منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 سابعا شرح الأبيات من 160 إلى 185 التجلي في الجمال الإلهي والجمال الكوني .شرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

سابعا شرح الأبيات من 160 إلى 185 التجلي في الجمال الإلهي والجمال الكوني .شرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية Empty
مُساهمةموضوع: سابعا شرح الأبيات من 160 إلى 185 التجلي في الجمال الإلهي والجمال الكوني .شرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية   سابعا شرح الأبيات من 160 إلى 185 التجلي في الجمال الإلهي والجمال الكوني .شرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية Emptyالخميس مايو 14, 2020 2:03 pm

سابعا شرح الأبيات من 160 إلى 185 التجلي في الجمال الإلهي والجمال الكوني .شرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية

كتاب إبداع الكتابة وكتابة الإبداع عين على العينية العارف بالله عبد الكريم الجيلي شرح معاصر للقصيدة العينية د. سعاد الحكيم  

شرح الأبيات 160 إلى 185 على مدونة عبدالله المسافر بالله
سابعا شرح الأبيات من 160 إلى 185 نظرية الجيلي في الجمال الإلهي والجمال الكوني 
(160) تجلّيت في الأشياء حين خلقتها   ..... فها هي ميطت عنك فيها البراقع
(161) قطعت الورى من ذات نفسك قطعة   ..... ولم تك موصولا ولا فصل قاطع
(162) ولكنّما أحكام رتبتك اقتضت   ..... ألوهيّة ، للضّدّ فيها التّجامع
(163) فأنت الورا  حقّا ، وأنت أمامنا .....   وإنّك ما يعلو وما هو واضع
(164) وما الخلق في التّمثال إلا كثلجة   ..... وأنت بها الماء الذي هو نابع
(165) فما الثلج في تحقيقنا غير مائه   ..... وغيران في حكم دعته الشّرائع
(166) ولكن بذوب الثلج يرفع حكمه   ..... ويوضع حكم الماء والأمر واقع
(167) تجمّعت الأضداد في واحد البها   ..... وفيه تلاشت ، فهو عنهنّ ساطع
(168) فكلّ “بهاء في ملاحة صورة   ..... على كلّ قدّ ، شابه الغصن ، يانع
(169) وكلّ اسوداد في تصافيف طرّة   ..... وكلّ احمرار في الطّلائع ناصع
(170) وكلّ كحيل الطّرف يقتل صبّه   ..... بماض كسيف الهند ، حالا مضارع
(171) وكلّ اسمرار في القوائم كالقنا “     ..... عليه من الشّعر الرّسيل شرائع
(172) وكلّ  مليح بالملاحة  قد زها .....   وكلّ جميل بالمحاسن  بارع
(173) وكلّ لطيف جلّ أو دقّ حسنه   ..... وكلّ جليل وهو باللطف صادع
(174) محاسن من أنشا ، لذلك كلّه   ..... فوحّد ولا تشرك به ، فهو واسع
(175) وإيّاك لا تلفظ بغيريّة البها   ..... فما ثمّ غير وهو بالحسن بادع
(173) وكلّ قبيح إن نسبت لحسنه   ..... أتتك معاني الحسن فيه تسارع
(177) ولا تحسبنّ الحسن ينسب وحده ،   ..... إليه البها والقبح بالذّات راجع
(178) يكمّل نقصان القبيح جماله   ..... فما ثمّ نقصان وما “ ثمّ “ باشع
(179) ويرفع مقدار الوضيع جلاله   ..... إذا لاح فيه فهو للوضع رافع
(180) فلا تحتجب عنه لشين بصورة   ..... فخلف حجاب العين للحسن لامع
(181) وأطلق عنان الحقّ في كلّ ما ترى   ..... فتلك تجلّيّات من هو صانع
(182) فقد خلق الأرضين بالحقّ والسّما   ..... كذا جاء في القرآن إن أنت سامع
(183) وما الحقّ إلا اللّه لا شيء غيره   ..... فشمّ شذاه فهو في الخلق ضائع
(184) وشاهده حقّا فيك منك  فإنّه ..... هويّتك اللآتي بها أنت يانع
(185) وفي أينما حقّا تولّوا وجوهكم   ..... فثمّة وجه اللّه ، هل من يطالع

شرح الأبيات :-

( 160 ) تجلّيت في الأشياء حين خلقتها   ..... فها هي ميطت عنك فيها البراقع
المفردات :
ميطت : أي أميطت بمعنى كشفت . البراقع : وهنا الحجب على الحق .
المعنى :
إن الحق عزّ وجلّ تجلى في الأشياء حين خلقها ، وما ينظر الجيلي إلى شيء إلا ويبصر وجه الحق فيه ، وها هي قد كشفت حجب المظاهر عن صفحة الأشياء فظهر وجه الحق فيها .
 
( 161 ) قطعت الورى من ذات نفسك قطعة .....  ولم تك موصولا ولا فصل قاطع
المفردات :
ولم تك موصولا : أي موصولا بالخلق . ولا فصل قاطع : ولا مفصولا عن الخلق .
المعنى :
في هذا البيت يبين الجيلي طبيعة العلاقة بين الحق والخلق ؛ فالحق عزّ وجلّ نفخ في الإنسان من روحه ، فكان الإنسان من روح اللّه ، دون حلول أو اتحاد ، وفي الوقت نفسه دون فصل أو وصل .
 
( 162 ) ولكنّما أحكام رتبتك اقتضت   ..... ألوهيّة ، للضّدّ فيها التّجامع
المفردات :
رتبتك : رتبة الألوهية الجامعة للأضداد .
المعنى :
إن اللّه واحد أحد ، ولكن حيث أن رتبته تعالى اقتضت ألوهيته للأكوان ؛ فهو تعالى إله الكائنات وربها .
بكلام آخر ، هناك علاقة بين اللّه وبين مخلوقاته تظهر في ربوبيته لهم . فاللّه عزّ وجلّ وإن كان هو الواحد في صفاته والأحد في ذاته فهو أيضا الذي يجمع الأضداد في ألوهيته وربوبيته لعبيده . فالواحد الأحد في ذاته هو النافع والضار وهو الرافع الخافض وهو المعز المذل في علاقته بمخلوقاته .
 
( 163 ) فأنت الورا حقّا ، وأنت أمامنا   ..... وإنّك ما يعلو وما هو واضع
المفردات :
الورا : جهة الوراء . أمامنا : إشارة إلى جهة الأمام . وأنك ما يعلو : إشارة إلى العلو وجهة الفوق . وما هو واضع : إشارة إلى جهة التحت.
المعنى :
يخاطب الجيلي هنا ربّه قائلا : فأنت الأول وأنت الآخر وأنت الظاهر وأنت الباطن ، ويستخدم الجيلي في هذا الخطاب لغة الجهات الأربع ، فالأمام إشارة إلى اسمه تعالى الأول ، والوراء إشارة إلى اسمه تعالى الآخر ، والعلو والفوق إشارة إلى اسمه تعالى الظاهر ، والتحت إشارة إلى اسمه تعالى الباطن .
 
( 164 ) وما الخلق في التّمثال إلا كثلجة   ..... وأنت بها الماء الذي هو نابع
المفردات :
وما الخلق : وما المخلوقات . في التمثال : في المثل ، وعلى التشبيه .
المعنى :
يستخدم الجيلي صورة تشبيهية هي الثلجة وماؤها ، ليعبّر عن تصوره لنمط العلاقة بين الحق والخلق .
فيقول ، وللّه المثل الأعلى ، إن المخلوقات في التمثال هي كالثلجة ، وإن الحق تعالى هو كالماء الذي يمدّها بالوجود .
فالخلق متوهم ، ولا يوجد بمعزل عن الحق القائم به أبدا .
 
( 165 ) فما الثلج في تحقيقنا غير مائه   ..... وغيران في حكم دعته الشّرائع
المفردات :
في تحقيقنا : في التحقيق ، في الحقيقة التي تظهر عند تدقيق النظر .
غيران : مثنى غير ، أي اثنان متغايران .
المعنى :
وإن كان الثلج ليس غير مائه على التحقيق ، إلا إننا بحكم الشرع ننظر إليهما على أنهما غيران أي اثنان مختلفان .
فنقيم الحدّ مثلا ، ويجب علينا ذلك ، على كل إنسان ظهر عليه ما يوجب إقامة الحدّ في حكم الشرع .
ولا نتعلل بقولنا إنّ الثلج ليس غير مائه [ را. الجيلي .الإنسان الكامل ،1 / 34 ].
 
( 166 ) ولكن بذوب الثلج يرفع حكمه   ..... ويوضع حكم الماء والأمر واقع
المفردات :
يرفع : ينسخ ويبطل .
المعنى :
يتابع الجيلي صورة الثلجة ومائها ، فيرى أنه متى ذاب الثلج أي فني العبد ، يرفع حكم العبد ويكون البقاء للّه وحده بعد فناء خلقه  .
 
 ( 167 )تجمّعت الأضداد في واحد البها   ..... وفيه تلاشت ، فهو عنهنّ ساطع
المفردات :
البها : البهاء هو الحسن . تلاشت : ذابت الأضداد واختفت . عنهن : بدلا منهن، نيابة عنهن.
المعنى :
إن معاني الأسماء الإلهية المتقابلة تظهر في الكائنات على تضادها ، فالرافع غير الخافض، والمعز غير المذل .
ولكن هذا التضاد يزول ويتلاشى حين تتوحّد معاني هذه الأسماء بتوجهها مجتمعة للدلالة على ذات اللّه تعالى ، وهنا الرافع هو الخافض ، والمعز هو المذل ، وكل الأسماء على تضاد معانيها تتوحد في دلالتها على مسمى واحد .
والجيلي هنا ، وبعد أن شهد معاني الأضداد في الكائنات أي شهد الحق متجليا في خلقه ، يشير إلى شهوده تجمع الأضداد في واحد البها أي يشير إلى فنائه عن رؤية الخلق بشهود الواحد . وأخيرا ، يفنى عن رؤية الأسماء بشهود الأحد .
 
( 168 ) فكلّ بهاء في ملاحة صورة   ..... على كلّ قدّ ، شابه الغصن ، يانع
المفردات :
يانع : ناضج ، مكتمل .
المعنى :
يرى الجيلي أن جمال اللّه تعالى الذي هو عبارة عن أوصافه العليا وأسمائه الحسنى ، 
على نوعين :
النوع الأول معنوي ، وهو معاني الأسماء الحسنى والأوصاف العليا ، وهذا النوع اختص الحق بشهود كماله على ما هو عليه.
والنوع الثاني من الجمال الإلهي صوري ، وهو عالم المخلوقات ، من حيث أنه مجلى من مجالي الجمال الإلهي المطلق .
ولا يفرّق الجيلي في المخلوقات بين القبيح منها والمليح ، إذ لا قبح عنده في الوجود .
فكل مخلوق قبيحا كان أم جميلا على الإنسان ألا ينظر إلى هيئته ، بل ينظر إلى موجده ، وينسبه إلى المتجلي فيه ، أي إلى الجمال الإلهي المطلق . . . فالوجود بأكمله جميل لأنه مجلى للجمال الإلهي ، وصنع الجميل المتعال . [ را . الإنسان الكامل ، 1 / 53 - 54 ] .


وسيفصل الجيلي في الأبيات اللاحقة ووصولا إلى البيت رقم ( 174 ) ، صورا من الجمال المقيد في المخلوقات ، منبها إلى أنه مجرد مطلع يطلع منه إلى مشاهدة خالق هذا الجمال ، إلى الجميل الأزلي الأبدي الواحد .
وفي هذا البيت يرسم الجيلي صورة بهاء أينع في ملاحة وجه فوق قامة ممشوقة ناضجة كغصن أكتمل وأزهر .
 
( 169 ) وكلّ اسوداد في تصافيف طرّة   ..... وكلّ احمرار في الطّلائع ناصع
المفردات :
تصافيف طرة : تصافيف غرة الشعر . الطلائع : ج . طلعة ، بمعنى وجه .
المعنى :
يرسم الجيلي هنا صورة بهاء ظهر في وجه ناصع البياض أحمر ، تدلّت على جبهته خصلات من الشعر الأسود .
 
 ( 170 ) وكلّ كحيل الطّرف يقتل صبّه   ..... بماض كسيف الهند ، حالا مضارع
المفردات :
كحيل الطرف : كحيل العين . صبّه : عاشقه . بماض : بنظر فاتن حادّ قاطع .
كسيف الهند حالا مضارع : إن هذا الطرف الكحيل يضارع حاله ، أي يشبه حاله ، حال سيوف الهند المشهورة بحدتها وجودتها .
المعنى :
يرسم الجيلي هنا صورة بهاء ظهر في عيون كحلاء ، تقتل عاشقها فتنة بنظر أمضى من السيف الهندي .
 
( 171 ) وكلّ اسمرار في القوائم كالقنا   ..... عليه من الشّعر الرّسيل شرائع
المفردات :
في القوائم : ج . قائم ، أي مستقيم ، والقوائم هنا صفة للقدود ، بمعنى في قدود مستقيمة . كالقنا : كالرماح . الشعر الرسيل : الشعر المرسل.
شرائع : ج . شرعة ، والشرعة حبالة تجعل شركا يصاد به الطير.
المعنى :
يمثل الجيلي هنا بصورة جمالية ، نساء مدبرات بقدود مستقيمة كالرماح ، والشعر مرسل شباكا للناظرين .
 
( 172 ) وكلّ مليح بالملاحة قد زها   ..... وكلّ جميل بالمحاسن بارع
المعنى :
بعد أن فصّل الجيلي في الأبيات السابقة صورا من الجمال المقيد ، يجمل هنا كل مليح وجميل .
فكلّ مليح زها بملاحته ، وكل جميل برعت محاسنه أي ظهر بحسن لم يسبق إليه
 
(173) وكلّ لطيف جلّ أو دقّ حسنه   ..... وكلّ جليل وهو باللطف صادع
المفردات :
جل : عظم . دق : صغر وقلّ . صادع : ظاهر .
المعنى :
كل لطيف مهما عظم أو قلّ حسنه ، وكل جليل ظهر باللطف والحسن . . .
 
( 174 ) محاسن من أنشا ، لذلك كلّه   ..... فوحّد ولا تشرك به ، فهو واسع
المفردات :
محاسن : هو محاسن ، أي أن كل الحسن الذي عدده الجيلي في الأبيات السابقة هو محاسن . من أنشا لذلك كله : الصانع والمنشىء لهذا الحسن كله .
واسع : يتسع لكل مظاهر الحسن ، وفي ذلك إشارة إلى الوسع الإلهي .
المعنى :
يخاطب الجيلي الناظر إلى الحسن المقيد ويقول ؛ كل حسن قيّدته المظاهر السابقة هو في الحقيقة حسن المصور المبدع لهذا الحسن
فوحّد ، أيها الناظر ، ولا تشرك بحسنه ، مهما وقع نظرك على حسن مقيّد.  
 
( 175 ) وإيّاك لا تلفظ بغيريّة البها   ..... فما ثمّ غير وهو بالحسن بادع
المفردات :
وإياك : تحذير بمعنى أحذرك . بغيرية البها : أن تقول بوجود بهاء غير البهاء الإلهي . بالحسن بادع : بالحسن ظاهر .
المعنى :
يتابع خطابه للناظر ، فيقول ؛ أحذّرك من القول بوجود بهاء غير البهاء الإلهي ، لأنه ما ثمّ غير وسوى في الكون ، وهو تعالى وحده فقط الظاهر بالحسن .
 
( 176 ) وكلّ قبيح إن نسبت لحسنه   ..... أتتك معاني الحسن فيه تسارع
المفردات :
إن نسبت لحسنه : إن نسبته وأرجعته للحسن الإلهي .
المعنى :
وكل قبيح تقع عليه عيناك في الكون ، إن أرجعته ونسبته للحسن الإلهي المصوّر له ، بمعنى إن نظرت إليه لترى أنه صنعة اللّه الجميل ، رأيت معاني الحسن تتسارع فيه .
 
( 177 ) ولا تحسبنّ الحسن ينسب وحده ،   ..... إليه البها والقبح بالذّات راجع
المفردات :
ينسب وحده : أي ينسب لذاته .
المعنى :
يتابع الجيلي خطابه للناظر إلى الحسن المقيد ، فيقول ؛ لا تظن - أيها الناظر - أن الحسن ذاتي للمخلوق الجميل ، بل إلى الحق عزّ وجلّ ترجع كل صورة وتنسب سواء أكانت جميلة أم قبيحة .
 
( 178 ) يكمّل نقصان القبيح جماله   ..... فما ثمّ نقصان وما ثمّ باشع
المفردات :
جماله : الجمال الإلهي . باشع : بشع .
المعنى :
إذا نظرت إلى القبيح ونسبته إلى مبدعة ، جاء الجمال الإلهي ليكمل نقصان القبيح ، فليس في الكون نقصان وليس في الكون باشع ، قبيح.
 
 ( 179 )ويرفع مقدار الوضيع جلاله   ..... إذا لاح فيه فهو للوضع رافع
المفردات :
مقدار : قدر وقيمة . الوضيع : إشارة إلى كل من تدنى قدره لأي سبب .
إذا لاح فيه : إذا لاح الجلال الإلهي في الوضيع .
المعنى :
كما يكمل الجمال الإلهي نقصان القبيح ، كذلك يرفع الجلال الإلهي مقدار الوضيع إذا لاح فيه .
 
( 180 ) فلا تحتجب عنه لشين بصورة   ..... فخلف حجاب العين للحسن لامع
المفردات :
لشين : لعيب . حجاب العين : العين هي الحجاب على الحسن ، وليس القبح في الواقع هو الحجاب . للحسن لامع : للحسن لمعان والتماع .
المعنى :
يتابع الجيلي خطابه للناظر ، فيقول ؛ ولا يحجبك ، أيها الناظر ، القبح والعيب الذي تراه في صورة من الصور ، وتعتقد خطأ بأن العيب والقبح هما في الصورة . بل تأكد بأن الحسن يلمع في كل صورة وبأن الحجاب هو في عينك أنت . . . أزل حجاب العين تر التماع الحسن الإلهي في الصور كلها ، جميلها وقبيحها .
 
 ( 181 )  وأطلق عنان الحقّ في كلّ ما ترى   ..... فتلك تجلّيّات من هو صانع
المفردات :
وأطلق عنان الحق : لا تقيّد الحقّ بصورة ؛ والإطلاق في علم الكلام الصوفي هو ضد التقييد . تجليات : مظاهر .
المعنى :
الكلام موجّه أيضا للناظر ، يقول الجيلي : إذا أبصرت التماع الحسن الإلهي في صورة من الصور ، فإيّاك أن تقيّد الحقّ عزّ وجلّ في صورة . فالحق عزّ وجلّ له الإطلاق المطلق لا تقيّده صورة ولا مظهر ؛ وكل ما تراه من حسن في الكائنات هو تجلّيات صنعته تعالى .
 
( 182 ) فقد خلق الأرضين بالحقّ والسّما   ..... كذا جاء في القرآن إن أنت سامع
المفردات :
بالحق : إشارة إلى قوله تعالى :وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ[ الأنعام : 73 ] .
المعنى :
يتابع الجيلي مخاطبة الناظر ، يقول ؛ جاء في القرآن الكريم أنّ اللّه عزّ وجلّ خلق السماوات والأرض بالحق ، فهل أنت فاهم - أيها السامع - لهذا الخطاب الإلهي . . . .
 
( 183 ) وما الحقّ إلا اللّه لا شيء غيره   ..... فشمّ شذاه فهو في الخلق ضائع
المفردات :
شذاه : عبقه . ضائع : متضوّع .
المعنى :
يتابع الجيلي كلامه للناظر ، يقول ؛ وهل الحق المشار إليه في الآية الكريمة السابقة إلا اللّه عزّ وجلّ .
فانظر أيها الطالب حواليك ، إنك لن ترى اللّه عزّ وجلّ ولكنك ستشمّ شذاه ، أي ترى آثاره عابقة في مخلوقاته .
 
( 184 ) وشاهده حقّا فيك منك فإنّه   ..... هويّتك اللآتي بها أنت يانع
المفردات :
حقا : على التحقيق ، في الحقيقة . أنت يانع : أنت ناضج ، أي بهذه الهوية أنت قاربت كمالك الإنساني .
المعنى :
يخاطب الجيلي طالب الحق قائلا له ما معناه ؛ بعد أن تنظر في الآفاق ، انظر في نفسك - أيها الطالب للحق - لأن اللّه عزّ وجلّ يقول :سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ[ فصلت : 53 ] .
وعندما تنظر في نفسك ، سوف تتحق أن الحق عزّ وجلّ هو القيّوم الذي قامت به هويتك وارتفعت ؛ وبالحق تعالى أينعت بالكمال وزهيت بالنضج من بين أنواع الكائنات الأخرى.
 
( 185 )  وفي أينما حقّا تولّوا وجوهكم   ..... فثمّة وجه اللّه هل من يطالع
المفردات :
فثمة وجه اللّه : إشارة إلى الآية :وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ [ البقرة : 115 ].
 يطالع : ينظر ويرى .
المعنى :
أينما تولي وجهك أيها الطالب للحق فوجه اللّه عزّ وجلّ هو القاهر فوق كل المظاهر المرئية ، وهو الظاهر في كل مكان .
ولكن الجيلي هنا يتحسر ، ويتبرم أسىّ لقلة المطالعين لوجه الحق عزّ وجلّ فيقول هل من يطالع ؟ الحق عزّ وجلّ في كل مكان ، وقليل من يشهد .
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سابعا شرح الأبيات من 160 إلى 185 التجلي في الجمال الإلهي والجمال الكوني .شرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ثانيا شرح الأبيات 17 - 29 من القصيدة العينية معاناه الجيلي فى الجذب والحب الإلهي .إبداع الكتابة وكتابة الإبداع لشرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية
» أولا شرح الأبيات 01 - 16 من القصيدة العينية هوبة الجيلي .إبداع الكتابة وكتابة الإبداع في شرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية
» رابعا شرح الأبيات 70 - 112 من أسرار الشريعة . شرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية
» خامسا شرح الأبيات من 113 إلى 126 عن المقام المحمدي .شرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية
» ثالثا شرح الأبيات 30 - 69 من القصيدة العينية الجيلي يوصف أحواله في العشق .إبداع الكتابة وكتابة الإبداع لشرح قصيدة النادرات العينية فى البادرات الغيبية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة الملفات الخاصة :: الإمام عبد الكريم الجيلي -
انتقل الى: