منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 يا مسلمون

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
عاشق الباسل رضي الله عنه

عاشق الباسل رضي الله عنه


عدد الرسائل : 130
الموقع : بيت المقدس ـ أرض الإسراء والمعراج
تاريخ التسجيل : 30/04/2008

يا مسلمون Empty
مُساهمةموضوع: يا مسلمون   يا مسلمون Emptyالخميس ديسمبر 18, 2008 7:45 pm


يا مسلمون Rp9u5u2c0fxnzbc6b3a7fz4

يا مسلمون Alquds6ac0

الحمد لله المنزه عن كل شيء وعـَزّت معرفته فلا يُدرك بالمعقول، والصلاة والسلام على سيدنا أحمد محمد المحمود النبي العبد الرسول، إسراء القبول، ومعراج الوصول، وغاية المأمول، صلوات ربـّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ووراثه ونوابه مفاتيح الوصول...
وبعد...
السلام عليكم ورحمة الله تعالى العظيم الكريم الحكيم العدل وبركاته...
درس يا مسلمون
لسيدي المبجل والفقير إلى الله تعالى
سيدي الشيخ باسل صالح جرار
رضي الله تعالى عنه وأرضاه

يا مسلمون B504jo6

الحمد لله رب العالمين حمدا ًكثيرا ًطيبا ًمباركا ًفيه، ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما، وملء ما شئت مما شئت من شيء بعد، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، أنت أهل الثناء وأهل المجد، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا مُعطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمد عبده ورسوله وصفيـّه من بين خلقه وخليله، سيد العرب والعجم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأزواجه وذريته أفضل الأمم، الحمد لله الذي أنار الوجود بسيد الوجود.
أما بعد...
يا مسلمون
يقول الله سبحانه وتعالى: { فَاذْكُرُوني أَذْكُرْكُم واشْكُرُوا لي وَلا تَكْفُرُونِ } البقرة/١٥٢.
أحبة النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم،،، أنمر على هذه الآية دون أن نفكر فيها وأن نتذوق حلاوة معانيها ومدى رحمة الله تعالى بنا؟!!
فإن الله عز وجل يريد أن يجمع لنا بهذه الآية كل مقام عليّ وحال سنيّ، كيف لا ولا أدري كيف تغيب الأمة عن مثل هذه الآية وتفتخر بعدها على كل الأمم وكل الناس، كما أن الله عز وجل جمع بهذه الآية كل مقام عليّ وكل حال سنيّ لقد جمع الله عز وجل في هذه الآية أعلى المقامات التي ليس هناك عمل أو أي شيء يوازيها، كيف لا وهو ذِكـْر الله سبحانه وتعالى؟ والذِّكـْر يتبع المذكور فانظر بالله عليك،،، اعلم أن حقيقة الذكر أن يقلبك إلى المذكور، تفكــّر معي حبيبي... تكون مع المذكور... أي عمل مهما بلغ يقلبك إلى الله تعالى ويجعلك في حضرته قائما ًإذ الاسم لا يفارق المسمى بحال من الأحوال، فأنت أيها الإنسان إذا ناداك أخوك باسمك أجبته وكنت عنده أو جاء عندك ولله المثل الأعلى فمن ذكره باسمه كان عنده، فالله عز وجل يقول في سورة الكهف {وَأذْكُرْ رَبَّكَ إِذا نَسِيت َ} الكهف/٢٤، إذا نسيت الدنيا أذكر الله عز وجل كي يبقيك على هذه الحالة، وأعظم شيء ينسيك الدنيا هو بقائك في ذكر الله عز وجل، فإن بقيت في ذكره كنت في حضرته، فعندئذ يبعد عنك الدنيا وشهواتها ويميتها من قلبك ويحيي قلبك به سبحانه وتعالى، هذا هو الكمال الذي ليس بعده كمال.
فهذه الآية العظيمة حددت مرتبتين عظيمتين هما أعلى المراتب عند الله سبحانه وتعالى، وهما ذكر الله عز وجل وشكره أن يجعلك من الشاكرين، فقد وردت آيات كثيرة في الكتاب العزيز تحث على الذكر والبقاء فيه لكي تكون حالة مستديمة لذلك الذاكر وبعدها تشكر الله عز وجل على أن هيأك لهذا الأمر العظيم لأنه بذلك إشارة على إرادة الله تعالى لك. وعندما تشكر الله عز وجل على ذلك فهذا قمة العطاء الرباني والمدد الإلهي فالله عز وجل يقول: { وَقَلِيل ٌمِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ }سبأ/١٣، والله عز وجل يقول: {اعْمَلُوا آلَ داوودَ شُكْراً } سبأ/١٣، والشكر مفتاح العطاء والزيادة لأن الله عز وجل يقول: { لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُم } إبراهيم/۷، بالله عليكم ما الذي يمنعنا من الشكر لكي نستزيد من العطاء من الله عز وجل؟!
نعود إلى الذكر... إن الذاكر لله سبحانه وتعالى يبدأ باللسان ويجتهد على مداومة ذلك بأي صيغة كانت مما شرع الله سبحانه وتعالى، ويحاول على أن لا يمرّ عليه وقت دون ذكر حتى يأخذه الذكر إلى صاحبه حتى ولو لم يشعر بالبداية بحلاوة ذلك الأمر، فإن الأمر بحاجة إلى جدّ ومجاهدة على أن يبقى لسانه رطبا ًبذكر الله عز وجل لأنه بغير ذلك كان لسانه يابسا ًأي ميتا ً، وبعد ذلك عليه أن يستشعر معنى ما يذكر حتى يغيب بالمعنى قليلا ًقليلا ًفيصبح الذكر مفتاحا ًلمعنى ما يذكره.
أحبة النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم،،، ما المعنى الذي يستحضركم عندما تقرؤون هذه الآية "فاذكروني أذكركم" أي معنىً جليل وعظيم وكريم وكبير يحضر بقلب ذلك الذاكر! فأنت تذكر الله والله عز وجل من فوق سبع سماواته يذكرك، الله الذي يذكرك!!! أعظم العظماء، وملك الملوك، وجبار السماوات والأرض، فمن كان لله كان الله عز وجل له. انظر إلى قول النبي المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وهو يقول: ( ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قال: ذكر الله )، أنظر بالله عليك كم للذكر من فضل وشأن عظيم، والنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يخبر أنه من خير الأعمال وأزكاها عند الله سبحانه وتعالى وأرفعها في درجاتنا في الجنة عنده عز وجل، وخير لنا من إنفاق الذهب والفضة، وحتى الجهاد الذي هو ذروة سنام الإسلام، انظر ما للذكر من قيمة،،، كيف لا وأنت تذكر إلى مَن تـُوَجــَّه إليه هذه الأعمال؟! أنظر إلى هذه الطريق المختصرة التي أعطاك الله سبحانه وتعالى إياها لكي يدخلك في حضرته، انظر إلى محبة الله تعالى لك والله عز وجل يقول: { وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ } العنكبوت/٤٥، يجب أن يكون ذكر الله عز وجل والله أكبر من كل شيء في قلبك ونفسك وروحك وعقلك، واعلم أن كل ما تصنعه يعلمه الله سبحانه وتعالى فأبدع بصناعة الذكر حتى تتم صناعتك كما يريد الله عز وجل حيث قال لسيدنا موسى عليه وعلى رسولنا أفضل الصلاة والسلام: { وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي } طه/٣۹، وقال أيضا: { وَلتُِصْنَع َعَلى عَيْنِي } طه/٤١، وانظر إلى الحديث القدسي العظيم يقول الله تعالى: ( من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه ) انظر،،، يذكرك الله تعالى في نفسه أو في ملأ عظيم أفضل من الملأ الذي ذكرته فيه، أي عظمة هذه التي ليس فوقها عظمة وحقيقة ليس فوقها عظمة أن يشرّفك الله عز وجل بذلك.
نبدأ بك أنت أيها المحب لله سبحانه وتعالى وحبيبه سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إذا بدأت في ذكر الله عز وجل باللسان وجاهدت نفسك بذلك حتى يصبح الذكر شعارك ودثارك وعلى أن لا يمر وقت دون أن تكون فيه ذاكرا ًوتدوم على ذلك ليلك ونهارك حتى يصبح الذكر طبعا ًفيك، تصبح تذكر ليس بتكلف وإنما لأن كل شيء فيك ألِفَ ذلك بأي صيغة ذكر كانت لله سبحانه وتعالى، ثم بعد ذلك اجتهد على أن تفهم معنى ما تذكر فهما ًيليق بذكرك، وتفكر بعقلك وقلبك ونفسك وروحك بتلك المعاني الذي بدأت بالتفكر بها وسيفتح الله عز وجل عليك معان يلم تكن موجودة عندك، معاني عظيمة كي تعظـّم الذكر الذي تذكر فيه وهو بمثابة مدد نوراني من الله عز وجل لك وعليك، ويجعلك تتذوقها بقلبك حتى يجعلك تغيب بالمعنى عن الذكر، تغيب بالمذكور عن الذكر، فإن غبت بالله عز وجل فهذه علامة على نهوض قلبك بالذكر، يبدأ قلبك بالذكر وربما يخرس اللسان عندما يذكر القلب أو يذكر اللسان والقلب معا، فيكون الذكر مفتاحا ًلخزائن علم الله عز وجل، وموارد العطاء الرباني، سيفتح عليك بفتوح لكي يقربك منه أكثر وأكثر حتى يتحقق الأمر أن الاسم لا يفارق المسمى، فتبدأ بالاسم ثم تنتقل إلى أن تكون مع المسمى، ثم يبدأ قلبك يتراقص بما يفتح عليه الله عز وجل من فتوح الغيب لكي تكون بمثابة الشهادة عندك وهذا كله من عطاء الله عز و جل عليك، ثم يبدأ قلبك بالامتلاء بالمعاني حتى يسجد في حضرة الله عز وجل فإذا سجد قلبك انطلقت روحك إلى عوالم الملك والملكوت والجبروت حتى لا يقف دونها شيء مما قسمه الله تعالى لها فترى وتشاهد وتشعر وتأخذ وتتلقى وتـُؤمر وتنفذ وتسيّر الجسد كما يريد الله تعالى بعدما كان الجسد يسيّرها، فيصبح الإنسان مالكاً لنفسه بوهبها لله عز وجل وهو بالأصل مالكها ومالك كل شيء، فيصبح الإنسان عظيم المعنى والمقام لأنه إذا انطلقت الروح إلى بارئها وإلى موطنها الأصلي وتحررت من قيد الجسد والنفس وسارت بكرائم الألطاف إلى مقام الأشراف وشاهدت ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وهي تقول {وَمَا مِنَّا إِلاّ لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ } الصافات/١٦٤، فمن هذه الأرواح من تبقي مطلقة ومن هذه الأرواح من تخرج إلى ساحة الكرم الإلهي تتغذى بكل غذاء رباني ومن ثم تعود للجسد تغذيه مما تغذت مصداقا للحديث الشريف بقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ( إني أبيت عند ربي يطعمني ويسقين )، ويلهمه الله عز وجل ذِكرا ًمخصوصا ًبه له خاصة، يكون هذا مفتاحه لساحة الكرم الإلهي والمدد الرباني، فيحققه الله عز وجل بمقام العبدية التي كل مخلوق خلقه الله عز وجل خلقه لعبادته، ومن هنا وجب عليه أن يبقى شاكرا لله تعالى مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ( أفلا أكون عبدا شكورا ). فالعبد الشكور هو أعظم مقام يصله الإنسان في سيره إلى الله عز وجل، فإن الشكر أن لا ترَ منعماً عليك إلا الله عز وجل، وأن لا تعص ِالله سبحانه وتعالى بنعمه التي أنعمها عليك، وأن تجعلها مطية تسير بها إلى الله عز وجل. وحتى تشكره حق الشكر الذي يليق به على قدرك يجب أن تعرف أنه لا يتصرف بكل شيء إلا الله عز وجل، وأنه هو الفاعل بكل شيء مصداقا لقوله تعالى. ولا يتحرك ساكن إلا بأمره حتى طرفة عينك لا تطرف إلا بالله وبأمره سبحانه وتعالى. فهنا ترى قدرة الله عز وجل في كل شي ظاهرة فتشكره على الدوام فتشكره على نعمة الإيجاد ونعمة الإمداد ونعمة الاستعداد وعلى كل نعمة أولاها على خلقه. فهنا تحقق مقام العبد الشكور واعلم أنه لا يكون ذلك إلا إذا تشبهت بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم حسا ًومعنًى وجعلته قدوة لك في كل شيء لأنه هو أعظم مَن تحقق بكل المقامات وبمقام "أفلا أكون عبدا شكوراً"، فإن بقيت ذاكرا ًشاكرا ًتكن وتبقَ بعين الله سبحانه وتعالى مصداقا ًلقوله تعالى: { وَاصْبِر لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا } الطور/٤٨، ومَن كان بعين الله عز وجل نال كل خير من الله سبحانه وتعالى، وماذا تريد أعظم من أن يحققك الله عز وجل في قوله تعالى: { الذينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِم وَيَتَفَكَّرُونَ في خَلْقِ السَّمَاواتِ والأرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا باطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذابَ النَّارِ } آل عمران/١۹١، ولذلك كن دائماً بهذين المقامين العظيمين الشريفين، تتقلب بهما حتى تـُبعث يوم القيامة بهما وتدخل الجنة التي أعدّها الله عز وجل لعباده المتقين الأخيار الذاكرين الشاكرين الأبرار. فأنت لا تكون من الشاكرين حتى تكون من

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق الباسل رضي الله عنه

عاشق الباسل رضي الله عنه


عدد الرسائل : 130
الموقع : بيت المقدس ـ أرض الإسراء والمعراج
تاريخ التسجيل : 30/04/2008

يا مسلمون Empty
مُساهمةموضوع: رد: يا مسلمون   يا مسلمون Emptyالخميس ديسمبر 18, 2008 8:07 pm




يا مسلمون Rp9u5u2c0fxnzbc6b3a7fz4

يا مسلمون Alquds6ac0

الحمد لله المنزه عن كل شيء وعـَزّت معرفته فلا يُدرك بالمعقول، والصلاة والسلام على سيدنا أحمد محمد المحمود النبي العبد الرسول، إسراء القبول، ومعراج الوصول، وغاية المأمول، صلوات ربـّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ووراثه ونوابه مفاتيح الوصول...
وبعد...
السلام عليكم ورحمة الله تعالى العظيم الكريم الحكيم العدل وبركاته...
درس يا مسلمون
لسيدي المبجل والفقير إلى الله تعالى
سيدي الشيخ باسل صالح جرار
رضي الله تعالى عنه وأرضاه

يا مسلمون B504jo6


أما بعد

تابع...
يا مسلمون
[/size]
ولذلك كن دائماً بهذين المقامين العظيمين الشريفين، تتقلب بهما حتى تـُبعث يوم القيامة بهما وتدخل الجنة التي أعدّها الله عز وجل لعباده المتقين الأخيار الذاكرين الشاكرين الأبرار. فأنت لا تكون من الشاكرين حتى تكون من الذاكرين، ولا تحقق معنى العبدية حتى تبعد عنك كل ما سوى الله سبحانه وتعالى، فأنت إن كنت بعيدا عن كل شيء مما سوى الله تعالى كنت قريبا ًجدا ًمنه، وإذا حققت هذا القرب العظيم تحقق معنى العبدية بأن تكون عبدا ًمحضا ًلله سبحانه وتعالى، وهذا لا يكون إلا بهذين المقامين: مقام الذكر ومقام الشكر، وبهذا تأنس بما عند الله تعالى وما سيرد عليك من تجليات إلهية عظيمة، فأنت عندما تكون مذكورا ًمن قبل الله سبحانه وتعالى يذكرك الله الرحمن الرحيم في نفسه أو في ملأ خير من أي ملأ، إن هذا لهو الكمال الذي ليس بعده كمال والجمال الذي ليس بعده جمال، أي خلع سيخلعها الله سبحانه وتعالى عليك بذكره إياك؟! أيها الذاكر لله سبحانه وتعالى فكر أنت واستشعر ذلك بقلبك واجعل قلبك ينقلب بذكرك لله عز وجل إلى ساحات الكرم الإلهي ودائما ًتمثل بهذه الأبيات...





ذكرتك لا أنـــي نسيتك لمحــــــة
وأيسر ما في الذكر ذكر لساني

وصرت بلا وجد أهيم من الهوى
وهــام علي القلب بالخفقــــــان

فلما أراني الوجد أنك حاضـــري
شهدتك موجودا بكل مكـــــــان

فخاطبت موجودا بغير تكلــــــــم
وشاهدت موجودا بغير عيــــان





فالذكر هو باب كل عطاء إلهي، وهو مفتاح الخير كله، وهو أعظم طريق للوصول إلى كل المقامات والأحوال. فأنت تذكره عز وجل وهو يذكرك، وأنت تشكره وهو يعطيك، فأنت ما بين ذكره وعطائه عز وجل، وهنا يكمن الخير كله فكل عظمة عند هذه العظمة لا تذكر. فالله سبحانه وتعالى أعطاك أعظم المقامات في أيسر العبادات فافهم وأنهـِضْ حضرات ذكره عز وجل وبادر وأسرع قبل فوات الأوان ولا يكون لك عند أهل القرب مكان، وفكر كيف سيخرج الله عز وجل يوم القيامة بطاقة لرجل له سجلات على مد البصر سيئات ويوقن بهلاكه فيخرج له بطاقة مكتوب بها "لا إله إلا الله" كلمة ذكر فيقول هذا الرجل ماذا ستفعل هذه الورقة أمام هذه السجلات فيضعها الجبار الذي لا يـُظلم عنده أحد في كفة الميزان الثانية فترجح الكفة التي فيها تلك الورقة أتعلم لماذا لأنه لا يوجد شيء يعدل ذكر الله عز وجل ولا كلمة "لا إله إلا الله" ويدخل الجنة بتلك الورقة فأين أوراقك أنت؟ فإذا كانت ورقة نجّت صاحبها وأدخلته الجنة فكيف أنت عندما ستقدم قلبك ليس فيه إلا الله سبحانه وتعالى وذكره؟ فماذا سيكون لك؟ وكيف سيباهي بك الله عز وجل على كل الخلائق؟ تذوّق هذه المعاني التي تذيب القلب وتتراقص الروح عليها، فالله سبحانه وتعالى يحب اللسان الذاكر والقلب الشاكر والجسد الذي على البلاء صابر. فالذكر يورث المحبة والمحبة تزيد من الذكر، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يقول: ( من أحب شيئاً أكثر من ذكره )، فأنت إن أحببت الله عز وجل أحبك الله عز وجل، وإن ذكرت الله عز وجل ذكرك الله عز وجل، وإن كنت لله سبحانه وتعالى كان الله عز وجل لك، وإن كنت مع الله عز وجل كان الله عز وجل معك، وإذا أقبلت على الله عز وجل أقبل الله عز وجل عليك، فبالذكر تنال العطاء وبالشكر تدوم النعم. فآيات كثيرة نزلت في القرآن تحث على الذكر، ووردت كلمة الذكر في عدة مواطن كثيرة في معاني كثيرة كقوله تعالى: { إنّا نّحْنُ نّزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإنّا لَهُ لَحَافِظُونَ } الحجر/۹، جاءت بمعنى القرآن، وكقوله تعالى: { فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ } النحل/٤٣، وقوله تعالى: { وذكِّرْ فإنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ } الذاريات/٥٥، وأيضا: {فذَكِّرْ بِالقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ } ق/٤٥، وأيضا: { والذّاكِرينً اللهَ كَثِيراً والذّاكِِراتِ } الأحزاب/٣٥، وأيضا قوله تعالى: { وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ واللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ } العنكبوت/٤٥.
أحبة النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم لا أريد أن أطيل عليكم ولكن اعلموا أن ذكر الله سبحانه وتعالى هو الباب الأعظم للدخول على الله عز وجل، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم كان لا يخلو منه وقت دون أن يكون فيه ذاكرا ً. فاعلم أيها الذاكر ما دمت ذاكرا ًفأنت على الدوام مذكور من قــِبَل الحق وملائكته والأنبياء والأولياء والصالحين، وفكر بنفسك من أنت حتى تـُذكر بهذه الكيفية وبهذا العدد بمجرد ذكرك لله سبحانه وتعالى؟!! فعندما تكون دائم الذكر يجمع الله سبحانه وتعالى همّك عليه ويشغلك به ويحققك بقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ( اللهم لا تجعل لي هما ًولا شغلاً سواك ) نعم حتى لا يشتغل قلبه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إلا بالله سبحانه وتعالى. فإنه كما قال أهل الله عز وجل "الذكر منشور الولاية".
واعلم أن الذكر هو أكبر سلاح يكون معك ضد الشيطان وأعوانه: { إنَّ الذينَ اتَّقواْ إذا مَسَّهُمْ طائفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا فإذا هُمْ مُبْصِرُونَ } الأعراف/٢۰١، ومن هنا نعلم أن الذكر هو أكبر وسيلة تنجيك من الشيطان ومن الدنيا وفتنها، ويحققك بمعنى كلمة التوحيد بكل معانيها، لأن الذكر هو الطريق إلى الله سبحانه وتعالى بكل ما تحوي الكلمة من معنى. فكم من حديث للنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يحثنا على الذكر ويعلمنا صيغ أذكار لله سبحانه وتعالى ويعلمنا كم عليها من الأجر العظيم، كل هذا ولا تلتفت قلوبنا إلى الله سبحانه وتعالى. فعندما يقول الله تعالى { وقلَيل ٌمِن عِبَادِيَ الشَّكُورُ } سبأ/١٣، لما لا تكون من هذه القلة التي هي في أعظم القمم والتي هي بحضرة القرب الأعظم من الله سبحانه وتعالى؟ فالذكر هو سفينة النجاة لكل من أراد أن ينجو بنفسه ويرتقي إلى مقامات القرب من الله سبحانه وتعالى. والآن حبيبي لا أريدك أن تكون من أصحاب هذه الآية التي يقول الله سبحانه وتعالى: { ومَن أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيَشةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى ` قالَ رَبِّي لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً ` قالَ كذلكَ أَتَتْكَ آياتُنا فَنَسِيتَهَا وَكَذلكَ اليَوْمَ تُنْسَى } طه/١٢٤-١٢٦، هل هذا ما تريده لا أظن لذي لب أن يحب أن يكون حاله هكذا يوم القيامة.
أحبة النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم كثير مَن سيأتي يوم القيامة حاله كما وصفته هذه الآية، وهكذا سيكون حاله في الدنيا والآخرة، وانظر فإن الله عز وجل برحمته أعطاه تحذيرا ًفي الدنيا،،، المعيشة الضنكة لكي يعتبر حتى لو كان يملك كنوز الأرض كلها سيبقى في ضنك لكي يرجع إلى الله عز وجل ولكن إن لم يرجع هنا تكون الطامة بالنسبة له زيادة على المعيشة الضنكة حشره يوم القيامة أعمى ونسيانه وكل هذا لإعراضه عن ذكر الله سبحانه وتعالى، لأنه مَن يعرض عن ذكره يعرض عن الله عز وجل ومن يعرض عن الله عز وجل كيف يـُقبــِل الله عز وجل عليه؟! فإن كل الآيات التي أتتك إنما هي لتذكرك بالله سبحانه وتعالى وتجعلك تقبل عليه بالكلية بذكرك إياه، ولو نظرت إلى عكس الآية مثلا عكس الإعراض الإقبال ومن يقبل على ذكر الله عز وجل فإن له المعيشة الكاملة التي تصلح له وتساعده على البقاء بالإقبال على الله عز وجل معيشة الأنبياء والصالحين، يشعر بنفسه ملك بالله عز وجل ويأتي يوم القيامة بصيرا ًبالله عز وجل وبرسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم غير منسي بل العكس سيذكر الله سبحانه وتعالى الخلائق به، هذا الذي كان دائم الإقبال عليّ وعلى آياتي وعلى حبيبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وتفكــّر بها وقادته إلى ذكري وإليّ، فلن يكون منسيا ًمن قــِبـَل الله عز وجل ومن كان غير منسي له كل الخير العظيم والفضل الجسيم، فكما قلنا تذكر الله عز وجل فتكون دائما مذكورا ًمن الله عز وجل، أفيذكرك الله عز وجل وأنت في الدنيا وينساك في الآخرة ؟!! لا يمكن أن يكون ذلك، فأهل الذكر في الدنيا هم أهل الذكر في الآخرة. فالصلاة التي هي مفروضة عليك هي ذكر لله سبحانه وتعالى، وكل عباداتك هي ذكر لله سبحانه وتعالى لكي تكون معه على الدوام فكن معه ولا تكن مع غيره فإن الله عز وجل يقول في الحديث القدسي: ( من اشتغل بذكري عن مسألته أعطيته أفضل ما أعطي السائلين )، لك أفضل ما أعطي أي سائل سأل الله من فضله العظيم. ولا نريد أحبة النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أن نكون من الذين قيض لهم شيطان فكان لهم قرين وكل هذا لأنهم أعرضوا عن ذكر الرحمن لقوله تعالى: { وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرّحْمنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ } الزخرف/٣٦، فمن قيض له شيطان وكان له قرين أصبح هو شيطانا ًوقرينا ًوالعياذ بالله تعالى، ويكون بعيدا ًكل البعد عن الله سبحانه وتعالى. انهض حبيبي من الآن بذكر الله عز وجل، وكن دائم الذكر والفكر لأن الذكر يقود إلى الفكر والفكر يقود إلى الذكر، فكلما تفكرت ببديع صنع الله عز وجل قادك هذا الفكر إلى تعظيم الله عز وجل وذكره وعوّض على نفسك الأيام التي مضت وأنت بعيد عن الله عز وجل، وابقَ على هذه الحالة من الذكر حتى يأتيك اليقين.
أسأل الله العظيم أن يجعلنا من الذاكرين الله عز وجل كثيرا ً، ومن أهل حضرته وأهل قربه، وأن يشبهنا بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم حسا ًومعنىً، ظاهرا ًوباطنا ً، وأن يحشرنا معه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ويرزقنا مرافقته في الجنة.
وسبحان ربك رب العزة عما يصفون...
وسلام على المرسلين...
والحمد لله رب العالمين...

﴿ الطريقة النورانية المحمدية الربانية الإلهية ﴾

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الشيخ نحمده أبو القاسم

الشيخ نحمده أبو القاسم


عدد الرسائل : 8
تاريخ التسجيل : 26/08/2008

يا مسلمون Empty
مُساهمةموضوع: رد: يا مسلمون   يا مسلمون Emptyالإثنين ديسمبر 22, 2008 2:04 am

اتمنى ان اعرف اكثر عن طريقتكم لأعجابى الشديد بكلام سيدنا الباسل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عاشق الباسل رضي الله عنه

عاشق الباسل رضي الله عنه


عدد الرسائل : 130
الموقع : بيت المقدس ـ أرض الإسراء والمعراج
تاريخ التسجيل : 30/04/2008

يا مسلمون Empty
مُساهمةموضوع: رد: يا مسلمون   يا مسلمون Emptyالإثنين ديسمبر 22, 2008 2:58 pm


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الكريم الشيخ نحمده ابو القاسم بارك الله بك وبمرورك الكريم صدقت يا أخي من يقرأ ويتمعن بكلام أهل الله الفخام لا يملك سوى التعجب بالمعاني العظيمة التي يلفتوا قلوبنا لها فنسأل الله الكريم في عليائه أنه كما أنعم علينا بهذه النعمة العظيمة وهي التربي والتزكي على يدي أعاظم أهل الله أن يديم علينا هذه النعمة وأن يزيدنا من فضله العظيم
وأبشر يا أخي سألبي لك طلبك الكريم ويسعدني أن تقرأ رسالتي لك على الخاص
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
يا مسلمون
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مسلمون وأقباط من المهد إلى المجد
» بالصور: مسلمو العالم يحتفلون بعيد الفطر

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة السادة و الأحباب ::  العصبــــــــة الهاشــــــــــــمية والطريقة النورانية -
انتقل الى: