منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 مقدمة مولانا جلال الدين الرومي للمثنوي .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي مولانا جلال الدين الرومي شرح الشيخ يوسف ابن أحمد المولوي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

مقدمة مولانا جلال الدين الرومي للمثنوي .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي مولانا جلال الدين الرومي شرح الشيخ يوسف ابن أحمد المولوي Empty
مُساهمةموضوع: مقدمة مولانا جلال الدين الرومي للمثنوي .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي مولانا جلال الدين الرومي شرح الشيخ يوسف ابن أحمد المولوي   مقدمة مولانا جلال الدين الرومي للمثنوي .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي مولانا جلال الدين الرومي شرح الشيخ يوسف ابن أحمد المولوي Emptyالخميس مارس 21, 2019 2:44 pm

مقدمة مولانا جلال الدين الرومي للمثنوي .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي مولانا جلال الدين الرومي شرح الشيخ يوسف ابن أحمد المولوي

كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي مولانا جلال الدين الرومي شرح العالم الرباني والعارف الصمداني يوسف ابن أحمد المولوي

شرح مقدمة مولانا محمد جلال الدين الرومي للمثنوي

قال مولانا محمد جلال الدين الرومي  : ( هذا كتاب المثنوي ، وهو أصول أصول أصول ،الدين في كشف أسرار الوصول واليقين وهو فقه الله الأكبر ، و شرع الله  الأزهر، وبرهان الله الأطهر يشرق اشراقا آنور من الإصباح ، مثل نوره كمشكاة فيها مصباح وهو جنان الجنان والعيون و الأغصان وعند أصحاب المقامات والكرامات).
قال الشارح الشيخ يوسف المولوي : (بسم الله الرحمن الرحيم) الاسم صورة المسمى كما أن اللفظ صورة المعني.
فلفظة اسم الله صورة معناه ومعناه صورة الموصوف بالأوصاف الكمالية فقوله بسم الله معنی لفظ الله الرحمن الرحيم من مشتقتان من الرحمة .
وهي قسمان رحمة العموم ورحمة الخصوص ولم يبدأ بالحمدلة مكتفيا بالبسملة (هذا كتاب المثنوي) الهاء حرف تنبيه  على المشار إليه وذا اسم إشارة مبتدأ وكتاب خبره والمثنوي مضاف إليه ، وإضافته من قبيل إضافة العام للخاص .
وفي الحقيقة الإشارة هنا بمعنى التنبيه والمشار إليه كتاب المثنوي موجود بوجوده العيني في زمان ظهوره تقدمت الديباجة على ظهور الكتاب وإن تأخرت فلا شبهة ولا ارتياب .
والكتاب بمعنى المكتوب سمي المفعول بالمصدر للمبالغة ، والباء في المثنوى للنسبة والمثنوي من ثنى ?رمی .
وذلك أن كل بيت منه مشتمل على شطرين بقافيتين مستقلتين والبحر واحد والمعاني مختلفة والقوافي متفاوتة وكل شيء له مما يلي الحق و باطن مما يلى الحق ، وملك وملكوت فكل شي ء شيآن ، وجميع الوجود مثنوی ، قال الله تعالى "ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم" وهی سبع آيات أي علامات دالات على الحق تعالى وهي المسموعات والمبصرات والمشمومات والمذوقات والملموسات والمعقولات النظرية والمعقولات البديهية .
وهي الوجود كله من حيث الايجاد والكل عدم بالذات وهي في القرآن العظيم ، وكونها مثاني لنزولها مرتين من الذات إلى العلم  ومن العلم الى العين .
والمثنوي ستة أسفار ويوجد سبعة أسفار فتتم السبع المثاني وجعل أسم الجنس علما على هذا الكتاب ، اشعارا بعلو شأنه لكونه جامع الاسرار جميع الأشياء .
قال الله تعالى:" وخلقناكم أزواجا" وقال: " سبحان الذي خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون". فإذا علمت هذا .
فإعلم أن هذا الكتاب اسم لجميع الاسماء الالهية المتقابلة و إسم لجميع الحقائق الكونية .
(وهو) المثنوى (أصول) مبانی (أصول) قواعد (أصول) اعتقادات (الدين) المحمدي الذي هو العمل الصالح . 
والأصل ما يبقى عليه غيره ، ولا شك أن أصول الأعمال الصالحة هي الاعتقادات الصحيحة الخالية من البدع والزيغ، وأصول الاعتقادات هي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأصول الكتاب والسنة علم الحقيقة ، التي هي أصل معرفة الكتاب والسنة. 
أي من لا حقيقة له لا يدري ما الكتاب ولا الإيمان (في كشف أسرار الوصول واليقين) الكشف رفع الحجاب مطلاقا في اصطلاح القوم طلوع المعاني الغيبية من وراء الحجاب والبلوغ الى الحقيقة والأسرار ، جمع سر وهو اخفاء المعاني الباطنة و عند القوم الترقي من الأمور الموهومة والبلوغ إلى الحقيقة والوصول ضد الهجران .
وعند القوم الترقي في كل الأمور الموهومة والبلوغ إلى الحقيقة واليقين وهو اطمئنان إلفهم واستقرار العلم من يقين الماء في الحوض إذا استقر وهو على ثلاثة أنواع : علم اليقين  وعين اليقين وحق اليقين .
واجماله علم اليقين ما كان عن طريق  النظر والاستدلال
وعين اليقين ما كان من درب الكشف والنوال
وحق اليقين ما يتحقق به الانفصال عن لوث الصلصال .
ومعناه هذا المثنوى يكشف ويوضع أسرار الوصول الى الله تعالى في أصول أصول أصول الدين (وهو فقه الله الا?بر) يقال فقه الرجل بكسرالقاف : أي فهم ، و بضمها صار فقيها .
ثم وضع علما على الفروع فإذا علم الرجل مسائل الطلاق والنكاح والعتاق والبيع والشراء الاعتقادات الصحيحة: يقال له فقيه ، وعند القوم إذا علم علم الآخرة وآفات النفس يقال له فقيه ، والاول أصغر والثاني أكبر ولهذا سمى أبو حنيفة كتابه المتعلق  بطهارة القلوب الفقه الأكبر.
كذا المثنوی مشتمل على كلمات سنية عارية عن الظن والخيال والبحث والجدال، قذفت درر بواهره العليه وغرر زواهر ?شوفاته القدسية أمواج بحار الحقيقة المحمدية وإفاضتها على قلب وليه .
ولو ?ان بحسب الظاهر ح?ایات، ولكن في المعنى محيط بأحكام الشريعة وأحوال الطريقة وأسرار الحقيقة ، واضاف الفقه لله إشعار انه سبب حصول الولاية ونسبه لله إعلاما أن السلوك لله عنانية من الله تعالى (وشرع الله الأزهر) ای بيان الله تعالى لا بيان النفس ، یعنی الهام ربانی وفتح رحماني من معاني الكتاب والسنة لا الشرع المستنبط بالعقول والأفكار من معاني الكتاب والسنة ، وهو الرهبانية التي ابتدعوها وقد اعتبرها الله تعالی فكتبها عليهم وألزمهم بها لأنها غاية مجهودهم فالعامل عليها مبتدع عند أهل الإلهام لتركه أخذها عن الله تعالى بلا واسطة مثاب عليها بجنة الاعمال لا جنة المعارف كذا قرره العلماء ووصف الشرع بالأزهر أي الواضح لأنه مشتمل على شرع الله الالهامي الواضح لأهله المشرف عندهم الفائض عليهم من كتاب الله وسنة نبيه عليه السلام.
بسبب ملازمة العمل الصالح والاستقامة المرئية (و برهان الله الأظهر) أي حجته على وجوده مع تفصيل حضراته ومعانی تجلياته ، ووصف البرهان بالأظهر بحيث تقصم معانيه ظهور المنكرين وتدحض حجة المبطلين.
(مثل نوره كمشكاة فيها مصباح) المثل بمعنى المثال والصورة والشبه والشبيه ، ثم استعير لمعني الحال والقصة والصفة وضرب المثل لإبراز خفيات المعاني ولهذا وقع في الكتب الالهية وغيرها لان تمثيل الحاضر بالغائب يجلي ماخفي و ينزل المعقول منزلة المحسوس و يقع في القلب والنور ?يفية تدرك بها الباصرة وبواسطتها تدرك  المبصرات نائيا كالشمس والقمر فإنهما فائضان على الأجرام الكثيفة وليس كذا النور الالهي ل?ونه ظاهرا بنفسه ومظهرا لغیره، ولا كذا المثنوى فانه نوری بنفسه ظاهر لأرباب البصر والبصيرة ومظهر الحقائق والمعاني ای النور الذي ظهر من معاني كلماته وعباراته هو نور الحق جل وعلا الذي ظهر به كل مستور في ظلمة العدم قال الله تعالى: " الله نور السموات والارض"
فجميع الموجودات على ماهی عامه من العدم الأصلي إنما ظهرت بنور الحق . ای تبينت به بعد خفائها و النور على ماهو عليه في أزله لم ينتقل إليها ولا حل في شيء منها ، وهي على ما هي عليه لم تنتقل من عدمها.
ولاحت في النور والمشكاة أصلها الكوة في الجدار كناية عن داخل جسد الإنسان الذي هو جداره بين عالم الدنيا والآخرة حتى أنه إذا ارتفع صار الانسان في عالم الآخرة والمصباح فيها فتيلة موقدة تتقد نارا ونورا وهي ما اتصل بداخل القلب الصنوبري من شعاع الروح الامری.
والشعاع أثر الروح لانه منبعث عنها وليس جزء منها، بل يخلقه الله منسوبا اليها .
وكذا جميع الكائنات أشعة أنوار العظمة الإلهية فنور الله متصرف "ساري" في جميع الوجود مثل  تصرف "سريان" الروح في الجسد الانساني من غير حلول فيه ، فان المثبت في جميع الجسد إنما هو "سطوع و سريان" نور الروح المسماة بالحياة لا نفس الروح .
فإن الروح من أمر الله ، وأمر الله منزه عن الزمان والمكان ، كذلك ما كان عنه بلا واسطة وهو الروح ، كذلك قرره الفحول من العلماء الجهابذة. (يشرق اشراقا أنور من الاصباح) بشرق ذلك المصباح في هذا العالم الدنيوي فضلا عن الاخروی اشراقا بحيث تملأ أنوار الحكم والمعارف قلوب أهل هذا الوجود واسماعهم و يظهر أمر الله ظهورا بينا واضحا عند الخاص والعام أنور من اشراق الإصباح - بفتح الهمزة - جمع صبح ضد المساء وجملة يشرق صفة مصباح وانوريته من جهة أن المصباح مزيل ظلمة الليل ونور المثنوى مزيل لظلمات الكفر والمعصية والغفلة والجهالة وغير ذلك .
(وهو جنان الجنان ذو العيون والأغصان) والمثنوى جنان - بكسر الجيم- جمع جنة ، وبفتحها القلب ای هو جنة عالية لقلوب العارفين فيها انهار جارية وأغصان مثمرة ، والجنة عند العرفاء "العارفين" آجلة وعاجلة فالآجلة نتيجة الأعمال الصالحة في الآخرة ، والعاجلة الاذواق الروحانية والعلوم والمعارف الربانية دلت عليها الأحاديث الشريفة وهو قوله عليه السلام ارتعوا في رياض الجنة ، قالوا وما رياض الجنة يارسول الله؟
قال مجالس العلم.
وقال عليه السلام إذا لقيتم شجرة من أشجار الجنة فاقعدوا في ظلالها وكلوا من أثمارها قالوا وكيف يمكن هذا فی دار دنیانا یا رسول الله؟
فقال عليه السلام إذا لقيتم صاحب العلم فكأنما لقيتم شجرة من أشجار الجنة.
"لم أجد الحديث في كتب السنة المعتبرة، والذي نعرفه من رواية الحديث (إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا) ، ولما سألوه عنها قال: (حلق الذكر) رواه أحمد
والترمذي عن أنس بسند حسن، وقال السيوطي: صحيح، وعند الترمذي عن أبي هريرة أنه قال: (المساجد) ، وقال: إنه حديث غريب، وعند البيهقي عن ابن عباس أنه قال: (مجالس العلم) وفي سنده رجل لم يسمه ."
أو تقول جنة آجلة وهي عبارة عن القيامة الكبرى التي هي عبارة عن الأركان المعهودة من الأسماء الذاتية وهى العليم والقدير والحي والمريد ودورها الى الاحدية وهذا هو والنفخ الاول ، فإذا أفنيت جميع الموجودات نادي الحق لمن الملك فيجيب الله الواحد القهار فتدور الى الظهور، وهذا هو النفخ الثانی .
فينال كل درجات لائقة لكماله إن كان له في الدنيا كمال والا بقي في دركات الحرمان وهذه ظهورها آفاقي تدریجی كلي أو عاجلة جزئية دفعية على مقتضى ظهور النعت الامكاني .
وهذه الدورة بتجليات الانوار الالهية  موجودة في كل نفس لا تحتاج الى فتق ورتق السماوات وكما أن الدورية تحتاج إلى موت جميع الموجودات .
كذلك الانفسية تحتاج الى موت الحواس والقوى ومبادئ ادراكات الجوارح والأعضاء والنفس والهوى فالآجلة صورة جمعية الكمالات الذاتية والأسماء والصفات والعاجلة اليقين وهي اشارة الى لو كشف الغطاء لما ازددت يقينا وقوله ذو الاغصان كناية عن حضرات العبد التی هى فرع عن حضرت ربه .
وشبه المثنوى بالجنان لتمتع العرفاء والسالكين من منابع معارفه الالهية ومن اشجار عوارف اسراره العلية .
(منها عين تسمى عند أبناء هذا السبيل سلسبيلا) أي أبناء الطريق  والسلسبيل اسما لما يجری بالحلقوم بسهولة وأصلها سل سبيلا وسبب تسميتها غاية الصفاء ونهاية الاصطفاء وهي التي شربها سلطان العارفين و وبناها و أحدثها لأبناء السبيل وهي عين الوحدة من شربها لا يظما بعدها أبدا .
كانه يقول ومن العيون عين تسمى تلك العين سلسبيلا (وعند أصحاب المقامات) جمع مقام ، أي حالة يقيم العبد و يثبت فيها وان انتقل عنها كانت حالا .
(والكرامات) المعونات الظاهر والباطن فان ?ل صاحب مقام أهل كرامة ولا ع?س .


قال مولانا محمد جلال الدين الرومي  : ( خیر مقاما وأحسن مقيلا ، الأبرار فيه يأكلون  و يشربون ،و الأحرار منه يفرحون و يطربون ، وهو كنيل مصر شراب للصابرين و حسرة على آل فرعون ، والكافرين كما قال الله تعالى يضل به كثيرا و يهدي به كثيرا وإنه شفاء الصدور وجلاء الأحزان و كشاف القران وسعة ، الأرزاق و مطيب الأخلاق بأيدي سفر ، ?رام بررة يمنعون ، أن لا يمسه إلا المطهرون ، تنزيل من رب العالمين لا يأتيه الباطل ، من بين يديه ولا من خلفه و الله يرصده و يرقبه و هو خير حافظا وهو أرحم الراحمين .)
قال الشارح الشيخ يوسف المولوي : (خير مقاما وأحسن مقيلا) من جهة قيامة في الشهود وأحسن توق فان القيلولة توقي حر الشمس نصف النهار للاستراحة.
قال عليه السلام قيلوا فان الشياطين لا تقبل . كأنه يقول المثنوى الشريف عند أصحاب الحالات وأرباب الكرامات الطف مقام  وأرغب استراحة يأمن الإنسان فيه من تقاضى بشريته.
(الابرار فيه يأكلون و يشربون) المطيعون من المثنوي يأكلون أنوار المعاني الجسمانية ويشربون أسرارالحقائق الروحانية أى منه يستفيدون و يستفيضون ( والأحرار منه يفرحون و يطربون) والذين نجوا من قيود النفس يحصل لهم من كتاب المثنوي الوجد والطرب بالموافقة والكشف والمرافقة في الرشف بنغمات أطياره و رنات أوتاره (وهو كنهر مصر) من جهة أنه حياة للأرواح ونعيم للاشباح (شراب للصابرين) على المحن في السلوك إلى الوطن .
(وحسرة) في الدنيا والآخرة (على آل فرعون) على اتباع من تدعي نفسه الربوبية من أهل الغفلة بحيث يقول في سره لنفسه وجوارحه أنا ربكم الأعلى وما علمت لكم من إله غيري.
(والكافرين) السائرين بفاعلية نفوسهم فاعلیة ربهم عزوجل لاشتغالهم بظلمات أنفسهم عن استجلاء أنواره بما وقع في قلوبهم من المعاني الفاسدة لاقبالهم عليه بالهمم الخامدة فيهلكون  كما هلك فرعون وقومه في البحر لما أرادوا أن يحاوروا موسى وقومه (كما قال الله تعالی يضل به كثيرا ويهدى به ?ثيرا) وهم في الضلالة أي الزيغ بعد الاهتداء به كثيرا من الناس بمحض عدله عن إدراك نوره لضعفهم بتراكم المخالفات فلا تظهر لهم الا ظلمتهم و يوصل الى معرفة شهوده به ?ثيرا من الناس بخالص فضله وهذا حال من طالع المثنوى.
(وأنه شفاء الصدور) أي المثنوي في المعنى دواء لأسقام القلوب من الغفلة والغرور (وجلاء الأحزان) التي تدرك البشر على فوات مطلوب أو حصول مرغوب (وكشاف القرآن) فهو
تفسير له (وسعة الأرزاق) الصورية والمعنوية (وتطبيب الأخلاق) الطباع من الحسد والحرص والحقد بأن تغلب بمطالعته للمثنوي طباعا حسنة فيرضى ويسلم ويخشع ويخضع و يتوكل بالسلوك على الطريقة المحمدية فيوسع الله عليه الأرزاق الصورية لتو?له والمعنوية لتطهره بتطيب أخلاقه من الرذائل البشرية لقوله عليه السلام دم على الطهارة يوسع عليك الرزق قائم (بأيدي) جمع يد شاملة للجسمانية المتناولة للمحسوسات والمعنوية المتناولة للروحانيات (سفرة) جمع سافر ای ?اتب والجار والمجرور متعلق بمحذوف تقديره المثنوی م?توب بايدى سفرة وهم المشايخ العارفون الذين يؤدون الفتح إلى أهلها من المريدين.
كما أن سفرة الملائكة ينسخون القرآن أي معناه لان أبا حنيفة رحمه الله يقول القرآن صرف المعي فألهمه سلطان الأولياء فأداه بكلمات منظومات و ?تبیه بحضرته (?رام بررة يمنعون) تلك السفرة (أن لا يمسه إلا المطهرون) الخالصون من أوصاف البشرية والأخلاق الردية أصحاب العقائد الطاهرة في الظاهر والباطن فان أصحاب الغفلة لا يطلعون على معانيه كمثل الحمار يحمل أسفارا (تنزيل من رب العالمین).
ليلة قدر فنائه بالله على سماء القلب بالتدريج على قدر الحاجة بواسطة جبريل العمل على ارض لسان المبعوثين من رسل النطق بطريق الفيض والالهام (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه) أي لا يدر?ه خلاف الحق لسكون متلقيه ثابتا على قدم الاستقامة .
فان كلامه بالله ، لا بلسانه و بطشه بالله لا بيده في الزمان المستقبل والماضي لانه لم يكن من تلقاء النفس .
(والله يرصد ويرقيه) أي يحفظة و يلاحظه لانه كلامه فله غيرة عليه (وهو خير حافظا وهو أرحم الراحمين) يحفظ من أراد بما أراد علی حسب ما يريد وهو اكثر رحمة لأنه راحم بنفسه الراحمون فهم في رحمته قاصرين واليها مفتقرون محتاجون.


قال مولانا محمد جلال الدين الرومي  : (و اقتصرنا على هذا القليل والقليل يدل على الكثير و الجرعة تدل على الغدير والحفنة تدل على البيدر الكبير يقول العبد الضعيف المحتاج إلى رحمة الله تعالی محمد ابن محمد ابن حسين البلخي تقبل الله منه اجتهدت في تطويل المنظوم المثنوي المشتمل على الغرائب والنوادر وغزير المقالات و درر الدلالات طريقة الزهاد ، و حديقة العباد قصيرة المباني كثيرة المعاني لاستدعاء سيدي وسندي و معتمدی و مكان الروح من جسدي وذخيرتي في يومي و غدي وهو الشيخ قدوة العارفين أمام الهدى واليقين مغيث الورى أمين القلوب والنهي وديعة الله بين خليقته وصفوته في بريته و وصاياه لنبيه عند صغيه مفتاح خزائن العرش أمين كنوز الفرش) .
قال الشارح الشيخ يوسف المولوي : ( وله ألقاب أخرى لقبه الله تعالى بها) مثل سامی نامه وحسام نامه (و اقتصرنا على هذا القابل) المذكور آنفا (و القليل يدل على الكثير) فلا حاجة الى الاستقصاء (والجرعة) وهي المقدار القليل من الماء (تدل على الغدير ) وهو مستنقع الماء لانها منه
العبودية علامتها الافتقار الى المستغنى في نفسه (محمد) جلال الدين الملقب بخدارندكارا وملاخت?ار وغير ذلك (ابن محمد) بهاء الدين اللقب من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم بسلطان العلماء (ابن حسين البلخي) ابن أحمد بن محمود ابن مودود ابن ثابت بن مسیب بن مطهر ابن حماد ابن عبدالرحمن بن ابی ب?ر رضی الله عنه .
وله سلسلة أخرى من قبل شمس الائمة الحلواني تنتهي الى السلطان ابراهيم بن أدهم قدس الله أسرارهم أجمعين (تقبل الله منه) .
هذا السعي الجميل (اجتهدت في تطويل المنظوم المثنوى) أي في السير الى الله ومع الله إلى أوج السير فى الله إجتهادا صوريا و معنويا فلما عرض جمال في الله وافناه الفناء والبقاء بالله فالفرق والجمع الواقع بالكشف والإيقان والذوق والوجدان في حالة الفرق بعد الجمع.
والسير عن الله ظهر منظوم المثنوي الذي هو في مرتبة قرب الفرائض، وليس للإرادات الجزئية فيه مدخل بل هو من قسم ان الله نطق على لسان عمر فهو وحی الهامي ربانی قد یكون بلا صعوبة ولا جتهاد تنريل من رب العالمين.
وقد يكون به وهو الذي يحتاج للاجتهاد لما روی عن عائشة رضي الله عما قالت إن الحارث بن هشام سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يأتيك الوحي فقال يأتيني مثل صليل الجرس وهو أشده على فيفصم عني وقد وعيت.
ما قال وأحيانا يتمثل الملك رجلا (المشتمل على الغرائب) جمع غربية وهي ماخلت عن أفكار العلماء (والنوادر) الغريبة من الحكايات والتمثيلات (وغرر المقالات) أي واضح أنها المشتملة على الأمور المهمة في الدين عند أهل اليقين (ودرر الدلالات) جمع دلالة وهو ما يفهم منها المقصود ويفتح بها باب المغنى المسدود.
(طريقة الزهاد) وهو الراضی بما قسم الله له (وحديقة العباد) وهو والمداوم تجلى أداء الفرائض.
وقال عليه السلام اعمل الفرائض ت?ن عابدا وأرض نفسك بما قسم الله لك تكن زاهدا (قصيرة المباني) وهي الحروف والكلمات ( كثرة المعاني لاستدعاء) أي طلب فاللام متعلقة باجتهدات (سیدی و سندی و معتمدی) روی آن حسام الدین قدسنا الله بسره لما رأي رغبة الناس إلى مطالعة معرفة نامه و منطق الطير خطر بباله أن سيدنا و مولانا لو ألف كتابا متعلقا بالحقائق الربانية واشتغل به فقرأه وأحباؤه و تمادی بهذا الخاطر.
يوما أخرج له من عمامته قرطاسا مكتوبا فيه الثمانية عشر بيتا الآنية من أول المثنوي قائلا له : هذا ما لاح في خاطرك الشريف ألهمنا اياه وعلى منواله ان شاء الله ننشد كتابا.
(و مكان الروح من جسدي) أي موضع المنفوخ بأمره في جسدي (وذخيرتي في يومي وغدي) أي ما أدخره في دنياي وآخرتي ولما فرغ من ألقابه على جهة الظاهر شرع في ألقابه على جهة خصوصية المظهر الطاهر الباهر فقال :(وهو الشيخ قدوة العارفين) أي أمامهم (إمام الهدى) أي الوصول إلى الله تعالى بقطع مسافات الوجود الظلماني وهو عالم النفس والدخول في العالم النوراني وهو عالم الارواح ثم السير فيها من حيث تجليات الحق تعالى (واليقين) وهو الثبات من غير اضراب ولا التفات (مغيث الورى) ای ممدا الخلق (أمين القلوب) أي البصيرة النورانية المشرقة على الهياكل الجسمانية فقد تظهر بتمامها للجسد الإنساني فهو الذي له قلب قال الله تعالى:" إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب".
(والنهى) أي العقول لنهيها عن الضرر أي فهو أمين لخزائن القلوب و خازن لجواهر العقول فهو سماء رياضها  ومنبع حياضها ممد اصحاب العقول بعلمه الظاهر وفضله الباهر (وديعة الله) أي فهو لله لا لنفسه وسيعود إليه.
قال الله تعالى:" إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها" وهو أهلها من حين ظهور أسمائه وصفاته فيك  فقدرتك من قدرته ووجودك من وجوده .
لو لم يكن الحق موجودا لما وجدت ، فوجودك أمانة عندك، وكذا حياتك وعلمك وأقوالك وأعمالك، فأنت ودیعه الله عندك فإذا أديت الأمانة الى أهلها كنت وديعة الله لكن ليس عندك بل (بین خليفته) أي مخلوقاته امتحانا لعباده هل يراعوا حقه ويكونوا أمناء أم لا هكذا قرر العلماء.
(وصفوته في بريته) أي اصطفاء ووضعه فى مخلوقاته لينفعهم به فهو خليفته (ووصاياه لنبيه) أي من وصاياه لنبيه .
او في ما روي أن صناديد قريش حصل لهم من فقراء الصحابة عار وقالوا إنهم قوم الأرذلون ونحن رؤسا، مكرمون تستنكف أن نجلس معهم فان طردتهم آمنا بك فهم صلى الله عليه وسلم بذلك لحرصه، على إيمانهم فأنزل الله (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه) فأبى .
فقالوا اجعل لنا يوما ولهم يوم فأبى،  فقالوا اجعل وجهتك لنا وظهرك لهم فنزل "واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم" الآية الله تعالى أوصى و سیدنا حسام الدين لكونه وارثا لعلومهم وجامعا لاسرارهم منهم فكان من بعض الموصي بهم أو فيهم والجملة عطف على بريته (وخباياه عنده صفيه) فهو سر خفي و كنز مخفي مستور عن العوام و الخواص بصورة العجز والمسكنة من شرذمة أوليائي تحت قبابي لا يعرفهم غيري.
روي عن أبي زيد أنه قال الأولياء عرائس الله فهم محبوبون عن الأجانب. (مفتاح خزائن العرش) وهم عالم الأرواح للحديث الشريف الأرواح من خزانة تحت العرش و سيدنا حسام الدين مطلع على الحقائق العلوية والاسرار الالهية (أمين كنوز الفرش) ای حافظ وضابط للحقائق السفلية والأسرار الارضية لها يسلمها لمن كان محلها أو الكنز هو المدفون في أرض الطبيعة تحت جدار الجسم قال الله تعالى وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة أي الإنسانية وهما العقل والإيمان.


قال مولانا محمد جلال الدين الرومي  : (أبو الفضايل حسام الحق والدين حسن بن محمد بن حسن المعروف بابن أخي تر?ی أبو يزيد الوقت جنید الزمان صدیق بن صديق بن صدیق رضی الله عنه وعنهم الأرموي ، الأصل المنسوب إلى الشيخ المكرم ، بما قال أمسيت ?ردیا وأصبحت عربية قدس الله روحه و روح أخلاقه فنعم السلف ونعم الخلف له نسب ألقت عليه الشمس ردائها وحسب اخت النجوم لديه أضوائها لم يزل قناؤهم قبلة الإقبال يتوجه إليها بو الولاة و كعبة الامال يطوفون بها وفود العفاة ، ولازال كذلك ماطلع نجم و ذرشارق ليكون معتصما لأولي البصائر الربانيين الروحانيين السماويين العرشيين النورين السكوت ، النظار الملوك تحت ۔ الأطمار أشرف القبائل أصحاب الفضائل أنور الدلائل آمین یا رب العالمين .
(وهذا دعاء لا يرد فإنه لانواع أصناف البرية شامل) والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد و آله وعترته الطيبين الطاهرين أجمعين و حسبنا الله و نعم الوكيل.)
قال الشارح الشيخ يوسف المولوي : (ابوالفضائل) ?ناه للتعظيم (حسام الحق والدين) أي سيف قاطع للشكوك والشبهات ودافع للبدع والضلالات (حسن بن محمد بن حسن المعروف) بين أهل زمانه (بابن أخي ترك) بضم التاء المثناة الفوقية مثل (أبوزيد الوقت) أي الزمن الذي هو فيه مفردا ?املا (جنید الزمان) الذي هو فيه هو (صديق ابن صديق ابن صديق) أي مطابق قوله عمله و مستوي سره ، مع علانيته كذلك ابوه وجده (رضی الله عنه وعنهم) و عمن ينسب الهم (الارموی الأصل) ای
أصله منسوب لبلده : آرمی وهو(المنتسب إلى الشيخ المكرم) أبو الوفاء البغدادی موطنا ثم ال?ردی مولدا وسلوكه متصل لداود الطائی .
روي أن أهل  زمانه طلبوا منه وعظا لكونه كان أميا لا يقرأ ولا يكتب.
فقال لهم غدا تسمعون ثم توجه تلك الليلة إلى حضرة الرسول صلى الله عليه وسلم بتوجه تام فرآه
وقال له يا طبيب القلوب عبدك العاشق استدعاه المسلمون للوعظ ولسانه اشتعل بلمعة الوعد أما تعلم يا فخر الرسل بأني امي فتبیسم صلى الله عليه وسلم قائلا تجلى الله عليك باسمه  العليم والحكيم فاجتمع الناس.
ثم أتى الشيخ المسجد وصعد المنبر بعد الصلاة وكان افتتاح كلامه (بما قال أمسيت ?رديا وأصبحت عربيا) فهو?ردی الجسم عربي الروح (قدس الله روحه وروح إخلافه فنعم السلف) الشيخ أبو الوفاء(ونعم الخلف) الشيخ حسام الدين (له) ای لحسام الدین (نسب ألقت الشمس عليه ردائها) أي نورها (وحسب أرخت النجوم لديه أضواءها) أى تركت لدى ذلك الحب أضوائها فخفي نورها عنده ويمكن أن يقال التنوين في حب ونسب للتنويع أي له نوع نسب معنوی من قبل شمس الدين وضعت الشمس عليه نورها وحسب تركت النجوم لديه أضوائها فخفي نورها عنده كما قال ابن الفارض:
وبدري لم يأفل، وشمسي لم تغب، ... وبي تهتدي كل الدرارى المنيرة
(لم يزل فنائهم قبلة الاقبال بتوجه اليها بنو الولاة) أي لم يزل فيما مضى  والى الان فناء دارهم قبلة القاصدين من كل فج عميق بتوجه لها بنو الملوك والقضاة (وكعبة الآمال بطوف بها وفود العفاة) أي كعبة ما يتمنى يدور بها وفود أي زوار العفاة أي طالبين الاحسان (ولازال كذلك ماطلع نجم وذر شارق) أي ولازال ذلك الفناء المذكور على هذا الوصف مدة طلوع نجم في السماء واشراق شارق (ليكون معتصما لأولى البصائر) أي ليكون ذلك الفناء فى موضوع الحفظ لأصحاب البصائر القلبية (الربانين الروحانيين السماويين) أي العلماء المنسوبون الى الرب لكثرة شهودهم له في أنفسهم
وفي كل شيء الغالبة أرواحهم على أجسامهم المنسوبون الى السماء لنظرهم في ملكوت الأشياء لا في ملكها (العرشيين النوريين) المشتغلين بشهود المستوى الرحمانی .
وإنما يعرف هذا الشهود بالذوق المشاهدين للنور المطلق من حيث شهودهم في النور المقيد وهذه الصفات الخمس الأولى البصائر (السكوت النظار ) من لا ينطقون بأنفسهم بل الرب متكام على ألسنتهم الناظرين الى غایة ?ل شيء (الملوك تحت الأطمار) أي تحت الأثواب الخلقة الرثة .
قال عليه السلام السلطان ظل الله في أرضه.
لان الله يخلق كل شئ من العدم على صورة ما علم فيكون الشيء تابعا لعمله وما علمه هو عين هو عمله عين ذاته فكل شيء ظل الله تعالی علی التنزيه المطلق من حيث تجليه في اسم من أسمائه وما قبل التجليات مع الأسماء الإلهية إلا الانسان الكامل فهو ظل الله الذي هو الاسم الجامع كذا قرره الاعلام (أشرف القبائل) وهو ما ينسب الى جد واحد (أصحاب الفضائل) أي الخصائل (أنور الدلائل) أي الحجج والبينات (آمين) اسم فعل بمعنی استجب لنا.
(يارب العالمين) ثم ختم هذا بقوله (وهذا دعاء لا يرد فإنه …. لأنواع أصناف البرية شامل) أي شامل لحسام الدين وغيره.
(والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وعترته الطيبين الطاهرين أجمعين وحسبنا الله ونعم الو?یل).

...
(تنبيه) لا يخفى أن الله تعالى أبدع الأشياء وأودع فيها سره فكان الابداع والايداع عند أهل الله وخاصته هو نور الجمال وغمور الجلال فالله تعالى أوجد واحيا وأبدع بنور جماله ، فكانت النسب والاضافات ظاهرة والقوی الحسية باهرة والدنيا صريحة و العقبى متضمنة.
وأفنى وأمات وأخفي وأعدم بوجه غمور جلاله أى شدته . فكانت العقبى ظاهرة والدنيا غير مستقيمة ولكل من الجمال والجلال صورة الجمعية  والإحاطة النورية ولكل من التدريج والدفع اقتضاء ومدة معينة وتربية مبينة .
والاقتضاء في المراتب الأربعة :
وهي الفردية والكلية والجمعية وجمع الجمعیة تمام
وللشؤنات الذاتية والأفعال الربانية رباط مع الظاهر من الآثار الكونية المضبوطة بعضها ببعض، وضبطها حاصل ببداية الأفعال ونهايتها مقدرة بمقتضى الاسماء الالهية الدورية .
فتكون النهاية عين البداية بالعكس . كان لكل من الأسماء السبعة استدعاء وهي العليم والحي والقادر والمريد والسميع والبصير والمتكلم.
فالعلم والحياة والقدرة والإرادة بسائط 
والسمع والبصر والكلام وسائط 
فاعتبروا حر?ات بسائط الأسماء الأربعة على الترتيب بالعظمى والكبرى والصغرى .
وعبروا عن دورتها العظمى لاهوتية والكبرى جبروتية والوسطى ملكوتية فلهذا تحتاج كل صورة من الاشخاص التي هي في تعين عالم الحس إلى مداد اسم وجودی ، و يترتب للحقيقة الإنسانية اسم وجودی و?لی.
ويختص الإنسان بهذا الاسم وعاقبه العاقبة يتعلق برجوعه إليه ، وله في كل فلك من حيث الكواكب والمنازل وغيرها صورة ومظهر ثابت فالأسماء المزبورة في هذا العالم وهو عالم السكون والفساد بتلك  المظاهر ظاهرة ولكل منها صورة من حضرته بشری ومزاج انساني فان كان ذلك الاسم وجوديا وكليا فهو متعين مطابقا لمزاج كامل ومدد وواحدي السير من غير توقف ولا تعويق يذهب فى العناصر والمواليد بصورة الغذائية من صلب الأب إلى رحم الأم .
فيتعين خروج ذلك الكامل وان كان وجودا جزئيا فيكون التعين المزبور غير كامل.
وتلك التعينات والتشكيلات بواسطة تعويقات فلك القمر مظاهرها المولدات وصور: العنصرية المزبورة مرادة لغيره بعضها لاجل تعين صورة كامل بمثابة الأسباب والشروط كالآباء والأمهات.
و بعضها كيفية مراتب ومقامات المؤمنين لتعميرها بمثابة الآلات والمعاونات وبعضها مسخر لتعمير هذا العالم  وهو عالم الشهادة وترتيبه كعوام الناس .
فالجزئي الوجودی من جهة اقتضاء وضعه الفلكي متعين بمزاج اسم آخر يكون حكمه لهذا الاسم مضافا بوضع اتصالي وبالاتصال هذا الاسم المضاد  له يقتضي منعه حتى الى ذاك الوقت على اتفاق ذاك الاسم من حيث مظهريته بلا معارض يستقر في رحم الأم .
ويظهر سالما بصورة الانسانية ولا تذهب مذهب التناسخ.
وتتفكر الدور والتسلسل لأن مراتب التنزلات الإنسانية تكون أخروية ، ولا ترجع لعالم الشهادة على وفق تموتون كما تبعثون وتحشرون كما تموتون و الاعمال والافعال سيئة او حسنة ترتبط بصورة في البرزخ وتحشر بتلك الصورة المكتسبة ولايذعن لهذا اهل الضلال  .
وأما مقربو ذات الكبرياء فحصلوا بقبول الامانة لا ظهاران غير الإنسان ليس قابل المعرفة الربانية . وحملها الإنسان ، فكان جنسه على ثلاثة أقسام:
قسم كالبهائم
وقسم كالملائكة  
وقسم كالانبياء
الفرقة الناجية في الصف الاول أرسلوا لأجل التجارة الاخروية لم ينسوا وطنهم الأصلي قلوبهم مرايا الانوار الالهية هم أصحاب الشهود والايقان والذوق والوجدان رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله .
محروقون بنار العشق على حكم حب الوطن من الإيمان جل همتهم إرشاد الخلق .
وقسم مسكوا فى العالم الفاني وطنا و ذهلوا عن رجوعهم لوطنهم الأصلي فاحتاجوا لمذاكرة وطنهم الأصلي حتى إذا نصحوا وأقبلوا وصفوا وتشبثوا واقتدوا بأثر الأنبياء والأولياء .
وقسم رأوا وطن هذا العالم وطنا أصليا فمالوا الى أمان طبيعتهم بملابسة اللذات والشهوات النفسانية ومتابعة التسويلات الشيطانية ، فمالوا إلى الخيال الباطل فإذا دعوا علموا قال الله تعالى :" ?لا سيعلمون ثم كلا سيعلمون" .
فالقسم الأول مرتبة الأنبياء والمرسلين والعارفين .
والثاني أصحاب اليمين .
والثالث أصحاب الشمال .
ومقتدى الكل من الأنبياء والمرسلين والأولياء والمؤمنين سلطان سلاطين الموحدين خاتم الانبياء والمرسلين على موجب "بلغ رسالة ربك" وليبلغ الشاهد الغائب .
كانت خلفاؤه على أثره، وارثين حقيقته مبلغين ما أمرهم به مخاطبین لأصحاب اليمين وهو صلى الله عليه وسلم المخاطب بقوله :"اقرأ باسم ربك الذي خلق" وب?ون هذه الآية أول نزول القرآن .
وقال الله تعالى : "وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون" و بهذا علم أن من لوازم التعليم السمع 
قال سلطان الطريقة من معدن الحقيقة بالنفس الرحماني والسر الاحمدي إرشاد الطالبين وتعليما للسالكين.
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مقدمة مولانا جلال الدين الرومي للمثنوي .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي مولانا جلال الدين الرومي شرح الشيخ يوسف ابن أحمد المولوي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مقدمة الشارح الشيخ يوسف ابن أحمد المولوي .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي مولانا جلال الدين الرومي شرح الشيخ يوسف ابن أحمد المولوي
» سر الناي وبداية المثنوي المعنوي .كتاب شرح المثنوي المعنوي بالمنهج القوي مولانا جلال الدين الرومي شرح الشيخ يوسف ابن أحمد المولوي
» ديباجة مولانا الدفتر الثالث المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثالث ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» مقدمة مولانا المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي
» مقدمة مولانا الكتاب المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. محمد الكفافي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة الملفات الخاصة ::  حضرة مولانا جلال الدين الرومي-
انتقل الى: