منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
أهلاً ومرحباً بك
يشرفنا دخولك منتدى المودة العالمي
منتدى المودة العالمى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى المودة العالمى

ســـاحة إلكـترونية جــامعـة
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 أبناء قابيل: بين لعنة التغريب والبعث المؤنْسِن

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
قدرى جاد
Admin
قدرى جاد


عدد الرسائل : 7271
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 14/09/2007

أبناء قابيل: بين لعنة التغريب والبعث المؤنْسِن  Empty
مُساهمةموضوع: أبناء قابيل: بين لعنة التغريب والبعث المؤنْسِن    أبناء قابيل: بين لعنة التغريب والبعث المؤنْسِن  Emptyالسبت يناير 28, 2023 5:13 am

مقال: أسماء السكوتي

المقال خاص بـBoring Books
أبناء قابيل: بين لعنة التغريب والبعث المؤنْسِن  Cain
من الحكايات ما قتل، ومنها ما خدع، ومنها كذلك ما أنجب حكايات أخرى لا حصر لها؛ حكايات قد لا تمدنا بجديد عن الحكاية الأم، بقدر ما تطلعنا على رواتها وكيف كيَّفوا الأصل لرؤاهم وحَيَّنوه ليناسب واقعهم. حكاية قابيل قاتل هابيل واحدة من هذه الحكايات الولَّادة التي لم تتوقف عن الإنجاب منذ الزمن الأول، ورغم بداياتها المقدسة التي كانت كفيلة لتثبيتها في صورة واحدة، إلا أنها ما لبثت تتطور وينضاف إلى أحداثها تفاصيل وصور يختلط فيها الخيال بالمقدس والرمزي. لاحقًا، سينتقل قابيل للسينما والأدب لتنقلب رمزيته رأسًا على عقب؛ بدلًا من أن يكون المجرم الأول في التاريخ الآدمي، سيغدو أبًا للقُبَحاء والمنبوذين ولكل أولئك الذين يعيشون بلا أرض. لفهم تحوُّل قابيل من شخصية مغضوب عليها سماويًّا إلى شخصية مأساوية بشرية تثير من التعاطف أضعافَ ما تثير من الغيظ، لا بُدَّ من الوقوف عند ثلاث نقط محورية: أولها، اللعنة التي تلت الجريمة وحكمت على قابيل بالغربة، ثانيها، الفئات التي نسبت إلى قابيل ونصبته أبًا عليها، وأخيرًا، البعث الرمزي لقابيل في الأدب والسينما وكيفية تَحْيينه ليرمز للمرفوضين في كل زمن ومكان. سيعتمد المحوران الأول والثاني على العهد القديم وقصص الأنبياء والتفاسير، لن يأتيا بجديد، ذلك أن رهانهما هو بناء التصور الديني الذي يوحِّش الشخصية قبل الانتقال لنصوص رمزية أربعة (ثلاث سينمائية ونص روائي) انتزعت من قابيل وحشيَّته وبَأَّرَتْ إنسانيته ومعاناته.

1. اللعنة: التيه والبقاء
لنبدأ من الإصحاح الرابع في سفر التكوين. تبدأ القصة بولادة قابيل (أو قايين بالتعبير اليهودي) الابن البكر لآدم والعامل في الأرض. بعد زمن لا نعرف مداه يقف الابن البكر والفلاح مادًا بثمار أرضه للرب، وبجواره أخوه هابيل مربي الماشية الذي يدفع قربانًا «من أبكار غنمه وسمانها»[1]. من المثير أن نلاحظ، أن مَن سيغدو لاحقًا قاتلًا هو مَن قدَّم الزرع وثمار الأرض، فيما قدَّم المقتولُ الدمَ! نحن الذين أتينا بعد انقضاء هذه الأحداث بزمن، ندرك من تعاليم الديانات السماوية الثلاثة أن القرابين لا بُدَّ أن تكون من لحم ودم، ولكن كيف كان لقابيل أن يعرف آنذاك، ألم يكن يقدم نتاج يده وما تتيحه وظيفته كعامل في الأرض؟ لاحقًا، في تفسير قصة الأخوين في التراث الإسلامي، اعتذر العلماء (ابن كثير، الجزائري، الكاشاني...) لعدم قبول قربان قابيل بأنه قدَّم زرعًا رديئًا، بينما قدَّم أخوه أسْمَن ماشيته. بالعودة إلى العهد القديم، نجد أن الرب نظر إلى قربان هابيل، وأشاح بنظره عن قربان الأخ الأكبر. إثر هذا الإنكار أو التعامي تدب في قابيل نيرانُ الحسد، ويقتل أخاه، لتحل عليه لعنة الرب الذي يعلن:

«فالآن ملعون أنت من الأرض التي فتحت فاها لتقبل دم أخيك من يدك. متى عملت الأرض لا تعود تعطيك قوتها. تائهًا وهاربًا تكون في الأرض». فقال قايين للرب: «ذنبي أعظم من أن يُحتَمل. إنك قد طردتني اليوم عن وجه الأرض، ومن وجهك أختفي وأكون تائهًا وهاربًا في الأرض، فيكون كل من وجدني يقتلني». فقال له الرب: «لذلك كل من قتل قايين فسبعة أضعاف يُنْتَقم منه». وجعل الرب لقايين علامة لكيلا يقتله كل من وجده».[2]

هنا نحن أمام عقوبتين؛ العقوبة الأولى هي التيه والغربة الأبديَّتيْن، أما الثانية فهي تحريم قتل قابيل ليُترَك هكذا مع ذنب جريمته وغربته إلى ما شاء الله. من الجلي أن المنطق الذي يحكم العقوبتين هو «العقاب من جنس العمل»، وكما تُقْطَع يدُ اللص ولسانُ الكاذب، فإن عقاب القاتل لا محيص من أن يكون في حرمانه من الموت باعتباره خلاصًا ونهاية. أما العقوبة الأولى، أي الحرمان من الأرض والاستقرار، فتخضع بدورها للمنطق ذاته، إذ ما الذي سيكون أشد وطأةً على رجل لا يعرف غير الحرث والزرع، من أن يضيع في بلاد الله الواسعة دون أرض. ولكن، إذا كان العهد القديم قد اكتفى بهاتين العقوبتين المتناسبتين مع جريمة الشخص ونمط حياته، فإن التراث الإسلامي قدَّم تفسيرات وتفاصيل أخرى للعنة، وبدلًا من الاكتفاء بالغربة والبقاء الأبدي، أضاف لعذاب قابيل تلوينات أخرى. نقرأ مثلًا عند ابن كثير (701 – 774 ه):

«ذكر بعضهم أنه لما قتله حمله على ظهره سنة، وقال آخرون حمله مائة سنة! ولم يزل كذلك حتى بعث الله غرابين...»[3]

ويضيف الفيض الكاشاني (ت.1091) في التفسير الصافي:

«قتل قابيلُ هابيلَ وتركه بالعراء لا يدري ما يصنع به فقصده السباع فحمله في جراب على ظهره حتى أروح وعكفت عليه الطير والسباع تنتظر متى يرمي به فتأكله فبعث الله غرابين فاقتتلا...»[4]

يضيف الراوندي (ت. 573 ه) إلى الاثنين أن قابيل اختفى في الجبل هاربًا من آدم، ولم ينزل منه إلا لما مات ليقابل شيث (أو «هبة الله» كما يُسْمَى في التراث الإسلامي).[5] في الروايات الثلاث، يقترن عذاب قابيل الذي امتد سنة أو مئة سنة بهربٍ وحركة مستمرين، إما خجلًا من مواجهة الأب، وإما لحماية الجثة من السباع. وهكذا، تمتد الغربةُ المثقَلة بالذنب المعنوي، وبالجثة الحقيقية التي تعلن عن نفسها بثقلها على ظهر القاتل وبرائحتها التي تمنعه من أن يضعها أرضًا. ولكن، يبدو أن صنوف العذاب هذه لم تكن كافية، فبمجرد موت آدم ودفن هابيل تبدأ سردياتٌ أخرى أكثر درامية، وهذه المرة مع تفاصيل أدق ووطأة أشد. نقرأ في قصص الأنبياء للجزائري توظيفًا جديدًا لعقوبة الحركة الأبدية؛ هذه المرة لا يتحرك قابيل وإنما الشمس هي التي تدور به:

«إن قابيل بن آدم مُعلَّق بقرونه في عين الشمس تدور به حيث دارت في زمهريرها وحميمها إلى يوم القيامة، فإذا كان يوم القيامة صيَّره الله الى النار».[6]

يأبى الرواندي أن يبقى عقاب قابيل محصورًا على الشمس وحدها، فيضيف إليها ملكيْن مُوكَليْن به «يطلعان به مع الشّمس إذا طلعت، ويغربان به مع الشمس إذا غربت، وينضجانه بالماء الحار مع حر الشمس حتى تقوم الساعة».[7] أما الشيخ حسين الديار البكري، صاحب تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس، فيضيف تأويلًا جديدًا للعنة، فبدلًا من تعليقه في الشمس من قَرنيْه يزعم أن ملكًا كُلِّف بجرِّه والطواف به حول الأرض سبع مرات، يقول:

«دعا آدمُ على قابيل فأمر اللهُ تعالى الأرضَ بأن تخسفه فخسفته إلى ركبتيه ثم كان من مناجاته (يا رب أنت أرحم الراحمين لا تترك رحمتك لذنبي) فأمر اللّه الأرض أن تطلقه وأتاه ملك فكسر رجليه ويديه وقيده وغله وطاف به مجرورًا على الأرض في الدنيا كلها سبع مرَّات وكان يُعذَّب في هذه الطوفات في الشتاء بجبال الثلج وفي الصيف بجبال النار».[8]

تمتد السردياتُ لتخبرنا أن اللعنة لم تشمل قابيل وحده، بل وكذلك الأرض ومن عليها، لتعلن أن التناغم والانسجام في الكون قد اختلَّا لحظة الجريمة، جاء في حياة الحيوان الكبرى للدميري:

«وكان قبل ذلك السباع والطيور تستأنس بآدم، فلما قتل قابيل هابيل، هربت منه الطير والوحش، وشاكت الأشجار، وحمضت الفواكه، وملحت المياه، وأغبرت الأرض».[9]

هروب الحيوانات، الشوك، الحموضة والغبار: أربع إشارات على اختفاء آخر لمحات الجنة، وبدء معاناة بني آدم؛ أو بالأصح بني قابيل، ذلك أن لأبناء شيث المستقرين في مكان واحد أن يدجنوا من البهائم ما شاؤوا، أن ينتظروا نضجَ الثمار دون أن يذوقوا حموضتَها، أن يتعرَّفوا على عذب المنابع دون التعرض لمالحها، ولهم كذلك أن يحتموا من الغبار إذا ما هاج ببيوتهم. من جهة أخرى، ليس للغريب والتائه إلا ما تَمن به الصدفةُ صببًا من العذب والناضج. هكذا، تتواصل عذاباتُ قابيل من شمس حارقة وأرض شائكة إلى أن يقتله ابنه الأعمى حسب رواية الطبري[10]. ولنلاحظ هنا أن العمى ضروري للحكاية، ليس فقط لأن كل أبناء قابيل مقترنون بعيوب خَلقية وخُلقية (كما سنرى في المحور التالي) بل كذلك لأن الأعمى وحده من لا يرى الإشارة المثبتة على جبين قابيل، لوصمه بأبدية العذاب وتحريم الموت.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
قدرى جاد
Admin
قدرى جاد


عدد الرسائل : 7271
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 14/09/2007

أبناء قابيل: بين لعنة التغريب والبعث المؤنْسِن  Empty
مُساهمةموضوع: رد: أبناء قابيل: بين لعنة التغريب والبعث المؤنْسِن    أبناء قابيل: بين لعنة التغريب والبعث المؤنْسِن  Emptyالسبت يناير 28, 2023 5:14 am

2. أبناء قابيل أو رباعية النفي
بحسب العهد القديم، يغادر قابيل إلى أرض عدن حيث ينجب حنوك، هذا الأخير الذي يوصَف الجيلُ الخامس من أبنائه كالآتي:

«يابال الذي كان أبًا لساكني الخيام ورعاة المواشي. ويوبال الذي كان أبًا لكل ضارب بالعود والمزمار. وتوبال الضارب كل آلة من نحاس وحديد».[11]

ما الذي يجمع هاته الفئات الثلاث إلا النفي؟ النفي الفضائي الذي يدفع الرُّحَّل للسكن في الخيام وتربية المواشي، بما أن لا أرض لهم ليأكلوا من ثمارها، والنفي الأخلاقي الذي يجعل من ضاربي العود والمزامير مقرونين بالتفاهة والانحلال حتى يومنا هذا، وأخيرًا النفي الطبقي الذي يجعل من الحدَّادين طبقة سفلى مرتبطة بالوسخ والعطن من الأفضل تجنُّب صحبتها، لأنها إما أن تحرق ثيابك، وإما أن تجد منها ريحًا منتنة.

إذا كانت السردية اليهودية قد اكتفت بوَصْم نسل قابيل إما أخلاقيًّا (ضارب العود والمزمار)، وإما طبقيًّا (الرُّعاة، سُكَان الخيام، الحدَّادين)، فإن التراث الإسلامي جعل أبناء قابيل أول من عَبَدَ الأصنام، كما جعلهم أول من «اتخذ آلات اللهو من اليراع والطنبور، والمزامير، والعيدان، والطنابر، وانهمكوا في اللهو وشرب الخمر وعبادة النار والزنا والفواحش».[12] بالإضافة إلى صنوف النفي الثلاثة (الفضاء، الأخلاق، المجتمع)، تطالعنا قصصُ الأنبياء بنفيٍ رابع مؤسِّس ومُفسِّر لسلوك هؤلاء المنبوذين أو أبناء المنبوذ، وهو النفي المعرفي. يقول الراوندي:

«إن قابيل أتى هبةَ الله عليه ‌السلام، فقال: إن أبي قد أعطاكَ العلم الذي كان عنده، وأنا كنت أكبر منكَ وأحق به منك، ولكن قتلتُ ابنه فغضب عليَّ فآثرك بذلك العلم عليَّ وأنّك والله إن ذكرت شيئًا ممَّا عندك من العلم الذي ورَّثَك أبوك لتتكبر به عليَّ ولتفتخر عليَّ لأقتلنَّك كما قتلت أخاك فاستخفى هبة الله بما عنده من العلم لينقضي دولة قابيل (...) فحدَّث هبةُ الله ولدَه بالميثاق سرًّا، فجرت والله السُّنة بالوصيَّة من هبة الله في ولده، ومن يتخذه يتوارثونها عالمٌ بعد عالم، وكانوا يفتحون الوصيَّة كلَّ سنة يومًا فيحدِّثون أنَّ أباهم قد بشَّرهم بنوحٍ عليه‌ السلام».[13]

إذا كانت المعرفة قد بقيت حكرًا على شيث (أو هبة الله) ومتوارثة بين أبنائه دون غيره، فمن المنطقي إذن أن تقترن المفاسدُ والسوء بأبناء قابيل، ذلك أن الجهل أبو الشرور، ولكن، المثير أن الوَصْم لم يقف هنا، بل تجاوزه للتشكيك في آدمية أبناء قابيل وتوحيشهمMonsterise ، إلا أن هذا التوحيش لم يكن قصرًا على التراث الفقهي العربي، ففي بداية الملحمة الإنجليزية الكلاسيكية Beowulf التي أُلِّفتْ في القرن العاشر الميلادي، يشير المؤلِّفُ المجهول إلى أن الوحش جريندل هو واحد من أحفاد قابيل، جاء في النص:

«انتقم الإله الأبدي لجريمة قتل هابيل. قابيل لم يستشعر أي لذة من الصراع، ولكن حُكِمَ عليه بأن يُنْفَى بعيدًا عن الجنس البشري لفداحة ذنبه. من نسله وُلِدَ كلُ الأشرار: الغيلان والأقزام والوحوش وغيرهم من الجبابرة الذين لزمن طويل حاربوا الإله».[14]

بالعودة للتراث العربي، نجده يخلق سرديةً مشابهة، تجعل من قابيل ثمن الذنب الذي اقترفه آدم في الجنة، مما يجعله جديرًا بأن يكون «إمامًا للكفرة والظلمة ويأجوج ومأجوج من نسله»[15]. ولإضفاء المزيد من الدرامية على حكاية قابيل وأبنائه، يضيف الجزائري وغيره لحكايتهم جِنيَّة، (وأي حكاية تخلو من جِنيَّةٍ!). هكذا، نقرأ في قصص الأنبياء للجزائري:

«إن الله عز وجل أنزل حوراءً من الجنة إلى آدم فزوَّجها أحد ابنيه وتزوج الآخر إلى الجن فولدتا جميعًا، فما كان من الناس من جمال وحسن خلق فهو من الحوراء وما كان فيهم من سوء الخلق فمن بنت الجان».[16]

لا يحتاج الأمر إلى كثير من الحنكة والدهاء حتى ندرك أي الأخوين تزوَّج من حوراء، وأيهما تزوَّج من جِنيَّة وافتتح نسلَ الشريرين والقبيحين. ولكن يبقى أن هذا الفقيه نفسه (الجزائري)، وفي نفس الكتاب الذي اقتطفت منه الاقتباس السابق، هو من أشار إلى أن نبي الله الخضر كان اسمه «خضرويه بن قابيل بن آدم»[17]. لعل هذه الإشارة الخاطفة للعلاقة بين الخضر وقابيل، هي اللمحة الوحيدة الإيجابية في حضور بطلنا في النصوص المقدسةـ ولكن لنتذكر أن الخضر، على الأقل في سورة «الكهف» لم يتبد بوصفه شخصيَّةً خيِّرةً للوهلة الأولى في أثناء مرافقته موسى، وكان علينا أن ننتظر نهاية القصة لنتعرَّف الحكمة من قتله الصبي وخرقه السفينة، ولعل الأمر نفسه مع قابيل، ربما نحتاج لقراءة المزيد من حكاياته حتى نرى بعده الإنساني.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
قدرى جاد
Admin
قدرى جاد


عدد الرسائل : 7271
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 14/09/2007

أبناء قابيل: بين لعنة التغريب والبعث المؤنْسِن  Empty
مُساهمةموضوع: رد: أبناء قابيل: بين لعنة التغريب والبعث المؤنْسِن    أبناء قابيل: بين لعنة التغريب والبعث المؤنْسِن  Emptyالسبت يناير 28, 2023 5:15 am

3. البعث الرمزي: الأنسنة
أ. في السينما
ولتكن البداية مع فيلم «رسائل البحر» (2010) للمخرج المصري داوود عبد السيد، فيلم يستحق كل أبطاله لقب أبناء قابيل، فبالإضافة إلى يحيى المتهته والجارة السحاقية والحبيبة المومس وبيسا الراقصة الذين اجتمعت فيهم كل الوسوم النفسية والاجتماعية والخُلقية السلبية، تطالعنا شخصية حارس الملهى الليلي القبيح الذي لا يشارك قابيل اسمه فحسب، بل وجريمته كذلك. يجعل عبدُ السيد من قابيل قبيحًا بل ومثيرًا للفزع، مما يجعله مناسبًا لوظيفة البودي جارد التي لم يجد غيرها بسبب شكله. يبدأ الفيلم وينتهي بمشهدٍ للبحر الممتد رمزًا لامتداد الغربة التي تعيشها الشخصيات، ومع ذلك ما يفتأ الفيلم أن يضيف لونًا جديدًا من الغربة؛ غربة لا تتعلق بالفضاء وإنما بالذاكرة، في شخص قابيل الذي يصاب بورمٍ في الدماغ يجعله أمام خيارين: إما الموت، وإما العلاج الذي حتمًا سيُفْقِده ذاكرته. في البداية يرفض قابيل العلاجَ ويفر من غرفة العمليات حتى لا ينسى نفسه وحبيبته، والأهم من الاثنين: جريمته التي كانت بغاية الدفاع عن النفس. يختار الموتَ (على الأقل هو يملك خيارَ الموت بعكس قابيل الأب الأول) بدلًا من فقدان آخر بصيص للتوبة والغفران. ولكنه في النهاية يجد مفرًا من معضلته، يكسر حتمية الاختيار بين الموت أو النسيان، بأن يقبل إجراء العملية ولكن فقط بعد أن يحكي لحبيبته كل حكاياته ويأتمنها على كل صوره. بعبارة أخرى، يجعل من الحبيبة وعاءً لذاكرته ونصًا حيًّا ينقذه من غربة النسيان. ليتضح من ثَمَّ، أن الفيلم لم يؤنْسِن قابيل فحسب، بل ومنحه ما أنكرته عليه النصوص المقدسة كذلك، أي الخلاص Redemption.

إذا عدنا لسنة 1985، مع عاطف الطيب الملقب بـ«مخرج الناس الغلابة»، وفيلمه «الزمَّار» الذي لم يشِر صراحةً إلى حكاية قابيل ولم يجعل أيًا من الشخصيات يحمل اسمه، إلا أنه كحكايته، يبدأ بالغربة وينتهي بالقتل. كل الشخصيات تشارك قابيل حكايته بطريقتها الخاصة: العمال البعيدون عن الأهل والأرض في سبيل لقمة العيش في معاملٍ مُغْبَرة، مريم الغجرية التي حُرِقتْ أرضها واضْطُرَّتْ إلى الزواج من قاتل أبيها، وأخيرًا، حسن الزمَّار والشاب الثوري الذي يُحْكَم عليه بالغربة والترحال الأبديين لفراره من السجن بسبب مسرحية كتبها في الجامعة. يبدأ الفيلم بمشهد لمريم الغجرية (أو الغازيَّة بالتعبير المصري) التي تأبى أن تبقى حبيسة الجدران، وتمشي في الليل لتذكرنا باللعنة التي حرَّمَتْ على الغرباء القرارَ والاستقرار. وكما تداوي مريمُ غربتَها بالمشي، يداوي العمال في المشهد التالي غربتهم بالإنصات إلى حسن وألحان نايه الحزينة. مع عاطف الطيب إذن، نتخلص من الإيحاءات السلبية للمزمار والشعر والحركة التي لا هدف لها، لتُبْعَث كلها في هيئة الخيط الوحيد الذي يبث الحياة في هذه الشخصيات التراجيدية. في المقابل من هؤلاء المنبوذين والمظلومين، يتربع أصحابُ الأرض الذين لم يتركوا ولم يعرفوا غيرها؛ في العلن يعلنون أنهم حُماة الأخلاق، وفي السر تتجلى شرورهم. وفي الصراع الأبدي بين الشر والخير، يطالعنا صوت البطل ليشارك غربته الأبدية شِعْرًا، في بحثٍ مستميت وعبثي عن المحطة:

«أسافر أسافر

أهاجر أهاجر

متى تجد المحطة وترسى يا حائر

مُرْ السؤال لمن لا يجد للطريق آخر

إلى أين يأخذك القطار.. القطار يأخذني بلا محطة

وآه يا أبتاه

لا دار ولا مرسى ولا صبية».

على عكس قابيل، يُقتَل الغريب المُطارَد ومعه الغجرية، وتكون آخر جملة تسمعها مريم من زوجها قبل أن يقتلها: «نعم، نحن من قتلناه»، والهاء هنا تعود على أبيها صاحب الحانة الذي يرمز لكل المنبوذين من الغجر والغرباء الذين يسكنون على هامش القرية، لأنهم ممنوعون من السكنى فيها مثل أبيهم الأول قابيل. أما آخر جملة يسمعها البطل قبل إطلاق النار عليه فقد كانت «اهرب، انفذ بشبابك»، ولكن يبدو أن الموت هو الختام الوحيد الممكن للغربة.

يبقى فيلم ثالث وأخير، لا دخل له بموضوعة الغربة وإنما بالرقابة، هو فيلم «الأصليين» لمروان حامد (2017). حينما يُسْأَل البطلُ المضاد عن شخصه يكون أول رد له: «أنا أخوك الكبير» في إحالة على The Big Brother ونظام الرقابة في رواية «1984» لجورج أورويل. ومع إلحاح البطل في السؤال عن هويته، يُضْطَرُّ «الأخ الأكبر» إلى ذكر الحكاية المؤسِّسة لجماعته، يقول:

«أنت طبعا تعرف حكاية قابيل وهابيل، قابيل الأخ الشرير الذي قتل الأخ الطيب مِثلك، في هذه الحكاية هناك شخص ناقص، الشخص الذي فضَّل ألا يُذكَر اسمه، هذا الشخص هو من أخذ لهابيل حقه من قابيل. هذا الشخص، نحن أبناؤه».

يطالعنا هنا خيط جديد من الحكاية الأصلية، فبالإضافة لخيطي القاتل والمقتول، وخيط الأخ الثالث الذي احتفظ بالمعرفة لنفسه ولخلفائه، يتبدى خيطٌ رابع لأب الشرطة والمخابرات السرية، أو ربما يكون هو الأعمى ابن قابيل الذي ذكر الطبري أنه قتل أباه عن غير قصد، ومن ثمَّ، قد يكون قابيل أبا المخبرين ورجال الشرطة بدورهم! عمومًا سواء أصدقت حكاية الأخ الأكبر أم كذبت، فإنها تبقى دليلًا على أن شخصية قابيل لا زمنية، وإن اختلفت نوايا ودواعي بعثها من جديد. ومن يدري؟! لعل الحكم ببقاء قابيل الأبدي، تمثَّل في بقائه حكايةً لا تنتهي وإن انتهى وجوده المادي.

2. في الأدب
كانت أهم لحظة بَعْث لبطلنا المأساوي قابيل، كانت مع رواية الكاتب البرتغالي جوسيه ساراماجو «قابيل» (2010)، الذي دفع ببطله إلى مقامات غربة متعددة؛ تتجاوز الترحال في الأرض إلى الترحال في الزمن المقدس، ليقابل هارون وموسى، ويعمل في إسطبل أيوب، وينقذ إسحاق من سيف أبيه. بين لحظة الجريمة التي تبدأ بها الرواية، ولحظة العزلة المطلقة التي تُخْتَتم بها، يعيش قابيل في غربتين، فضائيَّةٍ وزمنيَّة، لا يفهم لهما سببًا، فبمجرد أن يستأنس بمكانٍ وأناسٍ جُدُد، يجد نفسه فجأة في مكان وزمان مختلفين دون سابق إنذار. ولكنه في كل هذا، لا يُحْرَم من حواراته الداخليَّة التي تحاول أن تضفي شيئًا من المعنى على غربته المُضاعَفة. الغربة التي يصورها ساراماجو غربة مُضاعَفة، تَضم إلى قسوة التيه وطأةَ الزمن وتحوُّلاتَه، إلا أنها مع ذلك غربةً رحيمة، إذ ما تفتأ تُعوِّض البطلَ بلقاءات حميمة وحوارات تكسر عزلته، كما تمكنه من مقاماتٍ تخاطُبيَّة مع السماء، سواء في شخص الملائكة أو في الرب، ولعل أهم هذه الحوارات، الحوار الأول الذي جمع بين الإله وقابيل، والذي أعاد فيه ساراماجو كتابة الحوار السابق ذكره من سفر التكوين:

«ماذا فعلتَ بأخيك؟ سأل [الرب]، فرد قابيل بسؤالٍ آخر، هل أنا حارس لأخي، لقد قتلتُه، أجل، ولكن المذنب الأول هو أنت، لأنني كنتُ مستعدًا لتقديم حياتي فداءً لحياته لو لم تدمر لي حياتي، إنما أردتُ اختبارك، ومن أنت لتختبر من خلقته بنفسك، إنني الرب الأعلى للأشياء كلها، وستقول إنك رب على الكائنات كلها، ولكن ليس على شخصي وحريتي، حرية من أجل القتل، مثلما كنتَ أنت حرًا في تركي أقتل هابيل بينما بوسعك منع ذلك، كان يكفيك التخلي لحظة واحدة عن كبرياء عصمتك (...) هذا الدم يطلب ثأرًا، ألح الرب، إن كان الأمر كذلك ، فعليك أن تثأر لميتة حقيقية وميتة أخرى لم تتحقق، أوضح ما تقول، لن يروقك ما ستسمعه، هذا لا يعنيك، تكلم وحسب، الأمر بسيط جدًا، قتلتُ هابيل لأنني لا أستطيع قتلك أنت، ولكنك في نيتي ميت بدورك (...) أما أنا فلأنني قتلتُ، يمكن أن أتعرض للقتل على يد أي شخص يلقاني، لن يكون الأمر كذلك، سأتوصل إلى اتفاق معك، أتتوصل إلى اتفاق مع المنبوذ، سأله قابيل دون أن يصدق ما سمعه، فلنقل إنه اتفاق مسؤولية مشتركة عن موت هابيل، أنت تعترف إذن بحصتك من الذنب، إنني أعترف، ولكن لا تخبر أحدًا بذلك، سيكون سرًا بين الإله وقابيل (...) حصتي من الذنب لا تغفر عن حصتك منه، ولسوف تنال عقابك، وما هو العقاب، ستمضي تائهًا وهائمًا على وجهك عبر الدنيا، بما أن الحال هكذا، سيكون بإمكان أي شخص أن يقتلني، لا لأني سأضع علامة على جبهتك، لن يلحق أحد بك الأذى».[18]

في الرواية، يخرج قابيل من سلبيته ويورط الإله في الجريمة، ولكن ذلك لا يغيِّر من قدره شيئًا، سيسافر ويسافر، مُرافَقًا بصوت الراوي الذي لا يخفي انحيازه لقابيل، فيرسمه لأعيننا بطلًا مأساويًّا:

«مطاردًا هائمًا على وجهه، مُلاحَقًا بخطواته نفسها، ملعونًا، قاتلًا للأخ، ذو مبادئ طيبة لا تتوافر إلا لقليلين (...) ها هو يذهب بعيدًا جدًا، وإن يكن في غير الاتجاه الذي تنبأ به الأب. كان يجرجر قدميه، متقدمًا في عالم غير واقعي دون أن تظهر لعينيه أنقاضُ كوخ ولا إشارة لأي نوع من الحياة، عزلة مؤثرة تزيد فيها السماء اللبدة من التهديد بوابل مطر وشيك (...) نام كما يفترض بحجرٍ أن ينام، بلا وعي، وبلا مسؤولية، وبلا ذنب، وإن كانت أول كلمات قالها حين استيقظ، مع أول أضواء الصباح، لقد قتلتُ أخي. لو كانت الأزمنة أخرى، فربما كان سيبكي، ربما كان سيشعر باليأس، ربما كان سيلطم صدره ورأسه، ولكن لأن الأمور كانت على ما هي عليه، وكان العالم، عمليًّا، قد دُشِّنَ للتو، وكنا لا نزال نفتقر إلى كلمات كثيرة لنبدأ بمحاولة القول من نحن»[19].

هنا مربط الفرس، في فقر الكلمات. ربما كان العجز عن الكلام مصيبة قابيل الأولى؛ لو أنه استطاع أن يكلِّم أخاه أكثر، ربما ما كان لينقم عليه ولا ليقتله، لو أنه رفع يديه بالدعاء والتوبة بعد جريمته، لو أنه كتب معاناته وقصته، لربما كنا رأيناه بغير عيون الكتب السماوية، التي من حيث أرادته عبرةً ركزت على الجانب الوحشي وحده. لربما كنا رأينا فيه الإنسان الذي فقد أخاه، الغريب الذي فقد أرضه، والمنبوذ الذي فقد اعتراف أهله. لكنا رأينا فيه إنسانًا مُحاصَرًا بين الفقد والنفي.

خاتمة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
قدرى جاد
Admin
قدرى جاد


عدد الرسائل : 7271
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 14/09/2007

أبناء قابيل: بين لعنة التغريب والبعث المؤنْسِن  Empty
مُساهمةموضوع: رد: أبناء قابيل: بين لعنة التغريب والبعث المؤنْسِن    أبناء قابيل: بين لعنة التغريب والبعث المؤنْسِن  Emptyالسبت يناير 28, 2023 5:16 am

خاتمة
ختام القول: بانتقالنا من خطاب المقدس إلى خطاب الأدب يتخلص قابيل من أبوَّته للمجرمين والغيلان والوحوش، ليُعوِّضها بأبوَّته للغرباء والمنبوذين، ليغدو من ثمَّ شخصية مأساوية لها صوتها ومعاناتها وذنوبها كغيره من البشر. وفي ظني، أن قابيل لم يخطئ في شيء كما أخطأ في توقيت جريمته، ذلك أنه من أهل البداية والزمن الأول (وللبداية دائمًا وزنها وحمولاتها الفلسفية والتأسيسية)، في حين أنه لو كان قتل في زماننا هذا؛ زمن الحروب والحوادث، لما كان ليُحْكَم عليه بأكثر من المؤبد أو حتى الشنق. ربما لهذا الفرق الزمني، وجدنا في زمننا من يفهمه، بل ومن يراه ضحيَّةً ويدافع عنه وينطق بصوته، ليس لأننا تعودنا على مناظر الظلم والقتل حتى ما عادت تعني أكثر من حكايات وأرقام، بل لأننا مع ابتعادنا عن البداية المقدسة الواحدة، تشظَّتْ الأفكار وتعددتْ الحقائق وتنسَّبتْ الوثوقيات، وغدا لكل حكاية أكثر من تأويل.

[1] الإصحاح الرابع، سفر التكوين، الكتاب المقدس، الطبعة الثانية (القاهرة: دار الكتاب المقدس، 2008) ص4.

[2] المصدر السابق نفسه، ص 4.

[3] ابن كثير، قصص الأنبياء، تحقيق مصطفى عبد الواحد، ج I، (القاهرة: دار التأليف، 1968)، ص 59.

[4] الفيض الكاشاني، التفسير الصافي، ج II، (طهران: مكتبة الصدر، 1995)، ص 29.

[5] الراوندي، قصص الأنبياء، تحقيق: عبد الحليم عوض الحلي (قم: مكتبة العلامة المجلسي، 1968)، ص 210.

[6] الجزائري، النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين، الطبعة الثانية (بيروت: الأعلمي، 2002)، ص 67.

[7] الراوندي، قصص الأنبياء، تحقيق: عبد الحليم عوض الحلي (قم: مكتبة العلامة المجلسي، 1968)، ص 215.

[8] الشيخ حسين الديار البكري، تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس، الجزء I (بيروت: دار صادر، د.ت)، ص 61.

[9] الدميري، حياة الحيوان الكبرى، الجزء II، الطبعة الثانية (بيروت: دار الكتب العلمية، 2003)، ص 241.

[10] «عن ابن عباس قال: لما قتل قابيل أخاه هابيل أخذ بيد أخته ثم هبط بها من جبل بوذ إلى الحضيض فقال آدم لقابيل: اذهب فلا تزال مرعوبًا لا تأمن من تراه فكان لا يمر به أحد من ولده إلا رماه فأقبل ابن لقابيل أعمى ومعه ابن له فقال للأعمى ابنه: هذا أبوك قابيل فرمى الاعمى أباه قابيل فقتله فقال ابن الأعمى قتلت يا أبتاه أباك فرفع الأعمى يده فلطم ابنه فمات ابنه فقال الأعمى ويل لى قتلت أبى برميتى وقتلت ابني بلطمتي». الطبري، تاريخ الأمم والملوك، الجزء I (ليدن: بريل، 1879)، ص 97.

[11] الإصحاح الرابع، سفر التكوين، ص 5.

[12] الثعلبي، تفسير الثعلبي، ت: أبو محمد بن عاشور، الجزء IV، (بيروت: دار إحياء التراث، 2002)، ص 53.

[13] الرواندي، قصص الأنبياء، تحقيق: عبد الحليم عوض الحلي (قم: مكتبة العلامة المجلسي، 1968)، ص 225-226.

[14] Beowulf, a prose translation, translated by: E. Talbot Donaldson, second edition (New York: Norton & Company, 2002), p5

[15] الشيخ حسين الديار البكري، تاريخ الخميس في أحوال أنفس النفيس، الجزء I (بيروت: دار صادر، د.ت)، ص 61

[16] الجزائري، النور المبين في قصص الأنبياء والمرسلين، الطبعة الثانية (بيروت: الأعلمي، 2002)، ص 67

[17] المصدر السابق نفسه، ص 339.

[18] ساراماجو، قايين، ترجمة: صالح علماني (دمشق: دار دال، 2010) ص 37- 39.

[19] المصدر السابق نفسه، 41-45 ]بتصرف[.

أسماء السكوتي, رسائل البحر, قابيل وهابيل, قايين وهابيل


Asmaa Essakouti

أسماء السكوتي: كاتبة وباحثة، وطالبة دكتوراه في قسم الدراسات العربية بجامعة برلين الحرة بألمانيا. حصلت على شهادة الماجستير في المناهج اللسانية والأدبية من جامعة مولاي إسماعيل بمكناس، وعلى شهادة الماجستير في الأدب المقارن من جامعة الدوحة.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
قدرى جاد
Admin
قدرى جاد


عدد الرسائل : 7271
العمر : 66
تاريخ التسجيل : 14/09/2007

أبناء قابيل: بين لعنة التغريب والبعث المؤنْسِن  Empty
مُساهمةموضوع: هل كل البشر اليوم من نسل قابيل القاتل؟.. لن تصدق عدد أبناء آدم الذين رآهم في حياته   أبناء قابيل: بين لعنة التغريب والبعث المؤنْسِن  Emptyالسبت يناير 28, 2023 5:29 am

بقلم | خالد يونس | السبت 12 مارس 2022 - 08:00 م

يتبادر إلى أذهان كثير سؤال : هل كل البشر اليوم من سلالة قابيل قاتل أخيه هابيل أم  كان هناك أبناء آخرين لآدم عليه السلام وجاءت البشرية من نسلهم.

والإجابة على هذا التساؤل أنه ليس في الكتاب والسنة ما يدل على أن ذرية آدم عليه السلام كانت محصورة في قابيل وهابيل ، بل ينقل العلماء أنه قد ولد لآدم عليه السلام أولاد كثيرون ، ومنهم تناسل البشر ، وهو الذي يدل عليه ظاهر القرآن ، وذلك في قول الله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا) النساء/1 .

قال ابن جرير الطبري رحمه الله : “ذُكر أن حواء ولدت لآدم عليه السلام عشرين ومائة بطن ، أولهم قابيل وتوأمته قليما.

وذُكر أن حواء ولدت لآدم عليه السلام عشرين ومائة بطن ، أولهم قابيل وتوأمته قليما ، وآخرهم عبد المغيث وتوأمته أمة المغيث . وأما ابن إسحاق فذُكر عنه أن جميع ما ولدته حواء لآدم لصلبه أربعون من ذكر وأنثى في عشرين بطنا ، وقال : قد بلغنا أسماء بعضهم ولم يبلغنا بعض" .

وتقول د. آية الجندي، دكتوراه تاريخ إسلامى و تاريخ المغرب والأندلس، جامعة عين شمس، إننا ابناء شيث عليه السلام،أصغر أبناء آدم عليه السلام ويقال أن ولادته كانت عوضاً من الله لسيدنا آدم بعد صبره على مقتل ابنه هابيل..

يقال أن شيث لم يولد مع توأم له على عكس أبناء آدم .. كما أنه ورث النبوة بعد سيدنا آدم.

صحيح أن بعد الطوفان استمرت ذرية سيدنا نوح عليه السلام بناءاً على ما ذُكر فى القرءان… لكن ذلك لا يخرجنا من كوننا أبناء شيث بن آدم، ذلك لأن سيدنا نوح يرجع نسبه إلى شيث بن آدم عليهم السلام آجمعين.

"وقد ذكر أهل التاريخ أن آدم عليه السلام لم يمت حتى رأى من ذريته - من أولاده وأولاد أولاده - أربعمائة ألف نسمة".

ومع ذلك يذكر محمد بن إسحاق – وهو من العلماء بالأنساب والتاريخ - أن أنساب البشر كلهم ترجع إلى شيث بن آدم ، وأن نسل ولد آدم من غير شيث كلهم بادوا وانقرضوا ، وهذا في الغالب مأخوذ عن أهل الكتاب .

"وإلى شيث أنساب بني آدم كلهم اليوم ، وذلك أن نسل سائر ولد آدم غير نسل شيث انقرضوا وبادوا ، فلم يبق منهم أحد ، فأنساب الناس كلهم اليوم إلى شيث عليه السلام">
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أبناء قابيل: بين لعنة التغريب والبعث المؤنْسِن
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» من أبناء الشيخ أحمد ابو الحسن
» رحلة سيدى أبو الحسن_صور سيدى عبد الرحيم القناوى_الجزء الثانى
» أبناء الطريقة النورانية يهنؤون شيخ الطريقة قدَّس الله سره

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى المودة العالمى :: حضرة المنتزهات والرياض  ::  جولة في فضــــاء النت-
انتقل الى: