منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 درس المعاني الاصيلة لمفهوم التوسل والوسيلة لسيدي الامام الباسل رضي الله عنه

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ابن الباسل

ابن الباسل


عدد الرسائل : 145
العمر : 46
الموقع : فلسطين المحتلة
تاريخ التسجيل : 07/05/2008

درس المعاني الاصيلة لمفهوم التوسل والوسيلة لسيدي الامام الباسل رضي الله عنه Empty
مُساهمةموضوع: درس المعاني الاصيلة لمفهوم التوسل والوسيلة لسيدي الامام الباسل رضي الله عنه   درس المعاني الاصيلة لمفهوم التوسل والوسيلة لسيدي الامام الباسل رضي الله عنه Emptyالإثنين ديسمبر 21, 2009 10:55 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
{المعاني الأصيلة لمفهوم التّوسُّل والوسيلة }
لسيدي ومولاي الفقير إلى الله تعالى...
الشيخ باسل صالح جرّار
رضي الله تعالى عنه وأرضاه

شيخ ومؤسس الطريقة النورانية المحمدية الربانية الإلهية
طريقة تصحيح مسار أهل التصوف والمسلمين...
ببيت المقدس ـ أرض الإسراء والمعراج



الحمد لله رب العالمين حمدا ًكثيرا ًطيبا ًمباركا ًفيه، ملء السماوات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت مما شئت من شيء بعد، أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد، أنت أهل الثناء وأهل المجد، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الحمد وله الملك، يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير، شهادة ًمبرّأة ًمن الشك والتهم، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله سيد العرب والعجم، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته أفضل الأمم، الحمد لله الذي أنار الوجود بسيد الوجود - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

أما بعد...

يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }المائدة/٣٥، وقول أيضا:{أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً }الإسراء/٥٧.

ويقول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في أحاديثه عن التوسل ومشروعيته وكيفيته وأنواعه كله وكيف يجب أن يُفهم على الوجه الصحيح الذي أراده الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:

· باب قصة أصحاب الغار الثلاثة والتوسل بصالح الأعمال:نص واحد الرقاق باب 27 رواه مسلم.

· باب قَوْلِهِ ( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمِ الْوَسِيلَةَ ) الآيَةَ . (7) . صحيح مسلم البحث عن: الوسيلة. الموطن : 7738 التفسير باب 4 [مسلم].

· حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِى مَعْمَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ فِى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ ( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ ) قَالَ كَانَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ أَسْلَمُوا وَكَانُوا يُعْبَدُونَ فَبَقِىَ الَّذِينَ كَانُوا يَعْبُدُونَ عَلَى عِبَادَتِهِمْ وَقَدْ أَسْلَمَ النَّفَرُ مِنَ الْجِنِّ .

صحيح البخاري البحث عن :الوسيلة. المـــــوطن: 4714 التفسير الإسراء باب 7 [البخاري].

· حَدَّثَنِى عَمْرُو بْنُ عَلِىٍّ حَدَّثَنَا يَحْيَى حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنِى سُلَيْمَانُ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِى مَعْمَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ( إِلَى رَبِّهِمِ الْوَسِيلَةَ ) قَالَ : كَانَ نَاسٌ مِنَ الإِنْسِ يَعْبُدُون نَاساً مِنَ الْجِنِّ ، فَأَسْلَمَ الْجِنُّ ، وَتَمَسَّكَ هَؤُلاَءِ بِدِينِهِمْ . زَادَ الأَشْجَعِىُّ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الأَعْمَشِ . ( قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ ).

صحيح مسلم البحث عن : الوسيلة. المـــــوطن: 7739 التفسير باب 4 [مسلم].

· حَدَّثَنِى أَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ الْعَبْدِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِى مَعْمَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ ).

قَالَ كَانَ نَفَرٌ مِنَ الإِنْسِ يَعْبُدُونَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ فَأَسْلَمَ النَّفَرُ مِنَ الْجِنِّ . وَاسْتَمْسَكَ الإِنْسُ بِعِبَادَتِهِمْ فَنَزَلَتْ ( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ )

صحيح البخاري البحث عن : الوسيلة. المـــــوطن : 614 الأذان باب 8 [البخاري]

· حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَيَّاشٍ قَالَ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِى حَمْزَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : « مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ :اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلاَةِ الْقَائِمَةِ آتِ مُحَمَّداً الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ وَابْعَثْهُ مَقَاماً مَحْمُوداً الَّذِى وَعَدْتَهُ ، حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ » .

صحيح مسلم البحث عن: الوسيلة. المـــــوطن: 7738 التفسير باب 4 [مسلم]

· حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِيسَ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِى مَعْمَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ فِى قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ ( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ ) قَالَ كَانَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ أَسْلَمُوا وَكَانُوا يُعْبَدُونَ فَبَقِىَ الَّذِينَ كَانُوا يَعْبُدُونَ عَلَى عِبَادَتِهِمْ وَقَدْ أَسْلَمَ النَّفَرُ مِنَ الْجِنِّ .

صحيح البخاري البحث عن :الوسيلة. المـــــوطن : 4715 التفسير الإسراء باب 8 [البخاري]

· حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ خَالِدٍ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سُلَيْمَانَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِى مَعْمَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ - رضى الله عنه - فِى هَذِهِ الآيَةِ ( الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمِ الْوَسِيلَةَ ) قَالَ : نَاسٌ مِنَ الْجِنِّ { كَانُوا } يُعْبَدُونَ فَأَسْلَمُوا . صحيح مسلم البحث عن: الوسيلة. المـــــوطن: 7739 التفسير باب 4 [مسلم].

· حَدَّثَنِى أَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ الْعَبْدِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِى مَعْمَرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ )

قَالَ كَانَ نَفَرٌ مِنَ الإِنْسِ يَعْبُدُونَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ فَأَسْلَمَ النَّفَرُ مِنَ الْجِنِّ . وَاسْتَمْسَكَ الإِنْسُ بِعِبَادَتِهِمْ فَنَزَلَتْ ( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ )

صحيح البخاري البحث عن : الوسيلة. المـــــوطن: 4719 التفسير الإسراء باب 11 [البخاري].

· حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَيَّاشٍ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَبِى حَمْزَةَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضى الله عنهما - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : « مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ : اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلاَةِ الْقَائِمَةِ ، آتِ مُحَمَّداً الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ ، وَابْعَثْهُ مَقَاماً مَحْمُوداً الَّذِى وَعَدْتَهُ ، حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ ». رَوَاهُ حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم .

صحيح مسلم البحث عن: الوسيلة. الموطن: 7741 التفسير باب 4 [مسلم]



· وَحَدَّثَنِى حَجَّاجُ بْنُ الشَّاعِرِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَعْبَدٍ الزِّمَّانِىِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ ) قَالَ نَزَلَتْ فِى نَفَرٍ مِنَ الْعَرَبِ كَانُوا يَعْبُدُونَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ فَأَسْلَمَ الْجِنِّيُّونَ وَالإِنْسُ الَّذِينَ كَانُوا يَعْبُدُونَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ فَنَزَلَتْ ( أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ )

صحيح مسلم البحث عن: الوسيلة. المـــــوطن: الصلاة باب 7 [مسلم]

· باب اسْتِحْبَابِ الْقَوْلِ مِثْلَ قَوْلِ الْمُؤَذِّنِ لِمَنْ سَمِعَهُ ثُمَّ يُصَلِّى عَلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ يَسْأَلُ اللَّهَ لَهُ الْوَسِيلَةَ.

صحيح مسلم البحث عن: الوسيلة. المـــــوطن: 875 الصلاة باب 7 [مسلم]

· حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْمُرَادِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ عَنْ حَيْوَةَ وَسَعِيدِ بْنِ أَبِى أَيُّوبَ وَغَيْرِهِمَا عَنْ كَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ « إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَىَّ فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَىَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِىَ الْوَسِيلَةَ فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِى الْجَنَّةِ لاَ تَنْبَغِى إِلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللَّهِ وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ فَمَنْ سَأَلَ لِىَ الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ.



إن كثيراً من العلماء الأجلاء سواء من السابقين أو اللاحقين بيَّنوا وشرحوا مفهوم التوسل والوسيلة فلِمَ نرى في زماننا أُناسا ينكرون هذا المفهوم وكأنهم أعلم من كل العلماء السابقين واللاحقين؟ وكذلك نرى أيضا في المقابل أُناسا غالوا في فهم هذا المفهوم فخرجوا عن المسار الصحيح الذي يجب أن يكونوا عليه، ولا نريد طبعا أن نخرج عن كتاب الله سبحانه وتعالى فإنه أصدق الحديث وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم, فأصدق الكلام بعد كلام الله سبحانه وتعالى كلام رسوله الكريم الذي جاء مفصِّلا للكتاب, ففيهما نجد ما نريد وعنهما أبداً لن نحيد، وسنة الخلفاء الراشدين بقوله: {عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين بعدي } إنما هي من سنته، إنما جاءت مبيِّنة لما في سنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم لأنهم عاصروه وفهموا عليه ما يريده صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عموم كلامه وخصوصه كُلٌّ على قدره ولن يحيطوا قدرا بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم . الآن كما قلنا (التوسل) و(الوسيلة) ما معناها لغويا؟ حتى نبدأ بها وبعدها كيف تكون على الخالق وكيف تكون على الخلق وهل من الحق أن ننسب للمتوسِّل الاتهام بأي تهمة كانت أم أن هناك أمراً آخر؟ يجب أن نبين كل هذا ضمن آيات الله تعالى وحديث رسوله الكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

وهذا مفهوم الوسيلة لغويا على حسب لسان العرب:

الوَسِيلة ما يتقرب به إلى الغير والجمع الوَسِيلُ و الوَسَائِل و التَّوْسِيل و التَّوَسُّل واحد يقال وَسَّل فلان إلى ربه وسيلة بالتشديد و تَوَسَّل إليه بوسيلة إذا تقرب إليه بعمل.

إنَّ الرجال لهم إليك وسيلة إن يأخذوك تكحلي وتخضبي

والجمع الوسائل قال :

إذا غفل الواشون عدنا لوصلنا وعاد التصافي بيننا والوسائلُ

هذا هو مفهوم الوسيلة لغويا ضمن اللغة العربية الفصحى لغة كتابنا العظيم وسنة رسوله الكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم, إذاً هي أصبحت تصلح مع الحق سبحانه وتعالى ومع الخلق . وطبعا لكل واحدة منها مفهوم على كيف أنها تصلح لذلك فليس الاثنتين وإن كانتا تصلحان لذلك على نفس المفهوم والمعنى تماما . فالوسيلة بالنسبة للخلق من ضمن الأسباب التي تعيش بها فهي بين الناس كلهم حتى تصلح البشرية فهي تدخل في كل شيء مع التاجر والعامل والمهندس وكل شيء وكل واحد لا غنى له عنها لأن الله عز وجل جعله هكذا، وهي بمثابة أسباب أرادها الحق عز وجل أن تكون في وبين خلقه كي تقوم الخلافة على هذه الأرض، فهذه وسيلة العباد فيما بينها، بعضهم من بعض ولبعض هذا هو المعنى, ووسيلة بين الخلق والحق عز وجل وهي موجودة طبعا وِفق الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ولا أريد أن أطيل الأمر، هناك آيات سنشرحها بمعناها عن التوسل والوسيلة وأحاديث أيضا سنشرحها بمعناها حتى يستوفي الموضوع حقه, طبعا كما قلنا عن الوسيلة والتوسل أنها موجودة ولا يستطيع إنسان أن ينكرها أبداً لكن بعض العلماء اختلفوا في بعض كيفيتها فمنهم من أجازها على الأحياء توسل الأحياء بالأحياء ولم يجزها على الأموات، ومنهم من أجازها على الأموات وعلى الأحياء، ومنهم من لم يجزها لا على الأحياء ولا على الأموات. ونريد أن نرى ما الصحيح في أمر التوسل والوسيلة كما يريد الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم حتى نخرج من هذا الإشكال الذي بين العلماء. وهذا ربما يكون محور حديثنا ويُبنى عليه أكثر كلامنا.

والسؤال المهم الآن: هل يجوز أن نتوسل إلى الله عز وجل بخلقه مهما كان نوعية هذا الخلق وماهيته سواء كان مخلوق أو أعمال أو غير ذلك وهل هذا فيه من الشرك والكفر أم أنه غير ذلك ؟ فالله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الوسيلة مهما كانت سواء خلق أو أعمالهم لقوله تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ }الصافات/٩٦، اذاً هل يجوز التوسل إليه بخلقه سواء كانوا أنبياء أو رسل أو أولياء طبعا أموات أو أحياء أو يجوز التوسل بالأعمال الصالحة؟ وكيف؟ وهل الوسيلة هي السؤال للمتوَسَّل إليه على أنه يفعل الأمر بذاته مستقلا به عن الله عز وجل؟ أم لأنه قريب منه يتوسل إليه؟ وهل هناك تعارض بين التوسل والوسيلة والآية {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعانِ, فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون }؟

أسئلة لا بد من تبيانها على حقيقتها لتنجلي الغمة عن هذا الموضوع, وهل هذا ما يُفهم أنهم عليه الصوفية والتصوف وعلى هذا مبناهم ومعناهم أم أن هذا إجحاف بحقهم وظلم لهم ورُموا بأشد الاتهامات على ذلك؟؟ فالوسيلة يبقى إسمها معها وسيلة مهما عظُمت سواء أعمال أم غيرها . والوسيلة إما أن تكون من الحق جعلها لك فتأتيه بها وإما أن تكون باجتهادك أنت بجعل وسيلة ما وطبعا شرعية وهنا فرق كبير بينهما, بين ما يأمرك الله عز وجل بشي ويعلمك به وبين ما تجتهد أنت بوسيلة ما . فالأسماء الحسنى وسيلة عظيمة من الوسائل لقوله تعالى[size=12]{
قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً }الإسراء/١١٠. وسنتكلم عن هذا لاحقا إن شاء الله تعالى لأننا نريد أن نفهم ما هو معنى الوسيلة والتوسل، ومفهوم كلمة لا واسطة بين العبد وربه، وكلمة النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم {سلوا الله لي الوسيلة . فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله . وأرجو أن أكون أنا هو. فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة} كل هذا يجب أن يُفهم على الوجه الصحيح لتصحيح المفهوم الذي يجب أن يكون عليه الأمر, لا يبيح الله عز وجل الوسيلة لخلقه بالدنيا وفي ما بينهم ويحرّمها عليهم تجاهه سبحانه وتعالى لأن الله عز وجل يختار لعباده ما يرضاه لهم ولا تعارض بينها وبين الآية {أدعوني أستجب لكم }أو{ وإذا سألك عبادي عني} فالآية موجهة للنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أن يدل الخلق عليه, إذا سألك يا محمد عبادي قل لهم بيِّن لهم إني قريب بقربي منك لأنك أكثر الخلق قربا مني فمن تحقق مثلك يرى ويشعر هذا القرب بكل ذرات كيانه, إذاً الأمر راجع كي أكون كما يريد الحق حتى تستشعر قربه منك وقربك منه إذا سألك عبادي عني الجواب عند النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم الذي تحقق بالقرب الأعظم لكي يبين للعباد هذا القرب, إذاً لا بد في كل عصر وزمان من وجود رجال كالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بالله عز وجل وبالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تحققوا بالقرب الأعظم كي يحققوا العباد بهذا القرب بما تحققوا من الله سبحانه وتعالى ورسوله الأكرم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ }آل عمران/١٢٨، {قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً }الأعراف/١٨٨،هذه الآيات كثيرا من الناس احتج بها ونفوا على أن يكون للنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أي شأن عند الله سبحانه وتعالى، وفي الحقيقة إن من معانيها العظيمة هي أنها تثبت للنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم كل الشأن والكمال للنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم من الله عز وجل, فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يريد أن يعلِّم الخلق درسا في إرجاع الأمور لله سبحانه وتعالى وهي أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ينفي أن يكون له أي شيء ذاتي من ذاته، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ليس له أي شيء ذاتي من ذاته فكيف بمن هو دونه؟!!! ولكنها بنفس الوقت تثبت أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم له من الله سبحانه وتعالى ما لا يدركه عقل, فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم مكرم من الحق بما شاء الحق عز وجل، إذاً هو من الله عز وجل وليس من ذاته بذاته، فإذاً لا يجب أن ننكر ما أعطاه الله عز وجل وأكرمه به فهي نفي الذات وإظهار الكرم الإلهي على النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم, فلمَ أخذنا الجانب الأول وتركنا الثاني مع العلم أن هناك في الكتاب والأحاديث والسيرة ما يبين الكلام الثاني والمعنى الثاني من هذه الآيات العظيمة, فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم سيد الخلق وحبيب الحق كيف سيكون مُحلى بصفات من الله سبحانه وتعالى، فإن الله عز وجل أكرم النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بما لم يكرم به غيره من الخلق، فهو الحبيب الأعظم فهو المُحلَّى والمُجمَّل والمُكمَّل بما أراده الحق عز وجل له, فالذات البشرية ليس منها شيء مهما كان إلاَّ إن أكرمها الله عز وجل بشيء, إذاً تكرم مما أكرمها الله عز وجل، فالمالك يُملِّك وفاقد الشيء لا يعطيه ومالك الشيء يعطي, فالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم قال الله المعطي وأنا القاسم أيقسم من ذاته استقلالاً أم مما أعطاه الله سبحانه وتعالى؟ وكلمة الله المُعطي هذه على العموم عطاء كامل، كيف سيقسم النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم هذا العطاء أليس هذا كمالا بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يجب أن نراه بعين البصيرة والبصر، توجّه إلى الله عز وجل بما يحبه ويرضاه يحبك ويرضى عنك، وتمثـّل بما توجّهت به وحبه كي تتحقق بما تريد فليس هناك أعظم ولا أحب إلى الله عز وجل من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فلا مانع من التوجه إلى الله عز وجل به، ويجب علينا أن نفهم الأحاديث النبوية فهماً يليق بها، وما دمت لا تُعظِّم صاحب الأحاديث وليس له بقلبك المقام العظيم و ترى غيره بعد الله عز وجل لا تفهم الأحاديث كما يريدها النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

وسنتكلم عن ذاتية النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم والآيات وكيف تفهم الناس الآيات ممكن على طريق خطأ بعد الحديث هذا أيضا:

قال البخاري في صحيحه ( الفتح : 2 / 494 ) :

حدثنا الحسن بن محمد ، قال : حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري، قال: حدثني أبي عبد الله بن المثنى عن ثمامة بن عبد الله بن أنس عن أنس : أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب فقال: (اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا فتسقنا ، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا )) . قال فيسقون .

أسنده البغوي في شرح السُنة ( 3 / 409 ) هكذا من طريق البخاري ورواه عن أنس أيضاً ابن خزيمة (رقم 1412)، وابن حبان (7/110) والبيهقي في دلائل النبوة (6/147)، وفي السنن الكبرى (3/352) وابن سعد في الطبقات .

هذا حديث عظيم ومروي عن البخاري ومما شك فيه أن كل كلماته واضحة:


سألَ الأنام وقد تتابع جدبنـــا

فسقي الغمام بغــــرة العبـــاس

عم النبي وصنو والده الــذي

ورث النبي بذاك دون النـــاس

أحيا الإله به البلاد فأصبحت

مخضرة الأجناب بعد اليـــأس





وصحابي آخر وهو عباس بن عتبة بن أبي لهب فقال :


بعمي سقى الله الحجاز وأهلــــه

عشية يستسقى بشيبته عمــر

توجه بالعباس في الجدب راغباً

إليه فما رامَ حتى أتى المطـر

ومنَّا رسول الله فينا تراثـــــــــه

فهل فوق هذا للمفاخر مفتخر





فالأبيات السابقة تصرح بأنَّ التوسل كان بالعباس رضي الله عنه.

قال البخاري في صحيحه (( الفتح 494 : 2 ) :

حدثنا عمرو بن على قال: حدثنا أبو قتيبة: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن أبيه، قال: سمعت ابن عمر يتمثل بشعر أبي طالب:


وأبيضَ يسْتَسقى الغمامُ بوجهِه

ثمـال اليتامى عصمة للأرامل





الآن هذا الحديث عن البخاري يقطع أي شك لمن ينكرون الوسيلة بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وهو كما يدَّعون أنه ميت فهذا الحديث فيه معنيان من التوسل: الأول توسل سيدنا عمر بن الخطاب بالعباس وهو حي وبعدها بنفس الوقت توسل العباس بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وهو ميت، والحديث ورواياته واضحة، ففي حديث واحد أوضحت المسألة برمتها لمن ينكرون التوسل بالأحياء والأموات, فسيدنا عمر رضي الله عنه توسل بحي والعباس توسل بميت، ولمقولة سيدنا عمر كنا نتوسل بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم والآن بعمِّ النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، والعباس يقول:{ إنك تعلم أنهم ما قرَّبوني إلا لعلمهم أني قريب من حبيبك رسول الله فبجاهه عندك اسقنا} وهذا واضح ما قُرِّب العباس لولا النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وصلته فيه و إلا لكان عمر أولى من العباس بذلك، وفي إحدى الروايات أن رجلا رأى النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بالمنام ووجَّهه لكي يذهب لعمر وأمره بأن يستسقي بالعباس, لمَ لمْ يتوجه عمر إلى الله سبحانه وتعالى مباشرة؟ أكان ينقصه الفطنة بذلك أم أنه أشرك بفعله ذلك؟ أم ما كان يعلم أنه بفعله ذلك كأنما يتوجه إلى الله عز وجل مباشرة؟ أو ما كان يدعو الله عز وجل مباشرة قبل وبعد ذلك, الأمة كلها بذلك الوقت بحاجة ومتوقفة لدعاء العباس للاستسقاء، نعم ليدل على جواز ذلك وفضل الله سبحانه وتعالى على آل البيت النبوي عليهم السلام, فهذه إشارة إلى كرامة أهل البيت العظماء الصادقين المتحققين حساً ومعنىً صلباً وقرباً بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

فمن اعتقد أنه يجوز التوسل بالحي دون الميت فهذا إذاَ يجعل الأمر ذاتيا استقلالا دون الله سبحانه وتعالى وهذا قمة الخطأ, أتنسب للحي شيء وتفقده عن الميت وبالأصل لا بيد الحي ولا الميت شيء من دون الله سبحانه وتعالى!!! فالله سبحانه وتعالى أخرج الوجود من العدم وإلا فالعدم عدم فهو الذي يعطي ويمد: {كُلاًّ نُّمِدُّ هَـؤُلاء وَهَـؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُوراً }الإسراء/٢٠ . فأنت عندما تتوجه إلى الله عز وجل بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تثبت للنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم الكرامة والعطاء التي منَّ الله عز وجل بها عليه وكذلك للولي حيا أو ميتا لأنك للعطاء وللكرم وللقرب الذي حصل لهذا النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أو الولي فهم بذلك أصبحوا شعائر من شعائر الله سبحانه وتعالى والله يقول: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ }الحج/٣٢، وقال الآلوسي (‍1) مؤيداً التوسل بجاه النبي (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ) :

(( أنا لا أرى بأساً في التوسل إلى الله تعالى بجاه النبي (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ) عند الله تعالى حياً وميتاً، ويُراد بالجاه معنى يرجع إلى صفة من صفاته تعالى مثل أن يراد به المحبة التامة المستدعية عدم رده وقبول شفاعته، فيكون معنى قول القائل إلهي أتوسل بجاه نبيك صلى الله تعالى عليه وسلم أن تقضي لي حاجتي ، إلهي اجعل محبتك له وسيلة في قضاء حاجتي ، ولا فرق بين هذا وقولك : إلهي أتوسل إليك برحمتك أن تفعل كذا، إذ معناه أيضاً إلهي اجعل رحمتك وسيلة في فعل كذا )) .
انتهى من جلاء العيني بمحاكمة الأحمدين (ص 572 )



قال الله تبارك وتعالى : { وَلَوْ أَنَّهم إذْ ظَلَمُوا أنْفُسَهم جاءوك فاستغفَرُوا الله واسْتَغْفرَ لهُمُ الرسولُ لَوَجَدُوا الله تَوَّاباً رَحِيماً }.هذه الآية تشمل حالتيْ الحياة وبعد الانتقال، ومن أراد تخصيصها بحال الحياة، فما أصاب لأن الفعل في سياق الشرط يفيد العموم، وأعلى صيغ العموم ما وقع في سياق الشرط، كما في إرشاد الفحول (ص 122) وغيره.

قال شيخنا العلاّمة المحقق السيد عبد الله بن الصديق الغُماري رحمه الله تعالى: فهذه الآية عامة تشمل حالة الحياة وحالة الوفاة وتخصيصها بأحدهما يحتاج إلى دليل، وهو مفقود هنا، فإن قيل : من أين أتى العموم حتى يكون تخصيصها بحالة الحياة دعوى تحتاج إلى دليل ؟ قلنا : من وقوع الفعل في سياق الشرط، والقاعدة المقررة في الأصول أن الفعل إذا وقع في سياق الشرط كان عاماً، لأن الفعل في معنى النكرة لتضمنه مصدراً منكراً، والنكرة الواقعة في سياق النفي أو الشرط تكون للعموم وضعاً.
انتهى من الردِّ المحكم المتين ( ص44 )



فالآية الشريفة طالبة للمجئ إليه (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم) في جميع الحالات لوقوع "جاءوك" فيها حيز الشرط الذي يدل على العموم .وقد فهم المفسرون من الآية العموم ، ولذلك تراهم يذكرون معها حكاية العتبي الذي جاء للقبر الشريف مستشفعاً بالنبي (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم )، فقال ابن كثير في تفسيره ( 2 / 306 ) :

وقد ذكر جماعةُ منهم الشيخ أبو النصر الصَّباغ في كتابه الشامل الحكاية المشهورة عن العُتْبي قال: كنت جالساً عند قبر النبي (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ) فجاء أعرابي فقال : السلام عليك يا رسول الله سمعت الله يقول : { وَلَوْ أَنَّهم إذْ ظَلَمُوا أنْفُسَهم جاءوك فاستغفَرُوا الله واسْتَغْفرَ لهُمُ الرسولُ لَوَجَدُوا الله تَوَّاباً رَحِيماً }، وقد جئتك مستغفراً لذنبي مستشفعاً بك إلى ربي ثم أنشأ يقول :


يا خير من دفنت بالقاع أعظمه

فطاب من طيبهن القاع والأكم

نفسي الفداء لقبرٍ أنت ساكــــنه

فيه العفاف وفيه الجود والكرم



ثم انصرف الأعرابي فغلبتني عيني فرأيت النبي (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم) في النوم فقال: يا عتبي إلحق الأعرابي فبشره أن الله قد غفر له (1) . وحديث عرض الأعمال يؤيد الاستدلال بهذه الآية وهو قوله: (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم) : (( حياتى خير لكم ، ومماتي خير لكم تُحدثون ويُحدث لكم وتعرض علىَّ أعمالكم فما وجدت من خير حمدت الله وما وجدت من غير ذلك استغفرت لكم )) .وهو حديث صحيح ، وسيأتي إن شاء الله تعالى .

كيف مماته خير لنا! وانظر قد وازى بين حياته ومماته بقوله خير لكم وخير لكم إذا ينتفع الأحياء بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وهو ميت كلهم إلى يوم القيامة إن وجدت خيرا حمدت الله، والله عز وجل يقول: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ }إبراهيم/٧، هل بحمد لله عز وجل من النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم على ما وجد زيادة لنا في الأجر والبركة وفي أشياء لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى؟ وهل باستغفار النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم لنا عندما يجد غير ذلك مغفرة وتكفير لما وجده في صحائفنا، وهل هذا الاستغفار يرضي الله عز وجل عنا به؟ وهل سيحاسبنا الله عز وجل بعد هذا الاستغفار وهل ستمحى صحائف الذنوب باستغفاره لنا؟ إن كان نعم فأي وسيلة نريدها أعظم من ذلك، فهو وسيلتنا حيا وميتا وإن كان لا فما الفائدة من استغفاره إذا لنا وهل يفعله هذا هكذا أم أنه أمر من الله عز وجل ومن رحمة الله سبحانه وتعالى بنا.
{فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }النساء/٦٥

[tr:ba5f style="HEIGHT: 35.5pt; mso-yfti-irow:


عدل سابقا من قبل ابن الباسل في الإثنين ديسمبر 21, 2009 11:08 pm عدل 1 مرات

والرسل ليس أكمل حالة منه بلا

شك وهذا ظاهر التبيـــــان

فذلك كانوا بالحياة أحق مـــــــن

شهدائنا بالعقل والبرهـــان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ابن الباسل

ابن الباسل


عدد الرسائل : 145
العمر : 46
الموقع : فلسطين المحتلة
تاريخ التسجيل : 07/05/2008

درس المعاني الاصيلة لمفهوم التوسل والوسيلة لسيدي الامام الباسل رضي الله عنه Empty
مُساهمةموضوع: رد: درس المعاني الاصيلة لمفهوم التوسل والوسيلة لسيدي الامام الباسل رضي الله عنه   درس المعاني الاصيلة لمفهوم التوسل والوسيلة لسيدي الامام الباسل رضي الله عنه Emptyالإثنين ديسمبر 21, 2009 10:59 pm



بسم الله الرحمن الرحيم
تابع
{المعاني الأصيلة لمفهوم التّوسُّل والوسيلة }
لسيدي ومولاي الفقير إلى الله تعالى...
الشيخ باسل صالح جرّار
رضي الله تعالى عنه وأرضاه

شيخ ومؤسس الطريقة النورانية المحمدية الربانية الإلهية
طريقة تصحيح مسار أهل التصوف والمسلمين...
ببيت المقدس ـ أرض الإسراء والمعراج



هذا حديث عظيم ومروي عن البخاري ومما لا شك فيه أن كل كلماته واضحة.

قال الإمام أحمد في المسند (4 / 138 ) :

حدثنا عثمان بن عمر ، أخبرنا شعبة بن أبي جعفر ، عن عمارة بن خزيمة ابن ثابت عن عثمان بن حنيف: " أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي (ص ) فقال: ادع الله أن يعافيني قال: إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك، قال: فادعه، قال : فأمره أن يتوضأ فيحسن وضوءه ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتُقضى لِي اللهم فشفعه فيّ.

قال الترمذي ( كما في التحفة ):هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث أبي جعفر وهو غير الخطمي .

ورواه من هذا الوجه ابن خزيمة في صحيحه ، والترمذي (تحفة 10 / 132 ، 133)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ص 417) ، وابن ماجة في السنن ( 1 / 441 ) والبخاري في التاريخ الكبير ( 6 / 210 ) . والطبراني في المعجم الكبير ( 9 /19 ) ، وفي الدعاء أيضاً (2 / 1289 ) والحاكم في المستدرك ( 1 / 313 ، 519 ) وصححه وسلمه الذهبي والبيهقي في دلائل النبوة ( 6 / 166 ) ، وفي الدعوات الكبير .

هذا الحديث عجيب أمره وعظيم شأنه ومهما قيل عنه أنه ضعيف أو غير ذلك فهذا كلام مردود عليهم وليس هناك من تعارض بينه وبين الأحاديث الأخرى هذا إن فهمنا الأحاديث كما هي له ليس كما نريد أن نُجيِّرها نحن على المفهوم الذي نريده, فهذا الحديث ببدايته يسأل الله سبحانه وتعالى بقوله : اللهم إني أسألك إذاً سأل الله ولم يسأل النبي وبعدها توجه إلى الله بالنبي على حسب ما قال له النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ولم يتوجه للنبي دون الله فقط, فلمَ الجدال في أمرٍ واضح للكل ؟

وقصة المرأة التي كانت تُصرع فجاءت للنبي وقالت له ادعوا الله لي فقال لها أتصبري ولك الجنة فقالت نعم ولكن ادعوا الله لي ألا اتكشف فدعا لها فما تكشفت, لمَ توجهت هذه المرأة إلى النبي لكي يدعو لها أما كان الأولى أن تدعو هي الله سبحانه وتعالى أَوَ كانت غافلة عن الآية {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب}؟ . ولمَ لم يقل لها النبي اذهبي ادعي الله أنت. أليس فعلها بطلبها من النبي أن جعلت من النبي وسيلة لها في ما أرادت من الشفاء أليس هذا توسل ووسيلة بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم؟ لمَ التعنت في الرأي؟ ما الفائدة منه ومن الجدل العقيم الذي لا يسمن ولا يغني من جوع؟!! ولذلك تكفيركم وتبديعكم للمتوسل بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم من غير وجه حق ومن غير دليل ثابت هو الكفر بعينه والبدعة بعينها لأنه من يسعى إلى تفريق الأمة ليس من الأمة لأنه يسعى إلى تمزيق شملها فهذا ليس من الدين في شيء.
{ الشفاعة }



والآن ما مفهوم الشفاعة عند الكل؟ وبماذا تفترق الشفاعة عن الوسيلة يوم القيامة وهل شفاعة النبي في وقت دون وقت أو مكان دون مكان؟ أم ماذا أو أنها لا تصلح إلاَّ يوم القيامة وألاَّ يمكن لها أن تصلُح في الدنيا سواء كان حيا أو ميتا عن شفاعة النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم كما هو معروف للكل هي المنجاة للكل ولأمته خاصة لأن الله عز وجل جعله وسيلة للكل في ذلك الموقف العظيم والأنبياء كلهم يعلمون ذلك، ومن أجل ذلك ترى كل واحد منهم عندما تتوجه أمته له للشفاعة لها يطلبون منهم التوجه جميع الأنبياء والرسل إلى الرسول العظيم سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم, ما هذه الوسيلة التي أقرَّها الله عز وجل وملائكته وأنبياؤه ورسله والخلق كلهم في ذلك اليوم، ويفقدها عنه فئة من الناس الآن في هذا الزمان وكأن الزمان الآن أشد وأعظم حاجة من يوم القيامة إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم, وإذا كان هناك يوم القيامة شفاعات أيضا مثل شفاعة الشهداء إن الشهيد يشفع لسبعين من أهله، وغيره أيضا فأهل الفضل في الدنيا بالله سبحانه وتعالى هم أهل الفضل بالآخرة . فهو صلى الله عليه وسلم وسيلة وشفاعة الكل يوم القيامة من نبي ورسول وخلق شفيع الخلق يوم القيامة لما له من مكانة عظيمة عند الله سبحانه وتعالى فقول الله تعالى له: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ }الأنبياء١٠٧، فقط في الدنيا أم في الآخرة أم رحمة في كل وقت وحين وكل مكان وزمان؟ وغير ذلك فهو كما قال عن نفسه ( إنما أنا رحمة مهداة ) وهذا طبعا في وقت أم أن وصفه رحمة تُرفع عنه ووصف الله عز وجل له في القرآن الكريم: {لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }التوبة/١٢٨، هل هذا له على الدوام أم لا؟ وهل تنتهي فعالية آيات الله سبحانه وتعالى في وقت من الأوقات؟ كل هذا ألا يجب علينا أن نفكر بقول الله تعالى وقول رسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم في معاني الآيات وخصوصا التي تتحدث عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم؟!

والآن لندخل الى الآيتين التي في بداية الدرس هذا لنرى ما فيهما:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَيهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُواْ فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}المائدة/٣٥



هذه الآية العظيمة بينت مراتب جميلة فيها ولذلك القارئ لها يجد أن الآية بدأت في مخاطبة المؤمنين ومن ثم انتقلت إلى دعوة المؤمنين إلى الرُّقي إلى مرتبة التقوى تقوى الله سبحانه وتعالى, إذاً ارتقاء من مرتبة الإيمان إلى مرتبة التقوى ومن ثم بعد ذلك أنظر طلب ابتغاء الوسيلة حتى بعد التقوى يريدك الحق أن تكون كاملا متكاملا، فلذلك جعلك تطلب الوسيلة إليه لأجل ذلك ومن ثم مجاهدة في سبيله، وكل هذا أنظر لأجل الفلاح وقول الله سبحانه وتعالى لعلكم تفلحون طبعا يرجع إلى صدق القلب في تحققه في هذه الآية وارتقائه من مقام إلى مقام. إذاً إيمان ثم تقوى ثم وسيلة ثم مجاهدة في سبيله لعلكم تفلحون, الله أكبر نعم لأن الغاية عظيمة وهي الفلاح وهل هناك أعظم وأفضل من ذلك؟ اذاً مراتب أربعة من يريد الفلاح عليه أن يتبعها ومن غيرها لا أظن أن الفلاح سيكون حليفه, يجب أن يبقى في تلك المراتب في حياته مرتبة الإيمان والتقوى والوسيلة والمجاهدة الدائمة هذا لمن أراد الفلاح. ولندخل إلى قوله تعالى وابتغوا إليه الوسيلة والسؤال هنا: الوسيلة جاءت مطلقة لم تُقيَّد بشيء ولا بنوع لم تحدد ماهية الوسيلة فلمَ نرى في زماننا من يحاول أن يقيدها بنوع وشيء معين؟ العمل وسيلة والعبادة وسيلة والنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وسيلة وهو أعظم وسيلة بقوله تعالى { وَلَوْ أَنَّهم إذْ ظَلَمُوا أنْفُسَهم جاءوك فاستغفَرُوا الله واسْتَغْفرَ لهُمُ الرسولُ لَوَجَدُوا الله تَوَّاباً رَحِيماً } إذاً كان كما قلنا الصفة عنه لا ترتفع بحال من الأحوال، إذاً باقية فيه وعليه، إذاً هو أعظم وسيلة خالصة لوجه الله تعالى ليس فيها شائبة, فالأعمال والعبادات نادر ما تكون خالصة كاملة لوجه الله تعالى كما يريدها الله عز وجل بدون شائبة والمرء يريد وسيلة كاملة حتى يتحقق ما توسَّل لأجله. وقول الله تعالى فابتغوا هذه كلمة فيها من المعاني العظيمة فابتغوا بكل ما فيكم لتلك الوسيلة بنفوسكم وعقولكم وقلوبكم وأرواحكم وذواتكم بكل ما فيكم ابتغوا، والابتغاء من شدة الرغبة بذلك فالأحاديث التي مرت تعرف من خلالها أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أقر للكل أنه الوسيلة وأعظم وسيلة والوسيلة تكون به لا منه فأنت تتخذه وسيلة لحاجتك لا تطلب منه حاجتك.

والآية الثانية{أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً }الإسراء/٥٧

أولا ما وُجِدَت هذه الآية في هذه السورة إلاَّ لتعلمك أن أعظم وسيلة هي من أُسري به وعُرج به إلى أعلى وأعظم مقام ورتبة إلى ما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، والآن لندخل إلى الآية العظيمة من كتاب الله عز وجل عن فئة معينة من عباده يشرح حالهم لكي يُقتدى بهم فيما هم فيه وفيما يفعلون, فئة تتقلب بين الخوف والرجاء دائمين على الدعاء بنفوسهم وعقولهم وقلوبهم وأرواحهم وذواتهم، يلجئون إلى الله سبحانه وتعالى بكل ما فيهم وزيادة على الحال الذي هم فيه يبتغون إلى ربهم الوسيلة لكي يحقق أمانيهم ويرضى عنهم, وإنك لترى أنه كلما جاءت كلمة وسيلة تأتي قبلها كلمة ابتغاء وكما قلنا شدة في الرغبة. أي وسيلة مقبولة عند الله سبحانه وتعالى يريد أن يسعوا لها لكي يرضى الله عز وجل عنهم ويكونوا من عباده الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون، نعم يرون أي الوسيلة أعظم تقربهم من الله عز وجل ويرضى عنهم بها يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب نعم فهل هناك أعظم وأقرب من وسيلة إلى الله سبحانه وتعالى من حبيبه النبي المصطفى سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أقرب إلى الله عز وجل كي يقربهم منه ويجعلهم له يتقلبون به ما بين الخوف والرجاء. يرجون رحمته ويخافون عذابه يريدون أن يرحمهم الله عز وجل لأنهم وقفوا على حقائق الأمور وأصلها فعلموا ما ينبغي لهم أن يفعلوه من اتخاذهم وسيلة مع ما عندهم من قرب وأعمال وصدق وقلب وحال فالذي يرجو رحمته ويخشى عذابه هذا من الكمال، والآن يريدون وسيلة مرضية عند الله عز وجل كي يأمنوا بها من عذابه ويبقون برحمته متلذذين برأفته فهو الغفور الرحيم ذو المن العظيم على عباده والأخص منهم الذين يسيرون إليه بكلياتهم لأن عذاب ربك كان محذورا، نعم والله يجب الحذر من عذاب الله عز وجل كل الحذر، كيف يكون الحذر إلا بالقرب منه وإليه ومن حبيبه وممن يحبهم ورضي عنهم كي يرضى عنك مثلهم هم القوم لا يشقى بهم جليسهم فكيف بمن يكونون معهم ويصبحوا بهم مثلهم! إذاً هم في نعيم رضاء الله عز وجل فهذا الأمان بالله عز وجل من عذابه وهذا هو طريقة الحذر بصدق القلب والتقرب منه سبحانه وتعالى. فهذه الوسيلة ليس فيها أي بدعة أو شرك فلا بد منها ومن يُشبِّهها في فعل المشركين بقولهم نتخذهم ليقربونا من الله عز وجل زلفى، فهذا من جهله وقلة إدراكه، فهؤلاء شرك وكفر وباطل وأما ما نتكلم عنه فهو الحق الكامل لأنه حتى الوسيلة لا تكون ذاتية الفعل من تلقاء نفسها إنما بالله عز وجل وبتقريب لها وقبوله لها سبحانه وتعالى، فعباد الأصنام واضح أنهم يعبدونها واتخذوها آلهة من دون الله عز وجل، تعالى الله عما يشركون، فلا مقارنة بين هؤلاء وهؤلاء.
اللهم اجعلنا يا الله برحمتك يا أرحم الراحمين ممن تشبهوا بنبيك حسا ومعنى قلبا وقالبا يا الله، واجعل وسيلتنا إليك حبيبك المصطفى أفضل الخلق وأكملهم الرحمة المهداة الذي سميته ووصفته بأسمائك وصفاتك فأي عمل وعبادة أعظم من اسمك وصفاتك فكيف بمن حققته بها أهناك إذاً وسيلة أعظم منه من ضل عنه فهو في ضلال مبين.
اللهم اجعله وسيلتنا بالدنيا والآخرة بالحياة وبعد الموت وفي البرزخ وفي الحشر وبكل وقت ومكان يا الله إنك على كل شيء قدير وبالإجابة جدير
وسبحان ربك رب العزة عما يصفون
وسلام على المرسلين
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد جابر

محمد جابر


عدد الرسائل : 327
العمر : 40
تاريخ التسجيل : 06/05/2008

درس المعاني الاصيلة لمفهوم التوسل والوسيلة لسيدي الامام الباسل رضي الله عنه Empty
مُساهمةموضوع: رد: درس المعاني الاصيلة لمفهوم التوسل والوسيلة لسيدي الامام الباسل رضي الله عنه   درس المعاني الاصيلة لمفهوم التوسل والوسيلة لسيدي الامام الباسل رضي الله عنه Emptyالثلاثاء أغسطس 24, 2010 9:20 am

بارك الله تعالى فيكم وبكم وعليكم اخي الحبيب
وجمعنا واياكم بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في الدنيا قبل الاخرة يقظة ومناما حالا ومآلا سرا وعلانية
أدعو الله ان يجمعنا بالحبيب محمد صلى الله عليه و سلم في الفردوس الأعلى
نسأل الله العلي القدير ان يرزقنا جميعا الاخلاص في القول والعمل ويجعل عملنا هذا وكل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم
ندعو
الله تعالى ان يثيبنا جميعا ويرزقنا ملاقاة حبيبنا المصطفى في الفردوس
الاعلى وان نشرب من يديه الكريمتين شربة هنية لا نظمأ بعدها أبدا برحمة
منه...انه ولي ذلك وهو على كل شيء قدير .....
والصلاة والسلام على الرحمة المهداة للعالمين
سيدنا وحبيبنا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
درس المعاني الاصيلة لمفهوم التوسل والوسيلة لسيدي الامام الباسل رضي الله عنه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة السادة و الأحباب ::  العصبــــــــة الهاشــــــــــــمية والطريقة النورانية -
انتقل الى: