منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 السُّهروردى.. شهيد الإشراق الذى قتله صلاح الدين الأيوبى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
قدرى جاد
Admin
قدرى جاد


عدد الرسائل : 7202
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 14/09/2007

السُّهروردى.. شهيد الإشراق الذى قتله صلاح الدين الأيوبى Empty
مُساهمةموضوع: السُّهروردى.. شهيد الإشراق الذى قتله صلاح الدين الأيوبى   السُّهروردى.. شهيد الإشراق الذى قتله صلاح الدين الأيوبى Emptyالسبت أكتوبر 09, 2021 12:07 am

988
السُّهروردى.. شهيد الإشراق الذى قتله صلاح الدين الأيوبى 1532649_0

هل الله قادرٌ على خلق نبى آخر بعد مُحمَّد؟
لو أجبتَ بـ«لا» فقد كفرتَ.

ولو قلتَ «نعم»، فسيقولُ لك الفقهاء وعلماء الظَّاهر: إنَّ محمد هو خاتم الأنبياء.

ولو التزمتَ الصمتَ فأنت لستَ شيخًا، ولا صاحب علمٍ.
كنَّ السُّهروردى الذى آمن بأنَّ «المحبَّة من لوازم المعرفة» أجاب عن أسئلة الفُقهاء الذين كانوا يناظرونه فى مسجد حلب: إنَّ الله «لا حدَّ لقدرته»،
وفهموا من إجابته أنه يجيزُ خلقَ نبيٍّ بعد محمَّد، مع أنه لم يقُل بذلك، فكتب الفقهاء محضرًا بمُروقه وكُفره،
وأُرسل أولا إلى الملك الظاهر بن صلاح الدين الأيوبى،
فرفضه غير مقتنعٍ بما جاء فيه، ودافع عن السُّهروردى، لكنهم لم يسكتوا
فأرسلوا المحضر إلى أبيه إلى صلاح الدين الأيوبى فى القاهرة، فأصدر أمرًا إلى ابنه الملك الظاهر فى حلب بقتله،
وكان كثير التعلُّق بالصوفية على العكس من أبيه، الذى خضع لفتوى الفقهاء -
الذين أثار حفيظتهم قرب السُّهروردى من ابن صلاح؛ فصاحبَهُ وقرَّبَهُ من نفسه ودعاه إلى ترك أصفهان والإقامة فى حلب،
التى كانت بداية النهاية لحياته القصيرة - من دون أن يرى أو يعلم شيئًا، ويعدُّ أمر الإعدام هذا من النقاط السوداء التى لا تغتفر فى رحلة حُكمِه،
وكانت حلب وقتذاك التى انتقل إليها السُّهروردى «محجّ الفلاسفة وقِبلة الباحثين عن العلوم العقلية وعلم الكلام».

هذا صوفىُ قتلته الشَّائعاتُ - وهو فى السادسة والثلاثين من عُمره- التى أطلقها حُسَّادُه ومعادُوه من وعَّاظ وفُقهاء زمانه، الذين وشوا به،
وأوقعوه فى شِراكهم الخبيثة، لأنَّ سُطوعَ نجمه هدَّد مصالحهم الدنيوية، وهزَّ أشجارَ مكانتهم التى جذُورها واهنة،
بعدما ناظرهم وأفحمهم بنوره ؛ فحقدُوا عليه، ودبَّروا له المكائد، وثأروا لهزيمتهم أمامه بالتخلُّص منه قتلا.

وكانت التهمة جاهزةً مُمثَّلةً فى: تعطيل الشَّرائع، والمرُوق عن العقائد الصحيحة للسَّلف، والاتهام بالزندقة، وإفساد الدين،
وانحلال وتذبذُب العقيدة، وتلك تهمٌ ما زال يطلقها الفقهاءُ ومشايخ السلطان فى كل زمان ومكان من بلداننا العربية والإسلامية، دون وجلٍ، أو خَشية من الله.

وقد ألَّبُوا عليه السلطان صلاح الدين الأيوبى (532 - 589 هـجرية / 1138 - 1193 ميلادية )،
وكان بطبيعته يكرهُ التصوف وأقطابه، مثلما كان يكرهُ الفلاسفة وكتبهم، ويبغضُ أربابَ المنطق، وأهلَ الوقت فى زمانه، وصار عدوًّا لهم، مع أنَّ الإنسان فيلسوف بالطبع، ولم أصادف على هذه الأرض إنسانًا لا يتفلسفُ، أو يتأمَّلُ فى نفسه وفى الملكوت، ما دام له عقلٌ وقلبٌ ؛ فأمر بقتله جوعًا فى قلعة حلب.

وأرسل صلاح الدين الأيوبى إلى ولده الملك الظاهر والى حلب كتابًا بخط مستشاره ووزيره القاضى الفاضل (526 - 596هـجرية ) لبلاغته وفصاحته،
وعلى الرغم من حبِّى له، فلا أغفرُ له سقطته هذه التى تتنافى مع مقولته الشهيرة الخالدة: «إنِّى رأيتُ أنَّه لا يكتُبُ إنسانٌ كتابًا فى يومِه ؛ إلاَّ قالَ فى غَدِهِ: لو غُيِّرَ هذا لكان أحسنَ، ولو زِيدَ كذا لكان يُستَحسَنُ، ولو قُدِّمَ هذا لكان أفضلَ، ولو تُرِكَ هذا لكان أجملَ. هذا مِنْ أعظَمِ العِبَرِ، وهو دليلٌ علَى استيلاءِ النَّقصِ علَى جُملةِ البَشَرِ»، وقال فيه صلاح الدين الأيوبى: (لا تظنوا أننى فتحتُ البلادَ بالعساكر، إنما فتحتها بقلم القاضى الفاضل)، وفى روايةٍ أخرى: «لا تظنّوا أنى ملكت البلاد بسيوفكم بل بقلم القاضى الفاضل».

وقد جاء فى الكتاب الذى كتبه، ووصل إلى ابن صلاح الدين، وكان صديقًا للسُّهروردى، حيثُ قرَّبه منه، وكان معجبًا بأفكاره كفيلسوف للإشراق:
«إن هذا الشاب السُّهروردى لا بد من قتله، ولا سبيل أنه يُطلَقُ، ولا يبقى بوجهٍ من الوجُوه»، حيث طلب منه اختيار طريقة مقتله ؛
فاختار الهلاك جوعًا وعطشًا، وأحرق كتبه سنة (588 هجرية - 1193 ميلادية) ؛ ولهذا سمِّى بـ«المقتول»، تمييزًا له عن آخرين يحملون الاسمَ نفسه،
كما أنَّ الفقهاء المُتشدِّدين قد استكثروا عليه لقب «الشهيد»، وكى يثبتوا أنه مات كافرًا مُدانًا من قِبَل المؤسَّسة الدينية الرسمية، الجالسة فى حِجْر السُّلطة والسُّلطان.



غلاف الكتاب
لكنَّ أنصارُهُ لقبُّوه بـ«الشهيد» - شهيد الفكر والعقيدة الإشراقية- وبـ«شهاب المِلَّة والدين»، وبـ«المؤيد بالملكوت»، و«خالق البرايا»، وبـ«شيخ الإشراق» نسبة لكتابه الأهم فى مسيرته، ومسيرة التصوف الإشراقى: (حكمة الإشراق).

كيف يُقْتل من قال: «لا تتعجّب بشىء من حالاتك، لأنّ الواهبَ غير متناهى القوة،
وعليك بقراءة القرآن كأنّه ما أنزل إلا فى شأنك فقط، واجمع هذه الخصال فى نفسك فتكون من المفلحين».

عاش فى حياتهِ القصيرة باحثًا وطالبَ معرفةٍ، وكان نابغًا بارعًا، مُحاججًا مناظرًا رائيًا شاهدًا عارفًا،
«ذهنه يتوقد ذكاءً وفطنة»، فصيح اللسان، قوى الحجة، ناصع النية، نقى السريرة.

كان يسعى فى رحلته إلى تنقية الروح، ونخْل النفس مما علق بها من شوائب وأكدار الحياة اليومية، يتعمَّق فى التفسير والتعليل والوقوف على حقائق الأشياء،
والعلم بالأسباب القصوى بحسب أرسطو، أو «التشبُّه بالإله بحسب الطاقة البشرية لتحصيل السعادة» كما ذكر الجرجانى ؛ حتى أشرقت نفسه بأنوار المكاشفات.

وهو ابنٌ شرعى لحكمة ابن سينا المشرقية، مثلما هو ابنٌ لفيثاغورس وسقراط وأفلاطون
وأرسطو وسواهم من فلاسفة اليونان وبلاد فارس،
وعرف الديانات الشرقية، وتعاليم قدماء فارس خُصوصًا بزرجمهر،
فهو ابن بلدة جبلية تسمَّى (سُهْرَوَرْد)، أى الصخرة الحمراء باللغة الكُردية، القريبة من
همدان وزنجان فى الشمال الغربى من بلاد فارس، وكانت وقتذاك موطن الفلسفة، وتَحقَّقَ له من العلوم الإلهية والأسرار الربانية الكثير،
كما أنه ابنُ تجاربه ومُجاهداته الصوفية: «ولى فى نفسى تجاربُ صحيحةٌ، تدلُّ على أنَّ العوالم أربعة: أنوار قاهرة، وأنوار مدبرة وبرزخان»،
وابنٌ لأبى يزيد البسطامى، سلطان العارفين، «188 - 261هجرية / 804- 874 ميلادية»، وسهل التسترى «283 هجرية – 896 ميلادية»
حيث يراهما أستاذاه، وهما من أهل القرن الثالث الهجرى، والحلاج (858 - 26 من مارس، 922ميلادية /244 - 309 هـجرية)
الذى يدعوه باسم أخيه، وصاحَبَ عبدالقادر الجيلانى (470 - 561 هـجرية).

وقد زامل فى دراسته فخر الدين الرازى (544 - 606هـجرية / 1149- 1210ميلادية)، وجرت بينهما نقاشاتٌ ومُساجلاتٌ وجدالٌ كثيرٌ،
والذى سينقلب على نفسه، ويعيش حياته كارهًا للفلسفة ومعارضًا لأهلها، وسنقرأ له بعد تشكُّكه فى قدرة العقل:

«نهاية إقدام العقول عقالُ

وأكثر سعى العالمين ضلالُ

وأرواحنا فى وحشةٍ من جسومنا

وحاصل دنيانا أذىً ووبالُ

ولم نستفد من سعينا طول عمرنا

سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا»

وقد جمع السُّهروردى حكمته الإشراقية من مصادر عدة فى مقدمتها ابن سينا الذى يتقاطعُ معه
ويتشابه خُصوصًا فى «كتاب الشِّفاء»، و«كتاب النجاة»
وهرمس وزرادشت و«إمام أهل الحكمة رئيسنا أفلاطون»، كما يسمِّيه السُّهروردى،
والذى يرى أن الفلاسفة المسلمين لم يصلوا إلى جزء من ألف جزءٍ من رتبته، كان يأخذ ما يعينه ويتغاضى عمَّا لا يفيده ولا يتواءمُ مع رؤاه.

وكان السُّهروردى – الذى كان معاصرًا لابن رشد، ولم ينل مثله حظ الترجمة إلى اللغات الأوربية - رحَّالة يجوبُ الأرض،
كثير السفر والتجوال متنقِّلا فى البلدان بحثًا عن العلم والعلماء، خصوصًا فى بلاد الشام، وبلاد الروم: «قد بلغ سنى قريب من ثلاثين سنة،
وأكثر عمرى فى الأسفار والاستخبار والتفحُّص عن مشاركٍ مطِّلع على العلوم ؛
ولم أجد من عنده خبر عن العلوم الشريفة ولا من يؤمن بها»، كان متوهجًا متقدًا ذكيًّا، أنجز الكثير،
وأنتج أعماله الأساسية التى صارت متنًا من متُون التصوف، والفلسفة الإشراقية التى وضع أصولها،
«شرب ماء البحر كله». وانتقل من رُتبة العقل إلى رُتبة الرُّوح،
كان «محبًّا للوحدة التى هيأت لحياته الروحية التأملية السلوك فى معارج أهل الطَّريق»، ك
ما يذكر عبدالرحمن بدوى (4 من فبراير 1917 - 25 من يوليو 2002 ميلادية)،
ومن المحتمل أنه قد التقى الشيخ الأكبر محيى الدين بن العربى فى حلب،
الذى كان أحد رموز المدرسة الإشراقية التى بدأت فى الأندلس عند ابن مسرة.

نحا شهاب الدين السهروردى (549 هـجرية /1155 ميلادية – 588 هجرية / 1191ميلادية)
منْحىً إشراقيًّا عبر الذَّوْق والحدْس والمشاهدة؛
كى يبنى فلسفة كونية تضم المعتقدات المعروفة فى زمانه، بوحى من قلبه وضميره، إذ كان يميل بطبيعته إلى التفلسف، أخذ عن غيره،
وأبدع لما استوت روحه وأشرقت، إذ نزع الحجب عنه، وكشفت بصيرته، أسكره عشق علم النور، وجلال نور الأنوار،
حيث تتم المعرفة التى تختلف من شخصٍ إلى آخر، ولا يمكن لها أن تكون واحدة،
«المعرفة لا تقوم على تجريد الصور بل تقوم على الحَدْس الذى يربط الذات العارفة بالجواهر النورانية صعوداً كان أو نزولاً»، ي
جرِّد معانى الأشياء ومدلولاتها، تحرر من عبودية المادة عبر الرؤيا والتأويل،
وكان فى فلسفته يتبع مبدأ أفلوطين «نحو 205 - 270 ميلادية»: «إننى ربما خلوت بنفسى وخلعت بدنى جانبا».
كما استعار من إشراق قدماء المصريين «الغرب أرض الرقدة والظلمة الكثيفة، بل إنه المكان الذى فيه من فيه يرقدون بأشكالهم المحنطة».

............

ومن مؤلفاته التى عددها تسعة وأربعون مؤلفا بالعربية والفارسية، وهناك مصادر تقول إنها خمسون: حكمة الإشراق، و
المشارع والمطارحات، والمقاومات، وبستان القلوب، والألواح العمادية، والواردات والتقديسات، وهياكل النور،
وكتاب البصر، واللمحات فى الحقائق، والتلويحات، والتلميحات، والمناجاة،
ومقامات الصوفية ومعانى مصطلحاتهم، والتعرّف للتصوّف، وكشف الغطا لإخوان الصفا،
ورسالة المعراج، واعتقاد الحكماء، والغربة الغربية، ورسالة جناح جبريل، وصفير سيمورغ، إ
ضافةً إلى ديوانٍ شعرىّ صغير الحجم عظيم الشِّعر،
إذ تكفى قصيدته الحائية التى تعدُّ من القصائد الكبرى فى الشِّعر العربى، ومطلعها:

«أَبَدًا تَحِنُّ إِلَيكُمُ الْأَرْوَاحُ

وَوصَالُكُمْ رَيْحَانُهَا وَالرَّاحُ

لم يتحمَّل الفقهاء السُّهروردى الذى اعتاد أن يمزج ويؤاخى بين العقل وعلم الظاهر والغيبيات،
وكان رائدا فى ميدانه هذا،
لذا كُفِّر واتهم بالزندقة، وهو الحوار ذاته الذى جرى مع مقتل الحلاج،
الذى اعتبره السُّهروردى أخاه منذ شبابه،
فقد وصف ابن تيمية السُّهروردى: «بالمقتول على الزّندقة»،
وقال فى قتله ابن حجر العسقلانى: «مقتولٌ لسوء مُعتقده».
وقال فى قتله شمس الدين الذّهبى: «أحسنوا وأصابوا»،
وسار فى ركابهم الكثيرون من أهل التشدُّد والسَّلف، مثلما فعلوا مع الشيخ الأكبر محيى الدين بن عربى.

ahmad_shahawy@hotmail.com

أحمد الشهاوى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
السُّهروردى.. شهيد الإشراق الذى قتله صلاح الدين الأيوبى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لقاء تاريخى مع صلاح الدين ... هدية للدرويش
» قصيدة حالي للشيخ صلاح الدين القوصى
» من كلمات صلاح الدين القوصى..WORDS OF SALAH EL DIN AL KOUSY
» من صلوات الشيخ صلاح الدين القوصى سلام الله عليه
» صلاة السر الصغرى _من صلوات الشيخ صلاح الدين القوصى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة المنتديات :: سير وتراجــم الأعلام والنبلاء-
انتقل الى: