آخر سعى للقضاء على دين عيسى .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي
» حكاية الملك اليهودي الآخر الذي سعى في هلاك دين عيسى المثنوي المعنوي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» مكتبة صور العيساوية الشاذلية
» آنا ماري شيمل .. رمزية الحروف في المصادر الصوفية.pdf

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة الملفات الخاصة ::  حضرة مولانا جلال الدين الرومي-
انتقل الى: