منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 قصة البقال والببغاء وسكب الببغاء للزيت المثنوي المعنوي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

قصة البقال والببغاء وسكب الببغاء للزيت المثنوي المعنوي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Empty
مُساهمةموضوع: قصة البقال والببغاء وسكب الببغاء للزيت المثنوي المعنوي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا   قصة البقال والببغاء وسكب الببغاء للزيت المثنوي المعنوي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالإثنين سبتمبر 07, 2020 5:01 am

قصة البقال والببغاء وسكب الببغاء للزيت المثنوي المعنوي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ ) 

قصة البقال والببغاء على منتدى عبدالله المسافر بالله     

قصة البقال والببغاء المثنوي المعنوي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

قصة البقال والببغاء وسكب الببغاء للزيت في الحانوت
- كان هناك أحد البقالين ، وكان لديه ببغاء حسن الصوت أخضر اللون ، فصيحا .
- كان مقيما في الحانوت حارسا له ، وكان يفاكه كل التجار .
 
250 - وكان عند مخاطبته البشر ناطقا ، كما كان في تغريد اللبغاوات حاذقا . « 2 » 
- فقفز وهرب من صدر الحانوت يبحث عن ملجأ ما ، فصب زجاجات ماء الورد .
- وأتى سيده من الدار إلى الحانوت ، وكعادة التجار جلس مطمئنا أمام الحانوت .
...............................................................
( 1 ) ج / 1 - 134 : وتقدم قليلا حتى أروى لك حكاية ، ربما تجد نصيبا من بيانى .
( 2 ) ج / 1 - 144 - : كان السيد قد ذهب إلى منزله ذات يوم ، وكان الببغاء يحرس الحانوت . 
- وقفز قط فجأة في الحانوت في أثر فأر ، والببغاء خوفا على روحه . . .
 
« 59 »
 
- فرأى الحانوت مليئا بالزيت والقماش بالبقع ، فظل يضربه على رأسه حتى أصيب بالقراع .
- فامتنع عن الكلام عدة أيام ، وتأوه البقال ندما .
 
255 - وأخذ يقتلع لحيته ويقول : وآسفاه ، إن شمس نعمتي قد غطاها السحاب .
- ليت يدي قد قطعت حين ضربت حلو اللسان هذا على رأسه .
- أخذ يقدم الصدقات لكل الدراويش ، حتى يدعو لطائره بأن يعود إلى النطق .
- وكان يبدي لذلك الطائر كل ما يخفيه من " عجيب وغريب " عله يبدأ في النطق . « 1 »
 
 260 - وفجأة مر درويش " قلندرى أو بكتاشى " عارى الرأس ، برأس حليقة كظهر الإناء أو الطست .
- فبدأ الببغاء في النطق في تلك اللحظة ، وكأحد العقلاء صاح بالدرويش :
- لأي سبب سلكت أيها الأقرع بين القرع ؟ تراك سكبت الزيت من الزجاجة ؟
- ومن قياسه ضحك الخلق ، لقد ظن الدرويش مثله ! !
- فلا تقس أمور الأطهار على أمورك ، وإن تشابهتا في الكتابة كلمة شير بمعنى أسد وبمعنى لبن .
 
265 - ولهذا السبب ضل كل الخلق ، وقليل من صار واعيا ، وهم أبدال الحق .
- فظنوا أنهم يستوون مع الأنبياء ، وظنوا الأولياء من أمثالهم .
...............................................................
( 1 ) ج / 1 - 144 - : كان يتحدث لحظة بعد أخرى حديثا من كل باب ، ربما يبدأ الببغاء في الكلام . 
وأملا في يبدأ الطائر في الكلام ، كان يبدي عينيه في صور عديدة .

« 60 »
 
- وقالوا : في النهاية هم بشر ونحن بشر ، ونحن وهم في أسر النوم والطعام .
- ولم يعرفوا لما فيهم من عمى ، أن هناك فرقا بينهم لا حد له .
- فهناك نوعان من النحل يمتصان الرحيق من موضع واحد ، لكن أحديهما يعطى الوخز والآخر العسل .
 
270 - وهناك نوعان من الغزلان يرعيان ويشربان من مكان واحد ، لكن أحديهما يفرز البعر ، والآخر يفرز المسك .
- وهناك نوعان من البوص يسقيان من ماء واحد ، لكن أحديهما خال ، والآخر ملىء بالسكر 
- وانظر إلى مئات الآلاف من الأشباه ، وانظر بينهما بونا شاسعا " مسيرته " سبعون عاما .
- فهذا يأكل فيخرج منه الدنس والقذر ، وذاك يأكل ، فيصبح كله نورا لله .
- هذا يأكل فيتولد عنه البخل والحسد ، وذاك يأكل ، فيفيض عنه بأجمعه نور الأحد
 
275 - هذه الأرض طيبة وتلك بور جرداء ، هذا ملاك طاهر ، وذاك شيطان ووحش .
- ومن الجائز أن تكون صورة هذا وذاك واحدة ، فالماء العذب والماء الملح كلاهما يتميزان بالصفاء .
- ولا يميز بينهما إلا صاحب ذوق فأدركه ، إنه هو الذي يميز بين الماء العذب والماء المالح . « 1 »
...............................................................
( 1 ) ج / 1 - 145 : أقصد اللهم إلا صاحب ذوق يعرف الطعوم ، فمتى يميز من لم يذق الشهد بينه وبين الشمع ؟

« 61 »
 
- ولقد قاس " الناس " السحر بالمعجزة ، واعتبرا أن كليهما قائم على المكر .
- وسحرة فرعون من لجاجهم وخصومتهم ، حملوا عصيا كعصا موسى .
 
280 - وهناك فرق عميق بين هذه العصا وتلك العصى ، وهناك طريق مهول بين هذا العمل وذاك العمل .
- فلعنة الله على ذاك العمل بما يترتب عليه ، ورحمة الله على هذا العمل لما فيه من وفاء .
- والكفار في مرائهم لديهم طبع القرود ، وثمة آفة حلت في صدورهم هي الطبع .
- فكل ما يقوم به الإنسان يقوم به القرد ، إنه يقوم بما يقوم به المرء لحظة بلحظة .
- وهو يظن قائلا لنفسه " لقد قمت بما يقوم به " ومتى يعلم الفرق ذلك اللجوج العنيد
؟ !
 
285 - إن المرء يفعل ما يفعله بالأمر " الإلهى " وهو يقوم به مراء ، ألا فلتحث التراب في وجوه الممارين .
- وإن ذلك المنافق ليدخل إلى الصلاة إلى جوار المؤمن مراء وجدلا لا على سبيل الضراعة .
- وفي الصلاة والصوم والحج والزكاة ، يكون المؤمنون في تزاحم مع المنافقين .
- والكسب يكون للمؤمنين في نهاية الأمر ، أما الهزيمة فهي للمنافقين في الآخرة .
- وإذا كان الفريقان في سباق واحد ، فإن ما بينهما هو ما بين الرازي والمروزي .
 
« 62 »
 
290 - وكل منهما يمضى صوب مقامه ، ويمضى إلى وفق ما يمليه عليه اسمه .
- فمن يطلق عليه اسم المؤمن تطيب به روحه ، وإن كان منافقا يصبح حادا ممتلئا نارا .
- والمؤمن اسمه محبوب في حد ذاته ، أما اسم المنافق فمكروه من شروره وآفاته .
- وليست حروف الميم والواو " المهموزة " والميم والنون تشريفا ، ولفظ مؤمن ليس إلا من أجل التعريف . –
- وإن دعوته منافقا فإن هذا الاسم المنحط ، يلدغه من الداخل وكأنه العقرب .
 
295 - وإن لم يكن هذا الاسم مشتقا من الجحيم ، فلماذا إذن يكون مذاقه مذاق الجحيم؟
- والقبح في ذلك الاسم القبيح ليس من اللفظ ، وملوحة ذلك البحر ليست من الإناء .
- فاللفظ كالإناء والمعنى فيه كالماء ، وبحر المعنى عنده " في " أم الكتاب " .
- والبحر العذب والبحر المالح كلاهما موجودان في الدنيا ، وبينهما برزخ لا يبغيان
- هذا وإن كان كلاهعما ينبعان من أصل واحد ، فدعك منهما معا ، واتجه إلى الأصل
 
300 - والذهب الزائف والذهب الصحيح عند العيار ، لا تميز بينهما دون محك على سبيل الاعتبار .
- وكل من وضع له الله محكا في روحه ، فإنه يستطيع أن يميز بين كل يقين وشك . « 1 »
- ولو أن قذى قفز في فم حي ، فإنه لا يستريح حتى يخرج هذا القذى .
...............................................................
( 1 ) ج / 1 - 147 : - وهذا ما قصده المصطفى من " استفت قلبك " ، ويعلم ذلك الذي يكون شديد الوفاء .

« 63 »
 
- وبين مئات اللقيمات لو أن عودا صغيرا من القذى دخل الفم لتتبعه حس الحي .
- وحس الدنيا سلم لهذه الدنيا ، وحس الدين سلم إلى السماء .
 
305 - فاطلب صحة ذاك الحس من الطبيب ، واطلب صحة هذا الحس من الحبيب .
- وصحة ذاك الحس من عمران الجسد ، وصحة هذا الحس من تخريب البدن .
- وإن طريق الروح ليخرب الجسد ، ومن بعد ذلك التدمير يقوم بإصلاحه . « 1 » 
- لقد هدم الدار من أجل كنز من الذهب ، ومن نفس ذلك الكنز جعلها أكثر عمرانا .
- وقطع الماء ثم قام بتطهير الجدول ، ثم أجرى في الجدول ماءً صالحا للشرب .
 
310 - وشق الجلد وأخرج النصل ، وتكون من بعدها فوقه جلد " جديد " .
- وهدم القلعة ، واستولى عليها من الكافر ، ثم أقام عليها مائة برج وسد .
- فمن الذي يبين كيفية أمر لا كيفية له ؟ إنما بينت ما دعت إليه الضرورة .
- فهو أحيانا ما يبديه هكذا وأحيانا ما يضاد هذا ، ولا يكون أمر الدين إلا الحيرة .
- لكن لا كما يكون المرء حائرا بحيث يعطيه ظهره ، بل حيرة تجعله مستغرقا في الحبيب ثملا به
 
 315 - فبينما ولى أحدهم وجهه صوب الحبيب ، هناك آخر صار وجهه وجه الحبيب 
- فداوم النظر إلى كل وجه وداوم الانتباه إليه ، ربما تصبح من هذا العمل خبيرا بالوجوه .
- فكم هناك من إبليس له وجه آدم ، فلا تمدن يدك إذن إلى كل يد .
...............................................................
( 1 ) ج / 1 - 147 : - فما أسعدها من روح تلك التي من أجل العشق والحال ، بذلت الدار والأسباب والملك والمال .

« 64 »
 
- ذلك أن الصياد يطلق صفيرا " كصفير الطائر " ، حتى يخدع الطائر ذلك الآخذ للطيور .
- إذ يستمع ذلك الطائر إلى صفير طائر من جنسه ، ويحط من الهواء فيجد الفخ والطعن .
 
320 - والرجل المنحط يسرق ألفاظ الدراويش ، ليجعل منها رقية يقرأها على ملدوغ .
- وأعمال الرجال ضياء ومواساة ، أما أعمال الأدنياء فاحتيال ووقاحة .
- إنهم يرتدون اللباس الصوفي من أجل التسول « 1 » ، ويلقبون مسيلمة بأحمد .
- ويبقى لمسيلمة لقب الكذاب ، ويبقى لمحمد لقب أولى الألباب .
- وشراب الحق ختامه المسك الخالص ، أما ختام الخمر فهو النتن والعذاب

.

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

قصة البقال والببغاء وسكب الببغاء للزيت المثنوي المعنوي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Empty
مُساهمةموضوع: شرح قصة البقال والببغاء وسكب الببغاء للزيت المثنوي المعنوي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا   قصة البقال والببغاء وسكب الببغاء للزيت المثنوي المعنوي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالإثنين سبتمبر 07, 2020 5:01 am

شرح قصة البقال والببغاء وسكب الببغاء للزيت المثنوي المعنوي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )      

قصة البقال والببغاء المثنوي المعنوي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

شرح قصة البقال والببغاء وسكب الببغاء للزيت في الحانوت

وإذا كنت لا تتحمل النظر إلى الحكمة الإلهية فانظر إلى ما يجرى في الحياة حولك : الطفل يبكى من إبرة الحجام " أو يبكى من حقنة الطبيب " لكن الأم ضاحكة ، لما ذا ؟ ! 
لأنها تفهم أن في هذا الألم الذي يعانيه طفلا راحة له ، فإياك ان تقيس الأمور بقدر فهمك وإدراكك ، وإلا تجد نفسك قد سقطت بعيداً . . .
 
( 264 - 278 ) : عن الدرويش القلندري : أنظر شرح كولبينارلي الترجمة الفارسية والكتاب التذكاري في تكريم فروزانفر ، وتنتهى اللطيفة التي ساقها مولانا عن القياس الذي في غير محله والذي يوقع صاحبه في الخطأ فالأشياء تتشابه في المظهر ، وبينها بون شاسع في المخبر . . .
وكثيرٌ من الالفاظ تتشابه في الكتابة لكنها تستخدم للتعبير عن معاني متعددة ، ويستخدم مولانا مصطلح الأبدال بمعنى عام أي رجال الحق بوجه عام ، وإن خاض الشراح في الحديث عن الابدال بالمعنى الخاص ( لتفصيلات انظر يوسف بن أحمد المولوي 1 / 89 - 90 ) ويضرب مولانا المثل بالكافرين الذين ضلوا لأنهم اعتبروا الأنبياء بشر «إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنا» ( إبراهيم / 10 )
 
« 391 »
 
«هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ» ( الأنبياء / 3 ) «أَ نُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنا وَقَوْمُهُما لَنا عابِدُونَ» ( المؤمنون 47 ) ، «وَقالُوا ما لِهذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعامَ وَيَمْشِي فِي الْأَسْواقِ» ( الفرقان / 7 ) وهذا هو العمى الذي ينظر إلى الظاهر فحسب ، ولا يعرف أن هناك فرقا شاسعا بين هذا النبي وعامة الناس ، والحياة حولك مليئة بالأشباه ظاهرا وبينها مسافة سبعين عاما في الباطن فنحلٌ يفرز الشهد ونحل لا عمل له إلا الوخز ، وبوص خال وبوص آخر ملىء بالسكر ، وإنسان يأكل ليعيش حياة حيوانية ، وآخر يأكل فينقلب الأكل فيه إلى علم ونور وفيض وحكمة ، إنسان يأكل فيقوى كل صفاته البهيمية من حسد وبخل وحقد ، وآخر يأكل فيقوى في ذاته الصفات الربانية ، ليس البشر فحسب أو الأجساد ، فالجمادات هي الأخرى تتفاوت وإن كانت تصنف تحت أنواع واحدة : فأرض خصبة وأرض بور ، مثلما يكون إنسان ملاكا وآخر شيطانا ، وماءٌ ملح وماء عذب وإن اتفقا في الصورة ، لن تستطيع أن يميز بين هذه الأشياء المتنافرة الا صاحب ادراك .
 
( 279 - 285 ) : وإذا كانت الأعراض هكذا فكذلك المعاني : فالسحر والمعجزة متشابهان في الظاهر ، فكلاهما خرق للعادة ، لكن شتان بينهما ، ومع ذلك فقد اعتبر الناس المكر أساسا لكليهما ، وفي منارات السائرين عن الفرق بين المعجزة والكرامة : المعجزة : تقع عن قصد النبي وتحديه ، والكرامة قد تقع عن غير قصد الولي ، وقيل قد يجوز أن تقع الكرامة أيضا بقصد الولي وأن الفرق بينهما أن المعجزة تقع على التحدي والكرامة لا يتحدى بها الولي ، والولي قد يحدث الكرامة قاصدا ولكن دون تحدى والمعجزة ظاهرة ، والكرامة يجاهد الأولياء في إخفائها ، والمعجزات للنبوة تثبيت ، والكرامة للولاية استدراج ( لتفصيلات انظر منارات السائرين 143 - 148 ) . 


( عن الفرق بين السحر والمعجزة ، انظر الكتاب الثالث ، الأبيات 1184 - 1197 ، وشروحها ) . فالاعمال بنتائجها ، وفرق بين عمل يكون رحمة من الله في إبدائه وفي نتيجته ، وعمل يكون شعوذة وإحتيالا لا يتأتى من ورائه إلا اللعنة ، وفرق بين المقلد وبين المؤيد من الله ، والكفار يتطبعون بطبع القردة ، فالقرد يقلد الإنسان في كل ما يقوم به ، فهل انقلب بذلك انسانا ؟ ! أو سحرة موسى حملوا عصا كعصا موسى فهل تغلبت على عصا موسى ؟ أو لقفت ما صنعوا لأنه كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى .
 
« 392 »
 
( 286 - 301 ) : وكما يكون الأمر كذلك بين المعجزة والسحر يكون بين الايمان والنفاق ، وقد يكون المنافق أكثر من المؤمن حرصا على رعاية الظاهر ، وذلك لكي يغطى كفره ونفاقه ، والمنافقون يزاحمون المؤمنين في العبادات : في الصلاة والصوم والحج ، لكن ما النتيجة ؟ ! كسب للمؤمن وهزيمة ساحقة للمنافق . . . وان كان كلاهما يجرى في مضمار واحد ، إلا أن الفرق بينهما كالفرق بين ساكن مرو ( أقصى الشمال الشرقي لإيران ) والري ( أقصى الشمال الغربى ) . . . كلاهما - وهما يقومان بعمل واحد على وجه التقريب ، يمضيان إلى غايتين بعيدتين عن بعضهما كل البعد ، والمنافق بنفاقه يضع حجباً متراكمة على عين قلبه ، وبناء على اسمه ( من النفق اى المسافة الخفية بين منطقتين منطقة الايمان ومنطقة الكفر ) فإنه كلما أمعن في النفاق أزداد بعدا عن الحقيقة ، لكن ما بال الاسم هنا يكتسب معنى ؟ ! ! 


يفسر مولانا هذا الأمر قائلًا : إن كل انسان سواء كان مؤمنا أو منافقا يسر إذا لقب بالمؤمن ، ويستاء إذا لقب بالمنافق ، فالاسم هنا كأنه عقرب يلدغ من الداخل ، فكأن اسم المنافق مشتق من النفق ، والنفق مظلم وخفى ومريب ، ويذكر بالدرك الأسفل من النار عاقبة المنافقين الحتمية ، وينتقل مولانا إلى مبحث آخر هو العلاقة بين اللفظ عموماً وبين معناه : فالقبح ليس من اللفظ ، واللفظ مجرد وعاء للمعنى ، وملوحة ماء البحر ليست من الإناء الذي وضعت فيه ، وكلاهما موجود في الدنيا البحر العذب والبحر المالح ، لكن «بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ» ( الرحمن / 20 ) فإذا أردت أن تنجو دعك من الظواهر . . . 
ودعك من الصنع وانصرف إلى الصانع ، وسله أن يضع محك التمييز في روحك ، وأن يسقيك شربة من أم الكتاب ، أي أساس التمييز بين الحسن والقبيح من اللوح المحفوظ ، أو يرزقك من علمه النذر اليسر ، أو محو الصفات البشرية وإثبات الصفات الروحانية ، أو كما يتضح من الأبيات التالية ، حسن الدين الذي به تستطيع أن تصل إلى حقيقته المتشابهات ، وهذا ما يقصده المصطفى صلى اللّه عليه وسلّم بقوله : " استفت قلبك ولو أفتاك المفتون " ! 


( 302 - 311 ) : لأقرب لك معنى حس الدين عن طريق شر حس لك حسن الدنيا : إنك إن أحسست بأن قشة قد دخلت فمك من خلال اللثمة التي تبتلعها تتبعها حتى تعثر عليها وتخرجها .
هذا بشرط أن تكون حيا ويكون حس الدنيا حيا فيك ، إذن فلتحيى في نفسك حس العقبى ، حس
 
« 393 »
 
الدين ، سلم السماء والوصول ( شبه سنائى أيضا الطريق إلى الآخرة بالسلم . انظر الترجمة العربية لحديقة الحقيقة الأبيات 215 - 225 ) وأنت تطلب سلامة حس البدن من الطبيب لكن اطلب سلامة حسن الدين من الله ، وأنت تعمر حس البدن لسلامة البدن . . . لكن حس الروح لا يعمر إلا بخراب البدن ، أي عدم اغراقه بالشهوات والموبقات ، وهذا التخريب للبدن هو بداية عمران الروح ، وكل عمران لا بد له في البداية من تخريب
 ( انظر شرح الأبيات 229 - 248 من الكتاب الذي بين أيدينا ) قطع الماء عن الجدول وتطهيره ثم إجراء الماء فيه . . . هدم المنزل للبحث عن الكنز - شق الجلد وإخراج النصل - هدم القلعة والاستيلاء عليها كلها أمثلة وردت في مقالات شمس ص 160 " ما دامت باقية في يد المتمرد ، لا بد من تخريبها " وعند ابن قيم الجوزية : لا بد في قبول المحل لما يوضع فيه ، أن يفرغ من ضده ، وهذا كما أنه في الذوات والأعيان ، فكذلك هو في الاعتقادات والإرادات ، فإذا كان القلب ممتلئا بالباطل اعتقادا ومحبة ، لم يبق فيه لاعتقاد الحق ومحبته موضع ، كما أن اللسان إذا اشتغل بالتكلم بما لا ينفع ، لم يتمكن صاحبه من النطق بما ينفعه ، إلا إذا فرغ لسانه من النطق بالباطل . وكذلك الجوارح إذا إشتغلت بغير الطاعة لم يمكن شغلها بالطاعة الا إذا فرغتها من ضدها ، فكذلك القلب المشغول بمحبة غير الله وإرادته والشوق إليه والأنس به لا يمكن شغله بمحبة الله وإرادته وحبه والشوق إلى لقائه ، إلا من تفريغه من تعلقه بغيره ، ولا حركة اللسان بذكره والجوارح بخدمته إلا إذا فرغها من ذكر غيره وخدمته ، فإذا امتلأ القلب بالشغل بالمخلوق والعلوم التي لا تنفع ، لم يبق فيه موضع للشغل بالله ومعرفة أسمائه وصفاته وأحكامه ( الفوائد :
ص 41 ، ط دار الزهراء للاعلام العربي ، القاهرة سنة 1995 ) .
 
( 312 - 324 ) : إنني أسوق الأمثلة هنا فحسب ، وإلا ، فأي علم لي بتحديد كيفية عمل من لا تحدد كيفية عمله ؟ ! وليس لي هنا إلا أن أقدم الحيرة ، والحيرة في الصنع وليست الحيرة في الصانع ، وحيرة الإعجاب والحب ، لا حيرة الإنكار والبغض والجهل والشك ، وقد قال سيد المحبين « اللهم زدني فيك تحيرا »
 ( عن الحيرة انظر الكتاب الثالث الأبيات 1115 - 1117 وشروحها ) هذه الحيرة المحمودة هي التي تجعلك ناظرا دائما إلى وجهه ، بحيث تصل في وقت من الأوقات إلى أن تكون عبدا ربانيا ، « أكون يده التي يبطش بها وقدمه التي يسعى بها ولسانه الذي ينطق به " . . .
 
« 394 »
 
وإن كنت لا تصدق أن من الممكن أن يكون أحدهم وجه الله ، فاقرا الحديث النبوي الشريف « من رآني فقد رأى الحق » ( رواه البخاري ومسلم ) ( أحاديث مثنوي / 63 ) وإن وصلت إلى هذه المرتبة ، فقد حلت أمامك جميع الإشكالات ، وتصبح عالما بقراءة الوجوه ومطالعة الوجوه ويسفر لك كل وجه عما يخفيه من باطن ، فلا تمدن يدك إلى كل شيطان مريد له وجه إنسان ، ولا يخدعنك أنهم يتحدثون بلسانك . . . 
فكم من صياد يخدع الطائر بصفير يشابه صفيره ( بل ويضع له طائراً ميتاً أو دمية على شكل طائر مثله في الفخ ، على أساس أن كل جنس ينجذب إلى جنسه ، وأخطر من أولاء جميعاً منحط أو خسيس يسرق مصطلحات الدروايش ويحدثك بها ، فتحسبه مرشدا ، فتذكر قول الرسول صلى اللّه عليه وسلّم : يوشك أن يظهر منكم شياطين كان سليمان بن داود أوثقها في البحر يصلون معكم في مساجدكم ، ويقرأون معكم القرآن ويجادلونكم في الدين ومنهم شياطين في صور الانسان ( أحاديث مثنوى ص 4 ) . 
فإذا به غول يجعلك تضل في البيداء ، وهم وإن كان لهم شكل الدروايش فليس لهم نورهم ، وإن كان لهم كلامهم ، فليس لكلامهم هذا تأثير كلام المرشدين الحقيقيين من مواساة وإرشاد . . . 
ليس لهم من التصوف إلا اللباس " وجوههم وجوه الذباب وقلوبهم قلوب الذئاب " ، لا يعرفون الفرق بين النبي الصادق وبين المتنبي الكذاب ، بين أحمد المصطفى وبين مسيلمة الدعي الكذاب ، وما بقي لمحمد أنه رأس أولى الألباب ، ولم يبق لمسيلمة من ذكر إلا الكذاب ، فالفرق بينهما هو الفرق بين شراب الحق وختامه مسك « وفي ذلك فليتنافس المتنافسون » والخمر التي تظوننا نتحدث عنها وخاتمتها نتن وعذاب .


* * *
"إضافة" شرح حكاية البقال والببغاء وإراقة الببغاء الزيت في الدكان 
من د.محمد عبد السلام كفافي
يقول د.محمد كفافي :
( 246 ) الواجب على الإنسان ألا يقيس كل أمر بمقياسه الخاص ، وألا يتخذ من نفسه ميزاناً لتقدير كل الأمور حتى ما كان منها خارجاً عن مدركاته . 
( 288 ) المروزي هو المنسوب إلى مدينة مرو وأما الرازي فهو المنسوب إلى الري ، وهذان يتصاحبان على الطريق ، لكنهما في النهاية يفترقان ، إذ يمضي كل منهما إلى مدينته . 
( 296 )” أُمُّ الْكِتابِ “ *ذكرت مرات عديدة في القرآن الكريم ، ومن أمثلة ذلك قوله تعالى :” يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ “. ( 13 : 39 ) . 
والتفاسير السنية - في أغلب الأحوال - تذكر أن أم الكتاب هي “ اللوح المحفوظ “ الذي سُجّل فيه ما كان وما يكون . 
وقد عبر الجيلي - في كتابه الإنسان الكامل - عن معنى” أُمُّ الْكِتابِ “ *بعبارات فلسفية صوفية إذ قال : “ اعلم أن أم الكتاب عبارة عن ماهية كنه الذات المعبر عن بعض وجوهها بماهيات الحقائق ، التي لا يطلق عليها اسم ولا نعت ، ولا وصف ولا وجود ولا عدم ، ولا حق ، ولا خلق ، والكتاب هو الوجود المطلق الذي لا عدم فيه ، وكانت ماهية الكنه أم الكتاب لأن الوجود مندرج فيها اندراج الحروف في الدواة “ . ( الإنسان الكامل ، ج 1 ، ص 75 ) . ويفرق الجيلي بين” أُمُّ الْكِتابِ “ *وبين “ اللوح المحفوط “ . يقول عن “ اللوح المحفوظ “ :

“ اعلم - هداك اللَّه - أن اللوح المحفوظ عبارة عن نور إلهي حقي متجل في مشهد خلقي ، انطبعت الموجودات فيه انطباعاً أصلياً ، فهو أم الهيولى لأن اليهولى لا تقتضي صورة إلا وهي منطبعة في اللوح المحفوظ . . . “ ( ج 2 ، ص 6 ) . 
( 297 ) المؤمنون والكفار يعيشون معاً في هذه الدنيا ، وكل من هذين الفريقين لا يمتزج بالآخر ، فهما كالبحر العذب والبحر الملح بينهما برزخ لا يبغيان تجاوزه وتخطيه . 
( 289 ) الخالق أصل كل شيء ، ولا يكون في الكون شيء بدون مشيئته أو رغم إرادته . 
( 299 ) المحك هو العرفان الصوفي ، فهو الذي يجعل الإنسان قادراً على تمييز الحق من الباطل . وهذا العرفان المبني على الكشف هو المحك الصادق عندهم . أما العقل والحواس فغير قادرة على هذا التمييز . وفي البيت التالي ( رقم 300 ) إيضاح لهذا المعنى .


[ شرح من بيت 300 إلى 450 ] 
( 313 ) يتحدث الشاعر هنا عن لون من الحيرة ليس مصدره الجهل وإنما هو مبني على الحب والإعجاب . وهذا الحب والإعجاب - حينما عظما وتزايدا - أصبحا بمثابة الحيرة والعجب . فالحيرة هنا حيرة العالم أمام روعة ما يعلم وليست حيرة الجاهل العاجز عن إدراك الأشياء ، كأنما هو قد ولاها ظهره . 
( 316 ) يميل بعض شراح المثنوي إلى أن يفسروا هذا البيت على أنه يشير إلى المبايعة المعروفة عند الصوفية ، والتي تقترن بالمصافحة بالأيدي بين الشيخ والمريد . ولكن صيغة البيت يمكن أن تنطبق على العلاقات العادية بين الناس ، تلك التي تفرض على كل إنسان ينشد السلامة والأمان ألا يتعامل مع كل من يعرض له من الناس ، وإنما يختار من يستطيع الركون إليهم ، وإلى صدق وفائهم .
( 321 ) كان من المعتاد أن بعض المتسولين يصنعون من الصوف تماثيل للأسود يستخدمونها في تسولهم . 
( 325 ) جوهر الرسالات السماوية واحد . ولقد جاء كل رسول في أحد الأدوار الزمنية ، وحمل إلى البشر رسالة السماء . وما دام الجوهر واحداً فلا ينبغي التفريق بين الرسل . 

.

عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدالله المسافربالله

عبدالله المسافربالله


ذكر
عدد الرسائل : 3605
تاريخ التسجيل : 21/11/2017

قصة البقال والببغاء وسكب الببغاء للزيت المثنوي المعنوي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Empty
مُساهمةموضوع: المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي د. ابراهيم الدسوقي ج 1.docx    قصة البقال والببغاء وسكب الببغاء للزيت المثنوي المعنوي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا Emptyالإثنين سبتمبر 07, 2020 5:02 am

المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي د. ابراهيم الدسوقي ج 1.docx 

المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي د. ابراهيم الدسوقي ج 1.txt 

المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي د. ابراهيم الدسوقي ج 1.pdf 


عبدالله المسافربالله يعجبه هذا الموضوع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة البقال والببغاء وسكب الببغاء للزيت المثنوي المعنوي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصة ذلك الملك اليهودي الذي كان يقتل النصارى تعصبا المثنوي المعنوي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» حكاية البقال والببغاء المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. محمد الكفافي
» ديباجة مولانا الدفتر الأول المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» أول من قاس النص بالقياس إبليس المثنوي المعنوي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
» قصة عازف الصنج الشيخ الذي كان في عهد عمر المثنوي المعنوي الجزء الأول ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة الملفات الخاصة ::  حضرة مولانا جلال الدين الرومي-
انتقل الى: