منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Empty
مُساهمةموضوع: كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي   كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء يناير 29, 2019 12:07 pm

مقدمة كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي

كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي رضي الله عنه 

مقدمة كتاب التنزلات الموصلية

بسم الله الرحمن الرحيم
إذا نزل الروح الأمين على قلبي تضعضع تركيبي، وحن إلى الغيب، فأودعني منه علوم تقدست عن الحدس والتخمين، والظن والريب، وفصلت الإنسان نوعين، إذ رأت يقوم به الصفو النزيه مع الشوب، فنوع يرى الأرزاق من صاحب الغيب، ونوع يرى الأرزاق من صاحب الجيب.
فيعبد هذا النوع أسباب ربه، ويعبد هذا خالق المنع والسبب، فهذا مع العقل المقدس وصفه، وهذا مع النفس الخسيئة بالعيب.
لعلك يا وليي إذا سمعتني أقول: تنزل الروح الأمين على القلب، تنكر وتقول: أوحي بعد النبي صلى الله عليه وسلم؟
لا تقل أعاذنا الله وإياك من وحي كل شيطان غوي، إنما هو عبارة في العامة عن اللمة الملكية وفي الخاصة هو بالحديث كما ورد في صحيح الحديث.
في القديم وفي الحديث، قال خير البشر: (إن في أمتي محدثين وإن منهم عمر) ، وقال أيضا عليه أفضل الصلاة والسلام: في قلب العبد إنه (يتصرف بين لمة الملك وبين لمة الشيطان).
ثم كنی أيضا عن هذا التصرف، والتقليب بالإصبعين، و أضافها إلى الرحمن.
فما زالت الملائكة تتعاهد القلوب بأسرار الغيوب، وهي التي تأمرك بالطاعة، والتزام السنة والجماعة، حين تأمرك الشياطين بلمتها في ذلك الأمر بالمخالفة، فإن تسمح لها أمرتك بالتسويف أو الموافقة، وتتنوع تنزلات الغيوب بتنوع استعداد القلوب.
ولا تظن أيها الخليل أني أعني بالروح الأمين (جبریل)، فإن الملائكة كلهم أرواح أمناء على ما أودعها الله سبحانه من أصناف العلوم الموقوفة على التوصيل، تارة بالإجماع، وتارة بالتفصيل، ولا بد أن يكون صاحب التنزلات الغيبية عارفا بالخواطر وأجناسها، وعالما بالروائح وأنفاسها، فلا يتصور إنكار في ما ذكره بعد ما قررناه من اللمة والحديث إلا من معاند خبيث.
متعنا الله وإياكم بنتائج الأذكار، وعصمنا وإياكم من أغاليط الأفكار، وقدس قلوبنا من دنس التعصب والإنكار، على ما ظهر من المتقين والأبرار، من غوامض العلوم والأسرار.
.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافربالله في الإثنين فبراير 26, 2024 3:12 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Empty
مُساهمةموضوع: في سر وضع الشريعة .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي   كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء يناير 29, 2019 12:08 pm

في سر وضع الشريعة .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي

كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي رضي الله عنه 

في سر وضع الشريعة كتاب التنزلات الموصلية :

سبب وضع الشريعة في العالم أمران فيهما سران :
الأمر الواحد: صلاح العالم، وهو منهج الأنبياء، ويؤيده قوله تعالى: "ولكم في القصاص حياة"، وسره أن نصر المؤمنين حق عليه.
والأمر الآخر: إثبات ذلة العبودية، وظهور عزة الربوبية، وسره حكم سلطان اسمه.
فتنبه لما رمزناه، وفك المعنى الذي لغزناه، فهذا سبب وضع الشرع الموافق للعقل والطبع.
جعلنا الله وإياكم من العلماء العاملين.
وحال بيننا وبين القوم الفاسقين.
.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافربالله في الإثنين فبراير 26, 2024 3:12 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Empty
مُساهمةموضوع: في معرفة كون الرسول من جنس المرسل إليه .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي   كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء يناير 29, 2019 12:09 pm

في معرفة كون الرسول من جنس المرسل إليه .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي

كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي رضي الله عنه

في معرفة كون الرسول من جنس المرسل إليه .

نزل روح أمين على قلب مكين، وقال: إنما جعل الرسول من الجنس لاستخراج عيب النفس، وأنزل بلسانهم لارتفاع اللبس.
وإن دعا إلى أمر أن يكون من غير الجنس في الحقيقة، فلا بد وأن يظهر في صورة الجنس في عالم تمثيل الرقيقة.
انظر أيها القلب في إيجاد المسيح لم يصح حتى تمثل في عالم البشرية الروح، فوقع النفخ، وأعقبه السلخ، وقد رمينا بك على الطريق، فادرج عليه إلى عالم التحقيق.
وسيقوم معك رسول الخيال إلى المتخيلات، فخذ منه ما أعطاك، وإياك والالتفات، وانهض على طريقتك المثلى.
وقل: الرفيق الأعلى، فسيقوم معك رسول العقول، فخذ منه ما يقول، واركض برجلك حيث براق عملك إلى نيل أملك، زكی الله أعمالنا، وبلغنا وإياكم آمالنا آمین. 
.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافربالله في الإثنين فبراير 26, 2024 3:12 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Empty
مُساهمةموضوع: في معرفة مقام الرسالة ومقام الرسول من حيث هو رسول ومن أين نودي وأين مقامه والخلافة والنبوة والولاية والإيمان والعالم والجاهل و الظان والشاك والمقلدين لهم .كتاب التنزلات الموصلية   كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء يناير 29, 2019 12:11 pm

في معرفة مقام الرسالة ومقام الرسول من حيث هو رسول ومن أين نودي وأين مقامه والخلافة والنبوة والولاية والإيمان والعالم والجاهل و الظان والشاك والمقلدين لهم .كتاب التنزلات الموصلية

كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي رضي الله عنه 

في معرفة مقام الرسالة ومقام الرسول من حيث هو رسول ومن أين نودي وأين مقامه والخلافة والنبوة والولاية والإيمان والعالم والجاهل و الظان والشاك والمقلدين لهم
نزل الروح على القلب. وقال: الرسالة عرش الرب، وسماء المربوب، ومقام الرسول بينهما؛ لأنه طالب مطلوب، فلو لم يناد الرسول في مقامه الإلهي لما أجاب، ولو سقى من غير مشربه ما طاب.
فإن قيل له في ذلك الخطاب: "بلغ ما أنزل إليك من ربك " ، فذلك الرسول وإن زيد عليه، وقاتلهم إن أبوا القبول، فذلك الخليفة الرسول، فله أن يصول. .
واعلم أن :
فلك الولاية هو الفلك المحيط الأعم الأتم الأكمل العقلي.
وفلك النبوة هو الفلك الأتم النفسي.
وفلك الرسالة هو الفلك القريب المثلث الهيولي.
وفلك الجهل هو الفلك الزحلي.
وفلك العلم هو الفلك المشتري.
وفلك الشك هو الفلك المريخي.
وفلك النظر هو الفلك الشمسي.
وفلك الظن هو الفلك الزهري.
وفلك التقلب هو الفلك العطاردي.
وفلك الإيمان هو الفلك القمري.
الرسول وجه على قومه. 
والنبي تعبد في نفسه إلى يومه. 
والولي أيقظه الرسول من نومه. 
فالرسول هو الإمام. 
والولي هو المأموم محفوظ غیر معصوم. 
فالرسول من هذا النمط هو المطلوب. 
ومنه وإليه يكون الهرب المرغوب. 
فالمؤمن به صدقه وانصرف والعالم أقام له البرهان. 
فأقر بصدقه واعترف.والجاهل نظر فيه .
والخرف والشاك تحير فيه وتوقف. 
والظان تخيل وما عرف، 
والناظر تطلع وتشوف، 
والمقلد مع كل صنف تصرف، 
إن مشی متبوعه مشي، 
وإن وقف وقف؛ حيث ما كان.
إما في النجاة وإما في التلف.
جعلنا الله وإياكم ممن نظر واستبصر، وعلم فلم يجهل، ولم يتحیر آمین.
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Empty
مُساهمةموضوع: في تلقي الرسالة وشروطها وأحكامها .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي   كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء يناير 29, 2019 12:12 pm

في تلقي الرسالة وشروطها وأحكامها  .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي

كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي رضي الله عنه 

في تلقي الرسالة وشروطها وأحكامها  

نزل الروح الأمين على القلب وقال: یا طالب الرسالة أقصر فإنها موهوبة غير محسوبة، وطالبة غير مطلوبة، لا تنال بالسعايات.
وليس لها بدايات فتوجد عند الغايات، وإن كان من شرطها أن تكون نية صاحبها قريبة من الاعتدال، و لطيفته متوسطة بين الجلال والجمال.
وأحكامها ألا يسكن في النور ولا في الظلمة، ولينحر مواضع الضياء والظلال، وليكن فرشه الرمال، ووقته الرقيقة التي قبل الزوال.
وأن تكون مرآته صافية، ويواجه بها حضرة البلاء والعافية ومن أحكامها الثبوت عند التلقي، وعدم الالتفات عند الترقي، وأما تلقيها فرقيقة ربانية تمد إلى لطيفة روحانية بكلمة غيبية.
مدرجة في قوة قلبية تجري في أنبوب تلك الرقيقة، فتستقر في النقطة الدقيقة.
فيبثها الرسول في عالم المجاز والحقيقة، على حسب ما تعطيه الطريقة.
فالتدلي انبعاثها الرباني، والتلقي اتصالها الروحاني به، علمنا الله وإياكم من لدنه علما.
وآتانا رحمة من عنده ومغفرة و عزم آمین.
*

في معرفة تلقي الرسالة الثانية الموروثة من النبوة

نزل الروح الأمين على القلب وقال: لتعلم أن الرسالة الثانية موهوبة مكسوبة، وطالبة ومطلوبة، وموروثة غير منفوثة، وباعثة ومبعوثة، وصورة تلقيها حقيقة ربانية تمتد في رقيقة نورانية إلى لطيفة روحانية.
فاللطيفة الروحانية رتبة، والحقيقة الربانية مرتبة في واسطة مرآة نبوية فينعكس شعاعها على قلب الولي، فلهذا يخرج بصورة النبي لا ينسخ شريعة، ولا يثبت أخرى ولا يسأل على تعليمه أجرة.
وإنما صح لنا وراثة الكتاب؛ لكون إعطائه إيانا من غير اكتساب؛ وكل وراث مصطفى، وما سواه فهو على شفا.
وإنما ألحق الوارث منا بالنبي السالف، لأنه للإلقاء النبوي ذائق، و لمقامه العلي كاشف، فهو في قلبه على شريعة من ربه.
وإنما نسب رسول الرسول إليه لاشتراكهما في التكليف الذي أنزل عليه، ولم ينسب الرسول عليه الصلاة والسلام إلى (جبریل).
لأنه ليس له من رسالة غير التعريف الذي أودع الرحمن لديه، فنسب الرسول إلى الله بغير واسطة لعدم هذه الرابطة.
فإن كنت من أهل الإشارات فقد منحتك العلم النافع في إيجاز هذه العبارات.
جعلنا الله وإياكم ممن ورث فبعث، ودعي فانبعث، وإن ترك لم يكترث بمنه آمین.
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Empty
مُساهمةموضوع: من التنزلات في معرفة النية والفرق بينهما وبين الإرادة والقصد والهمة والعزم والهاجس .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي   كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء يناير 29, 2019 12:13 pm

من التنزلات في معرفة النية والفرق بينهما وبين الإرادة والقصد والهمة والعزم والهاجس .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر  محمد ابن العربي الطائي الحاتمي

كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي رضي الله عنه 

من التنزلات في معرفة النية والفرق بينهما وبين الإرادة والقصد والهمة والعزم والهاجس

أساس وجود الفعل في القلب خمسة:
فأولها عند المحقق الهاجس، ومن بعده عین الإرادة قائمة، وهم وعزم صادفته، ومن بعد هذا نية مستقيمة، تباشر فعل الشخص والقلب سائس، وقد قيل أيضا النص المحقق، فإن صح هذا القول فالقصد سادس، ومن قال: إن
القصد معناه نية فحسب، فإن القصد المقوم خامس.
نزل الروح على القلب وقال: أيها العقل الأقدس اعلم أن الله تعالى إذا أراد إيجاد فعل ما بمقارنة حركة شخص ما بعث إليه رسوله المعصوم، وهو الخاطر الإلهي المعلوم، ولقربه من حضرة الاصطفاء، هو في غاية الخفاء، فلا يشعر بنزوله في القلب إلا أهل الحضور والمراقبة في مرآة الصدق والصفاء.
فينقر في القلب نقرة خفية لتزول نكتة غيبية، فمن حكم به فقد أصاب في كل ما يفعله، وتحجج في كل ما يعلمه.
وذلك هو السبب الأول عند الشخص الذي يعول، وهو نقر الخاطر عند أرباب الخواطر، وهو الهاجس عند من هو للقلب سائس.
فإن رجع إليه مرة أخرى فهو الإرادة، وقد قامت تصاحبه العادة.
فإن قام ثالثة فهو الهم، ولا يعود إلا لأمر مهم.
فإن عاد رابعة فهو العزم، ولا يعود إلآ لنفوذ الأمر الجزم.
فإن عاد خامسة نهر النية، وهو الذي باشر الفعل هذه النية، وبين التوجه إلى الفعل وبين أن يظهر القصد، وهو صفة مقدسة يتصف بها الرب والعبد.

.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Empty
مُساهمةموضوع: في معرفة أسرار التكبير .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي   كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء يناير 29, 2019 12:15 pm

في معرفة أسرار التكبير .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي

كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي رضي الله عنه

في معرفة أسرار التكبير .كتاب التنزلات الموصلية  

قال الروح في تنزله: أعلم أن الجمع في حضرتين، كما بينا من قبل أن الوجود كله بني على اثنتين:
فالله وأعني به الاسم حضرة جامعة لجميع الأسماء الحسنی.
والذات التي لها الألوهية حضرة جامعة لجميع الصفات الذاتية القدسية، والصفات الفاعلية في العالم الأبعد والأدنى، والأرفع والأدنى.
فإذا كنت في حالة من الأحوال، أحوال الأرض وأحوال السماء، فلا تشك أنك تحت قهر اسم من الأسماء سواء عرفت ذلك أو لم تعرف.
أو وقفت في مشاهدته أو لم تقف، فإن ذلك الاسم الذي يحركك أو يسكنك، أو يلونك أو يمكنك.
يقول لك: إنه إلهك ويصدق في قوله، فيجب عليك أن تقول: الله أكبر.
وأنت یا اسم سبب فعله، فلك الرفعة السيئة، ولله الرفعة الإلهية.
ويصح (أفعل) على طريق المفاضلة، فإنها من حضرة المماثلة قال الله تعالى: "قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى" .
وكذلك له الصفات العلى ، فإن الله هو الرحمن الرحيم إلى ما يعلم منها وما لا يعلم، وما يفهم منها صفاته وما لا يفهم، وعلى هذا يصح «الله أكبر»، وبه ثبتت المعارف الإلهية و تقررت.
واعلم قطعا أن الذات لا يتجلى إليك أبدأ من حيث هيأته، وإنما يتجلى إليك من حيث صفة ما متعالية، وكذلك اسم الله لا يعرف أبدأ معناه، ولا يسكن وقت ما في معناه، وبهذا السر تميز الإله من المألوه، و الرب من المربوب، ولو لم يكن ذلك كذلك، لألتحق المهلك بالهالك، فقد بانت الرتب، وعرفت النسب، وثبتت حقيقة السبب.
جعلنا الله وإياكم ممن شاهد فخر من الكبر، فتجلى له ما هو أكبر منه، لا رب غيره.
وما أشقى إلا على العمر ينقضي، وليس لنا في الاجتماع نصیب، انتهى.
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Empty
مُساهمةموضوع: الشيخ الأكبر ابن العربي في إسرائه مع المخاطبة بآدم عليه السلام .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي   كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء يناير 29, 2019 12:16 pm

الشيخ الأكبر ابن العربي في إسرائه مع المخاطبة بآدم عليه السلام .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي

كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي رضي الله عنه 

الشيخ الأكبر ابن العربي في إسرائه مع المخاطبة بآدم عليه السلام
قلت له يا أبت إني أريد أن تخبرني بما علمت من الأسماء، وهل كانت لك خلافة في السماء؟
فقال: يا بني إن القدم الواحدة مخصوصة بالسماء، والخلافة ذات قدمين، فلا يصح فيه وجود الخلفاء.
وما سألت عنه من مقام الأسماء، فإن الله عرض علي الحقائق قبل تأليفها، وعرفني بأسمائها وأسماء من يتألف منها.
وأعلمني بكيفية تركيبها وتصريفها، ثم عرض على الملائكة تلك الحقائق وأخفى عنهم ما أشهدني من الرقائق لما تقدم منهم في حقي من التحريج.
كما رأيته في البناء الصحيح فقال: "أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صدقين" آية 31 سورة البقرة ، وأشار إليهم لكونهم حاضرین.
ولو أراد الأسماء خاصة لقال: عرضها، وفي قوله: عرضهم، حجة واضحة عرفها من فرضها، فعرفت الملائكة أسماء الحقائق في حال افتراقها، حين اختصصت أنا بمعرفة أسماء تركیبات حقائقها: " قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم" آية 32 سورة البقرة.
قال الله جل ثناؤه: "يا آدم انبئهم بأسمائهم" ، فألفت الحقائق بطریق ما، وقلت : هذا قدس بطريق آخر.
وقلت: هذا إنسان، فلما أنبأتهم بأسمائهم، فظهرت حجة الله على خلقه، وقام بهم برهان حقه فبمثل هذه الأسماء اختصصت، وهي التي على الملائكة نصصت.
وإلا فليست في الأسماء عند وجود الأعيان معرفة غامضة عند الأرواح أنها على مجرد الاصطلاح، ولهذا اختلفت عوالم العبارات عنها عند شهودها، ولم تختلف المعاني التي بها قوام وجودها.
فالنفس تعقل معانيها، وإن اختلفت أساميها في مبانيها.
فقلت: هذه الأسماء الكيانية، فهل اختصصت أيضا بالأسماء الإلهية؟
فقال: عليها فطرت الصورة الإنسانية، انظرها فهي مصرفك، وتحققها فهي معرفتك، بمعرفتها تفاضل أشخاص هذا الجنس، و بمشاهدتها تقدس العقل، و تزكت النفس.
فقلت له: كذلك وجدتها، ولهذا عبدتها.
والله أعلم.
.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافربالله في الإثنين فبراير 26, 2024 3:14 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Empty
مُساهمةموضوع: في بيان الصلاة الوسطى، أي صلاة هي ولماذا سميت بالوسطى؟ .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي   كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء يناير 29, 2019 12:17 pm

في بيان الصلاة الوسطى، أي صلاة هي ولماذا سميت بالوسطى؟ .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي

كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي رضي الله عنه  

في بيان الصلاة الوسطى، أي صلاة هي ولماذا سميت بالوسطى ؟

إن الوسطى من الوسط والفضيلة، فمن جعلها من الوسط فهي المغرب لما جاء في الخبر: إن أول صلاة صلاها (جبرائیل) بالنبي عليهما السلام صلاة الظهر، وقد ثبت ذلك وظهر، فمن جعلها من الفضل فيكون العصر، لاقتران فواتها بمصيبة الأهل والمال وتغير الأحوال.
وقد جاء الخبر الحق في يوم الخندقإنه عليه الصلاة والسلام أبدل العصر من الوسطى، بدل الشيء من الشيء، ومن العين الواحدة، وهي المختارة المثلى، وقد أثبتتها
عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها في مصحفها بواو التأكيد، وهذا في المسألة من أعظم التأييد، ومن خالف ما ذكرناه من العلماء الآراء والرواية، فروايات واهية، وآراء ما عليها من طلاوة رونق.
فسلطان هذا الحكم من معارف الرسم، وعلوم الوسم، فنرجع فيها إلى محكم يعلم الكشف المحقق بالنور المطلق.
فأقول:
شاهد عين السر في حضرة الوتر  ….. إن الصلاة هي صلاة العصر
"شاهد عين السر في حضرة الوتر  … إن الصلاة الوسطى هي صلاة العصر"
كان إلى آخر ما ذكره.
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Empty
مُساهمةموضوع: في معنى قوله والذين هم على صلاتهم دائمون .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي    كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء يناير 29, 2019 12:18 pm

في معنى قوله والذين هم على صلاتهم دائمون .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي 

كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي رضي الله عنه 

وفي معنى قوله والذين هم على صلاتهم دائمون  

من عرف سر وضع الصلوات لم يزل في عموم الحالات على تنوع التصرفات.
فلا يبرح على صلاته دائما، و لسرها حاكما، ولا يقنع بالاقتصار على محافظة الأوقات؛ فإنه لأهل الأشغال والغفلات، ولا شغل للعارفين إلا بربهم، ولا مراقبة لهم في شيء إلا في قلبهم.
فإنه الذي وسعه وناداه فسمعه، فهو في كل الأحيان يشاهده، وسره مع الأنفاس عابده، فقابل الدوام بالدوام، وزاد على التعيين عند أصحاب الليالي والأيام.
فجواد صمته في ميدان الديمومية سانح، ونور سرها في بحرها المتلاطم سابح.
وإن كانت الصورة في مرتبتين محققتين: مرتبة عميمة، ومرتبة مخصوصة، وأسرارهما عند المحققين الذين على بينة من ربهم منصوصة. 
والدوام إنما يقع في 
المرتبة العامة، وهي المناجاة.
وأما المرتبة المخصوصة فلا يتمكن فيه الدوام لاختلاف المقامات، بتنوع التنزلات لتنوع الحالات.
فمن وقف على سر الحضور لم يقتصر على بعض الأمور، وفيه يصح الدوام عند علماء الإلهام.
فقد تبينت الرتب، وتحققت النسب.
جعلنا الله وإياكم ممن داوم على صلاته في الحكمين ففاز بالعلمين، آمين.
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Empty
مُساهمةموضوع: رسالة المحبة .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي    كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء يناير 29, 2019 12:19 pm

رسالة المحبة .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي 

كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي رضي الله عنه 

رسالة المحبة

بسم الله الرحمن الرحيم
اعلم أن للمحبة أربعة ألقاب:
منها الحب: وهو خلوصه إلى القلب وتنقيتها عن كدورات العوارض، فلا غرض له ولا إرادة مع محبوبه.
واللقب الثاني: الود، وله اسم إلهي، وهو الودود، والود من نعوته، وهو الثبات فيه، وستي الودود لثبوته في الأرض.
واللقب الثالثالعشق، وهو إفراط المحبة، وكنى به بشدة الحب في القرآن العظيم في قوله: " وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ" ، وقوله: " قد شغفها حبا"، أي صار حبها ليوسف عليه الصلاة والسلام على قلبها كالشغاف، وهي الجلدة الرقيقة التي تحتوي على القلب، فهي ظرف له، فتحيط به، وقد وصف الحق نفسه بشدة الحب، غير أنه لا يطلق اسم العشق والعاشق عليه تعالی.
واللقب الرابع: الهوى، وهو استفراغ الإرادة في المحبوب، والتعلق به في أول ما يحصل في القلب، وليس لله تعالی منه اسم.
وقلنا فيه:
علق بمن أهواه عشرين حجة    …. فلم أدر من أهوى ولم أعرف الصبرا
ولا نظرت عيني إلى حسن وجهها  …. ولا سمعت أذناي قط لها ذكرا
إلى أن تراءى البرق من جانب الحمى …     فنعمني يوما وعذبني دهرا
وقلنا فيه أيضا:
علق بمن أهواه من حيث لا أدري  ….. ولم أدر من هذا الذي قال: لا أدري
قد حلت في حالي وحالت خواطري و  ….. قد حارت الحيرات في وفي أمري
فبينا أنا من بعد عشرين حجة      ….. أترجم عن حب يعانقه سبي
فلم أدر من أهوى ولا أعرف اسمه  …… ولم أدر من هذا الذي ضمه صدري
إلى أن بدا لي وجهها من نقابها     …… كمثل سحاب الليل أسفر عن بدر
فقلت لهم: من هذه؟ قيل: هذه     ….. بنية عين القلب بنت أخي الصدر
فكبرت إجلالا لها و لأصلها      ….. فليلي بها أربى على ليلة القدر
واختلف الناس في حده ، فما رأيت أحدا  حده بالحد الذاتي، بل لا يتصور ذلك.
فما حده من حده إلآ بنتائجه وآثاره ولوازمه.
ولا سيما وقد اتصف به الجذاب العزيز، وهو الله عز وجل.
وأحسن ما سمع فيه ما حدثنا غير واحد عن أبي العباس بن الصنهاجي رحمه الله تعالى، قالوا سمعناه يقول وقد سئل عن المحبة فقال:
الغيرة من صفات المحبة، والغيرة تأبى إلا الستر، فلا تحد."
وألطف ما في الحب وجدته، وهو أن تجد عشقا مفرطا، و هوی وشوقا مقلقا وغراما ونحولا، وامتناع نوم، ولذة طعام، ولا تدري فيمن، ولا بمن؟
ولا يتعين لك محبوبك، وهذا ألطف ما وجدته ذوقا، ثم بعد ذلك بالاتفاق.
أما يبدو لك تجلي في كشف فيتعلق الحب به، أو ترى شخصا فيتعلق ذلك الوجد تجده به عند رؤيته، فتعلم أن ذلك كان محبوبك وأنت لا تشعر.
أو يذكر الشخص فتجد الميل إليه بذلك الهوى، فتعلم أنه صاحبك، وهذا من أخفي دقائق استشراف النفوس على الأشياء من خلف حجاب الغير.
فيجهل حالها، ولا تدري بمن هامت، ولا فيمن هامت وما هيامها؟
وتجد الناس في ذلك القبض والبسط الذي لا يعرف له سبب، فعند ذلك إما يأتيه ما يحزنه، فيعرف أن ذلك القبض كان لذلك الأمر.
أو يأتيه ما يسره فيعرف أن ذلك البسط كان لهذا الأمر.
وذلك لاستشراف النفوس على الأمور من قبل تكوينها في تعلق الحواس الظاهرة، وهي مقدمات التكوين، وينسبه ذلك أخذ الميثاق على الذرية بأنه ربنا *.
فلم يقدر أحد على إنكاره بعد ذلك، فيجد في فطرة كل إنسان افتقارا لموجود يستند إليه، وهو الله تعالى، ولا يشعر به بعد ذلك.
ولهذا قال تعالى: "يا أيها الناس أنتم القراء إلى الله "  ، يقول له: ذلك الافتقار الذي تجدونه في أنفسكم متعلقة بالله لا غيره، ولكن لا تعرفونه، فعرفنا به الحق.
ولما ذقنا هذا المقام قلنا فيه:
علقت بمن أهواه عشرين حجة   ….
بالتمام إلى آخره، والله أعلم.
تم في مكة.
* "إشارة الشيخ الأكبر رضي الله عنه "أخذ الميثاق على الذرية بأنه ربنا"إلى الآيات 172- 174 من سورة الأعراف:
"وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ (172) أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ (173) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (174)".
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Empty
مُساهمةموضوع: رسالة الانتصار .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي   كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي Emptyالثلاثاء يناير 29, 2019 12:21 pm

رسالة الانتصار .كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محيي الدين محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي

كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي الأندلسي رضي الله عنه 

رسالة الانتصار من كتاب التنزلات الموصلية

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله وحده هذه رسالة الانتصار في جواب ما سأل عنه عبد اللطيف بن أحمد بن محمد بن هبة الله كتب بها إليه الشيخ الإمام العالم العارف المحقق محيي الدين أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن العربي الطائي الحاتمي رضي الله عنه.
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وعلى عبد اللطيف ابن أحمد ابن البغدادي سلام عليك ورحمة الله وبركاته .
أما بعد فإني أحمد الله على ما ألهم وأن علمني ما لم أكن أعلمه وكان فضل الله عظيما، وأصلي على الموروثة أسراره وعلى آله الطيبين وسلم تسليما.
وقد أنهى إلي بعض الإخوان ممن يوثق بنقله ما جرى بينكم وبين الشيخ أبي عبد الله محمد بن عبد الله الشريف أنفاسي المعروف بالصيقال .
من السؤالات في طريق التصوف ابقى الله رسمه وتمم علينا نعمه فيه، فأخبرني أنه ما سألكم أبو عبد الله الشريف في مسألة إلا أجبتموه على غاية الاستيفاء و الايضاح من طريقة القوم وكلامهم رضي الله عنهم .
ثم أخبرني أنكم سألتموه عن أسولة "أسئلة" متعددة فما أجابكم عن واحد منها ثم رغب إليكم في الجواب عنها .
فما أدري هل تكلمتم عليها أم لا وهنا انتهى الخبر عندي.
وأنا أعزكم الله وإن كنت لم ألق الشريف أبا عبد الله المذكور مجالسه ولاخبرته ممارسة لكن أخبرني غير واحد ممن أثق بنقله إن لأبي عبد الله المذكور باعة متسعة ومجالا رحبا ولا أدري هل ذلك من ذوق أو نقل .
لكن والله أعلم على ما وصل إلى من شاهد حاله أنه من أهل النقل وعجز الناقل في هذا الطريق لا ينظر فإن المسائل ذوقية والناقل حال ومع هذا فإنه يحتمل وقوفه عندي لا حد أربع موانع .
المانع الأول
من طريق الوقت والمكان وذلك المسائل في أنفسها عظيمة القدر إذ هي واردة من الحضرات الإلهية على قلوب أهل الصفاء والوجود، الكلام عليها لا يصلح في كل موطن على ما في علمكم حتى يوجد لذلك وقت وإخوان فربما حضر المجلس من لا يعرف طريقة القوم واشاراتهم لعدم الذوق ومطالعة أغراضهم ومواظبة مجالسة شيوخهم في أوقات ميعادهم فخاف على نفسه وعلى منكر يحضر المجلس فأمسك رحمة به لئلا ينكر فبهت .
ولولا ما اتبع موسى الخضر على شرط عن أمر إلهي لعاقبه على فعله كما تقرر حكمه في شريعته.
ألا تراه لما نسي الشرط وقع الإنكار والسؤال فلما نبهه عليه سكت موسى صلی الله عليهما حتى كان من أمرهما ما كان .
والخضر رأس أهل الطريق وسيد الطائفة فمبنى الطريق في القول والفعل على التسليم وهو قليل.


المانع الثاني
أراد التأدب معكم والتبرك بكلامكم وأخذ الفائدة منكم لسر تخيله فيكم أو علمه فتحصل الفائدة وتكون لنفسه مجاهدة إذ السكوت عن العلم مع القدرة على الكلام من أشق ما يجري على النفس .

اما المانع الثالث
إن الكلام في هذا الطريق إنما هو على الفتح الموهوب اللدني لا على النظر والبحث والتفتيش وإنما هي مراي الهمم مجلوة مهيأة لتجلي الحكم وحصول المشاهدات.
فالقلوب إذا قامت بها الهمم صفت ونطفت فعلت فوصلت فأدركت فملكت فإن شاء تعالی وصلت وإن شاء أمسكت.
والصفاء أكرمكم الله يتفاضل على حسب الطريق فقد يوجد في هذا الطريق صاف وأصفى.
فإذا اجتمع رجلان من هذا الصنف في محل واحد صافية وأصفى بحيث أن يكون الواحد مثلا عنده من نور الصفا قدر نور الشمس وعند الآخر قدر نور بصر الخفاش فلا شك في مذهبنا أنه يغطى عليه بقوته ويمنعه من الكشف.
إذ النور عندنا حجاب لمن ضعف بصره والضعف نفس الوقوف معه.
اللهم إلا أن يحتجب عنه له بسحابة الرحمة والجود فيأتيه من حيث هو ويقتضي إدراكه عنه فحينئذ تقع بينهما المحادثة وهذا من الموانع العظيمة فقد يمكن أن يكون صمت الشريف من هنا .
المانع الرابع

أن يكون صمته من عجز وحصر فرب صاحب علم قد يعجز في مسائل من فروع علمه.
الذي هو سبيله وإذا كان هذا على هذا الحد فأراد العبد الفقير إلى الله تعالى وهو أحقر صوفي في المغرب وأقله سلوكا و أنقصه فتحا واكثفه حجابا مجاوبتكم فيما وصل إليه من سؤالاتكم لأبي عبد الله المذكور .
فوالله لو رأيت الواصلين منا إلى عين الحقيقة لفنيت في أول لمحة فنائك في الحق ففتح المغرب لا يجاريه فتح إذ حظه من الزمان الوجودي الليل وهو المقدم في الكتاب العزيز على النهار في كل موضع .
وفيه كان الإسراء للأنبياء وفيه تحصل الفوائد وفيه يكون تجلي الحق لعباده وهو زمان السكون تحت مجاري الأقدار وهي الغاية إذا السكون عدم الدعوى.
لا يبقى وجودا ولا رسما فالحمد لله الذي جعل فتح هذا المغرب فتح أسرار وغيره فلا تفتض أبكار الأسرار إلا عندنا .
ثم تطلع عليكم في مشرقكم ثيبات قد فرضن عدتهن فنكحتموهن بأفق المشرق فتساوينا في لذة النكاح وفزنا بلذة الافتضاض .
فارتفعت همة العبد الضعيف إلى إجابتكم عند ما دخل أحرار طريقتنا في خدور الصور والتقديس عن ملاحظات الخطاب ومحاورات الكلام وإن كنت عاصيا في الجواب على أصل الطريق فالسائل بدأ بذلك وجوابنا غيره على مغربنا .
ولذلك ركبت هذا الصعب المهم حتى لا أقعد في مقعد العين .

قال العبد فلنقدم ما يجب أن يقدم بين يدي جوابنا
فنقول والله يقول الحق وهو يهدي السبيل:
السؤال في هذا الطريق عند القوم رضي الله عنهم في معاني الأسرار على حد ما سألت لا يتصور أصلا .
وإنما يتصور السؤال عنهم في المعاملات ونتائج المقامات على حد ما نوجهه عليكم من السؤالات في آخر المسألتين إن شاء الله .
وإنما قلنا لا يتصور السؤال في معاني الأسرار لما نذكره إن شاء الله .
وذلك أن شخصين من أهل هذا الطريق أهل الأذواق جمعهما محل واحد فلا يخلو أن يكونا في مقام واحد أو لا في مقام واحد .
وإذا لم يكونا في مقام واحد فلا يخلو أن يكون أحدهما دون الآخر أو فوقه وليس ثم قسم رابع .
وفي كل قسم ندعي أنه لا يتصور سؤال وعليه أتينا الطريق .
وذلك أنهما إذا كانا في مقام واحد فلا فائدة فيه لأنهما شربا من عين واحدة بكأس واحد .
وإذا قد تقرر هذا وكشف كل واحد منهما على صاحبه فلا يتصور أن يسأل أحدهما الآخر مع حصول العلم عند كل واحد منهما ذوقا.
فسؤال أحدهما صاحبه عن أسرار ذلك المقام مع شهوده له فيه هذيان وفضول.
إذ الصوفي ابن وقته فلا يشتغل فيه إلا بما هو أولى به لأن الوقت عزيز إذا فات لا يدرك.
وصاحب الهمة يريد أن يكون الوقت له وتحت ملكه فلا يتصور سؤال بين المتكافيين إلا على ما سنذكره فيما يأتي إن شاء الله.
فإذا لم يكونا في مقام واحد وعدم التكافؤ فلا بد أن يكون أحدهما في دون الآخر أو فوقه فإن كان دونه وسأله.
فهو عندنا سوء أدب الطريق الأشياء يعرفها كل من دخله ولهذا نرى الشيوخ الراسخة أقدامهم فيها لا سبيل أن يتكلموا السائل على سر أصلا .
لأن السائل لا يخلوا ما أن يكون مبتدئا أميا أو قد مارس العلوم وأخذ منها بطرف أعني علوم الدرس والبحث والاجتهاد لا علوم الأذواق فكشفه إياها للمبتدي
العامي حرام لأنه وضع الحكمة عند غير أهلها وأنها تزیده عمي وجهالة.
وتحصل لها في نفسه فائدة فإن أخذها بتحسين في يوم ما فربما ارتد فشنع عليك بها ورماك بأحجارك والطريق مجهولة والإنكار أسرع إليها من السهم إلى منتهاه .
وإن كان السائل كما ذكرنا فهو لا يقبل شيئا على التسليم إلا بدليل ولما كانت علوم أذواق وعسر الدليل عليها لم يبق إلا أن يدل على أن القائل بهذه العلوم ولي قداوتي الحكمة.
وإقامة الدليل على تصحيح مسألة من مسائل الطريق أقرب وأيسر من إثبات الولاية الشخص على التعيين.
إذ المخبر عن الحق بالعصمة المقطوع بها على صدقه قد فقد وهو الرسول عليه السلام فما بقي لنا إلا تحسين الظن بالله في عباده عند ظهور الطاعة منهم ولزوم التقوى وتخيل الولاية فيمن هو على هذا الوصف من غير قطع بها .
فلا دليل لهم رضي الله عنهم في مسائلهم على التعيين إلا على العموم مثل قوله تعالى: "واتقوا الله ويعلمكم الله " سورة البقرة : 282 . " يؤتي الحكمة من يشاء " سورة البقرة : 299 .
لكن من هو هذا من أو بأي دليل أخرجه من التنكير إلى التعريف مع أنا نعلم أن الله أولياء يلهمهم أسراره و يهبهم حكمه.
ولكن متى ادعاها إنسان اتهم ويتهمه الخارج عن طريقته أصلا ومقامه فرعا فتعين الشخص عسير جد أو لو انخرقت له العادات .
فما ظنك بشیخ ربما قد ارتقى عن منازل خرق العادات البشرية الحسية وانتقل إلى خرق عوائد الأسرار التي لا يعرفها إلا من هو في حزبه كيف يكون حاله مع هذا السائل له .
وأكثر تبیین مسائلهم بالأمثلة أو الاسترواح من الكتاب والسنة على صناعة التأويل والاعتبار وأما إن كان فوقه فسؤاله من دونه عناء ولا يتصور هذا منه.
لأن الأعلى عندنا متى ادعي له من دونه تحصل أسرار مقام ما فشاهد حاله يكذبه عنده أو يصدقه على هذا جرت الطريقة .
فسؤال من ذاق من لم يذق من سؤال العنيين لذة النكاح .

اعتراض والانفكاك عنه
فإن قلت وفقك الله ينتقض عليك هذا بأنا وجدناهم يتكلمون بالأسرار السئية ويخاطب بها بعضهم بعضا .
فنقول هذا لا يلزمني إلا إذا اعترضت بأن يقول يتصور الأسرار وتقيمون عليها الأدلة ثم تأخذ سرا من أسرار التصوف وتقول دليل هذا السر من العلم كذا وكذا ونبين به حقيقة السر عند السامع الخارج عن طريقك وحينئذ كان يصح اعتراضك.
وأما التحدث بالأسرار بينهم لا أنكره وأنه من باب التحدث بالنعم كرجلين أحضرهما الملك في بساط مشاهدته و ارتاعا في رياض أنسه ثم انصرفا من عنده و قعدا يتحدثان بما شهده في ذلك المجلس من محادثاتهما للملك ومحادثته لهما وما عايناه في تلك الروضة من اطراد الأنهار وسمعاه من نغمات الأطيار واستنشقاه من نفحات طيب الأزهار وطعماه من فنون فواكه الثمار، فعلى هذا الوجه يكون التحدث بالأسرار بينهم لا على طلب وجه الدليل فهذا وفق الله الولي أنبتنا عليه الطريق على ما في كریم علمه.
تذكرة

ثم أذكر وليي بعد هذا فإن الذكرى تنفع المؤمنين . وهو أن السؤال في هذا الطريق له شرط عظيم أعني في موضع السؤال وحيث يجب كما تقدم وهو أن يكون السائل عارفا بمقام المسألة وقدرها ومن أين صدرت؟
و من حظها من الحضرات الوجودية ؟
وعارفا بقدر المسؤول عنها ومقامه منها . فإن شهد للسائل حال المسؤول بمسألته حينئذ يسأله ليجمع بين قوله إن أمكن من النطق وبين حاله إذ قد تقرر في طريقتنا أنه متى ذاق الرجل شيئا من مقامات هذا الطريق وحصل عنده تخلقا فلا بد له من تأثير على ظاهره أصلا .
فيسمون ذلك التأثير شاهد الحال وهو الصحيح الذي يعول عليه لا الفصاحة ولا الجعجعة .
ألسنا نشاهدهم عند قطع الأسباب والسكون تحت مجاري الأقدار والفرح بما يرد عليهم من الله تعالى من أنواع الآلام والعذاب لا يتغيرون .
هذا هو شاهد الحال لهم على قوة اليقين والرضاء والتسليم لمراد الله تعالی.
سواء ساء ذلك أم سر نفع أو ضر إنما هم يشاهدون القائل في الفعال فلا يرون إلا حسنة .
ولهذا نرى كل إنسان في هذه الطريقة يتكلم وليس كل إنسان يتصف .
فكان ينبغي لك أيها الولي الحميم، وإن كان سوء أدب مني في حقك لكنها معاتبة وغيرة مني عليك أن تنظر إلى شاهد حال من سألته.
فإن شهد لك حاله برسوخه في تلك المقامات التي سألته عنها ولم يكن من النطق فعذره مقبول وشاهد حاله فصيح .
وإن كان على غير ذلك وسألت من لا يحب سؤاله فقد لزمك الندم والاستغفار ووجبت لك التوبة مما أتيت به والتضرع بالإقالة مما عثرت فيه.
وعرف الولي عرفه الله ذنبه وجعل ممن أثر ربه إنما أنهي إلى من أسولتكم للشيخ أبي عبد الله سوى مسألتين المسألة الواحدة كيف يجمع بين قول رسول الله ؟
من طلب الله وجده وبين قول أبي يزيد رضي الله عنه "السالك مردود والطريق مسدود" ؟.
وهذا كما لا يخفى عليكم فإن القائل بالوجه الواحد ليس هو القائل بالوجه الآخر ولا يصح تعارض كلامین ويطلب وجه الجمع بينهما أو بإبطال أحدهما حتى يكون القائل لهما واحدة .
أو يكون من شخصين تكلما عن مقام واحد في مسألة واحدة فيكون عين ما ثبته الأول عين ما نفاه الآخر أو يوهم اللفظ ذلك مسألتنا ليس فيها من هذه الشروط شيء.
والمسألة الثانية قول الحسين بن منصور :
سقاني مثل ما يسقي     .....     كفعل الضيف بالضيف
ما معنى هذا البيت ؟.
فتعين لي أن أجيبكم عن هاتين المسألتين اللتين صحتا عندي في مقام يرتضيه الوقت ويسلمه السامع .
وأعرج عن المراد في تحقيقها إلا لو وقعت المشافهة ثم بعد كلامي عليهما إن شاء الله أوجه على الولي في هاتين المسألتين خمسين سؤالا أطلب جوابه عنها تبركا بكلامه وتيمنا بخطه والله يمد الجميع من خزائن لطائفه بالإصابة إن شاء.

المسألة الأولى
سأل الولي تولاه الله كيف يجمع بين قول الحبيب رسول الله ؟
"من طلب الله وجده" وبين قول أبي يزيد رضي الله عنه "السالك مردود الطريق مسدود".
قد تقدم ما وقفت عليه فنقول ينبغي أن لا يسأل عنه من شم من طريقة القوم رائحة، ولا من بدت له لائحة لقربه على الأفهام ، فإنه متى أمكن الجمع بين شيئين يظهر بينهما التعارض بوجه ما وبين حصل الغرض والمراد .
وقد يجتمعان من وجه ووجوه آخر خلاف ذلك لا يعرفها إلا من مارس العلوم ورسخ قدمه فيها .
ونحن الآن نجمع بينهما إن شاء الله بأيسر شيء في الطريق وستر ما فوقه وما هو أعلى منه وأغمض لعلو منصب أبي يزيد لا غير رضي الله عنه فإن النبي صلى الله عليه وسلم ليس لنا سبيل إليه إلا بحكم الاتباع خاصة.
وأما غير ذلك من المقامات فلا، ونوجه على الولي وفقه الله بعد فراغنا من الكلام على هذه المسألة يتبين سؤالا ولو شئنا بلغنا بها أكثر من ذلك لكن اقتصرنا على السؤالات التي تتعلق ببعض الظاهر منها وتركنا ما عدا ذلك لئلا يتعسر على الأفهام ويقال لنا من أين يلزم هذا السؤال وليس في ظاهر اللفظ ما يعطيه ولا ما شهد له فلذلك تركناها.
ووجه الجمع بينهما بالاستفصال وذلك أنا نقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من طلب الله وجده هذا صحيح لكن قوله صلى الله عليه وسلم من طلب الله يعني بالله أو بغيره إن كان بالله فضرورة أن يجده ومن طلبه بغيره كيف يصح أن يجده ومعنى وجوده إثبات التوحيد له في ذاته وفي صفاته وأفعاله .
والطالب له تعالى بنفسه لا يصح له هذا التوحيد فإن الاكتساب وإن أضيف له فهو مجاز فإنه لا يصح أن يطلب الله ويجده .
إلا الذي يطلب معرفته تعالى بفعله لأن طلب العبد الله تعالى إنما هو فعل من أفعال الله خلافا لما يدعيه مخالفوا أهل الحق .
فإن وجود الحق في حق من طلبه به يجعل الواحد له كالميت بين يدي الغاسل يقلبه كيف شاء .
ومن تكون له إرادة فليس بميت ولا خرج من رق الدعوى والطالب له بنفسه من هذا القبيل نعوذ بالله لا أشرك به أحدا.  
فإذا تقرر مفهوم هذا اللفظ فقول أبي يزيد رضي الله عنه السالك مردود والطريق مسدود
يجتمع مع هذا الخبر الصدق ويكون هذا الكلام في حق الطالب نفسه لأنه لا يصح له وجود أبدأ .
ونفس السلوك هو الطلب فلا فرق بين أن يقول طلب أو سلك فما دام السالك يثبت لنفسه سلوكا من نفسه ومعنى هذا أنه يشاهد في سلوكه نفس سالكه بإرادتها اختيارة منها وغاب عنه في ذلك المقام أن الله آخذ بناصيته كما دل عليه النص والعقل فهو مردود.
وعين سد الطريق دونه فقده لوجود التوحيد الذي ذكرناه لأنه كيف يصح أن يجده فاعلا على الإطلاق والكمال وهو يجعل معه في ملكه فاعلا غيره .
مثل المعتزلي وإن كان مسلمة مؤمنا فإنه طالب لله تعالى ومع كونه طالبا بضيف الطلب لنفسه حقيقة وجميع أفعاله التي تحت اختياره، فانظر هل وجد الله من يكون سلوكه على هذا المنهج قط.
فإنما أراد أبو يزيد في ظاهر التصوف ما ذكرناه آنفا، وأما في باطن التصوف عند التحقيق وفي أي مقام نطق بهذا الكلام وأي شيء كان المتجلى له في ذلك الوقت فليس هذا موضعه وقد اعتذرنا عنه .
وقد ظهرت المسألة بحمد الله تعالی وجمع بينها وبين كلام رسول الله ؟
وبعدما تقرر هذا فإني أوجه على الولي وفقه الله في هذه المسألة ثلاثين سؤالا.
الأول : لم خصص اسم الله في قوله من طلب الله دون غيره من الأسماء؟ .
الثاني : هذا الطلب كيف يكون مقيد المعنى أولا مقيدا ؟ كقوله :"ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما" [النساء: 110].
الثالث:  ما سبب هذا الطلب .؟
الرابع : هل هذا الطلب من المقامات المستصحبة أم لا.؟
الخامس:  الطلب في أي مقام يكون. ؟
السادس: قوله من طلب هل هو على حده من العموم أو يراد به الخصوص ؟.
السابع : الكلام في هذا الطلب هل هو من لوح المحو والإثبات أو من أم الكتاب.؟
الثامن : هل هو على الشرط أو على الخير . ؟
التاسع : هذا الوجود هل هو وجود الذات نفسها أو غيرها؟.
العاشر : هذا الطلب هل هو بالجسم أو بالهمة أو بهما معا؟ .
الحادي عشر : هذا الوجود هل هو من الوجود الذي يصح بعده الرجوع. ؟
الثاني عشر : هذا الوجود هل يبقى معه رسم أم لا؟.
الثالث عشر : هذا الوجود هل هو وجود مكاشفة أو وجود مشاهدة .؟
الرابع عشر : هذا الوجود هل هو من مدركات السر خاصة أم لا.؟
الخامس عشر : هذا السالك ما هو. ؟
السادس عشر: متى كان هذا السالك سالكة. ؟
السابع عشر : إذا رد هل يزول عنه اسم السالك أم لا.؟
الثامن عشر : الطريق ما هو. ؟
التاسع عشر: هل أراد طريقة معينة أو جميع الطرق التي للتصوف.؟
العشرون: كيف يكون السر. ؟
الحادي والعشرون: كيف يكون هذا الرد. ؟
الثاني والعشرون: اين يصل هذا السالك وحينئذ يرد؟.
الثالث والعشرون: هل هذا الكلام حال أو نقل. ؟
الرابع والعشرون: السالك هل أراد به الجنس أو العهد.؟
الخامس والعشرون: بما يرد.؟
السادس والعشرون: بماذا يسد.
السابع والعشرون : لأي شيء يرد.؟
الثامن والعشرون: لأي شيء يسد.؟
التاسع والعشرون: هل هذا السلوك يصح معه وصول أم لا وإنما منع ذلك أبو يزيد لعله .؟
الثلاثون: كيف يجمع بين الحديث وكلام أبي يزيد من غير هذا الوجه الذي ذكرناه؟ فهذه وفق الله الولي ثلاثون سؤالا على الاختصار .
وتركنا من الأسئلة التي تتعلق بظاهر المسألة جملة .

المسألة الثانية
وهي قول الحسين "بن منصور الحلاج" رضي الله عنه :
سقاني مثل ما يشرب       ….. كفعل الضيف بالضيف
الصوفية وفق الله وليي، أضياف الله تعالى في الأرض وردوا عليه من الأغيار ونزلوا بحضرته فأضافهم بمعرفته ولهذا قيل لشيخ الشيوخ جعفر بن أبي مدين رضي الله عنه كان بتجانة رحمه الله في قطعه الأسباب وجلوسه مع الحق تعالى في بساط مشاهدته .
فقال شيخ الشيوخ الضيف إذا ورد على أحدكم فإنه في كنفه وتحت كرامته ثلاثة أيام.
بعد ذلك يقال له احترف في تلك الثلاثة الأيام فهو غير عارف بالسنة .
وإن تركه صاحب المنزل فهو عارية.
قيل له: صدقت
فقال رضي الله عنه فإن كانت الضيافة ثلاث والصوفية أضياف الله تعالى على ما قدمنا فليس لنا أن نحترف حتى تكمل لي ضيافتي بكمال الثلاثة الأيام .
وأيام الله كما قال تعالى : "وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون" [الحج: 47]. فيأخذ ضيافته على حسب أيامه فإذا كمل لي في بساط حضرته ثلاثة آلاف سنة ثم لا أحترف بعدها حينئذ يقول لي ترك السنة قم فاحترف.
فانظر هذا النور الإلهي ما أسناه وإنما سقنا هذا القول تمهيدا القوله كفعل الضيف بالضيف.
ثم نقول الجواب وفقك الله عن هذه المسألة:
من وجوه على حسب المقامات حتى لو نطق الرجل بهذا الكلام من غير هذا المقام الذي يعرفه فيه لكان شرحه على وجه آخر غير الوجه الذي نورده في شرحه إن شاء الله.
ولقد رأيته في النوم فسألته ما معنى قولك سقاني مثل ما يشرب.
فأجابني: ليس كمثله شيء .
والكلام عندي فيه من صفات الجلال ومن صفات الكمال ومن السبع المثاني ومن قوله يحبهم ويحبونه ومن أشياء أخر لكن اضطرني حال الرجل إلى الكلام عليه من مقام شهد الله أنه لا إله إلا هو لقوله:
ما قد لي عضو ولا مفصل      ….. إلا وفيه لكم ذكر
وليس يريد الذكر الذي يكون معه الحجاب فإنه قد نبه عليه بقوله ولو وقعت المشافهة بيننا لكان الكلام أبسط وأتم .
ولكن أجيبك إن شاء الله على أني في حال قبض وهيبة فأقول والله يقول الحق وهو يهدي السبيل.
نطق الرجل رضي الله عن ذوقه وأعرب عن حاله وصرح بما وصل إليه وذلك أن رب العزة لما أقعده في بساط المنادمة وهو أول مقامات الأنس أدار عليه كأس راح الارتياح إليه لشراب .
"شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم" [آل عمران: 18] الممزوج بماء العناية فلما تحساه وسرى في أعضائه أخذته أريحة الطرب وسكر ذلك المقام فكشف له عن سره .
فرأى توحید رب العزة وقد تقرر في سره في توحيده في ذاته وصفاته وأفعاله ثم نظر إلى عالم الله تعالی فوجد أن رب العزة توحيده في علمه القديم القائم به علي فصاح لما عاين ذلك منشدة (سقاني مثل ما يشرب) فكني بالشرب عن العلم القديم وكنی بالمثل حملا على نفسه و تجوزا في لفظه.
إذ الشرب بعد عدم سابق وشرك حاصل والقديم منزه عن هذا كله والشعر موضع تجوز.
فلما صدر منه هذا القول جرد رب العزة سيف العين وضرب عنقه بيد ليس كمثله شيء على نطع الفناء الكلي عند دور كأس معرفة المشاهدة.
فعند ذلك قال:
فلما دارت الكأس       ….. دعا بالنطع والسيف
ثم قيل له ناد عليك بلسانك وصف الحالة ونزه قاتلك ونديمك عن الحيف فإني سأظهر فيك عجبا فنادى بلسانه على نفسه قبل أن يؤخذ من تركيبه ومحبيه وقال : نديمي غير منسوب   …. إلى شيء من الحيف
سقاني مثل مايشرب   …. كفعل الضيف بالضيف
"فلما دارت الكأس دعا بالنطع والسيف.كذا من يشرب الراح مع التنين في الصيف) ثم رده إلى وجوده بسكره كما ذكر فصلب كما شهر .
اعتراض: فإن قلت وفقك الله أن المقام الذي أشرت إليه في المسألة من التوحيد هذا هو اعتقاد أهل السنة وفيه أفنت الأشعرية أعمارها حتى علمته فأي غريبة أتي هذا الصوفي أو بأي صفة زائدة ورد علينا.
انفصال: قلنا صدقت وفقك الله فيما قلت لكن بين الصوفي والأشعري في هذه المسألة ما بين علمت وعاينت هو المعنى اللطيف الذي يفضل به الشاهد الغائب.
إن علمنا قطعة أن الخليفة في الوجود لسنا كمن شاهده وشاهد حضرته فقلد في مشاهده صفة واحدة من صفات جلال الله عند فنائك عن نفسك نعني كل أشعري على البسيطة ليس بصوفي .
ولهذا قيل:
ولكن للعيان لطيف معنى     …. لذا سأل المعاينة الكليم
وهذا هو عين اليقين الذي يفضل علم اليقين.
ودليلي على ذلك أن أهل السنة وإن كان هذا هو اعتقادهم فإنهم يتغيرون عندما تجري أمور الله تعالى عليهم على غير مرادهم مخالفة لأغراضهم .
فكيف عند حلول البلايا العظيمة وهذا لعدم مشاهدة المعذب في العذاب أو المنعم في النعمة.
وهذا الرجل صاحب البيت وكل من حصل في مقامه لا يتغير لذلك بل يلهج فرحا بمراد الله تعالی فيلحظه ساكن تحت مجاري الأقدار.
وسكونه عبارة عن ترك الاعتراض في فعله فيه .
فبهذا فضلت هذه الطائفة غيرها وقد شوركوا في العلم وهذا القدر كاف في الجواب عن هذه المسألة .
وأنا أوجه على الولي وفقه الله في هذا البيت عشرين سؤالا على التحرير كما تقدم في المسألة الأولى.
السؤال الأول: من أي مقام نطق صاحب هذا البيت بهذا الكلام هل من مقام الجمع أم من مقام الفرق ؟ 
ويتوجه عليك في أي مقام أدعيته منهما سؤالان .
السؤال الأول: إن كان في مقام جمع ففي أي جمع، في جمع الهمم؟ أو في جمع الأسرار؟.
وإن ادعيت أنه كان في الفرق ففي أي فرق في فرق السلوك؟ أو في فرق الرجوع؟.
الثاني : هذا السقي ما هو. ؟
الثالث : كيف يكون هذا السقي . ؟
الرابع : بماذا يكون. ؟
الخامس: في أي مقام يصح.؟
ولا السادس : هل هو من السقي الذي يكون عنه السكر أم لا. ؟
السابع : هل يصح بعد هذا السقي صحو أم لا إن كان يولد السكر .؟
الثامن : هل يستصحب هذا السقي المقامات أم لا.؟
التاسع: هل روي بهذا السقي أم لا. النهاية العين . ؟
العاشر: هل هذا السقي سقي فناء أو سقى بقاء.؟
اما الحادي عشر : الساقي المضمر في سقاني من هو.؟
الثاني عشر : المثلية لغوية هي أم عقلية. ؟
الثالث عشر : هذا الشرب ما هو.؟
اما الرابع عشر: الشارب المضمر في شرب من هو.؟
الخامس عشر : كاف الصفة من فعل هل هي ومثليه الشرب على حدوا حد أم لا؟.
السادس عشر: الضيف بالضيف هل أراد ضيفين في بساط مستضاف غيرهما أو كنی بالضيف الواحد عن المستضاف تجوزا.؟
السابع عشر: هل حكم الضيف هنا حكم ضيف العامة أم لا.؟
الثامن عشر: هل خاطب وجوده بوجوده أو هل خاطب موجده ؟
فهذه ثمانية عشر سؤالا، والسؤالان اللذان في الجمع والفرق في أول سؤالات هذه المسألة فهذه عشرون سؤالا .
ومثل الولي وفقه الله من يتفضل بجواب وليه في الخمسين سؤالا مع حامل ويفيض عليكم بمواده العلية الكتاب لا زال الحق يمدكم بأنواره من الحضرة الربانية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
تمت الرسالة بحمد الله ومنه والحمد لله رب العالمين وصلاته وسلامه على سيدنا
محمد وآله وصحبه وسلم.
السلام
.

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الطائي الحاتمي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كتاب التنزلات الموصلية الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
» عقيدة الشيخ الأكبر محي الدين محمد ابن علي ابن محمد ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي
» شرح الشيخ نور الدين عبد الرحمن الجامي على متن كتاب فصوص الحكم للشيخ الأكبر أبن العربي الحاتمي الطائي
» شرح الشيخ عبد الرزاق القاشاني .على متن كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي
» كتاب فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الحاتمي الطائي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة الملفات الخاصة ::  الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي-
انتقل الى: