كيف تنازع أربعة اشخاص حول العنب لأن كلا منهم كان يعرفه باسم مختلف عما يعرفه الآخر .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الثاني ترجمة وشرح د. محمد الكفافي
مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )
كيف تنازع أربعة اشخاص حول العنب على مدونة عبدالله المسافركيف تنازع أربعة اشخاص حول العنب لأن كلا منهم كان يعرفه باسم مختلف عما يعرفه الآخر .الجزء الثاني د. محمد عبد السلام الكفافي
كيف تنازع أربعة اشخاص حول العنب لأن كلا منهم كان يعرفه باسم مختلف عما يعرفه الآخر
[ بيان أصل القصة ]أعطى رجل درهما لأربعة أشخاص ، فقال أحدهم ( وكان فارسيا ) :“ سأشترى بهذا انكور “ “ 1 “ .فقال ثانيهم ، وكان عربيا : “ انى أريد عنبا ، لا أنكور ، أيها الخبيث “ .فقال ثالثهم ، وكان تركيا : “ أنا لا أريد عنبا ، بل أريد ( اوزوم “ “ 2 “ .فقال رابعهم وكان روميا : “ دعونا من هذا القول ، فنحن نريد ( استافيل “ 3 “ ) “ . 3685 - وأدى التنازع بين هؤلاء إلى العراك ذلك لأنهم كانوا غافلين عن سر الأسماء .وأخذ هؤلاء من جراء حماقتهم - يتلاكمون ، فقد كانوا مفعمين بالجهل ، خاوين من المعرفة فلو كان هناك رجل متعدد اللغات - من أصحاب السر الأعزاء - لأقر بينهم الصلح !.................................................................( 1 ) “ انكور “ كلمة فارسية ، معناها “ عنب “( 2 ) اسم العنب بالتركية .( 3 ) اسم العنب باليونانية . “ 383 “ ولكان قال لهم : “ سوف أحقق رغائبكم جميعا بهذا الدرهم الواحد ! فإنكم لو أسلمتم إلى قلوبكم ، مجردة من الحقد ، لصنع درهمكم الكثير من أجلكم . 3690 - ولأصبح درهمكم الواحد ( منفِّذا ) لأربع رغاب ! ولصار أربعة أعداء - بالاتحاد - رجلا واحدا ! ان قول كل واحد منكم يجر إلى الخصومة والفراق ! وقولي أنا يقر بينكم الوفاق ! فاسكتوا أنتم وكونوا منصتين ، حتى أكون أنا لسانكم في القول والكلام ! “ فمع أن كلامكم قد يكون وثيق التوافق ، فان أثره يكون جرثومة النزاع والفرقة ! ان الحرارة المستعارة لا تولد أثرا ، أما الحرارة الطبيعية فلها الفضل ( الحقيقي ) . 3695 فلو أنك أدفأت الخل بالنار ، فأنت حين تشربه تزداد - بدون شك - احساسا بيرودته .ذلك لأن حرارته تلك ظاهرية ( مفتلعلة ) ، وطبيعة أصله البرودة والحدة .ولو كان الدبس مثلجا - يا بنى - فإنك حين تشربه يزيد الحرارة في كبدك .وعلى هذا ، يكون رياء الشيخ خيرا من اخلاصنا ، لأنه يكون عن بصيرة ، على حين أن اخلاصنا لا بصيرة فيه ! “ 384 “ ان حديث الشيخ يؤدى إلى الوفاق ، وحديث أهل الحسد يثير الشقاق . 3700 كمثل سليمان الذي النطلق ( برسالته ) من جانب الحق - وكان يعرف منطق الطير كافة - ففي زمان عدله أنس الغزال إلى النمر ، وانصرفا عن الصراع وأصبحت الحمامة آمنة من مخالب الباز ! ولم يكن للحمل من الذئب احتراز ! لقد أصبح سليمان وسيطا بين المتعادين ، وساد الوفاق بين الطير كافة .وهاأنت ذا كالنملة ، تجرى وراء حبة . أفق ، وابحث عن سليمان ! لماذا تبقى غويا ؟ 3705 ان طالب الحبة ، تكون الحبة له شركا ، وأما طالب سليمان فيظفر بكليهما ( سليمان والحبة ) ! وأطيار النفوس - في هذا الزمن الأخير - لا يأمن أي منها سواه لحظة واحدة ! ولزماننا هذا أيضا سليمان ، وهو الذي يقر الوئام ، فلا يبقى لدنيا جور ! فاذكر قوله تعالى :” وَإنْ منْ أُمَّةٍ إلَّا خَلا فيها نَذيرٌ ““ 1 “ .( ومعنى ذلك ) أنه قال : “ ان أمتي لا تكون خالية من خليفة حق ، وصاحب همة “ ..................................................................( 1 ) فاطر ، 35 : 24 . “ 385 “ 3710 فهو الذي يجعل طيور الأرواح ، وكأنها قلب واحد ! هو الذي يجعلها - بصفائها - متحررة من الغش والأحقاد ! فتصبح ذات شفقة كأنها والدة ! ولقد قال ( الرسول ) :“ المؤمنون كنفس واحدة “ .لقد صاروا نفسا واحدة ( بفضل ) الرسول الحق ، والا ، فان كلا منهم كان عدوا مطلقا لسواه . ارتفاع الخلاف والعداوة من بين الأنصار ببركات الرسول
صلى الله عليه وسلم
القبيلتان اللتان عرفتا باسم الأوس والخزرج ، كانت كل منهما متعطشة لدماء الأخرى .وبفضل المصطفى تلاشت أحقادهم القدمية في نور الاسلام والصفاء . 3715 - ففي البداية أصبح هؤلاء الأعداء اخوانا ، مثل حبات العنب في البستان .وبنصحه إياهم ( بقوله تعالى : “ انما المؤمنون اخوة “ ، تكسرت ( هذه الوحدات المنفصلة ) فأصبحوا جسدا واحدا .ان الاخوان شبيهون بصورة حبات العنب ، وهذه حين تعتصر ، تصبح رحيقا واحدا .وهناك تضاد بين العنب الناضج والعنب الفج ، فإذا ما نضج العنب الفج صار رفيقا طيبا . “ 386 “ أما العنب الذي يبقى صلبا كالحجارة فجا فان الحق هو الذي سما كافرا أصيلا ، منذ الأزل . 3720 - فهذا ليس بأخ ، ولا هو ضمن نطاق النفس الواحدة . ان يكون في شقاوته تعسا ملحدا .فلو أنني تحدثت عما يضمره في الخفاء لثارت في الدنيا فتنة للأفهام .فمن الأفضل ألا يذكر سر ذلك الكافر الأعمى ! فخير لنا ان يكون دخان الجحيم بعيدا عن ارم “ 1 “ .ان الأعناب الفجة الطيبة هي تلك التي تكون قابلة ( للنضج ) ، فهذه هي التي تغدو - في عاقبة الأمر - قلبا واحدا ، بأنفاس أهل القلوب .انها تندفع مسرعة نحو طبيعة الأعناب الناضجة ، حتى تزول الثنائية والحقد والصراع . 3725 - ثم هي في حال النضج تمزق جلودها ، حتى تتحد ، وتصير الوحدة صفة لها .ان الصديق يصبح عدوا طالما كان ثنائيا . وليس هناك واحد قط يكون في حرب مع ذاته .فتبارك عشق ذلك الأستاذ الكلى “ 2 “ ، الذي وحد مئات الألوف من الذرات !.................................................................( 1 ) ارم مدينة عاد ، وكانت ذات فخامة أسطورية . وقد استعيرت هنا رمزا للجنة .( 2 ) فضلنا رواية “ كلى اوستاد “ على “ كل اوستاد “ . “ 387 “ انها كانت مبعثرة كالتراب فوق الطريق ، فجعلتها يد الخزاف ابريقا واحدا ! ( ومع ذلك ) فاتحاد الأجسام المفطورة من الماء والطين يكون ناقصا ، فليس اتحاد الأرواح شبيها بذلك . 3730 - ولو أنني ذكرت هنا نظائر على سبيل المثال ، لخشيت أن تدفع الفهم إلى الاختلال .فهنا الآن سليمان ، لكننا نحن في عمى من افراطنا في بعد النظر ! فالنظر إلى البعيد يصيب الانسان بالعمى ، كما يكون النائم في القصر أعمى عن القصر .اننا مولعون بدقيق الكلام ، متعشقون لحل المشكلات ، إلى حد أننا نعقد الأمور ثم نعمل على حلها ، ونضع الكثير من القواعد للمشكلات وحلها ! 3735 - كطائر يحل عقد الشباك ، ثم يربطها حينا ليصبح مكتمل البراعة فهذا يكون محروما من الغياض والمروج ، تنقضى حياته في معالجة العقد .وفي الحق أنه ليس يهن أمامه أي شرك قط ، بل إن جناحيه يتكسران على الدوام .فأقلل من مصارعة العقد حتى لا تتقطع قوادمك وخوافيك من جراء كرك وفرك .ان مئات الألوف من الطير قد حطمت أجنحتها ، ومع ذلك فهي لم تغلق كمين العوارض هذا ! 3740 - فاقرأ عن حالها في القرآن أيها الحريص ! وانظر قوله تعالى : “ 388 “ “ فَنَقَّبُوا في الْبلاد هَلْ منْ مَحيصٍ ““ 1 “ .ان نزاع التركي والرومي والعربي لم يحل مشكلة “ الأنكور “ “ 2 “ والعنب .وما لم يتدخل سليمان اللسَسن المعنوي فان هذه الثنائية لن تزول ! فيا جماعة الطير المتنازعة ! استعموا كالبزاة لذلك الطبل الذي يقرعه للباز المليك ! فهلموا من كل جانب ، وانطلقوا من خلافاتكم سعداء نحو الاتحاد ! 3745 - حيثما كنتم فولوا وجهكم * نحوه هذا الذي لم ينهكم “ 3 “اننا طيور عيماء ، وما أبعدنا عن النضج ، ذلك لأننا غفلنا لحظة عن معرفة سليمان ! لقد صرنا كالبوم أعداء للبزاة ، فلا غرو أننا تخلفنا وأصبحنا من سكان الخراب ! واننا من فرط ما نعانى من جهل وعمى نتعمد ايقاع الأذى بأعزاء الله .فجماعة الطير التي استنارت بنور سليمان ، كيف تقتلع لبرىء قوادمه وخوافيه ؟ 3750 - انها لتحمل الحبِّ للعاجزين فهذه الطيور الطبية قد برئت من الخلاف والحقد ..................................................................( 1 ) انظر : سورة ق ، 50 : 36 .( 2 ) “ انكور “ كلمة فارسية ، معناها “ عنب “ .( 3 ) هذا البيت عربى في الأصل . وفيه اقتباس من القرآن الكريم . انظر :سورة البقرة ، 2 : 144 ، 150 . “ 389 “ وهدهد هؤلاء - من أجل التقديس - يقتحم طريق مائة مثل بلقيس ! وأما غرابهم فهو - وان كان في صورة الغراب - باز في همته ، وما زاع “ 1 “ ( عن السبيل ) ! ولقلق هؤلاء الذي يصيح “ لك ، لك “ ينفث في الشك نيران التوحيد ! وحمامتهم لا خوف عندها من جوارح الطير ! ان الباز ليحنى رأسه أمام تلك الحمامة ! 3755 وبلبل هؤلاء الذي يثير الشجون ، يضم في باطنه حديقة ورد ! وأما ببغاؤهم فكانت دائما متحررة من السُكرَّ . فقد تجلى لها من باطنها قند الخلود ! وسيقان طواويسهم تبدو للنظر أحلى من أجنحة سائر الطواويس ! ان منطق الطيور الملكية ليس الا صدى . فأين منطق طيور سليمان ؟فأنى لك أن تعرف منطق الطير ما دمت لم تر سليمان لحظة واحدة ؟ 3760 ان ذلك الطائر الذي يطربك نشيده قد تجاوز جناحه المشرق والمغرب ! فكل نداء له يمتد من الكرسي إلى الثرى ، وهو من الثرى حتى العرش في كروفر ! وأما الطائر الذي يمضى في غير سبيل سليمان ، فهو عاشق للظلمة ، مثل الخفاش ..................................................................( 1 ) انظر : سورة النجم ، 53 : 17 . “ 390 “ فاجعل نفسك أليفا لسليمان ، أيها الخفاش المرتد ، حتى لا تبقى مخلدا في الظلام .فلو أنت خطوت ذراعا واحدة في تلك السبيل لغدوت كالذراع أساسا للقياس ! 3765 وان قفزت نحو ذلك الجانب - وأنت أعرج متعثر الخطى - خلصت من كل عاهاتك وأمر اضك ! قصة افراخ البط التي ربتها الطيور الأليفة
انك سليل البط ، مع أن طائرا أليفا أظلك بجناحه ورباك لقد كانت أمك من بط البحار ، وأما مربيك فكان ترابيا ، يعشق الجفاف .فذلك الميل للبحار الكامن في قلبك ليس سوى طبيعة لروحك قبستها من أمك .وأما ميلك للجفاف فهو من مربيك ، فدعك من هذا المربى فإنه سىء الرأي . 3770 دع هذا المربى فوق اليبس ، وتقدم ! وخض مثل البط بحر المعاني ! ومهما حذرتك أمك من الماء فلا تخف ، بل انطلق مسرعا نحو البحر .انك من جنس البط ، تعيش فوق اليبس ، وفوق الماء ولست كالطائر الأليف مأواك حفرة ( في الثرى ) . “ 391 “ انك مليك ( على مقتضى قوله تعالى ) :” كَرَّمْنا بَني آدَمَ ““ 1 “ وانك لتضع قدمك فوق اليابسة وفوق البحر على السواء ! فأنت في روحك ( ممن شملهم معنى قوله ) :” وَحَمَلْناهُمْ في الْبَرِّ وَالْبَحْر ““ 2 “ . فتقدم إلى الأمام متخليا عن الثرى . 3775 فليس للملائكة سبيل إلى البر ، كما أن جنس الحيوان لا علم له بالبحر .انك في الجسم حيوان ولكنك بروحك من الملائكة ، وبذلك يستوى عندك السير فوق الأرض وكذلك فوق الفلك .وهكذا يكون البصير الذي يوحى إلى قلبه - في ظاهره - بشرا مثلكم .فهيكلة الترابى قد سقط على الأرض ، وأما روحه فدائرة في ذلك الفلك العلوي .اننا جميعا طيور مائية ، أيها الغلام . وان البحر ليعلم لغتنا حق العلم ! 3780 فالبحر جاء ( بالنسبة لنا ) شبيها بسليمان ، ونحن كالطير . وفي سليمان سيكون مسيرنا حتى الأبد .فلتخص البحر بقدميك مع سليمان حتى يضع الماء لك مائة درع شبيهة بما صنع داود .وان سليمان هذا الماثل أمام الجميع ، لكن الغيرة ساحرة تحجب البصر !.................................................................( 1 ) في البيت إشارة إلى قوله تعالى : “ ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر “ الآية . ( سورة الإسراء ، 17 : 70 ) .( 2 ) في البيت إشارة إلى قوله تعالى : “ ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر “ الآية . ( سورة الإسراء ، 17 : 70 ) . “ 392 “ انه أمامنا ، ونحن في ملال منه ، وذلك من جراء جهلنا وغفلتنا وفضولنا ! فهزيم الرعد يصيب الظامىء بألم الرأس ما دام لا يعلم أن هذا يجر وراءه سحاب السعد . 3785 فتبقى عينه متطلعة إلى النهر الجاري ، ولا علم له بمذاق ماء السماء .لقد حث مركب همته نحو الأسباب ، فلا جرم أنه قد بقي محروما من مسبب الأسباب .وأما ذلك الذي يرى المسبب عيانا فكيف يسلم قلبه إلى الأسباب الدنيوية ؟ كيف عجب الحجاج من كرامات ذلك الزاهد
الذي وجدوه منفردا في البادية
عكف زاهد في وسط البيداء ، وكان مستغرقا في العبادة كأهل عبادان .ووصل الحجاج من شتى البلاد إلى ذلك المكان ، ووقعت أعينهم على ذلك الزاهد الضامر . 3790 ان مكان الزاهد كان مقفرا من الماء لكن الزاهد كان ندىَّ المزاج ، فوقاه هذا من سموم البادية ! ولقد تحير الحُجاج في أمر وحدته ، وفيما نعم به من سلامة بين الآفات ! “ 393 “ لقد كان واقفا يصلى فوق الرمال ، تلك الرمال التي يجيش بحرها ماء الإبريق .وكأنما كان ثملا وسط الخضرة والورود ، أو كأنه قد امتطى صهوة البراق أو دلدل “ 1 “ ! وكأنما قدماه كانتا فوق الحرير والحلل ، أو كأن ريح السموم كانت عنده ألطف من ريح الصبا ! 3795 - فوقف الحجاج ينتظرونه وأما هو فقد بقي واقفا في الصلاة وقد استغرق في فكر طويل ! وحينما عاد هذا الفقير من استغراقه الفكري ، فان واحدا من تلك الجماعة - كان حتى القلب مشرق الضمير - أبصر الماء يقطر من يديه ووجهه ، كما أبصر ثيابه مبللة من آثار الوضوء ! فسأله : “ من أين لك الماء ؟ “ ، فرفع يده مشيرا إلى أنه من السماء .فقال : “ وهل يجيئك حين تطلبه بدون بئر ولا حبل من مسد ؟ 3800 - ألا فلتحل مشكلنا يا سلطان الدين ، فلعل حالك يلهمنا اليقين ! واكشف لنا سرا من أسرارك حتى نقطِّع عن أو ساطنا الزنانير “ “ 2 “ .فتوجه الزاهد ببصره نحو السماء قائلا : “ يا الهى ! أجب دعاء الحجاج !.................................................................( 1 ) دلدل اسم بغلة كانت للرسول وقيل كانت للامام علي بن أبى طالب( 2 ) “ تقطيع الزنار “ هنا كناية عن اعتناق الاسلام . ومعنى البيت هو :ان هؤلاء الحجاج طلبوا من الزاهد أن يكشف لهم سرا من أسراره ليكون هاديا لهم إلى الايمان الحق . “ 394 “ لقد اعتدت أن ألتمس الرزق من السماء . وانك أنت الذي فتحت لي في السماء بابا ! يا من أظهرت المكان من اللامكان ، وجعلتنا نعاين ( معنى قولك ) :” وَفي السَّماء رزْقُكُمْ ““ 1 “ . 3805 - وبينما هو في تلك المناجاة إذا بسحابة لطيفة قد ظهرت مسرعة ، كفيل يحمل ماء ! وأخذت تمطر الماء وكأنما كان ينصب من أفواه القرب ! ثم استقر الماء في الحفر والكهوف ! لقد كانت السحابة تسكب الدموع ، كما تنصب القرب ، وأما الحجاج فإنهم جميعا فتحوا قربهم .فمن جراء تلك الفعال العجبية أخذ جماعة منهم يمزقون زنانيرهم .وجماعة أخرى زاد يقينها بتلك العجائب ، والله أعلم بالرشاد . 3810 - وجماعة ثالثة لم تتقبل ، فهؤلاء أهل مرارة “ 2 “ وفجاجة ، وهم في نقص سرمدي . وهنا تم الكلام . تمت ترجمة الكتاب الثاني من المثنوي
.................................................................( 1 ) الذاريات ، 51 : 22 .( 2 ) حرفيا : “ أهل حموضة . . . “ ..