منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 من تفسير البحر المديد..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
قدرى جاد
Admin
قدرى جاد


عدد الرسائل : 7202
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 14/09/2007

من تفسير البحر المديد.. Empty
مُساهمةموضوع: من تفسير البحر المديد..   من تفسير البحر المديد.. Emptyالأحد سبتمبر 04, 2022 7:27 am

من تفسير البحر المديد.. Images?q=tbn:ANd9GcToEIZU4ijhEoD54UiiuXWSAvn892BPkIAORg&usqp=CAU
محمد نجيب الباز
555  
التجديد فى فهم القرآن المجيد..
من تفسير البحر المديد..
للإمام أحمد بن عجيبة الحسنى:

{ فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَآءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ } * { يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مْؤْمِنُونَ } *
{ أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَآءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ } * { ثُمَّ تَوَلَّوْاْ عَنْهُ وَقَالُواْ مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ } * { إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَآئِدُونَ } *
{ يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ } 10 ـ 16 الدخان
الإشارة: { فارتقب } أيها العارف { يوم تأتي السماء بدخان مبين } أي: يوم يبرز من سماء الغيوب بدخان الحس،
وظلمة الأسباب تغشى قلوب الناس، فتحجبهم عن شمس العرفان، هذا عذاب أليم موجع للقلوب،
حيث حجبها عن حضرة علاّم الغيوب. وأما العارف فشمسه ضاحية، ونهاره مشرق على الدوام، كما قال شاعرهم:
لَيلِي بوجهكَ مشْرقٌ     وظلامُهُ في الناس سَارِ
الناسُ في سَدَفِ الظَّلامِ     ونحنُ في ضوءِ النَّهارِ
وقال آخر:
طَلَعتْ شَمْسُ مَن أُحبُّ بِليلٍ     فَاسْتَنارَتْ فما تلاها غُروبُ
إِن شمسَ النَّهارِ تَغْربُ بِليلٍ     وشَمسُ القُلوبِ لَيْسَت تغِيبُ
قال القَشيري: قيامة هؤلاء - أي الصوفية - مُعَجَّلة لهم، يوم تأتي السماء فيه بدخان، مبين، وهو باب غيبة الأخبار،
وانسداد باب ما كان مفتوحاً من الأنس بالأحباب. قلت: وأحسن من عبارته أن تقول: وهو باب غيبة الأنوار، وانسداد نبع الأسرار. ثم قال: وفي معناه قالوا:
فلاَ الشمس شَمْسٌ تستنيرُ ولا الضحى     بطَلْقٍ ولا ماءُ الحياة بباردِ
هـ.
وقوله تعالى: { ربنا اكشف عنا العذاب } قال القشيري: وقد يستزيد هؤلاء العذاب على العكس من أحوال الخلق، وفي ذلك أنشدوا:
وكلُّ مآربي قدْ نِلْتُ مِنها     سِوى مُلكِ وَدِّ قَلْبي بالعذاب
فهم يسألون البلاء بدل ما يستكشفه الخلق، وأنشدوا:
أَنْتَ البلاَءُ فكيف أرجوا كَشْفه     إنَّ البلاء إذا فقدتُ بلائي
هـ.
قلت: وأصرح منه قول الشاعر:
يا مَنْ عَذَابي عذبٌ في مَحَبَّته     لاَ أشْتكِي منك لا صَدّاً ولا مَلَلا
وقول الجيلاني رضي الله عنه:
تَلَذُّ ليَ الآلامُ إِذ كنتَ مُسقِمي     وَإن تَخْتبِرني فهي عِنْدي صنَائِعُ
تَحكَّمْ بما تَهْواه فيَّ فإنني     فَقِيرٌ لِسلطانِ المحبة طائِعُ
قوله تعالى: { أنَّى لهم الذكرى } أي: كيف يتّعظ مَن تنكَّب عن صحبة الرجال، وملأ قلبه بالخواطر والأشغال؟
وقد جاءهم مَن يدعوهم إلى الكبير المتعال، فأنكروه، وقالوا: مُعَلَّمٌ مجنون، إنا كاشفوا العذاب عن قلوبهم من الشكوك والخواطر قليلاً،
حين يتوجهون إلينا، ويفزعون إلى بابنا، أو يسمعون مِن بعض أوليائنا، ثم تكثر عيهم الخواطر،
حين تنقشع عنهم سحابة أمطار الواردات من قلوب أوليائنا، إنكم عائدون إلى ما كنتم عليه،
{ يوم نبطش البطشة الكبرى } هي خطفة الموت، فلا ينفع يفها ندم ولا رجوع،
بل يورثهم حزناً طويلاً، فلا يجدون في ظلال انتقامنا مقيلاً، فننتقم ممن أعرض بسريرته عن دوام رؤيتنا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
قدرى جاد
Admin
قدرى جاد


عدد الرسائل : 7202
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 14/09/2007

من تفسير البحر المديد.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: من تفسير البحر المديد..   من تفسير البحر المديد.. Emptyالأحد سبتمبر 04, 2022 7:32 am

877
محمد نجيب الباز
1 ي ·
التجديد فى فهم القرآن المجيد..
من تفسير البحر المديد..
للإمام أحمد بن عجيبة الحسنى:
{ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ } * { وَقِيلِهِ يارَبِّ إِنَّ هَؤُلاَءِ قَوْمٌ لاَّ يُؤْمِنُونَ } *
{ فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلاَمٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ } 87 ـ 89 الزخرف
قلت: { قِيلهِ }: مصدر مضاف لفاعله، يقال: قال قولاً وقالاً وقيلاً ومقالاً. واختلف في نصبه،
فقيل: عطف على { سِرَّهُمْ } [الزخرف: 80] أي: يعلم سرهم ونجواهم وقيلَه، وقيل: عطف على محل " الساعة " ،
أي: يعلم الساعة ويعلم قيلَه، ويجوز أن يكون الجر والنصب على إضمار القسم،
وحذفه، كقوله تعالى: { قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ } [ص: 84] وجوابه: { إن هؤلاء.. } الخ.
الإشارة: العجب كل العجب أن يعلم العبد أنه لا خالق له سوى ربه، ولا محسن له غيره،
وهو يميل بالمحبة أو الركون إلى غيره، وفي الحِكَم:
" والعجب كل العجب ممن يهرب مما لا انفكاك له عنه، ويطلب ما لا بقاء له معه، فإنها لا تعمى الأبصار،
ولكن تعمى القلوب التي في الصدور " ويقال لمَن دعا إلى الله فلم ينجح دعاؤه: { فاصفح عنهم وقل سلام... } الآية.
وبالله التوفيق... وصلّى الله على سيدنا محمد وآله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
قدرى جاد
Admin
قدرى جاد


عدد الرسائل : 7202
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 14/09/2007

من تفسير البحر المديد.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: من تفسير البحر المديد..   من تفسير البحر المديد.. Emptyالأحد سبتمبر 04, 2022 7:37 am

قدرى جاد كتب:
888
محمد نجيب الباز
2 ي  ·
التجديد فى فهم القرآن المجيد..
من تفسير البحر المديد..
للإمام أحمد بن عجيبة الحسنى:
{ قُلْ إِن كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَاْ أَوَّلُ الْعَابِدِينَ } * { سُبْحَانَ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ } *

{ فَذَرْهُمْ يَخُوضُواْ وَيَلْعَبُواْ حَتَّى يُلاَقُواْ يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ } * { وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمآءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ } *
{ وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } *
{ وَلاَ يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلاَّ مَن شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } 81 ـ 86 الزخرف
الإشارة: قل يا محمد: إن كان للرحمن ولد، على زعمكم في عيسى والملائكة، فأنا أولى بهذه النسبة على تقدير صحتها؛
لأني أنا أول مَن عبد الله في سابق الوجود؛ لأن أول ما ظهر نوري، فعَبَد اللّهَ سنين متطاولة؛ ثم تفرّعت منه الكائنات،
ومَن سبق إلى الطاعة كان أولى بالتقريب، فلِمَ خصصتم الملائكة وعيسى بهذه النسبة،
وأنا قد سبقتهم في العبادة، بل لا وجود لهم إلا من نوري، لكن لا ولد له، فأنا عبد الله ورسوله.
قال جعفر الصادق: أول ما خلق الله نور محمد صلى الله عليه وسلم قبل كل شي،
وأول مَن وحّد الله عزّ وجل من خلقه، دُرة محمد صلى الله عليه وسلم، وأول ما جرى به القلم " لا إله إلا الله محمد رسول الله ".
قاله الورتجبي. ففي الآية إشارة إلى سبقيته صلى الله عليه وسلم، وأنه أول تجلٍّ من تجليات الحق،
فمِن نوره انشقت أسرار الذات، وانفلقت أنوار الصفات، وامتدت من نوره جميع الكائنات.
قوله تعالى: { فذهرم يخوضوا... } الخ، كل مَن خاض في بحار التوحيد بغير برهان العيان،
تصدق عليه الآية، وكذا كل مَن اشتغل بغير الله، وبغير ما يُقرب إليه؛ فهو ممن يخوض ويلعب،
وفي الحديث: " الدنيا ملعونة ملعونٌ ما فيها إلا ذِكْرَ الله، وما والاَه، أو عالماً أو متعلماً "
وقوله تعالى: { ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة... } الخ.
قال القشيري: وفي الآية دليل على أن جميع المسلمين تكون شفاعتهم غداً مقبولة. هـ.
أي: لأنهم في الدنيا شَهِدوا بالحق، وهو التوحيد عن علم وبصيرة، لكن في تعميمه نظر؛
لأن الاستثناء، الأصل فيه الاتصال،
ولأن مَن شهد بالحق مستنثى من { الذين يدعون من دونه } - وهم الملائكة، وعيسى، وعزير،
فهم الذين شَهِدُوا بالحق ممن دعوا من دون الله، وشفاعة مَن عداهم مأخذوة من أدلة أخرى.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
قدرى جاد
Admin
قدرى جاد


عدد الرسائل : 7202
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 14/09/2007

من تفسير البحر المديد.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: من تفسير البحر المديد..   من تفسير البحر المديد.. Emptyالأحد سبتمبر 04, 2022 7:40 am

3333
من تفسير البحر المديد..
للإمام أحمد بن عجيبة الحسنى:
@{ إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ } * { لاَ يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ } * { وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُواْ هُمُ الظَّالِمِينَ } *
{ وَنَادَوْاْ يامَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَّاكِثُونَ } * { لَقَدْ جِئْنَاكُم بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ } * { أَمْ أَبْرَمُواْ أَمْراً فَإِنَّا مُبْرِمُونَ } *
{ أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لاَ نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُم بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ } 74 ـ 80 الزخرف
قلت: { خالدون }: خبر " إن " ، و { في عذاب }: معمول الخبر، أو: خبر، و " خالدون " خبر بعد خبر.
الإشارة: قوله تعالى: { إن المجرمين... } الخ.. أما أهل الشرك فقد اتفق المسلمون على خلودهم،
إلا ما انفرد به ابن العربي الحاتمي والجيلي، فقد نقلاً خبراً مأثوراً: أن النار تخرب، وينبت موضعها الجرجير،
وينتقل زبانيتها إلى خزنة الجنان، فهذا من جهة الكرم وشمول الرحمة لا يمنع، ومن جهة ظواهر النصوص معارض،
وباطن المشيئة مما اختص الله تعالى به.
ونقل الجيلي أيضاً في كتابه (الإنسان الكامل): أن بعض أهل النار أفضل عند الله من بعض أهل الجنة يتجلّى لهم الحق تعالى في دار الشقاء.
ونقل أيضاً: أن بعض أهل النار تعرض عليهم الجنة فيأنفون فيها، وان بعض أهل النار يتلذّذون بها كصاحب الجرب.

وذكر بعضهم أن أهل النار يتطبعون بها، كالسمندل، فهذه مقالات غريبة، الله أعلم بصحتها. وعلى تقدير وقوعها في غيب مشيئته تعالى،
فلعلها في قوم مخصوصين من المسلمين ختم لهم بالشقاء بعد مُقاساة شدائد الطاعة، أو: في قوم من أهل الفترة لم يكن فيهم إذاية، أو صدر منهم إحسان،
والله أعلم بأسرار غيبه، وأما أهل التوحيد فحالهم في النار أرفق من هذا، بل حالهم فيها أروح من حال الدنيا من وجه.
قال القشيري: ولقد قال الشيوخ: إن حالَ المؤمنين في النار - من وجه - أرْوَحُ لقلوبهم من حالهم اليوم في الدنيا؛ لأن اليوم خوف الهلاك؛ وغداً يقين النجاة، وأنشدوا:
عَيبُ السلامة أَنَّ صاحبَها مُتَوَقِّعٌ لِقَوَاصِمِ الظَّهْرِ
وفَضِيلَةُ البَلْوَى تَرَقُّبُ أهلِها عُقْبَى الرَّجَاءِ ودَوْرَةُ الدَّهْرِ
ثم قال في قوله تعالى: { ونادوا يا مالك } لو قالوا: يا مَلِك بدل من يا مالك لكان أقربَ إلى الإجابة،
ولكنَّ الأجنبيةَ حالت بينهم وبين ذلك. هـ. أي: تعلقهم بالمخلوق دون الخالق. وقوله تعالى: { أم أبرموا أمراً... } الخ،
هي عادته تعالى مع خواصه كيفما كانوا، يرد كيد مَن كادهم في نحره. وقوله تعالى: { أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم... } الخ،
قال القشيري: إنما خوَّفهم بسماع الملائكة، وكتابتهم أعمالهم عليهم، لغفلتهم عن الله، ولو كان لهم خبر عن الله لما خوّفهم بغير الله،
ومَن عَلِمَ أن أعماله تُكتَبُ عليه، ويُطالَب بمقتضاها، قلَّ إلمامُه بما يخاف أن يُسأَلَ عنه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
قدرى جاد
Admin
قدرى جاد


عدد الرسائل : 7202
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 14/09/2007

من تفسير البحر المديد.. Empty
مُساهمةموضوع: رد: من تفسير البحر المديد..   من تفسير البحر المديد.. Emptyالأحد سبتمبر 04, 2022 7:48 am

44445
محمد نجيب الباز

التجديد فى فهم القرآن المجيد..
من تفسير البحر المديد..
للإمام أحمد بن عجيبة الحسنى:
{ الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ } * { ياعِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ } *
{ الَّذِينَ آمَنُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ مُسْلِمِينَ } * { ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ } *
{ يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } *
{ وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } * { لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِّنْهَا تَأْكُلُونَ } 67 ـ 73 الزخرف
الإشارة: كل خُلة وصحبة تنقطع يوم القيامة، إلاَّ خُلة المتحابين في الله،
وهم الذين ورد في الحديث: أنهم يكونون في ظل العرش، والناس في حر الشمس، يغشى نورُهم الناسَ في المحشر،
يغبطهم النبيون والشهداء لمنزلتهم عند الله. قيل: يا رسول الله، مَن هؤلاءِ؟ صفهم لنا لنعرفهم، قال: " رجالٌ من قبائلَ شتى، يجتمعون على ذكر الله ".
وقد ورد فيهم أحاديث، منها: حديث الموطأ، عن معاذ، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
" قال الله تعالى: " وَجَبَتْ محَبتِّي للمُتَحَابِّين فِيَّ، والمُتَجالِسينَ فيّ، والمُتبَاذِلينَ فِيّ، والمُتَزَاوِرينَ فِيّ " ،
وفي رواية أبي مُسلم الخولاني: قال صلى الله عليه وسلم: " المتحابُّون في الله على مَنَابرَ من نورٍ، في ظِلِّ العرشِ، يوم لا ظِلَّ إِلا ظِلُّه " ،
وفي حديث آخر: " ما تحابّ اثنان في الله إلا وُضِعَ لهما كُرسِيّاً، فيجلِسَانِ عليه حتى يَفْرغَ من الحساب "
وقال صلى الله عليه وسلم: " إنَّ المُتَحَابِّين في الله لَتَرى غُرفَهُم في الجنة كالكوكب الطَّالِعِ الشَّرقِي أو الغربي،
فيقال: مَن هؤلاء؟ فيقال: هؤلاء المُتَحَابُّونَ في الله عزّ وجل ".
وفي رواية: " إنّ في الجنة غُرَفاً يُرى ظواهِرُها مِن بَوَاطِنِها،
وبَواطِنُها من ظَواهرها، أعدَّها الله للمُتحابِّين في الله، والمُتَزَاورِينَ فيه، والمُتباذِلين فيه "
وفي لفظ آخر: " إنَّ في الجنة لعُمُداً من ياقوتٍ، عليها غُرَفٌ من زَبَرْجد، لها أبواب مُفَتَّحَةٌ؛
تُضيء كما يُضيء الكوكب الدُّرِّي،
قلنا: يا رسول الله، مَن يَسْكُنُها؟
قال: المتحابُّون في الله، والمتباذِلُون في الله، والمتلاقون في الله، مكتوب على وجوههم، هؤلاء المتحابون في الله "
وفي الأثر أيضاً: إذا كان يوم القيامة: نادى منادٍ: أين المتحابون في الله؟ فيقوم ناس - وهم يسير - فَيَنْطَلِقُون إلى الجَنَّ سِرَاعاً،
فَتَتَلقَّاهم الملائكة: فيقولون: رأيناكم سِراعاً إلى الجنة، فمَن أنتم؟ فيقولون: نحن المتَحَابُّون في الله؛
فيقولون: وما كان تحابُّكُم؟ فيقولون: كنَّا نتحاب في الله؛ ونتزاورُ في الله، ونتعاطف في الله، ونتباذل في الله،
فيُقال لهم: ادخلوا الجنة، فَنِعْمَ أَجْرُ العاملين. هـ. من البدور السافرة. والتباذل: المواساة بالبذل.
وذكر في الإحياء شروط المتحابين في الله، فقال رضي الله عنه: اعلم أن عقد الأخوة رابطة بين الشخصين،
كعقد النكاح بين الزوجين، ثم قال: فَلأخيك عليك حق في المال،
وفي النفس، وفي اللسان، وفي القلب. وبالعقو، وبالدعاء، وذلك تجمعه ثمانية حقوق.
الحق الأول: في المال بالمواساة، وذلك على ثلاثة مراتب؛
أدناها: أن تُنزله منزلة عبدك وخادمك، فتقوم بحاجاته بفضله مالك، فإذا سنحت له حاجة،
وعندك فضلة أعطيته ابتداءً، فإذا أحوجته إلى سؤال فهو غاية التقصير.
الثانية: أن تنزله منزلة نفسك، وترضى بمشاركته إياك في مالك، فتسمح له في مشاركته.
الثالثة - وهي العليا -: أن تؤثره على نفسك، وتقدم حاجته على حاجتك، وهي رتبة الصدّيقين، ومنتهى درجات المتحابين.
الحق الثاني: الإعانة بالنفس في قضاء الحاجات، والقيام بها قبل السؤال،
وهذا أيضاً لها درجات كالمواساة، فأدناها: القيام بالحاجة عند السؤال،
ولكن مع البشاشة والاستبشار، وإظهار الفرح. وأوسطها: أن تجعل حاجته كحاجتك، فتكون متفقداً لحاجته،
غير غافل عن أحواله، كما لا تغفل عن أحوال نفسك، وتغنيه عن السؤال.
وأعلاها: أن تؤثره على نفسك، وتقدم حاجته على حاجتك، وتؤثره على نفسك، وأقاربك، وأولادك.
كان الحسن يقول: إخواننا أحبُّ إلينا من أهلينا وأولادنا؛ لأن أهلينا يذكروننا الدنيا، وإخواننا يذكروننا في الآخرة.
الحق الثالث: على اللسان بالسكوت، فيسكت عن التجسُّس، والسؤال عن أحواله،
وإذا رآه في طرقه فلا يسأله عن غرضه وحاجته، فربما يثقل عليه، أو يحتاج إلى أن يكذب،
ويسكت عن أسراره التي بثها إليه، فلا يبثها إلى غيره، ولا إلى أخص أصدقائه، ولا يكشف شيئاً منها ولو بعد القطيعة، وليسكن عن مماراته ومدافعته في كلامه.
الحق الرابع: على اللسان بالنطق، فيتودد إليه بلسانه، ويتفقده في أحواله،
كالسؤال عن عارض عرض له، وأظهر شغل القلب بسببه، فينبغي أن يظهر له بلسانه كراهتها.
والأحوال التي يُسِرُّ بها، ينبغي أن يظهر له بلسانه كراهتها.
والأحوال التي يُسِرُّ بها، ينبغي أن يظهر له بلسانه مشاركته في السرور بها. فمعنى
الأخوة: المساهمة في السراء والضراء، ويدعوه بأحب أسمائه في حضوره
ومغيبه، ويُثني عليه بما يعرف من محاسن أحواله، عند مَن يريد هو الثناء عنده، وكذا على أولاده وأهله، حتى على عقله، وخُلُقه،
وهيئته، وخطه، وشعره، وتصنيفه، وجميع ما يفرح به، من غير كذب ولا إفراط، ويذب عنه في غيبته مهما قُصد بسوء، ويُعلمه مما علّمه الله وينصحه.
الحق الخامس: العفو عن الزلاّت والهفوات، فإن كان زلته في الدين؛ بارتكاب معصية، فليتلطّف في نصحه، فإن بقي مُصرّاً،
فقد اختلف الصحابة في ذلك، فذهب أبو ذر إلى مقاطعته، وقال: إذا انقلب أخوك عما كان عليه فأبغضه من حيث أحببته.
وذهب أبو الدرداء، وجماعة، إلى خلاف ذلك،
وقال أبو الدرداء: إذا تغيّر أخوك عما كان عليه فلا تدعه لأجل ذلك؛ فإن أخاك يُعوجُّ مرة، ويستقيم أخرى.
وهذا ألطف وأفقه، وذلك لما في هذه الطريق من الرفق، والاستمالة، والتعطُّف، المفضي إلى الرجوع والتوبة.
وأيضاً: للأخوة عقد، ينزل منزلة القرابة، فإذا انقعدت وجب الوفاء بها،
ومن الوفاء: ألا يهمله أيام حاجته وفقره، وفقر الدين أشد من فقر المال.
ثم قال: والفاجر إذا صَحِبَ تقيّاً وهو ينظر إلى خوفه رجع عن قريب، ويتخلّى من الإصرار،
بل الكسلان يصحب الحريص في العمل، فيحرص، حياءً منه، وإن كانت زلته في حقك فلا خلاف أن العفو والاحتمال هو المطلوب. هـ.
قلت: ولعل حق القلب يندرج هنا مع المحبة وشهود الصفاء منه.
الحق السادس: الدعاء له في حياته ومماته بكل ما يُحب لنفسه وأهله. قلت: ومن ذلك زيارة قبره، وإيصال النفع له في ذلك الوقت.
الحق السابع: الوفاء والإخلاص. ومعنى الوفاء: الثبات على الحب، وإدامته إلى الممات، معه ومع أولاده وأصدقائه.
الحق الثامن: التخفيف وترك التكليف والتكلُّف، فلا تُكلف أخاك ما يشق عليه؛ بل تُرَوح سره عن مهماتك وحاجاتك،
وترفهُه عن أن تحمّله شيئاً من أعبائك، ولا تكلفه التواضع لك، والتفقُّد والقيام بحقوقك، بل ما تقصد بمحبته إلا الله تعالى. هـ. باختصار.
وفي وصية القطب ابن مشيش، لأبي الحسن رضي الله عنهما: لا تصحب مَن يُؤثر نفسه عليك، فإنه لئيم؛
ولا مَن يُؤثرك على نفسه، فإنه قلما يدوم؛ واصحب مَن إذا ذكر ذكر الله، فالله يغني به إذا شهد،
وينوب عنه إذا فُقِدْ، ذكره نور القلوب، ومشاهدته مفاتح الغيوب.
ومعنى كلام الشيخ: لا تصحب مَن يبخل عنك بما عنده من العلوم، ولا مَن يتكلّف لك، فإنه لا يدوم، وهذه صحبة الشيخوخة.
وقال صلى الله عليه وسلم: " مَثَلُ الأَخَوَيْنِ كَمَثَلِ اليَدَيْنِ، يَغْسِلُ إِحداهُما الأُخرى، وكَمَثَلِ البُنْيَان يَشُدُّ بَعْضُه بعضاً " وفي معناه قيل:
إِنَّ أخَاكَ الحقَّ مَن كَانَ مَعَك وَمَن يَضُرُّ نَفْسَه لِيَنْفَعَك
وَمَنْ إِذا رَأَى زَمَاناً صَدَّعَكَ شَتَّتَ فِيكَ شَمْلَهُ لِيَجْمَعَك
وهذا في حق الإخوان، والله تعالى أعلم.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من تفسير البحر المديد..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» البحر المديد في تفسير القرآن المجيد
» { الأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ }تفسير البحر المديد.. للإمام أحمد بن عجيبة الحسنى
» * تفسير تفسير القرآن / ابن عربي (ت 638 هـ)
» تفسير سورة الفاتحة .كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن من كلام الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي
» تفسير سورة البقرة .كتاب تفسير القرآن الكريم رحمة من الرحمن في تفسير وإشارات القرآن الشيخ الأكبر محيي الدين ابن العربي الطائي الحاتمي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى ::  حضرة السمـــــــاع و الصــــور :: القرآن الكريم -
انتقل الى: