حكاية رؤية حمار الحطاب النعم التي فيها الخيول العربية الأصيلة .المثنوي المعنوي جلال الدين الرومي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
مولانا جلال الدين محمد بن محمد البلخيَّ المعروف بالرومي ( 604 - 672 هـ )
حكاية رؤية حمار الحطاب على مدونة عبدالله المسافر باللهحكاية رؤية حمار الحطاب النعم التي فيها الخيول العربية الأصيلة المثنوي المعنوي الجزء الخامس ترجمة وشرح د. إبراهيم الدسوقي شتا
حكاية رؤية حمار الحطاب النعم التي فيها الخيول العربية الأصيلة في الإصطبل الخاص وتمنيه لذلك الإقبال ،
وفي الموعظة أنه لا ينبغي التمني إلا في المغفرة والعناية ، فلو كنت في مائة شقاء وظفرت بلذة المغفرة تكون كلها حلوة ، أما فيما تبقى ، فكل حظ تتمناه بلا تجربة فهو قرين لشقاء لا تراه ، بحيث لا يظهر من كل فخ إلا الحب والفخ خفي وأنت في هذا الفخ تتمنى قائلا :
ليتني أمضي إلى هذا الحب ، ظانا أنها حبوب بلا فخ “ 3 “
..............................................................
( 1 ) ج / 12 - 119 :
- ثم قال : الصبر مفتاح الفرج ، ومتى يحيق بالصابرين الجور والحرج ؟
- إنني راض بقسمة القسام ، فهو إله الخواص ومن هم من العوام .
- والخواص والعوام ذوو نصيب من نعمته ، وهو الذي يوصل الرزق للوحوش والهوام .
- والطيور والأسماك كلها تأكل رزقها ، والنمل والحيات كلها تأكل من نعمته
- ومائدته ممتدة للعالم بأجمعه ، وعلى مائدته يكون الخلائق في دهشة شديدة .
- إنهم يأكلون ولا يقل شيء منها قط ، فدلني من ذلك الذي يكون بلا رزق في هذه الدنيا ؟ !
- فكن راضيا إن كنت ذا قلب حي ، فإنه هو الذي يوصل الرزق لكل عبد .
( 2 ) ج / 12 - 119 : - فاشكر حتى لا يأتينك ما هو أسوأ من السوء ، وإلا عجزت على حين غرة كحمار في وحل .
( 3 ) ج / 12 - 124 : أتذكر حكاية عن أبي ، إذ قال لي ذات يوم ناصحا .
ورغم أن العنوان ينص على حمار الحطاب فالحمار في النص لسقاء ، ولعل مولانا كان قد وقف عند عنوان الحكاية ثم عاد إليه بعد فترة . وعلى كل فهذا لا يغير شيئا من لب الموضوع .
“ 258 “
- كان هناك أحد السقائين ، وكان عنده حمار ، صار منحنيا من المحن كأنه القوس .
- كان في ظهره مائة جرح من الحمل الثقيل ، وكان يتمنى يوم موته عاشقا له .
- فأين منه الشعير وهو لا يشبع من القش اليابس ، وفي أعقابه الضرب والمنخاس الحديدى .
2365 - ورآه أمير الإصطبل وأشفق عليه ، فقد كان الرجل من معارف صاحب الحمار .
- فسلم عليه ، وسأله عن الحال ، ومن أي شيء صار هذا الحمار منحنيا كحرف الدال .
- فأجاب : من فقرى وتقصيري في حقه ، فإن هذا الحيوان الأعجم لا ينال حتى القش .
- فقال له : سلمه لي لعدة أيام ، حتى يقوى في إصطبل الملك .
- فسلمه الحمار ، وذلك العاشق للرحمة ، ربطه في وسط إصطبل السلطان .
2370 - ورأى الحمار في كل ناحية جوادا عربيا أصيلا ، منعما سمينا طيبا عليه نضرة "النعيم" .
- كان ما تحت أقدامها مكنوسا مرشوشا ، والتبن والشعير يقدمان في الموعد .
- ورأى حك الجياد وتدليكها ، فمد فمه رافعا إياه قائلا : أيها الرب المجيد ،
- على فرض أني حمار ، ألست مخلوقا لك ؟ فلماذا أنا مسكين جريح الظهر نحيل ؟
- وفي الليل من ألم الجراح في الظهر ومن الجوع في البطن ، أتمنى الموت لحظة بلحظة ؟
“ 259 “
2375 - وما لهذى الجياد في حال مرفه ومنعم ، فلأي شيء خصصت أنا بالعذاب والبلاء ؟ !
- وفجأة علا صياح الحرب والقتال ، وآن للجياد أن تسرج وتعمل .
- فتعرضت لطعنات السهام من العدو ، واخترمتها الرماح من كل صوب .
- وعادت تلك الخيول من ميدان القتال ، وسقطت كلها " على ظهورها " في الإصطبل .
- فشدت قوائمها بالحبال بإحكام ، ووقف البياطرة صفوفا .
2380 - وأخذوا يشقون أجسادها بالمباضع ، لكي يقوموا بإخراج النصال منها .
- ورأى ذلك الحمار هذا الأمر فقال : يا الله ، لقد رضيت بالفقر والعافية .
- إنني رافض لذلك النعيم "تتلوه" تلك الضربات الموجعة ، وكل من أراد العافية ، نبذ الدنيا.
عدم قبول الثعلب قول الحمار " اني راض بما قسم لي "
- قال الثعلب : إن طلب الرزق حلال ، فرض من أجل الامتثال .
- إنه عالم بالأسباب ، ولا يتأتى شيء بلا سبب ، والمهم إذن هو الطلب .
2385 - وقد أمرنا سبحانه قائلا :وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ، حتى لا يلزم الغصب ، كما يفعل النمر .
- وقد قال الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم : لقد أغلق على الرزق باب أيها الفتى ، وفوق هذا الباب أقفال .
- وحركتنا وسعينا واكتسابنا بمثابة المفتاح لذلك القفل و " الكشف " لذلك الحجاب
“ 260 “
- ولا سبيل لفتح هذا الباب دون مفتاح ، وليس من سنة الله أن يوجد خبز دو طلب . “ 1 “
جواب الحمار على الثعلب
- قال : إن هذا يكون من ضعف التوكل ، وإلا فإن الذي يهب الروح يعطيها أيضا الخبز .
2390 - وكل من يبحث عن الملوكية والظفر ، لن يعدم لقمة خبز يا بني .
- والوحوش والحيوانات كلها آكلة للرزق ، لا هي تسعى في كسب ، ولا أحد " يحمل " إليها الرزق .
- فالرزاق يرزق كل ما خلق ، ويضع قسمة " كل واحد " من الخلق أمامه .
- والرزق يصل إلى كل من صبر ، وكل ما تقوم به من سعي من انعدام صبرك .
جواب الثعلب على الحمار
- قال الثعلب : إن ذلك التوكل أمر نادر ، وقليل ما هم ، أولئك الذين وفقوا فيه .
2395 - وطلب النادر من قبيل الجهل ، ومتى كان طريق سلاطين " الدين " ميسرا لكل إنسان ؟
- وما دام الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم قد قال : القناعة كنز ، فمتى يصل الكنز المخبوء إلى كل إنسان ؟
..............................................................
( 1 ) ج / 12 - 127 : - وإنك إن قبعت في قاع بئر فمتى يأتيك الرزق يا ذا الفضل ؟ .
“ 261 “
- فاعرف حدك ، ولا تحلق عاليا ، حتى لا تسقط في هاوية الفتنة والشر . “ 1 “
جواب الحمار على الثعلب
- قال الحمار : اعلم أنك تعكس الأمور ، فالفتنة والشر يجتمعان في الروح من الطمع .
- فمن القناعة لم يسلم أحدٌ قط الروح ، ومن الحرص لم يصبح أحد قط سلطانا
2400 - والخبز لا ينقطع عن الخنازير والكلاب ، وليس من كسب الناس ، هذا المطر وهذا السحاب .
- فكما يكون العاشق للرزق طالبا إياه متضرعا من أجله ، فإن الرزق أيضا يكون عاشقا لآكله . “ 2 “
في تقرير معنى التوكل . . حكاية ذلك الزاهد الذي كان يمتحن التوكل فخرج من المدينة
ومن بين الأسباب ، وابتعد عن أماكن تردد الناس وطرق مرورهم ،
ووضع رأسه على حجر في سفح جبل مهجور مفقود وهو في غاية الجوع ،
ونام قائلا لنفسه : توكلت على خلقك للأسباب ورزقك وانقطعت عن الأسباب ،
حتى أرى أن التوكل سبب
- سمع أحد الزهاد أن المصطفى صلّى اللّه عليه وسلّم قد قال ، إن الرزق يأتي يقينا للروح من قبل الله .
- سواء أردت أو لم ترد ، فإن رزقك يأتيك مسرعا إليك من عشقه إياك .
- ومن أجل الامتحان ، ذهب ذلك الرجل ونام مسرعا في صحراء بالقرب من جبل .
..............................................................
( 1 ) ج / 12 - 130 : - فجاهد واسع في طلب الرزق ، ما لم يكن لك صبر على التوكل .
( 2 ) ج / 12 - 131 : - وإن لم تسع يأتك حتى بابك ، وإن سعيت فلا نصيب لك إلا الصداع .
“ 262 “
2405 - قائلا : لأرى هل يأتيني الرزق ، حتى يقوى ظني وإيماني أن الرزق من الله .
- وضلت قافلة طريقها ، وسارت نحو الجبل ، فرأت ذلك الذي يمتحن " ربه " نائما .
- فقالوا : كيف يكون هذا الرجل وحيدا في هذه الناحية ؟ في صحراء بعيدة عن المدينة وعن الطريق ؟
- عجبا ، هل هو حي أو ميت ؟ وكيف لا يخاف من ذئب أو من عدو ؟ !
- وتقدموا وأخذوا يتحسسونه بأيديهم ، فلم يتحدث ذلك الرجل عن عمد .
2410 - ولم يتحرك ، ولم يحرك رأسه ، ولكي يتم امتحانه ، لم يفتح حتى عينيه ! !
- فقال " أحدهم " : إن هذا المسكين المحروم ، قد سقط هكذا بالسكتة من الجوع
- فأتوا بالخبز وبطعام في قدر ، حتى يصبوه في حلقه وفي فيه .
- فضم الرجل عامدا أسنانه بشدة ، حتى يرى صدق ذلك الوعد .
- فأشفقوا عليه قائلين : إنه شديد الجوع ، وهو هالك " لا محالة " من الجوع و " ماض " إلى الفناء .
2415 - فأتوا بسكين وأسرعوا إليه ، وفصلوا ما بين أسنانه التي أطبقها .
- وصبوا الحساء في فمه ، وأخذوا يدسون لقيمات الخبز في فيه .
- فقال : أيها القلب بالرغم من أنك آخذ في الاستسلام ، فإنك تعرف السر لكنك تتدلل .
- قال القلب : نعم ، أعلم ، وأفعل ما أفعله عن عمد ، فالرازق هو الله ، لجسدى وروحي .
“ 263 “
- وكيف يكون هناك امتحان أكثر من هذا ؟ ، إن الرزق يمضي سعيدا إلى الصابرين . “ 1 “
جواب الثعلب على الحمار وحثه إياه على الكسب
2420 - قال الثعلب : دعك من هذه الحكايات ، واطرق أبواب الكسب ، ولو بجهد المقل .
- لقد أعطاك الله يدا ، فقم بعمل ما ، وقم بكسب ما ، وعاون العدو والصديق .
- فكل من يخطو خطوة نحو الكسب ، فإنه يقوم بعون أصدقاء آخرين .
- ذلك أن كل الكسب لا يتأتى من شخص واحد ، فهناك نجار وهناك سقاء وهناك حائك .
- وهذه الدنيا قائمة على المشاركة ، وكل إنسان يختار عملا ما من افتقاره .
2425 - وليس للخيال الساذج مجال هنا ، فإن سبيل السنة هو العمل والاكتساب .
جواب الحمار على الثعلب أن التوكل هو أفضل الكسب فكل إنسان محتاج إلى التوكل ، حتى يدعو : اللهم هيء لي هذا العمل ، والدعاء يتضمن التوكل والتوكل كسب لا يحتاج إلى كسب آخر قط . . . إلى آخره
- قال " الحمار " : إنني لا أعلم في الدارين كسبا أفضل من التوكل على الله " تعالى " .
..............................................................
( 1 ) ج 12 / 133 - 134 : - حتى تعلم ذلك ولا تترك التوكل ، وماذا يكون الحرص ؟ من الحمارية والجهل . - ثم فتح بعد ذلك ذلك المسكين فمه ، وقال : لقد قمت بامتحان رزقي . - وكل ما قاله ذلك الرسول طاهر الجيب ، حق ، ولا يوجد فيه أدنى ريب .
“ 264 “
- ولا أعرف نظيرا للكسب المتمثل في شكره تعالى ، حتى يجذب شكر الله مزيدا من الرزق . “ 1 “
- وطال بينهما الجدل والخطاب ، حتى حارا سؤالا ، واحتارا في الجواب .
- ثم قال " الثعلب " : اعلم أنه بشأن هذه المهلكة ، قد ورد نهي الله فقال
[ لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ] .
2430 - والصبر في صحراء قاحلة وبين الأحجار يكون من الحمق ، وذلك لأن أرضاللَّهِ واسِعَةً *.
- فانتقل من هنا صوب المروج ، والرع الخضرة هناك ، إلى جوار النهر الجاري .
- والمرج " هناك " أخضر وكأنه الجنان ، والخضرة هناك نامية ، تصل حتى الوسط .
- وسعيد ذلك الحيوان الذي يمضى إلى هناك ، إن الجمل نفسه ليختفي بين الخضرة .
- وكل ركن فيه نبع فياض ، والحيوان منعم فيه وفي أمان
2435 - ومن حماريته لم يقل له الحمار : أيها اللعين، لقد جئت من هناك ، فلماذا أنت نحيل؟
- وأين امتلاؤك ؟ وأين نضرة النعيم ؟ وأين بهاؤك ؟ وما هذا النحول في جسدك المهدود ؟
- وإذا لم يكن كلامك المفصل عن الروضة كذبا وبهتانا ، فلماذا لا أرى في عينيك النشوة ؟
..............................................................
( 1 ) ج / 12 - 139 :
- والتوكل في حد ذاته هو أفضل الكسب ، ذلك أنك في كل كسب ممدود اليد إلى الله .
- داعيا : يا الله هيء لي من أمرى رشدا ، وهذا الدعاء من قبيل التوكل إن فكرت جيدا .
- ففي التوكل لا يكون ثم احتياج قط ، وهو الفراغ من نقص الدخل ومن الخراج .
“ 265 “
- وهذا الإلحاح والطمع ، وهذا العمى في البصر ، " نابعان " من كونك متسولا ، لا من أنك قد تبوأت الإمارة
- وإذا كنت قد جئت من النبع ، فكيف تكون جافا هكذا ؟ وإذا كنت نافجة غزال ، فأين أريج المسك؟! “1“
2440 - وكيف لم تبدُ عليك أمارة واحدة مما تتحدث عنه أو تفصل فيه أيها المحترم ؟
ضرب الجمل للمثل
في بيان أن المخبر عن دولة ونضرة ونعيم لا ترى أثرها عليه يكون موضع اتهامه
بأنه مقلد في الحديث عنها
- سأل أحدهم الجمل قائلا : ها ، قل لي من أين أنت قادم يا مبارك الخطى ؟
- قال من الحمام الساخن الموجود في حيك ، قال : هذا واضح من ركبتيك ! !
- لقد رأى فرعون العنود حية موسى عليه السّلام ، فأخذ في طلب المهلة وإبداء اللين
- وقال الأذكياء : كان ينبغي عليه أن يكون أكثر حدة وغضبا ما دام هو رب الدين .
2445 - وسواء كانت المعجزة أفعى أو حية ، ترى ماذا حدث لألوهيته وكبريائه ؟
- لقد كان يهتفأَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلىعند جلوسه ، فما هذا الهلع الذي يبديه من أجل دودة ؟
- وما دامت نفسك ثملة بالنقل والنبيذ ، فاعلم أن روحك لم تبصر العناقيد من الغيب .
..............................................................
( 1 ) ج / 12 - 139 : - وإذا كنت قادما من الجنان ، فأين باقة الورد التي جئت بها كهدية ؟ !
“ 266 “
- فهناك أمارات تدل على هذا النور ، هي " التجافي منك عن دار الغرور " . “ 1 “
- وعندما يطوف الطائر حول الماء الأجاج ، فذلك لأنه لم يجد المدد من الماء العذب .
2450 - بل إن إيمانه يكون تقليدا ، وروحه لم تر وجه الإيمان .
- ومن هنا يكون المقلد في خطر عظيم ، في الطريق من قاطع الطريق ، الشيطان الرجيم .
- وعندما يرى نور الحق يصير آمنا ، ويصبح ساكنا مطمئنا من اضطرابات الشك .
- فإن زبد البحر يكون دائما في اضطراب وجيشان ، ما لم يصل إلى أصله أي التراب .
- إن هذا الزبد ترابي الأصل وغريب عن الماء ، ولا بد من وجود الاضطراب في الغربة .
2455 - وعندما تتفتح عيناه ويبصر صورة " الحق " ، لا يجد الشيطان عليه بعد يدا .
- وإذا كان الثعلب قد تحدث إلى الحمار بالأسرار ، فقد ألقى بها على عواهنها ، وتحدث بها كالمقلد .
- لقد مدح الماء ، لكنه لم يكن تواقا إليه ، وخمش وجهه ومزق ثوبه ، ولم يكن عاشقا .
- والعذر من المنافق مردود وليس طيبا ، ذلك أنه صادر من الشفة لا من القلوب .
..............................................................
( 1 ) ما بين القوسين بالعربية في المتن الفارسي .
“ 267 “
- إن فيه رائحة التفاح ، لكنه ليس جزءًا من التفاح ، وهذه الرائحة فيه ليست إلا من أجل الأذى .
2460 - وإن هجوم المرأة في قلب المعركة ، ليس شاقا للصفوف ، بل يجعل الأمر خرابا .
- وبالرغم من أنك تراها تحمل على الصف حملة الأسد ، إلا أنها إذا أمسكت بالسيف ، ارتعد كفها .
- فويله ذلك الذي يكون عقله في طبع الأنثى ، وتكون نفسه القبيحة ذكرا مسلطا على هذا العقل .
- فلا جرم أن عقله هذا يكون مهزوما ، ولا ينقله إلا صوب الخسران .
- وما أسعد ذلك الذي يكون عقله ذكرا ، وتكون نفسه القبيحة أنثى تحت سيطرته .
2465 - يكون عقله الجزئي ذكرا وغالبا ، ويكون سالبا " لسطوة " النفس الأنثى .
- وهجوم الأنثى جريء أيضا بصورته وظاهره ، لكن آفته من طبعه الحمارى ، مثل ذلك الحمار .
- والوصف بالحيوانية يزداد في حق المرأة ، ذلك لأنها تركن كثيرا إلى الألوان والروائح .
- لقد سمع ذلك الحمار " وصف " ألوان المروج ورائحتها ، ففرت كل الحجج التي ساقها من طبعه .
- لقد احتاج الظمآن المطر ولا سحاب ، وأحست النفس بالجوع الشديد ولا صبر .
“ 268 “
2470 - والصبر يكون درعا حديديا أيها الأب ، وقد كتب الحق على الدروع : جاء الظفر .
- والمقلد يسوق مائة دليل في بيانه ، لكنه يبديها على سبيل القياس ، لا عن طريق العيان .
- إنه يبدو مضمخا بالمسك ولا مسك ، إنها مجرد رائحة مسك ، وليس لديه إلا البعر .
- وحتى يتحول البعر لديك إلى مسك أيها المريد ، ينبغي أن ترعى سنوات في هذه الروضة .
- فلا ينبغي أكل التبن والشعير كالحمير ، بل ارع الأرجوان في " ختن " كالغزلان .
2475 - ولا ترع إلا القرنفل أو الفل أو الورد ، فامض إلى صحراء ختن مع هذا النفر " من الأولياء " .
- واجعل المعدة معتادة على ذلك الريحان والورد ، حتى تجد الحكمة وقوت الرسل .
- وحُل ما بين المعدة وهذا التبن والشعير ، وابدأ في أكل الريحان والورد .
- ومعدة الجسد تجر المرء نحو مزود التبن ، ومعدة الروح تجذبه نحو الريحان .
- وكل من يأكل القش والشعير يصير أضحية " للذبح " ، وكل من يكون غذاؤه نور الحق يصبح قرآنا .
2480 - فانتبه ، إن نصفك من المسك ، ونصفك من البعر ، فهيا ، لا تزد في البعر ، وزد في مسك الصين .
“ 269 “
- إن ذلك المقلد يأتي بمائة دليل ومائة بيان ، لكم من طرف اللسان ، ولا روح .
- وعندما لا يكون لدى القائل روح وبهاء ، متى يكون لقوله ورق أو ثمر .
- إنه يتوقح على الناس في الطريق ، لكنه في روحه وداخله أكثر ارتعادا من القشة .
- ومن ثم ، فبالرغم من أن حديثه يكون ذا رواء شديد ، فإن الرعدة تكون مستترة فيه .
الفرق بين دعوة الشيخ الكامل الواصل وبين كلام الناقصين الذين يدعون الفضل
لتعلقهم بفضلات العلم التحصيلي
2485 - إن الشيخ النوراني يخبر بالطريق ، ويجعل النور لحديثه " نعم " الرفيق
- فجاهد حتى تصير ثملا ونورانيا ، وحتى يصير نوره لحديثك رفيقا .
- وإن كل ما يغلي في الدبس ، يكون له في الحقيقة طعم الدبس .
- وإنك لتجد منه لذة الدبس ، سواء كان من الجزر أو من التفاح أو السفرجل والجوز .
- وعندما صار العلم مخمرا بالنور ، يجد القوم اللد من علمك النور .
2490 - وكل ما تقوله يكون منورا ، ذلك أن السماء لا تمطر أبدا إلا الطاهر .
- فصر سحابا ، أو صر سماءً وأمطر ، فإن المطر يجعل القناة بلا فائدة .
- والماء في القناة على سبيل العارية ، لكنه فطرة في السحاب وفي البحر .
- والفكر والظن على مثال القناة ، والوحي والكشف سحاب وسماء .
“ 270 “
- وماء المطر يجعل الحديقة ذات مائة لون، لكن القناة تجعل الجيران يتشاحنون "على الماء".
2495 - لقد جادل الحمار الثعلب مرتين أو ثلاث مرات ، ولما كان مقلدا في الأصل ، فقد تجرع الخديعة .
- لم تكن لديه عظمة الإدراك ورؤيته ، فما لبثت فيهقة الثعلب أن أسكتته .
- ولقد جعله الحرص على الطعام ذليلا بحيث هزمه " وأفحمه " وهو يمتلك خمسمائة دليل .
حكاية ذلك المخنث وسؤال اللوطي له أثناء اللواطة : من أجل ماذا هذا الخنجر الذي معك ؟
فقال : من أجل أن أمزق بطن كل من أرادني بسوء فكان اللوطي يروح ويجييء وهو يقول : الحمد لله أنني لا أريدك بسوء إن بيتي ليس بيتا ، إنه إقليم * وهزلي ليس هزلا ، إنه تعليم إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها أي ما فوقها في تغيير النفوس بالأفكار ، فإن سأل أحدهمما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا فيجيب حينذاك : هكذا أردت يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراًفكل فتنة كالميزان ، تحمر منها وجوه كثيرة ، ويصبح كثيرون محرومين ، ولو تأملت فيه قليلا وجدت من نتائجه الشريفة كثيرا
- أخذ لوطي مأبونا إلى منزله ، وقلبه وأولج فيه .
- ثم رأى على منطقته خنجر ذلك اللعين ، فسأله : ما هذا الذي على خاصرتك ؟
2500 - فقال : إنه معي بحيث إن أرادني شرير بسوء ، مزقت به بطنه .
- فقال اللوطي : الحمد لله على أنني لم أقصدك بسوء ، وهذا من حصافتي وذكائي .
“ 271 “
- فإن لم تكن ثم رجولة ، فما فائدة الخناجر ؟ وإن لم يكن ثم قلب ، فما جدوى المغفر والخوذة ؟
- إنك " قد " ترث عن علي رضي الله عنه سيفه المسمى ذا الفقار ، فإن كان لك ساعد أسد الله ، فإيت به .
- وإذا كنت تعلم دعاء إحياء الموتى من المسيح عليه السّلام ، فأين شفتا عيسى وأسنانه أيها القبيح .
2505 - وإنك لتصنع سفينة مما جمعت من صحبك وفتح " الله به عليك " ، فأين ملاح السفينة مثل نوح عليه السّلام ؟
- ولنفرض أنك قمت بتحطيم الأصنام مثل إبراهيم عليه السّلام ، فأين التضحية بصنم الجسد في النار ؟
- وإن كان لديك دليل ، استخدمه ، واجعل سيفك الخشبي "في مضاء" ذي الفقار .
- وإن ذلك الدليل الذي يمنعك من العمل ، إنما يكون نقمة من الله " لا نعمة " .
- ولقد جعلت الخائفين في الطريق شجعانا، وأنت في الحقيقة أكثر ارتعادا ورعبا منهم جميعا.
2510 - وتقوم بإلقاء الدروس في التوكل على الجميع ، وأنت تقصد البعوضة في الهواء " من حرصك " .
- ويا أيها المخنث ، لقد تقدمت على الجيش ، لكن ذكرك " العاطل " يكذب وجود اللحية " في وجهك " .
- وما دام القلب ممتلئا بانعدام الرجولة ، تكون لحيتك وشاربك من أسباب السخرية منك .
- فتب ، واذرف الدموع مدرارا كالمطر ، وخلص لحيتك وشاربك من السخرية ، واشترهما ثانية .
“ 272 “
- واشرب دواء الرجولة في العمل ، حتى تصير شمسا حامية في " برج " الحمل .
2515 - ودعك من المعدة ، وتبختر صوب القلب ، حتى يأتيك السلام من الحق دون حجاب . “ 1 “
- وامض خطوة وخطوتين ، وتكلف بفن ، وآنذاك يأخذ العشق بأذنيك جارا إياك . “2 “
غلبة حيلة الثعلب على إستعصام الحمار وتعففه وجر
الثعلب الحمار نحو عرين الأسد .
- كان الثعلب ثابتا في احتياله ، فأخذ بلحية الحمار ، واصطحب ذلك الحمار .
- فأين مطرب تلك الزاوية حتى ينقر على الدف بنشاط ويغني : ضاع الحمار ، ضاع الحمار .
- وما دام أرنب قد جر أسدا نحو البئر ، فكيف لا يأتي ثعلب بحمار نحو العشب ؟
2520 - فسد أذنيك ، ولا تتجرع وساوس الشيطان ، ولا تسمع إلا وحى ذلك الولي العادل .
- فإن كلامه ذاك ألذ من الحلوى ، ذلك الذي تكون كل الحلوى ترابا لقدمه .
- والدنان الخسروانية المليئة بالخمر ، قد أخذت مادتها من خمر شفتيه .
..............................................................
( 1 ) ج / 12 - 165 : - وإذا كنت تريد البطولة كرستم ، فاحمل الخنجر ، وإذا كنت ميالا إلى الخنوثة ، فالبس طراحة .
( 2 ) ج / 12 - 165 : - وكن ثابتا في الميدان كالرجال ، حتى لا تصبح مبتلى أسفل لمشنقة .
- وحتام تتحدث عن الثياب كالنساء ، ادخل في صفوف الرجال كأنك السنان .
“ 273 “
- وتكون عاشقة للخمر تلك الروح المبعدة ، التي لم تبصر خمر شفتيه الياقوتيتين
- وما دام الطائر الأعمى لا يرى الماء العذب ، كيف لا يطوف إذن حول الماء الأجاج ؟
2525 - وموسى الروح يجعل الصدر " في قدسية " سيناء ، ويجعل البغاوات المصابة بالعمى قوية الإبصار .
- ولقد حلت نوبة خسرو عاشق شيرين الروح ، فلا جرم أن السكر قد صار رخيصا في المدينة .
- وأمثال يوسف يحملون بعسكرهم من الغيب ، ويجرون معهم أحقاق السكر .
- وحولت إبل مصر وجوهها نحونا ، فاسمعوا أيها الببغاوات صليل الأجراس .
- فإن مدينتا سوف تصبح في الغد مليئة بالسكر ، والسكر رخيص ، لكنه سيصبح أرخص .
2530 - فهيا يا باعة الحلوى ، تمرغوا في السكر ، كأنكم الببغاوات ، وأنوف المصابين بالصفراء راغمة .
- ودقوا قصب السكر ، فهذا هو عملكم فحسب ، وضحوا بالأرواح ، فهذا هو الحبيب فحسب .
- ولم يبق عابس واحد في مدينتنا، ذلك أن " شيرين " بلغت من هم أمثال " خسرو " مرادهم.
- فالنُقل فوق النُقل ، والخمر على الخمر ، فهيا ، واصعد المئذنة ، وقم بدعوة الناس إلى العطاء .
- فالخل الذي عتق تسع سنوات يصير حلوا ، ويتحول حجر المرمر إلى ياقوت مطعم بالذهب .
“ 274 “
2535 - والشمس فوق الفلك تقوم بالتصفيق ، والذرات لاعبة في الجو ، وكأنها العشاق .
- والعيون صارت ناعسة من المروج ، والورود تتفتح فوق الأغصان .
- وعين الإقبال والدولة تقوم بالسحر المطلق ، وصار المنصور روحا ، فهو لا يفتأ يصيح " أنا الحق " . “ 1 “
- فإذا كان الثعلب يقوم بخداع الحمار ، قل له : فلتأخذه ، ولا تكن أنت حمارا ، ولا تغتم .
حكاية ذلك الشخص الذي من خوفه على نفسه ألقى بنفسه في دار شاحب الوجنتين كالزعفران،
أزرق الشفتين كالنيلة مرتعد اليدين كأوراق الشجرة ،
فسأله رب الدار : ما الخبر ؟ وماذا حدث ؟ قال : إنهم في الخارج يأخذون الحمير للسخرة ،
قال : مبارك عليهم ، إنهم يأخذون الحمير ولست حمارا ، فلماذا تخاف ؟
قال : إنهم يجدون في أخذها ، وقد زال التمييز وأخشى اليوم أن أُعتبر حمارا
- أخذ أحدهم يمضي هاربا داخل منزل ، شاحب الوجه ، أزرق الشفة ، مخطوف اللون .
2540 - فقال له صاحب الدار : خيرا ؟ ! ما بالك ترتعد هكذا كيد العجوز ؟
- ما الخبر ؟ ولماذا هربت ؟ ولماذا أنت شاحب الوجه هكذا ؟
- قال : إنهم يأخذون الحمير خارج الدار من أجل السخرة للملك الطاغية .
..............................................................
( 1 ) ج / 12 - 169 :
- وصارت زليخا من " وصال " يوسف شابة من جديد ، فابدأ اللهو من جديد سعيدا هانئا .
- وأضرم نارا داخل القلب ، وأحرق عليها البخور لدفع عين السوء .
- وكن " منغمسا " في حالك مقيما عليه سعيدا ، حتى تجد المراد في عالم الروح .
“ 275 “
- قال : فليأخذوها ، فأين الحمار يا روح عمك ؟ وما دمت لست حمارا ، فامض ، فما عليك من بأس .
- قال : إنهم في منتهى الجد ، ويأخذونها بحماس ، وليس من العجيب أن يعتبروني حمارا .
2545 - لقد جدوا في أخذ الحمير جدا شديدا ، والتمييز بدوره قد انتفى .
- وما دام الذين يرأسوننا بلا تمييز ، فإنهم يأخذون صاحب الحمار بدلا من الحمار .
- لكن مليك مدينتنا نحن ليس بالآخذ كيفما اتفق ، فإن لديه تمييزا ، وهو السميع البصير .
- فكن إنسانا ، ولا تخش آخذى الحمير ، لست حمارا يا عيسى عصرك ، فلا تخف .
- والفلك الرابع مليء أيضا بنورك ، وحاشا لله أن يكون مقامك الإصطبل .
2550 - إنك أعلى من الفلك والكواكب ، وإن كنت من أجل المصلحة " مربوطا " في حظيرة .
- لكن شتان ما بين أمير الإصطبل وبين الحمار ، فليس كل من أقام في الإصطبل حمارا .
- وما وقوعنا هكذا في أثر الحمار ؟ ! ، تحدث عن الروضة وعن الورود النضرة .
- تحدث عن الرمان والأترج وأغصان التفاح ، وعن الشراب والحسان بلا حد ولا حصر .
“ 276 “
- أو عن ذلك البحر الذي موجه كله من الجواهر ، وجوهره متحدث وذو بصيرة .
2555 - أو عن تلك الطيور التي تقطف الورود ، وتضع بيضا ذهبيا وفضيا .
- أو عن تلك البزاة التي تربي طيور القطا ، وتقوم بالطيران على وجوهها وعلى ظهورها .
- فهناك سلام خفية في الدنيا ، موجودة درجة درجة حتى عنان السماء .
- ولكل جماعة سلم مختلف ، ولكل نوع من السير سماء مختلفة .
- وكل جماعة لا علم لها بحال الأخرى ، إنه ملك عريض لا نهاية له .
2560 - وهذا حائر ، لماذا هذا الآخر سعيد هكذا ، وهذا الآخر مندهش من حيرته .
- وساحة أرض الله ساحة واسعة ، وكل شجرة قد أطلت من أرض ما .
- والأوراق والأغصان شاكرة على الأشجار ، قائلة " ما أعجبه من ملك ! ! وما أبدعها من ساحة واسعة ! !
- والبلابل حول البراعم المليئة بعقد " الأزهار " قائلة لها : أعطينا مما تأكلين
- وهذا الكلام لا نهاية له ، فعد بنا نحو ذلك الثعلب والأسد والسقم والجوع .
أخذ الثعلب الحمار إلى الأسد ، وهرب الحمار من الأسد ،
ولوم الثعلب للأسد قائلا : لقد تعجلت والحمار لا يزال بعيدا ،
واعتذار الأسد ورجاؤه الثعلب قائلا : إمض ، واخدعه مرة أخرى
“ 277 “
2565 - عندما اصطحبه من الجبل صوب المروج ، حتى يمزقه الأسد إربا بهجومه عليه .
- كان لا يزال بعيدا عن الأسد ، لكن ذلك الأسد لم يصبر برهة على الهجوم حتى يقترب منه .
- وقوس الأسد المهول ظهره كالقبة وهو فوق مرتفعه ، لكنه لم يكن له في الأصل حولٌ أو طول .
- فرآه الحمار من على البعد ، وعاد أدراجه هاربا ، نحو سفح الجبل ، ممزقا حدوته .
- قال الثعلب للأسد : يا مليكنا ، لماذا لم تصبر عندما حل الوغى ؟
2570 - حتى يقترب منك ذلك المخدوع ، وحتى تتغلب عليه بأقل جهد ممكن ؟
- إن العجلة والتسرع من مكر الشيطان ، والصبر والاحتساب من لطف الرحمن .
- لقد كان بعيدا ، ورأى الهجوم ، وانطلق هاربا ، وظهر ضعفك للعيان ، وأريق ماء وجهك .
- قال : لقد ظننت أني لا زلت على قوتي ، ولم أكن أعلم أن الضعف قد أصابني إلى هذا الحد .
- كما أن جوعي وعوزى قد جاوزا الحد ، وتاه صبري ، وضاع عقلي من الجوع .
2575 - فلو استطعت بما لك من عقل أن ترده إلي ، وأستعيده ، - فإنني أكون ممتنا لك كثيرا ، فاجتهد ، ربما تستطيع أن تأتي به بفنك .
- قال " الثعلب " : نعم ، إن أعانني الله تعالى ، ووضع على قلبه ختما من العمى .
“ 278 “
- أو ينسى الهول الذي قد رآه ، وهذا ليس ببعيد عن حماريته .
- لكن عندما آتي به ، لا " تتسرع " في الهجوم عليه ، حتى لا تفقده ثانية من عجلتك .
2580 - قال الأسد : نعم ، لقد جربت الأمر ، و " أدركت " أنني مريض جدا ، وصار جسدي مضعضعا .
- ولن أتحرك ما لم يقترب مني الحمار تماما ، وسوف أكون هامد الجسد .
- فسار الثعلب وهو يدعو قائلا : الهمة أيها المليك ، حتى تحجب غفلةٌ ما عقله .
- فلقد تاب الحمار مرات عديدة إلى الله ، ألا يتجرع خديعة كل محتال شرير .
- فلأنكث أنا كل توباته بفني ، فنحن أعداء العقل والعهد البين الواضح .
2585 - وإن رأس الحمار بمثابة الكرة في أيدي أطفالنا ، وفكره ألعوبة في أيدينا ، ووساوسنا .
- والعقل الذي يكون " مكتسبا " من دوران زحل ، لا قيمة له أمام العقل الكلي .
- لقد صار ذلك العقل عالما من عطارد ومن زحل ، لكن " عقلنا " من عطية الله المتخلق باللطف .
- إن قولهعَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْهو هيئة طغرائنا ، و [ العلم من عند الله ] هو مقصدنا .
- ونحن ربائب تلك الشمس المنيرة ، ومن هنا فنحن نتوجه قائلين : سبحان ربي الأعلى .
2590 - فإن كانت قد صارت لديه تجربة من كل ما رآه ، فإن مائة تجربة تتحطم من هذه النفثات .
“ 279 “
- فلعله يرجع عن توبته ذلك الواهن الطبع ، ويحيق به شؤم النكوص عن هذه التوبة .
.
يتبع