منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 كتاب التجليات الإلهية من 51 - 60 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 51 - 60 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: كتاب التجليات الإلهية من 51 - 60 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين    كتاب التجليات الإلهية من 51 - 60 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Emptyالخميس مايو 07, 2020 10:39 am

كتاب التجليات الإلهية من 51 - 60 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين 

الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي.

شرح التجلي 51 تجلي الطبع .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي

شرح التجلي 51 على مدونة عبدالله المسافر بالله

51 - متن نص تجلي الطبع :-

قد يرجع العارف إلى الطبع في الوقت الذي يدعوه الحق منه لأنه لا يسمع من غيره إذ لا غير له نداء أصلاً ....
وليحفظ نفسه في الرجوع لأن الطبع قهراً تقصده العادة ..
فينبغي به أن لا يألف ما تقضيه الطبع أصلاً .
وقد رأينا من هؤلاء قوماً انصرفوا من عنده على بينة منه ثم ودعهم وما ناداهم فألفوا الطبع باستمرار العادة فتولد لهم صمم من ذلك فنودوا نداء الإختصاص فلم يسمعوا فنودوا من المألوفات فسمعوا فضلوا واضلوا .
نعوذ بالله من الحور بعد الكور ومن الردة عن توحيد الفطرة .

51 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل : 
« ومن تجلي الطبع وهو: قد يرجع العارف إلى الطبع. . عن توحيد الفطرة .
 قال جامعه سمعت شيخي المذكور يقول في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه : الطبع هو ما تألفه النفوس بحكم العادة من أغراضها وما يرجع إليها ، لا من جناب الحق . 
فإن الحق سبحانه يتجلى للعارفين في الطبع من طريق الاختصاص الخارج عن حكم الطبع ، فيجيبه العارف من الطرفين . 
فإذا زال العارف عن هوى نفسه وبقي مع ربه ، رأى قد حصل له فرقان يتميز به عن أبناء جنسه فيرجع إلى المألوفات بناء منه على أنه ما بقيت تؤثر فيه الطباع فيسرقه الطبع والهوى حتى كأنه ما عرف ذلك الاختصاص. 
فالمتيقظ الذي يخشى الله ويخافه على نفسه يخرج من هذا الموطن في كثير من الأوقات إلى مقامه الأول ليتمكن فيه ثم يعود .
 وهذا إذا لم يكن أحكم العلامة بينه وبين الله تعالى ، والآفة الداخلة على مثل هذا ، أنه إذا ألف الطبع وناداه الحق من طريق الاختصاص وهو في الطبع فإنه لا يجيب . ويرى أن الطباع ما بقيت تؤثر فيه ويقول : قد وصلت لكونه يرى الحق في كل شيء. فيفوته نداء الاختصاص 
وتلخيص القضية : أن السالك إذا تطهر وصفا وخرج عن هواه وأغراضه ، فتح له حينئذ. وكشف أنه كان أولا أيضا في أغراضه جاريا بحكم الحق . 
وأنه في حال إرادته وغير إرادته في تصريف الحق تعالی هذا نتيجة فتحه فيرجع إلى الطبع مع نظره إلى الله تعالی فإذا دعاه الحق ، دعاء اختصاص إلى أمر يخالف هواه يجد تغيرا فلا يجيب . 

ويقول : أنت معي في هذا الموطن الذي دعوتني منه أن أخرج عنه . 
فلا خروج لي فيسرقه الطبع ها هنا ويجذبه إلى البقاء مع هواه . 
فمن يرد الله به خيرا يوقظه. فإذا تيقظ عاد إلى أصول بدايته ومجاهدته فاستعملها حتى يقوى على هواه وتبقى رؤيته للحق في هواه وفي عدم هواه على وتيرة واحدة. 
ومتى تغير عند مخالفته غرضه لغير حق من حقوق الله تعالى ، فهو معتل ، فيتعين عليه الرجوع والتدارك ومتی صعب على السالك إجابة الداعي الذي ناداه نداء الاختصاص وهو أن يرجع إلى طهارته وتوبته ، فهو ممكور به . 
فإن وفق إلى الإجابة يسلك على التصفية حتى يخرج عن جميع هواه ويبقى توحيدا صرفا وحقا محضا ، بلا إرادة ولا هوى . 
فحينئذ تنور بصيرته فيرى الحق بالحق إذ قد صار حقا ، فيعود إلى المباح لرؤيته الحق . فإذا كان كيسا فهو يختبر نفسه بإخراجها عن هواها . 

فإذا رآها ساكنة عند مفارقة هواها ش?ر الله تعالى . ومتى أهمل السالك اختبارها وأطال استعمال الهوى والمباح تحكم فيه سلطان الطبع. 
فالحذر الحذر من الاسترسال مع الطبع بالكلية أيها السالكون . 
وأما قوله : إذ الغير لا نداء له أصلا وإذ لا غير له نداء أصلا.  أي أن الحق وحده هو الذي ينادي ولا يصح أن ينادي . 
ولهذا لم يأت في القرآن العزيز قط : یا رینا ولم يتعبدنا الله تعالی» بأن نقوله ولم يأت حرف نداء قط من غيره ، وذلك من أعجب أسراره تعالى، وهو لحقيقة عظيمة. 
فهو تعالى ينادي من المقامات التي هي طريق الحق المشروع، والمنادي به مستغرق في طبيعته. 
فهو يناديه من طريق خاص وهو طريق الشرع والهدى ، والعبد في أسفل سافلين ، وهو عالم الطبيعة . 
فلسان طريق الاختصاص هو الذي دعاه، ولولا هذا لسقطت حقيقة النداء من الحق والخلق. فاعلم. 
وللحق سبحانه وتعالى خطابان : خطاب ابتلاء وخطاب رضاء 
فخطاب الابتلاء لا يحب الحق من العبد أن يجيبه فيه ، وإنما يحب أن يعرفه فيه فقط. 
وهو ما يدعو العبد من نفسه وهواه إليه مما لا يوافق الشرع. 
وفايدة الاختبار، أن يراه الحق سبحانه وتعالى هل يثبت للأمر والنهي أم لا يثبت وأما خطاب الرضى فإن الحق يحب من  العبد معرفته فيه وإجابته إلى ما دعاه إليه ، وهو خطاب الشارع و خطابه سبحانه للعبد بالمعارف الإلهية والقرب السنية ، إما بواسطة الملك أو بغیر واسطة.

مزید فائدة في قوله رضي الله عنه :
وقد رأينا من هؤلاء قوما انصرفوا من عنده على بينة ثم ودعهم وما ناداهم فألفوا الطبع فسمعوا . 
أي دعوا كما تقدم فلم يجيبوا وقالوا : نحن مع الحق في الطبع فما خرج عنا شيء، فهذا هو المعبر عنه بالصمم لكونه لم يستجب إلى داعي الحق. 
قال شيخنا رضي الله عنه :
وللشيوخ هاهنا مسلك مع المريدين وهو أم يأمر الشيخ المريد بأمر ما مرارة بحيث يستعمل ذلك ويألفه طبعه ، أو يعامله في الإقبال عليه بمعاملة مخصوصة ، ثم يغير عليه تلك العادة . 
فإن تغير المريد دل ذلك على أنه كان أولا مع ما وافق الطبع لا مع الحق . 
فيشرع الشيخ حينئذ معه في مسلك آخر، إن اعتنى به أو يهمله بحسب ما يعلم من مراد الحق فيه.
والحمد لله رب العالمين ..


51 - شرح تجلي الطبع
300 - قال قدس سره في بعض إملاءاته : 
«الطبع ما تألفه النفوس من أغراضها بحكم العادة». (قد يرجع العارف إلى الطبع في الوقت الذي يدعوه الحق منه) أي من الطبع ، بمعنی أن يصير حكم التجلي بالنسبة إلى الأغراض النفسية وغيرها ، على السواء . 
ولكن يدعوه الحق من حيثية الطبع إلى حيثية أخرى خالصة من حكم الطبع، فيرجع العارف إلى ما ترغب فيه نفسه زعم بان الحق مشهود في الحيثيين على حد سواء، لا بل الحيثية المرغوب فيها، بحكم الطبع أقوى للمشاهدة . 
ولما كان تجلي الطبع اختصاصا إلهية في حق العارف ، وكان رجوعه إليه محتملا أن يكون بنداء الغير ودعوته ، منع قدس سره هذا الاحتمال ودفعه بقوله : (لأنه لا يسمع من غيره) أي من غير الحق إذ ذاك (إذ لا غير) هالك (له نداء أصلا) فعلم من هذا التعليل أن رجوعه إلى الطبع والأغراض النفسية بالحق لا بنفسه . 
ولكن حيث كان رجوعه إلى الطبع محتملا أن يعتضد بنزعات نفسية ورغبات عادية حذر قدس سره تحذيرا بقوله :

 
301 - (وليحفظ نفسه في الرجوع) إلى الطبع والأغراض النفسية ، (لأن للطبع قهرا تقصده العادة) فيأخذ النفوس استراقا إليه ويملكها من حيث لا تشعر. 
فلا يبقى شهود العارف خالصا عن الأمنيات النفسية ، المقول عليها : "أفرأيت من اتخذ إلهه هواه" [الجاثية /۲۳] وشأن العارف في هذا التجلي أن لا يألف ما يقتضيه طبعه. 
فإنه ظافر في ميله المفرط إلى المرغوبات النفسية ، بشهود الحق كما ينبغي ، على تقدير عدم تشربه منها استراقا . 
ولذلك قال قدس سره :
(فينبغي له أن لا يألف) حينئذ (ما يقتضيه الطبع أصلا) فإن عدم تألفه بما يقتضيه طبعه، من مقتضى هذا التجلي ومقتضى طبع النفس أيضا.


302 - (وقد رأينا من هؤلاء الذين رجعوا إلى الطبع ، (قوما انصرفوا من عنده) تعالی على بينة منه ثم ودعهم الحق وما ناداهم) أي تركهم فيما ألفوه حتى انطبعت نفوسهم عليه فلا يناديهم الحق من طريق الاختصاص. 
وإن ناداهم يتغيروا ولا يجيبوا ، ويقولوا: أنت معي في هذا الموطن الذي دعوتني منه أن أخرج عنه، فلا خروج لي فيسرقه الطبع إذن ويجذبه إلى البقاء مع هواه .
ولذلك قال : (فألفوا الطبع باستمرار العادة فتولد هم صمم من ذلك) أي من سماع نداء الاختصاص، حيث نبهوا على التدارك.
(فنودوا نداء الاختصاص) حتى يرجعوا عن مواقع المكر إلى محل التيقظ والتدارك،(فلم يسمعوا) واسترسلوا مع الطبع بالكلية.
(فنودوا من المألوفات فسمعوا فضلوا وأضلوا. نعوذ بالله من الحور بعد الكور ومن الردة عن توحيد الفطرة) وهو توحيد
يعلم بديهة ، وهو بين بذاته .
.



عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد مايو 10, 2020 9:02 am عدل 5 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 51 - 60 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: 52 - شرح تجلي منك وإليك .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين    كتاب التجليات الإلهية من 51 - 60 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Emptyالخميس مايو 07, 2020 10:51 am

52 - شرح تجلي منك وإليك .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين 

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي  

52 - شرح تجلي منك وإليك

52 - متن تجلي منك وإليك :-

لله خزائن نسبية يرفع فيها توجهات عبيده المفردين فتقلب أعيانها فتعود أسرار إلهية بعين الجمع بما منهم فيردها عليهم بما إليهم .
ولهم خزائن فيقلبون أعيانها على صورة أخرى فيرفضونها إليه بما منهم فتقلب أعيانها على صورة عرفانية فيرسلونها بما إليهم فينقلبون عنها في صورة أخرى بما منهم هكذا قلباً لا يتناهى في الصورة والعين واحدة فإليهم عرفان ومنهم أعمال
 

52 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل : 
« ومن تجلي إليك ومنك وهو: أن الله تعالی خزائن نسبية يرفع فيها . فإليهم عرفان ومنهم أعمال. قال جامعه سمعت شيخي يقول في أثناء شرحه لهذا الفصل ما هذا معناه : «إليك»، عبارة عما يرد من الحق إليك.
و«منك» : عبارة عما یكون منك إلى الله تعالی فهي بالنسبة إلى الحق معارف عندنا تكون منه إليك . وبالنسبة من العبد إلى الحق تكون عمل. ولله خزائن يرفع فيها توجهات عباده التي هي عملية فيقلب عينها عرفانية ، فتعود أسرارا إلهية .
وذلك أن الأمر يلبس حلة ما ينسب إليه . فيراها في الحس حسية و في الأرواح روحانية وفي كل حضرة بما يقتضيه حكم تلك الحضرة على تعدد الحضرات , وهذه التوجهات هي تنوعات اللطيفة.
فهي بحقيقتها تتوجه إلى الله تعالی بما منها لا بأمر آخر. فيكون توجهها عملا. فينظر الحق إلى ذلك التوجه إذا عرج إليه فيكسوه حلة عرفانية . 


فيعود بها ذلك التوجه فيعطي تلك الحلة أثرة إلهية ومزيدة عرفانية. فيزيد الاستعداد ويقوى بذلك الأثر الإلهي، وينتج عملا أتم من العمل الأول. 
فيعمله العبد متوجها به إلى جناب الله تعالى على نية القربي فيعرج إليه سبحانه بما منك عملا فينظره أيضا ، فيكسوه حلة العرفان ويرده إليك بمزيد آخر عرفاني أعلى من الذي تقدم، فيزداد المحل بذلك استعدادا فيستعد لعمل آخر أتم ما تقدم من أعمالك هكذا أبدا وتقديرة . إليك ومنك. 

إذ لا مناسبة مع الحق على الحقيقة لكون أصلا. وكل ما تتحلى به من المعرفة إنما هو عائد إليك ولا يعود إلى الحق منه شيء ، فلهذا كان خلعة عليك لأنه بقدر طاعتك وتوجهك عرجت التوجهات لا بقدر المطاع ، وبقدر استعدادك قبلت فمنك وإليك، فالأعيان المتوجهة عرجت أعمالا ، فقلب الله أعيانها فصيرها أسرارا إلهية بعين الجمع وهي حضرة الحق. 

وكان التوجه من العبيد بما منهم. أي بحقائق العبيد وبقدر استعدادهم وما يطيقونه ، لا بقدر ما يستحقه الحق من الجلال . فيردها الحق إليهم بما لهم أي بقدر ما يقبلونه . 
ثم يبقى الأمر دورية هكذا أبدا . يعرج وينزل إلى غير نهاية . وعين المعرفة التي تنزل إليهم هي التي تصعد عملا وتكون سلما . فعلم ينزل وعمل يصعد. واتقوا الله ويعلمكم الله . والله يقول الحق ".
 

52 - شرح تجلي منك وإليك 
303 - مدار التحقيق في هذا التجلي أن تعرف أن لا نزول لشيء من الحقائق الإلهية كما هي إليك إذ لا مناسبة بينك وبين الحق ، فلا سعة في استعدادك ولا قوة لقبول حقائقها الأقدسية ولا صعود لشيء من أعمالك وتوجهاتك إلى حضرتها الذاتية .

إذ لا مناسبة أيضا بين ما هو من الحادث وبين القديم. فما تنزل منه تعالى إليك هي أعمالك وتوجهاتك الصاعدة إلى خزائنه النسبية : واسعة ووسعی وعلية وعليا ولكن الأعمال والتوجهات بعد انتهائها إلى تلك الخزائن تأخذ صبغة إلهية على قدر استعداد القابل لها، وعلى قدر صفاء العمل ومنتهاه من الخزائن.
فما منك يعود بتلك الصبغة إليك فيعطي على قدر صبغته لاستعدادك زيادة في السعة والكمال . فتصعد منه أعمال وتوجهات أصفى وأقدس إلى خزائن أعلى من الخزائن الأولى .
فيأخذ الصاعد إليها صبغة أتم وأبهج من الصبغة الأولى .
ثم يعود إليك ما منك. فيعطي بقدر صبغته الاستعدادك ما يعطي ، حتى يصعد منه ما يصعد.. هكذا إلى لا غاية .
ولذلك قال قدس سره :
 
304 -  (الله خزائن نسبية) علية وعليا، واسعة ووسعي (يرفع بها) « الباء» بمعنی «في»، (توجهات عبيده المفردین) الصادرة عنهم، على قدر قوة إخلاصهم في أعمالهم (فتقلب) إذن (أعيانها) أي أعيان توجهاتهم الخالصة حالة انصباغها بالصبغة الإلهية (فتعود أسرارة إلهية بعين الجمع وتوجهاتها) أي في عين الجمع وتوجهاتها النزيهة (بما منهم) أي بقدر ما من حقائقهم وتوجهاتهم في طاعاتهم وبحسبها لا بحسب عين الجمع وتوجهاته النزيهة .

(فيردها) أي الأسرار الإلهية (عليهم بما إليهم) أي بقدر ما يقبلون من توجهات عين الجمع المقلبة أعيان توجهاتهم أسرارة إلهية.


305 - (وهم خزائن) أخرى أوسع وأعلى لصدور الأعمال والتوجهات الخالصة، على قدر صفاء استعداداتهم، بسراية ما عاد عليها من أعمالهم المنقلبة أسرارة (فيقلبون أعياها) كما انقلبت في الخزائن الأول على صورة أخرى أجمل وأتم من الأعمال والتوجهات المرفوعة أولا إذ برد أعيانها الأول المنقلبة أسرارة ، إليهم اتسع استعدادهم وتخلص عن شوائب الاعتلال والاختلال فنشأت منه طاعات وتوجهات بحسبه صفاء وكمالا (فيرفعوها إليه) تعالي (بما منهم فتقلب أعياها على صورة) أخرى أتم وأجمل، (عرفانية) بها يطلع العارف على أحكام الجمعين الإلهية والإنسانية وحقائقهما (فيرسلها إليهم فيقلبون عينها في صورة أخرى بما منهم) بحسب استعداداتهم المترقبة في مناهج الكمال.
 

306 - ( هكذا قلبا ) بعد قلب ( لا يتناهي في الصور ) فعين المعارف التي تنزل إليهم هي التي تصعد أعمالا وتوجهات : فعلم ينزل وعلم يصعد واتقوا الله ويعلمكم الله ( والعين واحدة فإليهم ) من الخزائن النسبية ( عرفان ومنهم ) بحسب أطوار الاستعدادات صفاء واتساعة (أعمال).

.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد مايو 10, 2020 7:10 am عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 51 - 60 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: 53 - شرح تجلي الحق والأمر .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين    كتاب التجليات الإلهية من 51 - 60 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Emptyالخميس مايو 07, 2020 10:52 am

53 - شرح تجلي الحق والأمر .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين 

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي  

 شرح التجلي 53 على مدونة عبدالله المسافر بالله 

53 - شرح تجلي الحق والأمر 

53 - تجلي الحق والأمر :-

لله رجال كشف لهم عن قلوبهم فلاحظوا جلاله المطلق فاعطاهم بذاته ما تستحقه من الآداب والإجلال .فهم القائمون بحق الله لا بأمره .
وهو مقام جليل لا يناله إلا الأفراد من الرجال وهو مقام أرواح الجمادات ومن هذا المقام تدكدك الجبل فصعق موسى عليه السلام ولم يفتقر في ذلك الأمر بالتدكدك والصعق .
فهؤلاء خصائص الله قاموا بعبادة الله على حق الله وهم الخارجون عن الأمر ولله عبيد قائمون بأمر الله كالملائكة المسخرة الذي يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون وكالمؤمنين الذين ما حصل لهم هذا المقام فهم القائمون بأمر الله وهم القائمون بحقوق العبودية .
وأولئك القائمون بحقوق الربوبية فهؤلاء محتاجون إلى أمر يصرفهم وهؤلاء ينصرفون بالذات بصرف الخاصية .
 
53 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل : 
« قال سيدنا وشيخنا رضي الله عنه في متن هذا التجلي : لله رجال كشف عن قلوبهم .. تصرف الخاصة . قال جامعه سمعت شيخي يقول في أثناء شرحه
هنا التجلي ما هذا معناه : أن هذا المقام في الطريق هو كشف ما عند الحق أي في الحالة المخصوصة التي يريد الحق ظهورها في محل عبده . 
فيقوم التجلي في مقام افعل». فيكون الفعل بالخاصية يعطيه التجلي بذاته لا بأمر زاید . 
هذا وإن كان قد تقرر أنه لابد من وجود الأمر عند التكوين لقوله تعالى : "إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82)" [يس : 82 ].
لكن كلامنا فيمن قام عنده الأمر لا في المأمور نفسه. لأن الهيئة القامة عبد العارف حال التجلي هي التي قيل لها: كوني . فكانت . فلا ينبغي لها أن تكون إلا عن أمر ، وكان العارف محلا مهيئا لظهور الحقائق الإلهية والتجليات الربانية ، لسلامة محله من الآفات كلها واعجب فتجلي الأمر هو تجلي الشرايع مطلقا حيثما وردت شريعة. وهو محل التكليف . 
وهو للملائكة وللنبوة البشرية والاية الطبية عند المرسل إليه هي وجود الطمأنينة من أرسل إليه وللملك خطابان أحدهما مجمل وهو الذي يأتي كصلصة الجرس لا جماله، وهو أشده على الطبع والخطاب الثاني تفصيلي، وهو أيسر التلقي وأهونه ولأولى أعلى وأما تجلي الحق فهو يعطيك ما يعطي الأمر بمجرد المشاهدة ، من غير أن يفتقر إلى خطاب.
وهو بمنزلة قراين الأحوال في الشاهد. كما اتفق للسلطان الذي نظر إلى جبل بعید علیه ثلج فسارع بعض المتيقظين من خدامه وأحضر الثلج. 
فسئل الخادم : من أين علمت ذلك .
فقال : لخبرتي بقراین أحوال الملك وأنه لا ينظر عبثا . 
فإذا وصل العارف إلى هذه المرتبة ، عبد الحق سبحانه وتعالى بجميع العبادات ويكون هو محلا للتجلي الذي حمله أول حامل في باب الأمر. ويقوم مقام الملك الأول الذي أخذ الأمر فنزل به إلى الأكوان . 
فصاحب هذا التجلي الذي هو تجلي الحق، يفعل فيه الحق بغير واسطة جميع ما يحصل لغيره بالوسايط ويكون ذلك موافقا لما جاءت به الشرایع لا يناقضه أصلا. وهذا التجلي المعبر عنه بتجلي الحق هو ملاحظة ما يقتضيه جلاله المطلق عز وجل. فالقايم إلى الصلاة من هذا التجلي الحقي لا تخطر له القرية ، لأنه لا يلاحظ العبودية بل هو مع ما يقتضيه جلال الحق. 
فلو سأله سائل عن سر عبادته لقال له : ما أعلم إلا أن قامت بي حقيقة أظهرت أثرها في فقط . وليس تجلي الأمر كذلك لأنه إنما قام عن الأمر المشروع . فهو يرى وظائف العبادة ويستحضرها في ذهنه ويحققها في نيته وعمله. 
وهذا التجلي الحقي هو مقام أرواح الجمادات.. ومن هذا المقام تدكدك الجبل وصعق موسی. فالصعق هو المفتقر إلى كن . 
وأما موسی علیه السلام والجبل فلم يفتقر بالأمر إلى الصعق الكون حقيقة الصعق قد ظهرت في محليهما القابل. فلم يبق إلا ظهور أثر الصعق . فصاحب هذا المقام الحقي هو مع الربوبية، وكانت العبودية فيه بحكم التضمين. 
وصاحب الأمر واقف مع عبودیته حاضر مع نفسه ، والربوبية له بحكم التضمين. وبين المرتبتين بون عظيم .
قال الشيخ : وقد أقمت في هذا المشهد الحقي نحو شهرين . 
فأهل هذا المشهد هم خصائص الله تعالى . الخارجون عن الأمر ما داموا في حكم هذا التجلي فاذا خرجوا عنه عادوا إلى مقام الأمر الذي هو مقام الحفظ فيرى العبد نفسه ویری مصرفه ویری کل مل يؤثر فيه من التوجهات الإلهية .
ويبقي نورا كله تصرف أنوار، وهو يشهد نوريته ويشهد الأنوار التي تعرفه . 
وهو أعلى الكشف في باب العناصر ، یکشف الهواء في الهواء وكذلك يكشف تجلى الماء في الماء الذي امتزج معه ، بحيث يميز كل منهما على حدته . وكذلك تكشف نفسك في تجلي الحق مع الحقايق . 
وأما التجلي الحقي فهو التجلي المهيمن من الملائكة الذين خلقهم الله تعالى له ولما يستحقه جلاله. 
وقد كان الشبلي رحمه الله تعالی صاحب وله وكان يرد إلى نفسه في حال الصلاة . فلم يكن له حقيقة هذا المقام. والله يقول الحق ».


 53 - شرح تجلي الحق والأمر 
 
307 - مقتضي تجلي الحق في جلاله المطلق أن يظهر ما عنده تعالى في نفس العارف في حالة مخصوصة فيقوم العارف على مقتضاه ، فيظهر أثره في نفسه عبادة : من صلاة وصيام قياما بحقه تعالى لا عن أمر فيقوم التجلي في حقه «العارف» مقام : افعل ، إن فعل لابد من وجود الأمر عند التكوين لقوله تعالى : "إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82)" [يس : 82 ].
 
308 - وأما فعل التجلي في نفس العارف إنما هو بالخاصة لا بالأمر فإن الأثر الظاهر في نفسه هو ما أعطاه التجلي بذاته لا بأمر وخطاب زائد عليه . فهذا التجلي يعطيك بمجرد المشاهدة ما يعطيك الأمر فهولك بمنزلة قرائن الأحوال في المشاهد فالمتحقق بتجلي الحق لا يلاحظ
عبودية أصلا بل هو مع ما يقتضيه جلال الحق. حتى لو سئل عن سر عبادته لا يعلم.
اللهم إلا أن قامت به حقيقة أظهرت أثرها فيه فكان صلاة وصوما. ويكون ذلك الأثر موافقا لما جاءت به الشرائع لا يناقضه أبدا.
 
309 -  وأما جلي الأمر فهو مختص بالشرائع . وهو للملائكة وللنبوة البشرية .
والأمر الخطابي الوارد فيها، إما وارد بضرب من الإجمال : كصلصة الجرس وهو أشد على الطبع ، وإما وارد بضروب التفصيل وهو أهونه على محل التلقي .
فصاحب تجلي الأمر يرى وظائف العبادة ويستحضرها في ذهنه ويحققها في نيته وعلمه . 
قال قدس سره في نص هذا التجلي:
 
310 - (لله رجال کشف لهم عن قلوبهم فلاحظوا جلاله المطلق ) ، وهو الجلال المطلق» معنی يرجع منه إليه . 
ولذلك سلبهم عن ملاحظة السوي ، ما داموا في هذا المشهد. (فأعطاهم بذاته) بلا واسطة ، (ما يستحقه) أي كل واحد منهم بحسب استعداده (من الآداب والإجلال) اللائقة بالمقام. 
ولذلك إذا قام أثر التجلي بصورة العبادة كان موافقا لما جاءت به الشرائع (فهم القائمون بحق الله) على ما أعطاهم المقام، (لا بأمره) فمقتضی طبعهم القيام بحقه مع عدم ملاحظتهم قيامهم . 
(وهو مقام جليل لا يناله إلا الأفراد من الرجال) ولهذا لا حكم لمن قام بالأمر عليهم. (وهو مقام أرواح الجمادات) حيث لم يتوجه إليها الأمر فتسبيحها عن الطبع لا عن الأمر. 
(ومن هذا المقام تدكدك الجبل وصعق موسى عليه السلام ، ولم يفتقر في ذلك إلى الأمر بالتدكدك والصعق) فإن التجلي أعطى ذلك بمجرد المشاهدة . 
فصاحب هذا المشهد مع الربوبية بالكلية لا حضور له مع نفسه ولا مع عبوديته ، بخلاف صاحب الأمر، فإنه مع نفسه وعبوديته ؛ ومع الحق تكون عبوديته له وهو قبلتها . 
(فهؤلاء خصائص الله، قاموا بعبادة الله على حق الله) لا على حق العبودية . فإن عبوديتهم من أثر التجلي . فلا يعرفون وجوبها عليهم (وهم الخارجون عن الأمر) ما داموا في هذا المقام.
 
311 - (ولله عبيد قائمون بأمر الله) وهم مظاهر تجلي الأمر وهم مع أنفسهم وعبوديتهم يرون في مشاهدهم كل ما يتوجه إليهم من الحقائق الإلهية ، وما هو المطلوب من التوجهات الأسمائية من التصاريف في آفاق الوجود وأعماقه . ولهم کشف كل شيء في نفس ذلك الشيء على حدة : 
تكشف حقيقة الهواء في الهواء، والماء في الماء، والأرض في الأرض ، مع ما يتبعها من اللوازم التفصيلية . (كالملائكة المسخرة الذين يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون و کالمؤمنين الذين ما حصل لهم هذا المقام) أي مقام تجلي الحق القاضي بالعبودية على حق الله (فهم) أي المتحققون بتجلي الأمر هم (القائمون بأمر الله وهم القائمون بحقوق العبودية وهؤلائك ) أي أهل تجلي الحق هم (القائمون بحقوق الربوبية) على وجه ذكر آنفا . 
(فهؤلاء محتاجون إلى أمر يصرفهم فليس لذواتهم ولاية التصريف ، (وهؤلائك يتصرفون بالذات تصرف الخاصية). وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم.


.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد مايو 10, 2020 7:13 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 51 - 60 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: 54 - شرح تجلي المناظرة .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين    كتاب التجليات الإلهية من 51 - 60 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Emptyالخميس مايو 07, 2020 10:54 am

54 - شرح تجلي المناظرة .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين 

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي  

شرح التجلي 54 على مدونة عبدالله المسافر بالله
54 - شرح تجلي المناظرة

54 - تجلي المناظرة :-

لله عبيد أحضرهم الحق تعالى فيه ، ثم أزالهم بما أحضرهم ، فزالوا للذين أحضرهم . فكان الحضور عين الغيبة ، والغيبة عين الحضور ، والبعد عين القرب ، وعين البعد هو مقام إيجاد الأحوال .
فاجتمعت بالجنيد في هذا المقام وقال لي : " المعنى واحد " فقلت له : " لا ترسله بل من وجوه فإن الإطلاق فيما لا يصح الإطلاق فيه يناقض الحقائق " .
وقال : " غيبه شهوده وشهوده غيبه " . فقلت له الشاهد بُداُ وغيبته غضافة والغيب غيب لا شهود فيه لا تدركه الأبصار فالغائب المشهود من غيبه لإضافة " . فانصرف وهو يقول : " الغيب غائب في الغيب " . وكنت في قوت اجتماعي به في هذا المقام قريب عهدٍ بسقيط الرفرف أين ساقط العرش في بيتٍ من بيوت الله عز وجل .
 
54 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل :
« ومن شرح تجلي المناظرة . ولنذكر نص التجلي أولا : 
قال شيخنا الإمام العارف الفرد أمام أئمة الوقت ، أبو عبد الله محمد بن علي ابن العربي رضي الله عنه وأرضاه وقدس سره وروحه : لله عبيد أحضرهم الحق تعالی فيه .. ساقط العرش في بيت من بيوت الله تعالی .
قال جامعه سمعت شيخي وإمامي رضي الله عنه يقول في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه : أنه في هذا المشهد يجتمع الضدان لأنه أزالهم بما أحضرهم من الوجه الذي أحضرهم.
وإذا تحقق العبد بذوق هذا التجلي ، علم حكم الحق سبحانه في كونه ظاهرا وهو باطن من ذلك الوجه الذي هوبه ظاهر.
وكذلك علم حكم كونه أولا من الوجه الذي هو آخر، لا بوجهين مختلفين ولا بنسبتين . وليس للعمل في هذا المشهد مجال .
وكذلك يعلم المتحقق بهذا المشهد كيف تضاف النسب إلى الله تعالى من عين واحدة لا من الوجوه المختلفة التي يحكم بها العقل في طوره . 
وهذا المشهد من مشاهد الطور الذي هو وراء طور العقل. وهذا المشهد هو مقام اتحاد الأحوال. 
واجتمعت فيه بالجنيد رحمه الله فقال لي : المعنى واحد. فقلت له : في هذا المقام خاصة ، لا في كل مقام فلا ترسله مطلقا یا جنید. فإن الباطن والظاهر من حيث الحق واحد. وأما من حيث الخلق فلا . 
فإن نسبة الظاهر من الحق إلى الخلق غير نسبة الباطن . فلها دليلان مختلفان بالنظر إلى الخلق . فلا يقال فيهما أنهما واحد في كل مرتبة . فلهذا قلنا: لا ترسله .
فقال الجنيد: غيبه شهوده ، وشهوده غيبه . 
فقلت له : الشاهد شاهد أبدا وغيبه إضافة والغيب غيب لا شهود فيه . 
فشهود الحق سبحانه لنا إنما هو من غيبه الإضافي ، وأما الغيب المحقق فلا شهود فيه أبدا وهو الغيب المطلق . ولو غاب عن الله تعالى شيء لغابت نفسه عنه . 
لكن لا يصح أن يغيب عنه شيء، فهو سبحانه يشهد نفسه لا مشهودنا . 
فإن الشهود والحجاب وجميع الأحكام في حقنا، نسب وإضافات وأحكام محققة ، وهو سبحانه أحدي الذات ليس فيه سواه ولا في سواه شيء منه ، وإنما هذه السنة التعريف يطلقها العارفون للتوصيل والتقريب والتانيس والتشويق . 
وقوله رضي الله عنه : لا تدركه الأبصار، فالغايب مشهود من غيبه إضافة . 
قال في شرحه : ليس تخصيص الأبصار ينفي الإدراك عنها ، فنفي الإدراك عن الأبصار التي هي إمام العقل . لأن العقل تلميذ بين يدي الحس عند المحققين . 
فلما انتفى الإدراك عن البصر الذي هو الوصف الأخص كان العقل أبعد إدراكا وأبعد. لكن للحق تعالی مناظر يتجلى فيها . 
فتلك المناظر هي الغيب الإضافي الذي يصح أن يقال فيه: غيبه شهوده . وتلك المناظر لا يصح تجليها من حيث هي ولا وجود لها إلا بتجلي الحق بها إليك. 
فالمناظر هي مدرك الناظر وهي توجهات خاصة من الحق تعالی أظهرت أحكامها في كل موطن بحسب ذلك الموطن. 
ولهذا تفاوت إدراك أهل التجلي بقدر قوة استعدادهم وتحققهم في التمكين ولو كانت الذات المنزهة من حيث هي ، هي المشهودة لما صح أن يختلف أثرها ولا كان يقع التفاضل في شهودها .
فلما وجدنا اختلاف الآثار علمنا أن المدارك إنما تعلقت بالمناظر المناسبة للناظر فتحقق . 
واعلم أن رؤية السلطان والتلذذ بشهوده لم تكن تلك اللذة من كونه إنسانا إنما كانت من كونه سلطانا ، ولأن عند الناظر نسبة تلذذت بهذا الوجه الزايد على إنسانية السلطان . 
وهو حكم  النسبة التي طلبت وطلبت وبها حصل التلذذ . فهذا حكم الحق تعالی فإن النسبة والمرتبة تطلبنا ونطلبها ، لا الذات المنزهة . فافهم. فذات السلطان اقتضت السلطنة والمرتبة هي المشهودة وهي التي حجبت المحل أن يقوم به الإدراك . وهاهنا سر كبير وحقيقة عظيمة أقرب نسبتها إلى الكون هو حقيقة المرآة .  وفيها أسرار عزيزة . والسلام . 
وقول الشيخ : كنت في هذا المقام قریب عهد بسقيط الرفرف بن ساقط العرش. 
أشار رضي الله عنه إلى ظهوره بالحلية التي اقتضاها وصف الجنيد في ذلك المشهد، حيث أطلق ما من شأنه أن يتقيد . والله يقول الحق ".
 
54 - شرح تجلي المناظرة

312 - (لله عبید) خصص العبيد بالاسم «الله» وإحضارهم بالاسم الحق» فإن عموم الإلهية يطلب ثبوت الإنسان الذي هو المألوه الأتم والمظهر الأجمع لا زواله . والحق هو نور عين الوجود المطلق الباطن ، والخلق ظله الظاهر 
كما قال العارف:
فعين وجود الحق نور محقق    ….. وعين وجود الخلق ظل له تبع
فإذا حضر الظل مع النور ثبت ، وإذا حضر فيه زال . 
ولذلك قال قدس سره : 
(أحضرهم الحق تعالی فيه ثم أزالهم) ثم هنا ليست للمهلة 
كما في نحو قوله :
کهز الرديني تحت العجاج جرى   …. في الأنابيب ثم اضطرب 
فإن الهز والاضطراب معا في وقت واحد، والحق من حيث كونه إحدى الذات لا يطلب المألوه بنسبة الغيرية . فإن حضرته من هذا الوجه للإحاطة والاشتمال . 
فكل شيء فيها . عين كل شيء کاشتمال كل جزء من أجزاء الشجرة في النواة على الكل . ففي كل شيء في هذه الحضرة ، كل شيء. 
ولذلك أحضرهم الحق في أحديته فأزالهم فيما أحضرهم (بما أحضرهم) من وجه أحضرهم (فزالوا ) بزوال الإضافات والنسب عنهم (للذي أحضرهم ) أي لأحديته الذاتية القاضية باضمحلال رسوم الغيرية . 
(فكان الحضور) في أحديته الذاتية ، بعد استهلاك الرسوم بحکم اشتمال الكل على الكل . (عين الغيبة ، والغيبة عين الحضور ، والبعد عين القرب ، والقرب عين البعد وهذا مقام إيجاد الأحوال) أي أحوال الوجود مطلقا. 
والمتحقق بذوق هذا التجلي يعلم كون الحق ظاهرا من وجه هو به باطن ، وباطنا من وجه هو به ظاهر. لا بوجهين ونسبتين مختلفتين . 
وليس للعقول في هذا المنال مجال قطعا 
 
313 - ثم قال قدس سره : (واجتمعت بالجنيد في هذا المقام) پرید اجتماعا روحانية إذ شأن الكامل المنطلق في ذاته . أن لا ينحصر في البرازخ . 
فله أن يخرج منها إلى العوالم الحسية وبالعكس ، اختیارة . فإنه إذا تحقق بالكمال الوسطي لا تقيده آفاق الوجود ولا تحصره ، بل له أن يتحول إلى أي صورة شاء ، وينتقل إلى أي عالم أراد ، اختيارة . 
فإن الحكم الوسط بالنسبة إلى سائر أطرافه على السواء. وهو من باب قوله تعالى : "فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ (8) " [الانفطار :8 ] فله الاجتماعات الحسية والبرزخية بالأرواح . 
بحسب المناسبات الحالية والمقامية والمرتبية ونحوها فهو يستحضر الأرواح الفائقة عليه أو المساوية له رتبة، في أي عالم شاء بحكم الالتماس بعد تقوية رقيقة المناسبة بينه وبينهم . 
وهو يستحضر أيضا من دونه من الأرواح رتبة بحكم القسر. ثم قال قدس سره : (وقال لي) يعني الجنيد (المعنى واحد فقلت له :) نعم في هذا المقام خاصة ، لا في كل مقام (لا ترسله) ولا تطلق حکمه (بل ذلك من وجه) دون وجه . 
فإن الظاهر والباطن في جنب الحق واحد ويختلفان بنسبتهما من الحق إلى الخلق : فإن نسبة الظاهر منه تعالى إليهم غير نسبة الباطن . 
(فإن الإطلاق فيما لا يصح الإطلاق فيه يناقض الحقائق) فإطلاق جانب الخلق من اختلاف الظاهر والباطن لا يصح، بل يناقض حقائقهم. إذ لكل حقيقة منها ظاهر و باطن فإن أطلق جانبها منهما، لم يبق للخلق حقائق مختلفة . 
فإطلاقهم عنها يناقض حقائقهم. المقول عليها : "ولايزالون مخلفين" [هود :118] ، "ولذلك خلقهم " [هود : 119].
 
314 - (فقال: غيبه شهوده و شهوده غيبه) فأتبع بهذا قوله : المعنى واحد ، ولم يخصص مدعاه بذوق هذا التجلي (فقلت له: الشاهد شاهد أبدا) فإن الحق الحاضر مع نفسه لم يتغير عن حضوره معها أبدا (وغيبه إضافة) أي بالنسبة والإضافة إلينا كما نقول في الحق المتجلي في المراتب والمظاهر: إنه في عين كونه غيبا فيها مشهود فيها (والغيب) المحقق (غيب لا شهود فيه) أصلا (لا تدركه الأبصار) ولا البصيرة . وكون هذا الغيب محققا ومطلقا بالنسبة إلينا إذ لا شهود لنا فيه أبدا . 
وأما بالنسبة إلى الحق تعالی فلا غيب أصلا. إذ لا يصح أن يغيب عنه شيء ولا نفسه ، بوجه من الوجوه . 
فلا يقال في هذا الغيب المحقق بالنسبة إلينا : إن غيبه شهوده . 
فإن غيبه لنا غيب دائما أبدا . وبالنسبة إليه تعالی شهادة محضة لا غيب فيها . ولكن له تعالى مشاهد ومناظر تعینت بالتجليات الذاتية ولا وجود لها إلا بتجليات الحق بها إلينا . فتلك المناظر هي الغيب الإضافي الذي يصح أن يقال فيه: غيبه شهوده . 
فإن الحق غيب فيه في عين كونه فيه مشهودة لنا. 
هذا كلامه "ابن العربي" في بعض إملائه .
 
315 -  فمناظر الحق ومراتب ظهوره ، كالمرايا للظاهر بها . فإن الظاهر مشهود فيها وشهوده فيها، عين غيبه . إذ ليس لحقيقة الظاهر بها فيها شيء وليس عكس الحقيقة فيها عينها، بل غيرها ولذلك قابل يمين الظاهر بها يسار عکسه . 
ثم أتبع قدس سره في إملائه زوائد فقال :
فالمناظر هي تدرك الناظر، وهي توجهات خاصة من الحق تعالی أظهرت آثارها في كل موطن بحسب ذلك الموطن . 
ولهذا تفاوت إدراك أهل التجلي بقدر قوة استعدادهم وتحققهم في التمكين ولو كانت الذات المنزهة من حيث هي مشهودة لما صح أن يختلف أثرها ، ولا كان يقع التفاضل في شهودها . 
فلما وجدنا اختلاف الآثار علمنا أن المدارك إنما تعلقت بالمناظر المناسبة للناظر. (فالغائب المشهود من غيبه إضافة) كما بين الآن (فانصرف) يعني الجنيد، (وهو يقول الغيب) أي المحقق (غائب في الغيب) أي في نفسه . ومن كانت غيبته باقتضاء ذاته فلا يحضر أبدا.
 
316 - ( وكنت في وقت اجتماعي به في هذا المقام ، قریب عهد بسقيط الرفرف بن ساقط العرش في بيت من بيوت الله تعالى ) يشير إلى أن الجنيد قدس سره إنما ظهر بتحلية اقتضاها مقام سقيط رفرف بن ساقط العرش . 
إذ من مقتضی مقامه إطلاق ما من شأنه أن يتقيد . وهو رجل واحد في كل زمان يسمي بهذا الاسم على مقتضی مقامه . وعليه مدار فلك هذا المقام . 
وهو على مشهد حقيقة كلية منطبعة في العرش المحيط. مشاهد فيها وحدة المعنى والعين والكلمة في المركز الأرضي أيضا. 
وتسمى هذه الحقيقة ، باعتبار سقوطها من العرش على الأرض : بساقط العرش . فمن كان من الأناسي على شهود عليه هذه الحقيقة، في المحيط العرشي والمركز الأرضي القاضيين بالوحدة والإجمال كان شهوده متفرع من شهودها الأحوط وسقوطه من سقوطها فكان صاحب رفرف من الرفارف العرشية .
إذ ليس شهود الفرع کشهود أصله ، إحاطة واشتمالا فإذا ظهر الفرع بحلية أصله في مركز الأرض سمي بسقيط الرفرف ومن حيث تولد شهوده عن شهود أصله الشامل المسمى بساقط العرش . نسب سقيط الرفرف إليه بالنبوة فأعطاه المقام حالتئذ، اسم سقيط الرفرف بن ساقط العرش. 
ولعله هو المعني في القسم الإلهي بقوله تعالی : "والنجم اذا هوى" [النجم:1]. 
وقد أومأ إليه العارف بقوله:
إذا سقط النجم من أوجه    …. وكان السقوط على وجهه 
فما كان إلا ليدري إذا     ….. تدلي إلى السفل من كنهه 
فيعرف من نفسه ربه     ….. كما يعرف الشبه من شبهه 
وهذه الحقيقة الكلية بكينونتها في العرش ، بالسر الإلهي الإنساني هي المثل الأعلى، ومشهدها فيه ليس كمثله شيء. 
وبسقوطها إلى قلب الأرض الذي هو محل قيام العمد المعنوي والساق تكون على صورة الإنسان ، الأكمل الفرد ومشهدها فيه : سر: «مرضت فلم تعدني، وجعت فلم تطعمني ، وظمئت فلم تسقني». 
ولها من حيث كونها المثل الأعلى بسر الإنسانية : «کنت نبيا وآدم بين الماء والطين». وفي كونها على الصورة الفردية : «لا نبي بعدي». فافهم.
 
[rtl].[/rtl]






عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد مايو 10, 2020 7:14 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 51 - 60 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: رد: كتاب التجليات الإلهية من 51 - 60 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين    كتاب التجليات الإلهية من 51 - 60 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Emptyالخميس مايو 07, 2020 10:55 am

55 - شرح  تجلي لا يعلم التوحيد .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين 

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي  

شرح التجلي 55 على مدونة عبدالله المسافر بالله 

55 - متن تجلي لا يعلم التوحيد:- 
يا طالب معرفة توحيد خالقه كيف لك بذلك ؟ وأنت في المرتبة الثانية من الوجود وأنى للإثنين بمعرفة الواحد بوجودها ؟
وإن عُدمت فيبقى الواحد يعرف نفسه .
كيف لك بمعرفة التوحيد وأنت ما صدرت عن الواحد من حيث وحدانيته وإنما صدرت عنه من حيث نسبة ما .
ومن كان أصل وجوده على هذا النحو ـ من حيث هو ومن حيث موجده ـ فأنى له بذوق التوحيد .
لا يغرنك وحدانية خاصيتك .
فإنها دليل على توحيد الفعل .
أن يعرفه غيره فما لنا سوى التجريد وهو المعبر عنه ، عند أهل الطريقة ، بالتوحيد .
وفي هذا التجلي رأيت النفري رحمه الله .
 
55 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل : 
« ومن تجلي : لا يعلم التوحيد. قال إمامنا العالم الراسخ المحقق رضي الله عنه : يا طالب معرفة توحید ذات خالقه . .
وفي هذا التجلي رأيت النفري رحمه الله تعالى
قال جامعه سمعت شيخي نفع الله به يقول في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه : 
المراد بالتوحيد في هذا التجلي هو توحيد الذات ، فإنه لا يدرك بدليل أصلا ولا بذوق أبدا ، إذ ليس للممكن فيه قدم قط . لكون الحق سبحانه وتعالى له المرتبة الأولى والأحدية الدايمة ، والعبد في المرتبة الثانية، فلا يصح خروجه منها أبدا . فانی له بذوق التوحيد
وأما توحيد الألوهية ، فإنه يوصل إليه بالدليل وبالذوق . 
فالدليل لما يقتضيه النظر العقلي ؛ وأما الذوق فللظهور بالصورة وقبول الخلافة، حتی کان میراث ذلك من الحي الذي لا يموت إلى الحي الذي لا يموت وقوله : لا يغرنك وحدانية خاصيتك فإنها دليل على توحيد الفعل. 
أي لا فاعل إلا هو، فهذا توحيد الفعل . فالممكن لا يمكن معرفة موجده إلا بنسبة الفعل والإيجاد . فاعلم ترشد. والسلام».
 

55 - شرح تجلي لا يعلم التوحيد 

317 - (یا طالب معرفة توحید ذات خالقه) لا تطلب ما لا يحصل للسوی منه شمة، ولا يتأتی بدلیل ولا بذوق لمستدل وذائق.
توحيد إياه توحيده    ….   ونعت من ينعته لاحد 
( كيف لك بذلك وأنت في المرتبة الثانية من الوجود). وهو تعالی من حيث توحيده الذاتي أول لا يطلب الثاني . 
فليس للثاني وصول إلى أول لا يطلبه. فأنی له بذوق توحيده الذاتي .
(وأني للاثنين بمعرفة الواحد بوجودها) أي في وجود المرتبة الثانية . 
والأحدية الذاتية الدائمة لا تطلب الزائد عليها . والتوحيد الحاصل من الثاني ، زائد على الأول . ( وإن عدمت) عن وجودك بمحو رسومك. (فيبقى الواحد يعرف نفسه) في نفسه .
 
318 - ( كيف لك بمعرفة التوحيد ) الذاتي ( وأنت ما صدرت عن الواحد من حيث وحدانيته وإنما صدرت عنه من حيث نسبة ما ومن كان أصل وجوده على هذا النحو من حيث هو ومن حيث موجده فأن له بذوق التوحيد ) الذاتي وأما توحيد الألوهية فقد يتوصل إليه بالعقل ودلائله النظرية ، وبالذوق أيضا. 
فإن الذائق من حيث كونه على الصورة له رتبة الخلافة وهي إنما ترجع إلى المرتبة الإلهية لا إلى الذات . 
ثم قال :
 
319 - (ولا يغرنك وحدانية خاصيتك) التي تميزك بوحدتها عن غيرك (فإنها) مفعولة الفاعل ، مستقل في الإيجاد فهي (دليل على توحيد الفعل) حتى تعلم أن لا فاعل إلا الله فليس لك أن تعرف موجدك إلا بنسبة الفعل والإيجاد .
( جل معنى التوحيد عن أن يعرفه غيره ) أي غير الحق. (فما لنا سوى التجريد) أي الانخلاع بالكلية عن شهود السوی . (وهو المعبر عنه عند أهل الطريقة بالتوحيد) وهذا القدر هو الذي لنا منه . 

ثم قال : ( وفي هذا التجلي رأيت النفري) صاحب المواقف بمناسبة مقامية موافقا فيما أسسته . والله يقول الحق ويهدي السبيل.
.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد مايو 10, 2020 7:14 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 51 - 60 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: 56 - شرح تجلي ثقل التوحيد .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين    كتاب التجليات الإلهية من 51 - 60 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Emptyالخميس مايو 07, 2020 10:58 am

56 - شرح تجلي ثقل التوحيد .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين 

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي  

شرح التجلي 56 على مدونة عبدالله المسافر بالله  

56 - شرح تجلي ثقل التوحيد    
 56  - متن تجلي ثقل التوحيد :-
الموحد من جميع الوجوه لا يصح أن يكون خليفة .
فإن الخليفة مأمور بحمل أثقال المملكة كلها والتوحيد يفرده إليه ولا يترك فيه متسعاً لغيره .
قلت للشبلي في هذا التجلي : " يا شبلي التوحيد يجمع والخلافة تفرق فالموحد لا يكون خليفة مع حضوره في توحيده " .
فقال لي : " هو المذهب فأي القائمين أتم ؟ " .
فقلت : " الخلفة مضطر في الخلافة والتوحيد الأصل " .
قال لي : " وهل لذلك علامة " .
قلت : " نعم " .
فقال لي : " وما هي " ؟ .
قلت له : " قُل (يعني: قل أنت) ..فقد قلت يعني قلت أنا في سكوتي ما يغنيك عن الجواب "
فقال الشبلي: " أن لا يعلم شيئاً ولا يريد شيئاً ولا يقدر على شيء حتى لو سئل عن التفرقة بين يده ورجله لم يدر .
ولو سئل عن أكله وهو يأكل لم يدر أنه أكل .
وحتى لو أراد أن يرفع لقمة لقمة لم يستطع . ذلك لوهنه وعدم قدرته " .
فقبلتهُ وانصرفت .
** فكأنه قدس الله سره الشريف قد زعم في سكوته أن التوحيد لا يقابله إلا العدم . المشار إليه بالسكوت . .
 

56 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل : 
ومن تجلي ثقل التوحيد وهذا نصه : الموحد من جميع الوجوه ... فقبلته وانصرفت .
قال جامعه سمعت شيخنا يقول في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه قال تعالى : وإنا سنلقي لك ولا ثقيلا ومن وجوه معاني ذلك أن يؤمر بالتوحيد من كونه لا ينال حقيقة . 
فلا يبقى الطلب إلا للتوحيد الذي يصح أن يدرك وينال ، وهو توحيد الألوهية . 
وفيه تتنوع عليه الأشياء وإذا تنوعت عليه المطالب تکثرت وثقلت عليه لكونها تخالف مقصوده الذي هو التوحيد والموحد من جميع الوجوه لا يصح أن يكون خليفة، لأن المستخلفين يطلبونه بوجوه كثيرة وأحكام متعددة . 
فكثرة النسب من شرط الخلافة وهي تنافي الوحدانية وتوحيد الألوهية بهذه النسبة «هو». فالألوهية لا ثاني لها من جنسها ومع هذا فلها نسب وأحكام. فتحقق. 
وأما سکوت شيخنا رضي الله تعالی عنه عن الشبلي عند سؤاله إياه ،
وقول الشيخ له : قل ، فقد قلت أراد شيخنا به قول الحقایق : وهو لسان السكوت في موطن السكوت فيكون السكوت في موطنه عين الجواب . 
أي ما يقابل التوحيد إلا العدم الذي توجهت الإشارة إليه بالسكوت .
فأخذ الشبلي يعبر عن إشارة الشيخ إليه في سكتته ، عندما تحقق بلسان الإشارات . 
فرضي له الشيخ بالتحقق في ذلك المقام وقبله فيه . والله يقول الحق ".


56 - شرح تجلي ثقل التوحيد

320 -  ثقل التوحيد إذا نزل بالقلب . من أعباء "انا سنلقي عليك قولا ثقيلا" [المزمل: 5].
تداعت له الجوارح والجوانح  وانطمست ، دون مطلبه الأحمی ، شیوع المطالب الجمة .
ولذلك (الموحد من جميع الوجوه لا يصح أن يكون خليفة ) لأنه مأخوذ . ما يقطع. ۔۔ نسب الغير مطلقا ، فضلا عن أثقالهم.
( والخليفة مأمور بحمل أثقال المملكة كلها )، بل من شرط الخلافة ، اعتبار نسب المستخافين ووجوه مطالبهم . وذلا ينافي حكم التوحيد، القاطع بملكته نسب السوى ، ولذلك قال : ( والتوحيد يفردها اليه ولا يترك فيه متسعة لغيره ) ، حتى أن يرفع عن ذات الخليفة ما يشعر بالغيرية . ولن تطلب الالهية لها ، من حيث توحيدها ، ثانيا من جنسها .
 
321 -  ( وقلت للشبلي ، في هذا التجلي : يا شبلي ، التوحيد يجمع والخلافة تفرق ؛ فالموحد لا يكون خليفة مع حضوره في توحيده ) .
فان الخليفة ينبع النسب والاضافة ، القاضية بالتعدد والكثرة ، والموحد يسقطها عن ذات ، لا يسع معها غيرها .
( فقال : هو المذهب ) الحق . ثم قال : ( فأي المقامين أتم ؟ - فقلت : الخليفة مضطر في الخلافة ) ، فانه مأمور باثبات ما من شأنه ان لا يثبت ؛ « والتوحيد » هو «الأصل » الثابت في نفسيه . فلا يفتقرالى مثبت 
 
322 - « فقال : هل لذلك علامة ؟ - قلت : نعم؟ - فقال لي : " وما هي ؟ 
قلت له : "قل انت" ! " فقد قلته " أنا في سكوتي ما يغنيك عن الجواب . 
فكأنه قدس سره ! ، زعم في سكوته أن التوحيد لا يقابله إلا العدم . المشار إليه بالسكوت .
( فقال ) الشبلي : إن علامته (ان لا يعلم) المتحقق بالتوحيد ( شيئا ولا يريد شيئا ولا يقدر على شيء .. حتى لو سئل عن التفرقة بين يده ورجله لم يدر . ولو سئل عن أكله ، وهو يأكل ، لم يدر أنه أكل . 
وحتى لو اراد ان يرفع لقمة لقمة لم يستطع ذلك لوهنه وعدم قدرته ) 
فان ثقل التوحيد محمد عليه الامكان والقوى بالكلية . 
ثم قال : ( فقبلته وانصرفت ) فتقبيله . من أمارات رضائه واعترافه باصابته .
.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد مايو 10, 2020 7:15 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 51 - 60 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: 57 – شرح تجلي العلة .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين    كتاب التجليات الإلهية من 51 - 60 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Emptyالخميس مايو 07, 2020 11:10 am

57 – شرح تجلي العلة .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين 

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي  

شرح التجلي 57 على مدونة عبدالله المسافر بالله  

57 – شرح تجلي العلة
57 – متن تجلي العلة :-
رأيت الحلاج في هذا التجلي .
فقلت له يا حلاج : هل تصح عندك علية ؟ وأشرتُ .
فتبسم وقال لي : تريد قول القائل : يا علة العلل ويا قديما لم تزل ؟ .
قلت له : نعم .
قال لي : هذه قولة جاهل !!!
اعلم أن الله يخلق العلل وليس بعلة .
كيف يقبل العلة من كان ولا شيء ؟؟ ! . و أوجد لا من شيء وهو الآن كما كان ولا شيء ؟؟ ! جل وتعالى .
لو كان علة لارتبط ولو ارتبط لم يصح له الكمال تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً .
قلت له : هكذا أعرفه .
قال لي : هكذا فينبغي أن يُعرف فاثبت .
قلت له : لم تركت بيتك يخرب ؟ .
فتبسم وقال : لما استطالت عليه أيدي الأكوان حين أخليته فأفنيت ثم أفنيت ثم أفنيت وخلّفت هارون في قومي فاستضعفوه لغيبتي فأجمعوا على تخريبه فلما هدّوا من قواعده ما هدّوا رددت إليه بعد الفناء فاشرقت عليه وقد خلت به المثلات فأنفت نفسي أن أُعمر بيتاً تحكمت فيه يد الأكوان فقبضت قبضي عنه فقيل مات الحلاج !!! والحلاج ما مات .
ولكن البيت خرب والساكن ارتحل .
فقلت له : عندي ما تكون به مدحوض الحجة .
فأطرق وقال : " وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ " [يوسف : 76] .
لا تتعرض .
فالحق بيدك وذلك غاية وسعي . فتركته وانصرفت .
 
57 -  املاء ابن سود كين على هذا الفصل :
 « ومن شرح تجلي العلة . وهو ما هذا نصه. و رايت الحلاج في هذا التجلي وذلك غاية وسعی. فتركته وانصرفت .
 قال جامعه : سمعت شيخي يقول في اثناء [الأصل : اثا] شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه . انه لما اجيت بالحلاج - رحمه الله ! - في هذا التجلي وسألته عن العلية ، هل تعح عنده ام لا ؟ 
فقال : هو قولة جاهل ، يعني ارسطو. ثم نزه نزها حسنا . 
فقلت ، عند سماعي تنزهه : هكذا اعرفه . 
فقال : هكذا ينبغي أن يعرف ، فاثبت ! - 
قال الشيخ : وينبغي للمتناظرين، اذا ادعى أحدهما القوة في أمر ما، ان يدخل عليه الآخر في ذلك المقام بنسبة لا يعلمها ، فيفضحه في دعواه من نفسه وبریح (نفسه) حينئذ مؤنة التعب . 
ولما قال الحلاج للشيخ ۔ سلام الله عليه : "اثبت !" ولم يكن مقامه يقتضي له هذا القول الشيخ ، قال له (ابن عربي)؛ «لم تركت بيتك يخرب؟» - فتبسم عند سماعه اشارة الشيخ . واجاب بما لا يطابق مقصود الشيخ واشارته . 
فقال له الشيخ حينئذ، لما كفاه مؤنة نفسه بجوابه : عندي ما تكونبه مدحوض الحجة . ففهم حينئذ الإشارة ، وعرف ما كان حمل منه : "فاطرق ! ". هكذا أعرفه . 
فقال : هكذا ينبغي أن يعرف ، فائبت . 
قال الشيخ : وينبغي للمتناظرين إذا ادعى أحدهما القوة في أمر ما، أن يدخل عليه الآخر في ذلك المقام بنسبة لا يعلمها فيفضحه في دعواه من نفسه ويريح نفسه حينئذ مؤنة التعب .
 ولما قال الحلاج للشيخ سلام الله عليه : اثبت ، ولم يكن مقامه يقتضي له هذا القول للشيخ . قال له ابن عربي : لم ترکت بيتك يخرب فتبسم عند سماعه إشارة الشيخ . 
وأجاب بما لا يطابق مقصود الشيخ وإشارته . فقال له الشيخ حينئذ لما كفاه مؤنة نفسه بجوابه : عندي ما تكون به مدحوض الحجة . 
ففهم حينئذ الإشارة وعرف ما كان حصل منه ، فأطرق ".


57 – شرح تجلي العلة


323 -  ( رأيت الحلاج في هذا التجلي ) القاضي بتحقيق كونه - تعالى ! هل هو علة تستلزم وجود العالم في الأزل وقدمه أو ليس بعلة؟
(فقلت له : يا حلاج ، هل تصح اعندك علية ؟ وأشرت --) إشارة تفهمه أني لم أقل بها . -
( فتبسم ! ) تبسما يفهمني انه لم يقل بها . 
( وقال لي : تريد بقول القائل : ( با علة العلل ، ويا قديما لم يزل - قلت له : نعم ! - قال : هذه قولة جاهل ! ) – یعنی من أسس قاعدة الفلسفة . 
ثم قال : ( اعلم أن الله يخلق العلل ) المستلزمة لوجود معلولاتها ، (وليس بعلة) لشيء أبدا . (كيف يقبل العلة من كان) في الأزل ولاشيء معه . 
(وأوجد ) العالم (لا من شيء وهو الآن كما كان:ولا شيء) فإن العالم نظرا إلى نفسه ، باق على عدميته لم يشم رائحة من الوجود . 
(جل وتعالى لو كان علة لارتبط) بمعلوله (ولو ارتبط لم يصح له الكمال) إذ الارتباط يشعر بالافتقار. فارتباطه تعالى بالمعلول إن كان من مقتضى ذاته فيكون عن إيجاب لا عن اختيار (تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا) بل إنه تعالی شاء في الأزل أن يخلق الخلق ، فخلق في الأبد كما شاء في الأزل منة على ما أوجده من غير أن يجب عليه إيجاده . 
( قلت له هكذا أعرفه قال لي هكذا ينبغي أن يعرف فاثبت ) على ما عرفت.
 
324 -  فلما شهد ذوق الحلاج بتجرید الحق عن الحقائق والأحوال مطلقا حكم في شهوده أنه الغاية القصوى في مواطن الكمالات الإنسانية فأعطاه مقامه علما صحيحا في منع علية ذات الحق والارتباط بينها وبين الذوات . 
ولم يشهد له ذوقه بتحقيق الارتباط بين أسمائه تعالی والأعيان الخلقية من حيثية توقف ظهور الأسماء على وجود الأعيان. 
ووجود الأعيان على ظهور الأسماء. 
فشاهد الحلاج عند تخاطبه في عالم النور، أن مقتضی مقام الشيخ تحقيق هذا الارتباط الأسمائي الناشئ من مشاهدة الحق والحقائق ، والوحدة والكثرة معا بلا مزاحمة. 
فأعطاه طیش غلبة الحال التي ذهبت بها من هذا العالم أن يقول له : فاثبت . زاعما بأن هذا التحقيق ناشئ من مشهد الفرق الأول، حيث لم يكن له قدم وذوق في مشهد الفرق الثاني . 
وهو مشهد التلوين بعد التمكين حتى يشهد له ذوقه بجمع الحق والحقائق وظهورهما بلا مزاحمة. ثم يثبت ارتباط الأسماء بالأعيان الكونية . 
ولهذا طلب الثبات من الشيخ على القدر الذي شهد به ذوقه وحاله مشعرا بأن هذا القدر هو المنتهی . 
«وليس وراء عبادان قرية» ولم يحكم ذوقه بأن وراء عبادان بحرا زاخرا ينبغي فيه الغوص إلى لا غاية . فلما استشعر الشيخ بما لديه، سأل منه مسألة ينتهي التحقيق فيها إلى إفحامه وإعلامه بأن مقامه دون الغاية المطلوبة في الكمال .
ولذلك قال قدس سره :


325 - (قلت له : لم تركت بيتك يخرب ؟) ولا جنحت إلى سلم يحفظه عن الخراب ( فتبسم) مستشعرة بإصابة سهمي الغرض (وقال) متمسكا بما يقتضيه مقامه حالتئذ (لما استطالت عليه أيدي الأكوان ) بالمنع والتحجير واستتباعهم إياه في طرق تقليدهم ( حين أخليته ) بحکم الانسلاخ القاضي بخلاص لطيفتي من شرك التقييد إلى فضاء الإطلاق (فأفنيت) أي صرت فانية عن كل ما تراءى لي في المشاهد النفسية من الرسوم الظاهرة. 


( ثم أفنيت ) عن كل ما تراءى لي في المشاهد الروحية من الرسوم الباطنة (ثم أفنيت) عن كل ما تراءى لي في المشاهد القلبية من الرسوم الجامعة الكونية . فوجدت إذ ذاك البيت مفتقرة إلى التدبير، وقد حكم المقام على لطيفتي بالسراح والانطلاق ( وخلفت هارون ) أي الهيئة الروحانية المتولدة في البيت من إشراق المرتحل عنه بحكم الانسلاخ لتدبر فيه على سنن ما يعطيه حال المرتحل عنه في إشرافه عليه ( في قومي ) من الجوارح والجوانح والقوى البادية والحاضرة ، ( فاستضعفوه لغيبتي ) عن البيت . 
وقد انغمروا في لذات الأحوال القاضية برفع التحجير (فأجمعوا على تخريبه) بإبراز نتائج الأحوال بلسان الشطح ( فلما هدوا من قواعده ) القاضية بالتزام التحجير، (ما هدوا ، رددت إليه ) من حال الانسلاخ ( بعد الفناء ) أي بعد فنائي في المشاهد الثلاث المذكورة ( فأشرفت عليه ) بصحوى المفيق . 
(وقد حلت به المثلات) بما هدوا فيه (فأنفت نفسي أن أعمر بيتا تحكمت فيه يد الأكوان) من القوى الباطنة والظاهرة العائدة تحت سورة الحال إلى إطلاقها الطبيعي ، النابية في سراحها عن التزام التحجير. 
( فقبضت قبضتي عنه ) وهي التي تركها فيه للتدبير حالة غيبته عنه . ( فقيل مات الحلاج ، والحلاج ما مات ، ولكن البيت خرب والساكن ارتحل ).
 
326 - قال قدس سره : لما سمعت منه هذا المقال (فقلت له : عندي ما تكون به مدحوض الحجة) ولعله قدس سره كان يقول له : إن تدبير المخلف عنك في البيت إنما كان على قدر ما أعطاه حالك في مرتقاك . 
والخلل إنما تطرق عليك بما حكم عليك شهودك بعدم الارتباط بين الحق والخلق مطلقا، حيث جردت الحق عن الحقائق، ولم تنظر إلى الارتباط بين الشؤون الذاتية في الأصل . 
فإن ظهور المفاتيح الأول الكامنة في غيب الأحدية الذاتية بحكم الاشتمال تفصيلا من الحضرة الإلهية الأسمائية إنما هو مرتبط بوجود الأعيان الكونية التفصيل . 
ووجود الأعيان مرتبط بظهور المفاتيح في الحضرة الإلهية على التفصيل . 
فلو سرحت في هذا المشهد حققت شهودا أن مشاعرك هي مواقع نجوم الأسماء ، بل هي الأسماء المشخصة المفصلة في أعيانها، وعرفت أن لا ظهور لها ولأحكامها التفصيلية إلا بتلك المواقع. 
وحکمت بالجمع بين الحق والحقائق . ولا أطلقت مطلقا ولا قيدت مطلقة . 
بل قلت : بالإطلاق في التفييد وبالتقييد في الإطلاق. فأخذت بتدبير يحفظ عليك بيتك ، ولا أنفت عنه . 
ثم أعطيت فيه حق العبودية كما ينبغي ، وحق الألوهية كما ينبغي . وجمعت عليك تجلي بحر التوحيد مالك وجمعت عليه ماله .
 
ولا زاحمت الربوبية بقولك : أنا . فكنت من الفائزين ، باغيا غايات الكمال. ولذلك لما استشعر الحلاج بوقوع هذا التعرض أنصف في نفسه ( فأطرق وقال : وفوق كل ذي علم عليم . لا تعترض فالحق بيدك وذلك غاية وسعي ) وحق استعدادي (فتركته ) في المسارح البرزخية (وانصرفت) إلى العوالم الحسية.
 
.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد مايو 10, 2020 7:19 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 51 - 60 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: 58 - شرح تجلي بحر التوحيد .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين    كتاب التجليات الإلهية من 51 - 60 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Emptyالخميس مايو 07, 2020 11:23 am

58 - شرح  تجلي بحر التوحيد .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين 

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي  

شرح التجلي 58 على مدونة عبدالله المسافر بالله
58 - شرح  تجلي بحر التوحيد 
58 – متن تجلي بحر التوحيد :
التوحيد لجة وساحل فالساحل ينقال واللجة لا تنقال .
والساحل يعلم واللجة تُذاق .
وقفت على ساحل هذه اللجة ورميت ثوبي وتوسطتها فاختلفت على الأمواج بالتقابل فمنعتني من السباحة فبقيت واقفاً بها لا بنفسي .
فرأيت الجنيد !!
فعانقته وقبلته فرحب بي وسهّل .
فقلت له : متى عهدك بك ؟
فقال لي : مذ توسطت هذه اللجة نسيتني فنسيت الأمد .
فعانقني وعانقته وغرقنا فمتنا موت الأبد فلا يرجو حياة ولا نشوراً .
 
58 - إملاء ابن سودكين على هذا الفصل :
« ومن تجلي بحر التوحيد وهو: للتوحيد لجة وساحل . فلا نرجو حياة ولا نشورا . قال جامعه سمعت شيخي وإمامي يقول في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه : ساحل التوحيد هو توحيد الدليل وهو الذي ينقال . 
وتوحيد الذات هو اللجة وهي التي لا تنقال . 
وقوله : فرميت أثوابي ، أي تجردت عن هیکلي وبقيت مع اللطيفة فتوسطت اللجة، أي طلبت الذات ، وهو توحيد العين . 
وقوله : لقيت الجنيد . أي له مشاركة في هذا المقام. وإذا كان الجنيد فيه هذا المقام فقد تجرد عن هیکله كما تجردت . 
فقلت له : متى عهدك بك أي متی تجردت عن هيكلك . 
فقال : منذ توسطت هذه اللجة نسيتني فنسيت الأمد. وذلك أن الأمد إنما يجري على الهيكل الذي هو میزان الأزمان ، فلا تعرف إلا به ، وقول الشيخ : فعانقني وعانقته وغرقنا فمتنا موتة الأبد. الموت هاهنا هو حياة الأبد. 
أي متنا عن توحيد الدليل فلا يجيء منا خلق ، فمحال أن نرجع إلى توحيد الدليل . فلهذا قلنا لا نرجو حياة ولا نشورا . فتحقق ".


58 - شرح  تجلي بحر التوحيد 


327 - (للتوحيد لجة وساحل). فالساحل توحيد الدليل . واللجة توحيد الذات . ولذلك قال : (فالساحل ينقال واللجة لا تنقال ، والساحل يعلم ، واللجة تذاق) فإن المذوقات تأبی أن تسع في عالم الحروف . فهذا عظم فيها اليقين انقلب ظنونا. 
ولهذا قال تعالى على لسان الصادق المصدوق : «أنا عند ظن عبدي بي ، فليظن بي خيرا». فنسب العندية إلى الظن لا إلى اليقين ، مع أن اليقين أولى بها . فلو كان هنالك اليقين لكانت نسبتها إليه.
 
328 - والعجب أن اليقين السانح من الشهود والعيان ، المتعلق بالحضرات الأقدسية النورية ، كلما اشتد ظهورها هنالك احتجبت بشدة ظهورها أشد احتجاب ، ولذلك ينقلب اليقين المتعلق بها توهما. ألا ترى أن عين الشمس مع كونها ينبوع نورها، تضرب إلى السواد . 
فهي في شدة ظهورها محتجبة بالسواد المتوهم. فكلما كبر عيانها غلظ حجابها . فاليقين في قوة عيانها توهم. مع أن المتوهم في منتهى عيانه حق اليقين .. فافهم 
فإن المذوق هنا مع كونه منقالا غير منقال ومن هذا الباب : 
كبر العيان علي حتى أنه    ……  صار اليقين من العيان توهما 
 ثم قال :
 
329 - (وقفت على ساحل هذه اللجة) فلم أذق طعم مشربها . فعلمت أن محل الذوق يأبى أن يصير منال العلم كما هو. 
فسلكت الطريق الموصل إليه (ورميت ثوبي) أي هيكلي الذي الاوصول لي معه إلى تلك اللجة . ( وتوسطتها ) بلطيفتي الذائقة طعم رحيقها المختوم . 
أطلب توحيد الذات حقا كما هو ( فاختلفت علي الأمواج بالتقابل ) من جميع الجهات ( فمنعتني من السباحة والخروج عنها ( فبقيت واقفا بها لا بنفسي ) فوجدت بحر التوحيد الذاتي في لبس الأمواج المتقابلة لا بنفسي ، وجدانا يعطي رؤية كل بعين التوحيد.
 
330 -  (فرأيت الجنيد) عند وقوفي فيها لا بنفسي ؛ (فعانقته وقبلته) معانقة تعطي حقوق القرابة المعنوية ، وتقبيلا هو أدب الوارد على الساكن في المحل (فرحب بي وسهل) موفية حق الوارد عليه (فقلت له متى عهدك بك) في تجردك عن هيكلك ، (فقال لي مذ توسطت هذه اللجة) ووقفت لا بنفسي (نسيتني فنسيت الأمد) فلا أعرف لي الآن غاية إذا انتهيت إليها أجدني فيها أو لا أعرف الأزمنة الجارية على هيكلي حيث ذهبت عني بذهابه . 
( فعانقني وعانقته ) تحقيقا للقرابة المعنوية وتأكيدا لها ( فمتنا موت الأبد ) أي استهلكت أحدية أعياننا في توحيد أحدية الذات (فلا نرجو حياة) نرجع بها إلى إحساس أعياننا ، من حيث وقوفها في تلك اللجة بنفسها (ولا نشورا) نرجع به إلى توحيد الدليل.

.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد مايو 10, 2020 7:23 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 51 - 60 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: 59 - شرح تجلي سريان التوحيد .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين    كتاب التجليات الإلهية من 51 - 60 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Emptyالخميس مايو 07, 2020 11:24 am

59 - شرح تجلي سريان التوحيد .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين 

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي  

شرح التجلي 59 على مدونة عبدالله المسافر بالله
59 - شرح تجلي سريان التوحيد
 59 – متن تجلي سريان التوحيد : 
رأيت ذا النون المصري في هذا التجلي وكان أطرف الناس .
فقلت له : يا ذا النون عجبت من قولك وقول من قال بقولك : أن الحق بخلاف ما يتصور ويتمثل ويتخيل .
ثم غشي علي . ثم أفقت وأنا أرعد ثم زفرت .
وقلت : كيف يخلي الكون عنه والكون لا يقوم إلا به .
كيف يكون عين الكون وقد كان ولا كون ؟؟ !
يا حبيبي !! يا " ذا النون " .
وقبلته وقلت : أنا الشفيق عليك لا تجعل معبودك عين ما تصورته منه ولا تحجبنك الحيرة عن الحيرة وقل ما قال فنفيَّ وأثبت : " لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ " [الشورى : 11] .
ليس هو عين ما تصور ولا يخلو ما تصور عنه .
فقال ذو النون : هذا علم فاتني وأنا حبيس والآن قد سرح عني فمن لي به وقد قبضت على ما قبضت .
فقلت يا ذا النون : ما أريدك هكذا .
مولانا وسيدنا يقول : " وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ " [الزمر : 47] .
والعلم لا يتقيد بوقت ولا مكانٍ ولا بنشأة ولا بحالة ولا بمقام .
فقال لي : جزاك الله خيراً ، قد تبين لي ما لم يكن عندي وتجلت به ذاتي وفتح لي باب الترقي بعد الموت وما كان عندي منه خبر .
فجزاك الله خيراً .

59 - إملاء ابن سودکین: 
«ومن تجلي سريان التوحيد وهو ما هذا نصه . رأيت ذا النون المصري في هذا التجلي وكان من أظرف الناس. . فجزاك الله عني خيرا. 
قال جامعه سمعت شيخي يقول في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه : 
أما سربان التوحيد فهو قوله تعالى : " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه " [الإسراء :23] . 
وذلك أنه ما عبد، حيث ما عبد في كل معبود إلا الألوهية . 
ورتب الله تكوين الأسباب عندها غيرة أن يكون جناب الألوهية مستهضما . 
ولذلك ذل الشريك لكونه واسطة إلى الإله . فبعد عن نسبة الألوهية . 
فصاحب الشريك أكثف حجابا وأكثر عذابا لأنه أخطا الطريق الخصوص بنسبة الألوهية إلى من لم يؤمر بنسبتها إليه . 
وأخطأ بإضافة الشريك الذي يقربه إلى الله زلفى . 
وقوله سلام الله عليه : رأيت ذا النون في هذا التجلي . هو كقول ذي النون وغيره : مهما تصور في قلبك وتمثل في وهمك فالله تعالی بخلاف ذلك . 
قال الشيخ : وهذا الكلام مقبول من وجه ، مردود من وجه. فرده : من كونك أنت الذي تصوره في وهمك وتضعه في تركيبك . 
وأما وجه قبوله : فهو إذا قام عندك ابتداء من غير تعمل له أو تفكير فيه ، فذلك تجل صحيح، لا يصح أن ينكر ولا يرد . 
واعلم أن جميع الأكوان على علم صحيح بالله تعالى فلا تنطق إلا عن حقيقة ، ولا يقع فيها من مظاهر الحق ، فلا يصح أن يخلو عنه كون أصلا لأنه متی أخليت عنه الكون فقد حددته .
ولا يصح أن يكون الحق تعالی عين الكون . فإنه تعالى قبل الكون ، كان ولا كون.
فإذا عرفته سبحانه من هذين الوجهين ، فهي معرفة الإطلاق التي لا حد فيها . 
فلا تحجبنك الحيرة من الحيرة بحيث تقول : قد حرت فيه فلا أعرفه .
بل من شرط معرفته تعالى الحيرة فيه فقل ما قال ، لما نفى وأثبت : "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير" .
ثم ذهب ذو النون المصري إلى أن الترقي منقطع بعد الموت . 
وذلك إنما هو الترقي في درجات الجنة خاصة ، وأما الترقي في المعاني فدايم أبدا. فتعظیم جناب الحق دايم أبدا . 
وهي عبادة ذاتية عن تجل لا ينقطع ولا ينقطع مزيدها. 
وأما هذه العبادة التكليفية فهي الني تسقط بسقوط التكليف. 
فانظر إلى كل عبادة تنسب إلى ذلك فتميزها . وانظر إلى كل علم ذاتي فميره . والله يقول الحق .


59 - شرح تجلي سريان التوحيد
 
331 - سری توحيد الألوهية على مقتضى : "وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه" فيما عبد في كل معبود . 
فلم يعبد فيه « المعبود أي معبود » إلا الألوهية التي هي حق الإله . 
فلا خطا في عبادة الألوهية بل الخطأ في نسبة الألوهية إلى ما ليست بحقه.
 
332 - قال قدس سره : (رأيت ذا النون المصري في هذا التجلي و كان من أطرف الناس. فقلت له: يا ذا النون، عجبت من قولك، و قول من قال بقولك: إن الحق بخلاف ما يتصور ويتمثل ويتخيل)
وكيف يخلو من الحق کون ولا وجود له إلا بظهوره فيه . فالقائل بالتخلية قائل بالتحديد . 
فمن قال : إنه تعالی بخلاف ما يتصور فإنما قال به نظرا إلى حقيقته حقائق تجلياته وإلى جهة تنزيهها مطلقا. وأما من حيث ظهوره، فهو مع كل شيء بصورة ذلك الشيء. 
فالشيء بدونه لم يشم رائحة من الوجود . فعلى هذا إنما يقال : إن الحق إنما هو بحسب التصور والتخيل ونحوهما.
 
333 - وقال قدس سره : ( ثم غشي علي ) بشهود عظمة التجلي (ثم أفقت وأنا أرعد) بما أثمرت مقارنة القديم بالحادث من غير حجاب ( ثم زفرت ) عند شهودي ظهور الحق في الحقائق ووجودها به . 
( وقلت كيف يخلى الكون عنه ، والكون لا يقوم إلا به ) ومع هذا لا يصح أن يكون عين الكون ، ( كيف يكون عين الكون وقد كان ولا كون ) ثم قلت ( يا حبيبي یا ذا النون ، وقبلته وقلت أنا الشفيق عليك ، لا تجعل معبودك عين ما تصورته منه ولا تحجبنك الحيرة ) في التنزيه المطلق ( عن الحيرة ) في وجوه التشبيه ( فقل ما قال ) الحق في الجمع بين الحكمين (فنفى وأثبت) حيث قال : " ليس كمثله شئ وهو السميع البصير "[الشورى : 11] .
فأدرج التشبيه في نص التنزيه ، بالكاف ، وأدرج التنزيه في نص التشبيه بتقديم ضمير الفصل «هو» المفيد للحصر. 
فعلم أن ( ليس هو عين ما تصور ، ولا يخلو ما تصور عنه )
 
334 - (فقال ذا النون : هذا علم فاتني وأنا حبيس) البرازخ التي ليس فيها مقام الكثيب "موطن الرؤية في الجنة" .
( والآن قد سرح عني ) ما كان قابلا للاستفادة ( فمن لي به ) استفادة وإفادة .
وقد قبضت على ما قبضت ولا أعرف وجه الترقي بعد الموت .
(فقلت : يا ذا النون ، ما أريدك هكذا) أن تكون على قطع الرجاء وعدم الإشراف على موارد البغية . 
(مولانا وسيدنا يقول) عن الله تعالى :" وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون " [الزمر/47] . 
فالترقي من حيث التجليات المختصة بالعبادة التكليفية ، ساقط بسقوط التكليف وما يختص من ذلك والترقي الذي يختص بالتجليات المختصة بالعبادة الذاتية التي لا تتوقف على الأمر. فدائم. 
وهكذا الترقيات المتجددة بتجدد العلم والشهود في المواقف الآجلة والمواطن الجنانية. 
ولذلك قال قدس سره : 
( والعلم لا يتقيد بوقت ولا بمكان ولا بنشأة ولا بحالة ولا بمقام فقال لي) : يعني ذا النون 
(جزاك الله خيرا قد أبين لي ما لم يكن عندي وتجلت به ذابي وفتح لي باب الترقي بعد الموت، وما كان عندي منه خبر فجزاك الله عني خيرا).
 
.


عدل سابقا من قبل عبدالله المسافر في الأحد مايو 10, 2020 7:23 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

كتاب التجليات الإلهية من 51 - 60 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Empty
مُساهمةموضوع: 60 - شرح تجلي جمع التوحيد .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين    كتاب التجليات الإلهية من 51 - 60 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين  Emptyالخميس مايو 07, 2020 11:24 am

60 - شرح تجلي جمع التوحيد .كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي شرح بن سودكين 

كتاب التجليات الإلهية الشيخ الأكبر والنور الأبهر سيدى الإمام محيي الدين ابن العربي الحاتمي الطائي الأندلسي  

شرح التجلي 60 على مدونة عبدالله المسافر بالله
60 - شرح تجلي جمع التوحيد
60 - متن تجلي جمع التوحيد :
جمع الأشياء به جمع عين التوحيد .
ألا ترى الأعداد هل يجمعها إلا الواحد .
فإن كنت من أهل النظر فلا تنظر في البراهين إلا في آحادها ولا تنظر فيها إلا بالواحد منك .
وإن كنت من أهل المساحات والمعبر فليكن هو بصرك كما كان نظرك !!فيعرف التوحيد بالتوحيد فلا يعرف الشيء إلا بنفسه .


60 - نص إملاء ابن سودکین : 
« ومن شرح تجلي جمع التوحيد. وهو: جمع الأشياء به عين التوحيد.. فلا يعرف الشيء إلا بنفسه . 
قال جامعه سمعت شيخي يقول في أثناء شرحه لهذا التجلي ما هذا معناه : 
أنه ما من شيء إلا والتوحيد سار فيه . فتأخذ الأشياء التي سرى فيها التوحيد فتجعلها عينا واحدة والمظاهر مختلفة. فمن المناظر قربت عندك أدلة الوحدانية. 
فهذا معنى جمع التوحيد. وإلا فالتوحيد من حيث هو لا جمع ولا تفرقة . 
ثم ردك الأشياء إلى الله تعالى لما دلت عليه الأشياء هو جمعك على الحق في التوحيد. 
ثم اعلم أنه إنما يعرف الشيء بنفسه لا بغيره . ومتی وصف لك أمر ما فإنه تقوم صفته في نفسك ، فتتعلق معرفتك على الوصف الذي قام في محلك. 
فمعرفة الشيء لا تكون إلا بنفسه . وتعريف الشيء خاصة هو الذي يكون بالغير، لأن التعريف هو الوصف ، فالمعرفة هي معرفة الموصوف. 
وانظر إلى الأعداد فإنه ما يقيمها إلا الواحد ولا يفنيها إلا الواحد. وكذلك البراهين . 
فإنك ما تنظر إلى المقدمات إلا بالمفردات التي هي آحادها، فتنظر مقدماتها بأفرادها وأفرادها غير مكتسبة لأنها تعرف بأنفسها وتتصور فقط . 
وإن كنت من أهل السياحات والنظر فليكن هاهنا بصرك كما كنت في تلك الحالة تراه بفكرك ، فلا يخلو عنه شيء أبدا لا من حيث الفكر ولا من حيث البصر ولا غير ذلك. 
فأهل العقل قالوا: لا داخل الكون ولا خارجه وقال بعض أهل الحقایق : هو عين الوجود . 
وقال آخرون : هو السميع البصير من كل شيء . والله يقول الحق ».


60 - شرح تجلي جمع التوحيد
 
335 - (جمع الأشياء به) تعالی (عين التوحيد). ولجمعها به وجوه شتی منها : أن تكون الأشياء موجودة به معدومة بنفسها . ومنها أن يكون منه مبدؤها وإليه غايتها . ومنها أن حقائقها
بنسبة الأحذية الذاتية ، هي مفاتح الغيب المندمجة بحكم اشتمال الكل على الكل في أحدية الجمع والوجود، وبنسبة الواحدية هي الأسماء التي لا مغايرة بينها وبين المسمی بها من وجه. 
بنسبة الأحدية الذاتية ، هي مفاتح الغيب المندمجة بحكم اشتمال الكل على الكل في أحدية الجمع والوجود، وبنسبة الواحدية هي الأسماء التي لا مغايرة بينها وبين المسمی بها من وجه. 
ومنها جمعها بالوجود المفاض الوحداني عليها وقبولها إياه ، باستعداداتها الكلية الغير الوجودية ، أولا ومنها جمعها به من حيث ظهوره بمظهرية الأجناس والأنواع والمواطن والنشآت ونحوها. 
ثم قال : (ألا ترى الأعداد هل يجمعها إلا الواحد) فالواحد من حيث كونه مصدر الأعداد ، يقيمها، من حيث كونه مرجعها يفنيها . فإن الواحد إذا ظهر فيها باسمه وحقيقته تنعدم الأعداد.
 
336 - (فإن كنت من أهل النظر في الأشياء بفكرك الذي هو واحد منك (فلا تنظر في البراهين ) المتألفة من الأقيسة ( إلا بأحادها ) أي بأجزاء مقدماتها التي هي التصورات المفردة . 
فكأنه قدس سره أراد أن البراهين إنما تجمعها آحاد أجزائها ، كما أن الواحد يجمع الأعداد . 
وإن كان حكم التمثيل فيها خفية . ثم قال : (ولا تنظر فيها) أي في البراهين عند نظرك واستدلالك ، إلا بالواحد منك) وهو فكرك ليجمع لك كثرة البراهين على آحادها. 
 
337 - ( وإن كنت من أهل السياجات والعبر ) وهم المخاطبون بقوله تعالى : " فسيروا في الأرض فانظروا " [آل عمران : 137].
(فليكن هو بصرك) على مقتضی : «کنت له سمعا وبصرا» ؛ حتى يجمع لك بصرك الذي هو الواحد منك، ما في محال اعتبارك ومواقعه، وإن اختلفت حقائقه وأعيانه (كما كان) هو (نظرك) أي فكرك الذي جمع لك كثرة البراهين والدلائل على آحاد أجزائها.
 

338 - ( فيكون التوحيد يعرف بالتوحيد ). كما تعرف أحدية الحق بأحدية كل شيء ( فلا يعرف الشيء ) على حقيقته ( إلا بنفسه ). لا بصورة زائدة عليها . فالمعرفة هي الإحاطة بعين الشيء، والعلم إدراك الشيء بصورة زائدة مثلية في ذات المدرك. ألا ترى أن كل عدد من الأعداد إذا ضرب في نفسه أعطى جميع ما في ذاته . فافهم.
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كتاب التجليات الإلهية من 51 - 60 الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي رضي الله مع تعليقات وشرح ابن سودكين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة الملفات الخاصة ::  الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي-
انتقل الى: