السـفر الثامن عشر فص حكمة نفسية في كلمة يونسية .موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي
موسوعة فتوح الكلم في شروح فصوص الحكم الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي جامعها لإظهارها عبدالله المسافر بالله
الفقرة الأولى على مدونة فتوح الكلم فى شروح فصوص الحكم
الجزء الأول18 - فص حكمة نفسية في كلمة يونسية
الفقرة الأولى:
متن فصوص الحكم الشيخ الأكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي 638 هـ :
18 - فص حكمة نفسية في كلمة يونسية
اعلم أن هذه النشأة الانسانية بكمالها روحا وجسما ونفسا خلقها الله على صورته، فلا يتولى حل نظامها إلا من خلقها، إما بيده وليس إلا ذلك أو بأمره.
ومن تولاها بغير أمر الله فقد ظلم نفسه وتعدى حد الله فيها وسعى في خراب من أمره الله بعمارته.
وأعلم أن الشفقة على عباد الله أحق بالرعاية من الغيرة في الله.
أراد داود بنيان البيت المقدس فبناه مرارا، فكلما فرغ منه تهدم، فشكا ذلك إلى الله فأوحى الله إليه أن بيتي هذا لا يقوم على يدي من سفك الدماء، فقال داود يا رب أ لم يكن ذلك في سبيلك؟ قال بلى! ولكنهم أليسوا عبادي؟
قال يا رب فاجعل بنيانه على يدي من هو مني، فأوحى الله إليه أن ابنك سليمان يبنيه.
فالغرض من هذه الحكاية مراعاة هذه النشأة الانسانية، وأن إقامتها أولى من هدمها.
ألا ترى عدو الدين قد فرض الله في حقهم الجزية والصلح إبقاء عليهم، وقال «وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله»؟
ألا ترى من وجب عليه القصاص كيف شرع لولي الدم أخذ الفدية أو العفو، فإن أبى حينئذ يقتل؟
ألا تراه سبحانه إذا كان أولياء الدم جماعة فرضي واحد بالدية أو عفا، و باقي الأولياء لا يريدون إلا القتل، كيف يراعى من عفا و يرجح على من لم يعف فلا يقتل قصاصا؟
ألا تراه عليه السلام يقول في صاحب النسعة «إن قتله كان مثله»؟
ألا تراه يقول «وجزاء سيئة سيئة مثلها؟» فجعل القصاص سيئة، أي يسوء ذلك الفعل مع كونه مشروعا.
«فمن عفا وأصلح فأجره على الله» لأنه على صورته.
فمن عفا عنه ولم يقتله فأجره على من هو على صورته لأنه أحق به إذ أنشأه له، وما ظهر بالاسم الظاهر إلا بوجوده فمن راعاه إنما يراعي الحق.
وما يذم الإنسان لعينه وإنما يذم الفعل منه، وفعله ليس عينه، وكلامنا في عينه.
ولا فعل إلا الله، ومع هذا ذم منها ما ذم وحمد منها ما حمد.
ولسان الذم على جهة الغرض مذموم عند الله.
فلا مذموم إلا ما ذمه الشرع، فإن ذم الشرع لحكمة يعلمها الله أو من أعلمه الله، كما شرع القصاص للمصلحة إبقاء لهذا النوع وإرداعا للمعتدي حدود الله فيه.
«ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب» وهم أهل لب الشيء الذين عثروا على سر لنواميس الإلهية والحكمية.
وإذا علمت أن الله راعى هذه النشأة وإقامتها فأنت أولى بمراعاتها إذ لك بذلك السعادة، فإنه ما دام الإنسان حيا، يرجى له تحصيل صفة الكمال الذي خلق له.
ومن سعى في هدمه فقد سعى في منع وصوله لما خلق له.
وما أحسن ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ألا أنبئكم بما هو خير لكم وأفضل من أن تلقوا عدوكم فتضربوا رقابهم ويضربون رقابكم؟ ذكر الله».
وذلك أنه لا يعلم قدر هذه النشأة الإنسانية إلا من ذكر الله الذكر المطلوب منه، فإنه تعالى جليس من ذكره، والجليس مشهود للذاكر.
ومتى لم يشاهد الذاكر الحق الذي هو جليسه فليس بذاكر.
فإن ذكر الله سار في جميع العبد لا من ذكره بلسانه خاصة.
فان الحق لا يكون في ذلك الوقت إلا جليس اللسان خاصة، فيراه اللسان من حيث لا يراه الإنسان: بما هو راء وهو البصر.
فافهم هذا السر في ذكر الغافلين.
فالذاكر من الغافل حاضر بلا شك، والمذكور جليسه، فهو يشاهده.
والغافل من حيث غفلته ليس بذاكر: فما هو جليس الغافل.
فالإنسان كثير ما هو أحدى العين، والحق أحدى العين كثير بالأسماء الإلهية:
كما أن الإنسان كثير بالأجزاء: وما يلزم من ذكر جزء ما ذكر جزء آخر.
فالحق جليس الجزء الذاكر منه والآخر متصف بالغفلة عن الذكر.
ولا بد أن يكون في الإنسان جزء يذكر به يكون الحق جليس ذلك الجزء فيحفظ باقي الأجزاء بالعناية.
وما يتولى الحق هدم هذه النشاة بالمسمى موتا، وليس بإعدام وإنما هو تفريق، فيأخذه إليه، وليس المراد إلا أن يأخذه الحق إليه، «وإليه يرجع الأمر كله» فإذا أخذه إليه سوى له مركبا غير هذا المركب من جنس الدار التي ينتقل إليها، وهي دار البقاء لوجود الاعتدال:
فلا يموت أبدا، أي لا تفرق أجزاؤه.
وأما أهل النار فمآلهم إلى النعيم، ولكن في النار إذ لا بد لصورة النار بعد انتهاء مدة العقاب أن تكون بردا وسلاما على من فيها. وهذا نعيمهم.
فنعيم أهل النار بعد استيفاء الحقوق نعيم خليل الله حين ألقي في النار فإنه عليه السلام تعذب برؤيتها وبما تعود في علمه وتقرر من أنها صورة تؤلم من جاورها من الحيوان. وما علم مراد الله فيها ومنها في حقه.
فبعد وجود هذه الآلام وجد بردا وسلاما مع شهود الصورة اللونية في حقه، وهي نار في عيون الناس.
فالشيء الواحد يتنوع في عيون الناظرين: هكذا هو التجلي الإلهي.
فإن شئت قلت إن الله تجلى مثل هذا الأمر، وإن شئت قلت إن العالم في النظر إليه وفيه مثل الحق في التجلي، فيتنوع في عين الناظر بحسب مزاج الناظر أو يتنوع مزاج الناظر لتنوع التجلي: وكل هذا سائغ في الحقائق.
ولو أن الميت والمقتول أي ميت كان أو أي مقتول كانإذا مات أو قتل لا يرجع إلى الله، لم يقض الله بموت أحد ولا شرع قتله.
فالكل في قبضته: فلا فقدان في حقه.
فشرع القتل وحكم بالموت لعلمه بأن عبده لا يفوته: فهو راجع إليه على أن قوله «وإليه يرجع الأمر كله» أي فيه يقع التصرف، وهو المتصرف، فما خرج عنه شيء لم يكن عينه، بل هويته هو عين ذلك الشيء وهو الذي يعطيه الكشف في قوله «و إليه يرجع الأمر كله».
والتّوفيق من اللّه تعالى .
متن نقش فصوص الحكم للشيخ الأكبر محمد ابن العربي الطائي الحاتمي 638 هـ :
18- نقش فص حكمة نفسية في كلمة يونسية
عادت بركته على قومه لأن الله أضافهم إليه وذلك لغضبه.
فكيف لو كان في حاله حال الرضا. فظن بالله خيراً. فنجاه من الغم.
وكذلك ننجي المؤمنين. يعني الصادقين في أحوالهم.
ومن لطفه أنبت عليه شجرةً من يقطين إذ خرج كالفرخ.
فلو نزل عليه الذباب أذاه لمّا ساهمهم أدخل نفسه فيهم.
فعمت الرحمة جميعهم.
الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص صدر الدين القونوي 673 هـ :
18 - فك ختم الفص اليونسى
1 / 18 - اعلم ان كل نبى وولى ما عدا الكمل منهم فإنه مظهر حقيقة كلية من حقائق العالم والأسماء الإلهية الخصيصة بها وأرواحها الذين هم الملأ الأعلى ، على اختلاف مراتبهم ونسبهم من العالم العلوي ،
واليه الإشارة بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ان آدم في السماء الأول وعيسى في الثانية ويوسف في الثالثة ويونس في الرابعة وهارون في الخامسة وموسى في السادسة وإبراهيم في السابعة ومن المستبين ان أرواحهم غير متحيزة،
وليس المراد من ذلك الا التنبيه على قوة نسبتهم من حيث مراتبهم وعلومهم وأحوالهم ومراتب أممهم الى تلك السماء التي كانت أحوالهم هنا صور أحكامها، اعنى احكام المراتب والسموات،
ومن هذا الباب ما يذكره الأكابر من اهل الله في اصطلاحهم بالاتفاق :
يأتى من الأولياء من هو على قلب جبرئيل ، ومنهم من هو على قلب ميكائيل ، ومنهم من هو على قلب اسرافيل - على جميعهم السلام - ونحو ذلك .
2 / 18 - وإذا تقرر هذا فاعلم : ان سر تسمية شيخنا رضى الله عنه هذه الحكمة بالحكمة النفسية هو من أجل ان يونس كان مظهرا للصفة الكلية التي يشترك فيها النفوس الانسانية ، ومثالها من حيث تدبيرها للأبدان العنصرية وأحواله عليه السلام صور احكام تلك الصفة الكلية وأمثلتها بحسب ما يقتضيه مرتبته واستعداده .
3 / 18 - وبعد تقديم هذه القاعدة أقول : لما كانت النفوس في الأصل منبعثة عن الأرواح العالية الكلية المسماة عند الحكماء بالعقول ، وللنفوس الانسانية شبه قوى بتلك الأرواح من وجوه شتى : من جملتها البساطة ودوام البقاء ، ظنت ان تعلقها بالأجسام من حيث التدبير والتحكم لا يكسبها تقييدا وتعشقا ، وانها متى شاءت أعرضت عن التدبيرات بصفة الاستغناء ، وكانت كالارواح العالية التي انبعثت عنها وذهلت عن نزول درجتها عن درجة تلك الأرواح في هذا الامر وعن عدم استغنائها عن التعلق والتدبير .
4 / 18 - فلما الفت الأبدان وانصبغت بأحكام الامزجة حتى اثرت فيها ، كما اثرت هي في المزاج وتعشقت بها واشتد تقيدها بصحبة البدن ، أراها الحق عجزها وقصورها عن البلوغ الى درجة من أوجدها الحق بواسطته ،
ورأت فقرها وتعشقها فرجعت متوجهة الى الحق بصفة التضرع والابتهال والافتقار الذاتي من الوجه الذي لا واسطة فيه بينها وبين الحق،
فأجاب الحق ندائها وأمدها من لدنه بقوة ونور استشرفت به على ما شاء الحق ان يطلعها عليه من حضراته القدسية ولطائف اسراره العلية، فانعكس تعشقها الى ذلك الجناب الأقدس واتصلت به وحصل لها بذلك الاتصال الرافع لأحكام الوسائط ما اوجب انتظامها في سلك اولى الأيدي والأبصار، وانفتح لها باب كان مسدودا فصار تدبيرها مطلقا غير مقيد بصورة بعينها دون صورة، بل حصل لها من القوة والكمال ما تمكنت به من تدبير صور شتى في الوقت الواحد، دون تعشق وتقيد .
5 / 18 - وربما ألبستها العناية عزا اتفق به ان تقف في مراتب الأرواح العالية وتكون كهي لما رأت من حسن ما تجلى لها من وراء باب الوجه الخاص الذي فتح لها بينها وبين موجدها وما استفادته من ربها من تلك الجهة ،
وسرى من بركة ما حصنته الى صورتها التي كانت مقيدة بتدبيرها قوى وانوار سارية متعدية في الموجودات علوا وسفلا وصارت حافظة باحدية جمعها من حيثية تلك الصورة التي كانت مقيدة بتدبيرها صورة الخلاف الواقع والثابت في الموجودات صورة ومعنى، روحا ومثالا
6 / 18 - وإذا فهمت ما أدرجته في هذه المقامات فاعلم : ان يونس عليه السلام من حيث أحواله المذكورة لنا في الكتاب العزيز مثال ارتباط الروح الإنساني بالبدن ، والحوت مثال الروح الحيواني الخصيص به ،
والسر في كونه حوتا هو لضعف صفة الحياة فيه، فان الحوت ليست له نفس سائلة، كذلك حيوانية الإنسان ذات حيوة ضعيفة، ولهذا تقبل الموت، بخلاف روحه المفارق، فان صفاته ثابتة ابدية، واليم مثال عالم العناصر، ووجه شبهه باليم هو ان تراكيب الامزجة المتكونة من العناصر غير متناهية .
7 / 18 - واما موجب النداء والاجابة وسر قوله تعالى : " فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْه " [ الأنبياء / 87 ] فقد سبقت الإشارة اليه آنفا عند الكلام على احوال النفوس المدبرة للأبدان .
واما سر قوله تعالى : " وأَرْسَلْناه إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ " [ الصافات / 147 ] ،
فإنه إشارة الى امهات حقائق العالم وقواه وانه على عدد الأنبياء وهم مائة وأربعة وعشرون ألفا ، فان كل نبى ووارث من الأولياء مظهر حقيقة كلية من حقائق العالم والأسماء كما أشرت اليه في اول هذا الفص .
8 / 18 - واما سر قوله تعالى : " لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ في الْحَياةِ الدُّنْيا ومَتَّعْناهُمْ إِلى حِينٍ "[ يونس / 98 ] ،
فهو مثال ما ذكرته في فص عزير عليه السلام: النفوس الكمل بركة تسرى في أبدانهم وقواهم، فيحصل لها ضرب من البقاء ولا ينحل صور أبدانهم وان فارقتها أرواحهم بل يبقى الى زمان ابتداء انتشاء النشأة الاخراوية، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :ان الله حرم على الأرض ان تأكل أجساد الأنبياء عليهم السلام، وهذا ما يسر الله تعالى ذكره من اسرار اليونسية وأحواله المذكورة، فتدبره والله الهادي.
كلمات و مصطلحات وردت في فص حكمة نفسية في كلمة يونسية :
يقول الشيخ عبد الغني النابلسي :" كانت خلوة أيوب في البلاء .
وكانت خلوة إبراهيم في النار .
وكانت خلوة موسى في التابوت في اليم أولا ، ثم بالاعتزال والصيام .
وكانت خلوة يونس وكمال رياضته في بطن الحوت ".
كرامة استجابة الدعاء
جاء في القرآن الكريم : إن من كرامات الذكر للذاكرين أن يستجاب لهم الدعاء وذلك في آيات عدة ومنها في قوله تعالى مخبرا عن نبيه يونس عليه السلام : " فلولا أنه كان من المسبحين . للبث في بطنه إلى يوم يبعثون "،
فكان الذكر سبب الاستجابة ، يقول تعالى : " وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين . فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين " .
مصطلح الذكر - الذاكرين
في اللغة ذكر الله : أثنى عليه . ذكر النعمة : شكرها .
الذكر هو : 1. الصيت والشرف .
2. الذكر الصلاة .
3. الذكر القرآن .
4. الذكر الدعاء " .
في الاصطلاح الصوفي
يقول الشيخ ذو النون المصري:
" الذكر : غيبة الذاكر عن الذاكر " .
يقول الشيخ أبو سعيد الخراز:
" الذكر : هو اسم جامع لأعمال القلوب كلها من مقامات اليقين ومشاهدة العلوم من الغيب " .
ويقول : " الذكر : هو الإيمان والعلم " .
الشيخ سهل بن عبد الله التستري
سئل الشيخ ما الذكر ؟ فقال : " الذكر : الطاعة .
قيل : ما الطاعة ؟ قال : الإخلاص .
قيل : ما الإخلاص ؟ قال : المشاهدة .
قيل : ما المشاهدة ؟ قال : العبودية .
قيل : ما العبودية ؟ قال : الرضا .
قيل : ما الرضا ؟ قال : الافتقار .
قيل : ما الافتقار ؟ قال : التضرع والالتجاء ، سلم سلم إلى الممات " .
يقول الشيخ عبد الغني النابلسي :
" للذكر آداب أربعة :
الأول : طلب الحق .
والثاني : الإعراض عن الخلق .
والثالث : إن يجعل شيخه بين عينيه قبل الذكر .
والرابع : إن يقف كالميت لا يتحول عن الباب " .
يقول الشيخ الجنيد البغدادي:
" الذكر : هو منشور الولاية ، فمن أعطي المنشور فقد أعطي الولاية ، ومن سلب المنشور فقد سلب الولاية " .
عقب الشيخ عبد الغني النابلسي على ذلك بقوله : " المنشور : هو المرسوم والحكم والبراءة ، فالحكم السلطاني والبراءة يقال لها بين الناس : منشور " .
يقول الشيخ عبد الله الخراز الرازي:
" الذكر : هو طعام العارفين " .
يقول الإمام القشيري:
" الذكر : هو طريق الحق سبحانه ، فما سلك المريدون طريقا أصح وأوضح من طريق الذكر ، وان لم يكن فيه سوى قوله تعالى : " أنا جليس من ذكرني " لكان ذلك كافيا " .
ويقول : " الذكر : هو استغراق الذاكر في شهود المذكور ، ثم استهلاكه في وجود المذكور ، حتى لا يبقى منك أثر يذكر ، فيقال : قد كان مرة فلان " .
ويقول : " الذكر : هو نطق القلب بنعت الغيب .
وهو : بيان الفوائد بصدق الاعتقاد .
وهو : استهتار الأسرار باسم الجبار .
وهو : امتلاء القلب من المذكور واستيلاء الاسم على الضمير .
وهو : اندراج الذاكر في مذكوره واصطلام السرائر عند ظهوره " .
يقول الشيخ عبد الله الهروي:
" الذكر : هو التخلص من الغفلة والنسيان " .
يقول الإمام أبو حامد الغزالي:
" الذكر : هو حقيقة نمو استيلاء المذكور على القلب ، وانمحاء الذاكر وخفاؤه " .
يقول الغوث الأعظم عبد القادر الكيلاني
الذكر : جلاء رمد العقول ، وهو روح جنان الرحمة ، تهب نسيمه على مشام أرواح الذاكرين ، فتهتز من نشواته أعطاف الأرواح في أقفاص الأشباح .
ويقول : " الأذكار : هي الحاملة للمحمولين ، ومسكنة الساكنين ، وجاذبة إلى ما وراء سرادقات الجلال من مصون الأسماء ، وبديع الصفات " .
يقول الشيخ أحمد الرفاعي الكبير:
" الذكر : حفظ القلب من الوسواس ، وترك الميل إلى الناس ، والتخلي عن كل قياس ، وإدراك الوحدة بالكثرة ، وحسن ملاحظة المعنى " .
ويقول : " الذكر : هو نور القلب " .
يقول الشيخ عبد الرحيم المغربي القنائي :
" الذكر : هو اضمحلال الذاكر برؤية المذكور ، حتى يبقى محقا في عين المحو ، وسكران في سر الصحو " .
يقول الشيخ نجم الدين الكبرى:
" الذكر : هو حق ، وهو صفة حق ، يفني الحظوظ ويبقي الحقوق ، فلا مضادة بينهم " .
يقول الشيخ عمر السهروردي:
" الذكر : جمعية أعمال القلب " .
يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي:
" الذكر : هو من نعوت كونه متكلما ، وهو نفس الرحمن الذي ظهرت فيه حقائق حروف الكائنات وكلمات الحضرة " .
تقول د. سعاد الحكيم الذكر عند ابن العربي الطائي الحاتمي :
"لا يقف عند حدود تلفظ معين مميزا محددا باسم الذكر ، بل كل ما في الوجود يذكر بالحق ، إذ نستطيع أن نعبر من خلاله إلى الحق ، فكل موجود هو مجلى يوصل للمتجلي فيه .
وتقول : " الذكر عند ابن العربي : هو فعل للحق في محل العبد ، وتنحصر همة العبد في التجرد الكلي عن كل تأثير لتهيئة المحل تهيئة كلية ، فالحق هو الذاكر ، والعبد هو المذكور".
وتقول : " الذكر عند ابن العربي : هو الحضور مع الحق ، والفناء فيه ، والتحقق بالوحدة الذاتية معه ، إذن ينتفي الذكر كنسبة بين ذاكر ومذكور ويسقط " .
يقول الشيخ نجم الدين داية الرازي:
" الذكر : هو الخروج عن ذكر ما سوى الله بالنسيان " .
يقول الشيخ أبو الحسن الشاذلي:
" الذكر : هو ما اطمأن بمعناه القلب ، وتجلى في حقائق سحائب أنوار سمائه الرب " .
ويقول : " الذكر : هو الانقطاع عن الذاكر لا المذكور ، وعن كل شيء سواه "
الذكر : هو الركن الأساسي في طريق القوم ، وهو مؤسس على الإخلاص والتوبة والعبودية والاستقامة ، ومثمر للورع والزهد والتوكل والرضا والمحبة .
يقول الشيخ عبد الحق بن سبعين :
الذكر : هو الدعاء إن لم يقرن مع الطلب .
ويقول : " الذكر : هو مشاهدة إذا كان من الضمير الأعلى ، بمعنى : أنه يستجيب فيه المذكور ، أي المدرك والمشعور به " .
يقول الشيخ ابن عطاء الله السكندري:
" قيل : الذكر : هو ترديد اسم المذكور بالقلب واللسان ، وسواء في ذلك ذكر الله أو صفة من صفاته ، أو حكم من أحكامه ، أو فعل من أفعاله ، أو استدلال على شيء من ذلك ، أو دعاء ، أو ذكر رسله ، أو أنبيائه ، أو أوليائه ، أو من انتسب إليه ، أو تقرب إليه بوجه من الوجوه ، أو سبب من الأسباب ، أو فعل من الأفعال : بنحو قراءة أو ذكر ، أو شعر أو غناء ، أو محاضرة أو حكاية " .
يقول الشيخ فارس البغدادي:
" الذكر : هو طرد الغفلة ، وليس للمذكور من الذكر إلا حظ الذاكر منه ، وكل من ذكره فبنفسه بدأ، لأن ثمرته عائدة عليه، والحق وراء ذلك".
يقول الشيخ أحمد عز الدين الصياد الرفاعي:
" الذكر … هو شهود المذكور من حيث عظمته واضمحلالك بذكره "
يقول الإمام النووي:
" الذكر : هو باب الله الأعظم المفتوح بينه وبين عبده ما لم يقفله العبد بغفلته " .
يقول الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي:
" قال بعضهم : الذكر : هو أن يشهد ذكر المذكور لك بدوام ذكرك له ، قال الله تعالى : " فاذكروني أذكركم " .
يقول الشيخ ابن عطاء الله السكندري :
" لا تترك الذكر لعدم حضورك مع الله فيه ، لأن غفلتك عن وجود ذكره أشد من غفلتك في وجود ذكره ، فعسى أن يرفعك من ذكر مع وجود غفلة إلى ذكر مع وجود
يقظة ، ومن ذكر مع وجود يقظة إلى ذكر مع وجود حضور ، ومن ذكر مع وجود حضور إلى ذكر مع غيبة عما سوى المذكور " .
ويقول الشيخ عبد الوهاب الشعراني :
" وأجمع القوم على أن الذكر مفتاح الغيب وجاذب الخير وأنيس المستوحش ومنشور الولاية ، فلا ينبغي تركه ولو مع الغفلة ، ولو لم يكن من شرف الذكر إلا أنه لا يتوقت بوقت لكان ذلك كفاية في شرفه " .
يقول الشيخ الأكبر ابن العربي الطائي الحاتمي :
" الذكر إذا لم يرفع الحجاب فليس بذكر ، فلا يعول عليه " .
ويقول : " الذكر منك إذا لم ينتج لك سماع ذكر الحق إياك لا تعول عليه " .
.
يتبع