ـ من اشتغل بمناجاة الله أورثته حلاوة ذكر الله تعالى مرارة ما يلقى إليه الشيطان.
ـ تبقى الإخوان ولا تأمنهم على سرك، احذر أخدان السوء واتهم صديقك كما تتهم عدوك.
ـ لو علمت أن جلوسي في البيت أفضل من خروجي إلى المجلس ما خرجت،
ولو علمت أن جلوسي معكم أفضل من جلوسي في البيت ما جلست،
ولكني إن دخلت اقتضائي العلم لكم، وإن خرجت ناقدتني الحقيقة،
فأنا عند مناقدتي مستحيي، وأنا اقتضاء العلم محجوج.
ـ من استعمل التسويف حسرته يوم القيامة.
ـ قال أبا بكر العطشي لسري السقطي: ماذا أراد أهل الجوع بالجوع؟
فقال: ماذا أراد أهل الشبع بالشبع؟ إن الجوع أورثهم الحكم ، وإن الشبع أورثهم التخم.
ـ قال أحمد بن خلف: دخلت يوماً على السري،
فقال لي: ألا أعجبك من عصفور يجيء على هذا الرواق فأكون قد أعددت له لقيمة فأفتها في كفي فيسقط على أطراف أناملي فيأكل
، فلما كان في وقت من الأوقات سقط على الرواق ففتت الخبز في يدي فلم يسقط على يدي كما كان
، ففكرت في سر العلة في وحشته مني، فوجدتني قد أكلت ملحاً طيباً، فقلت في سري:
أنا تائب من الملح، فسقط على يدي فأكل وانصرف.
ـ هذا الذي أنا فيه من بركات معروف الكرخي، انصرفت من صلاة العيد فرأيت مع معروف صبياً شعثاً .
فقلت: من هذا؟ قال: رأيت الصبيان يلعبون وهذا واقف منكسر فسألته، لم لا تلعب؟
فقال: أنا يتيم .
فقلت: ما ترى أنك تعمل به؟
فقال: لعلي أخلو فأجمع له نوى يشتري به جوزاً فيفرح به.
فقلت له: أعطينيه أغير من حاله.
فقال لي: أو تفعل؟ فقلت: نعم.
فقال لي: خذه أغنى الله قلبك ، فساوت الدنيا عندي أقل من كذا.
ـ ثلاث من أخلاق الأبرار: القيام بالفرائض، واجتناب المحارم، وترك الغفلة.
وثلاث من أخلاق الأبرار يبلغن بالعبد رضوان الله: كثرة الاستغفار، وخفض الجناح، وكثرة الصدقات.
وثلاث من أبواب سخط الله: اللعب، والمزاح، والغيبة ...
والعاشر من هذه الثلاث عمود الدين وذروته وسنامه حسن الظن بالله.
ـ إذا فاتني جزء من وردي لا يمكنني أن أقضيه أبداً.
ـ من لم يعرف قدر النعم سلبها من حيث لا يعلم، ومن هانت عليه المصائب أحرز ثوابها.
ـ اجعل فقرك إلى الله تستغن به عمن سواه.
ـ الأدب ترجمان العقل، ولسانك ترجمان قلبك، ووجهك مرآة قلبك، يتبين على الوجه ما تضمر القلوب.
ـ القلوب ثلاثة: قلب مثل الجبل لا يزيله شيء،
وقلب مثل النخلة أصلها ثابت والريح تميلها، وقلب كالريشة يميل مع الريح يميناً وشمالاً.
ـ أقوى القوة غلبتك نفسك، ومن عجز عن أدب نفسه كان من أدب غيره أعجز، ومن أطاع من فوقه أطاعه من دونه.
ـ لا تصرم أخاك على ارتياب، ولا تدعه دون استيعاب،
ومن علامة المعرفة بالله القيام بحقوق الله وإيثاره على النفس فيما أمكنت كثرة الخطأ.
وخير الرزق ما سلم من خمسة: من الآثام في الاكتساب، والمذلة في الخضوع في السؤال،
والغش في الصناعة، وإثبات آلة المعاصي، ومعاملة الظلمة.
وأحسن الأشياء خمسة: البكاء على الذنوب، واصلاح العيوب، وطاعة علام الغيوب وجلاء الرين عن القلوب،
وألا تكون لها لما تهوى ركوب .
ـ خمسة أشياء لا يسكن في القلب معها غيرها :
الخوف من الله وحده، والرجاء من الله وحده، والحب لله وحده، والحياء من الله وحده، والأنس بالله وحده.
ـ لن يحمد رجل حتى يؤثر دينه على شهوته. ولن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه.
ـ من عرف السبب انقطع عن الطلب.
ـ وقال رجل له: ما بالكم تعجبكم الخضرة؟
فقال: إن القلوب إذا غاصت في بحار الفكرة غشيت الأبصار، فإذا نظرت إلى الخضرة عاد إليها نسيم الحياة.
ـ كل من ذكرني بسوء فهو في حل إلا رجل تعمدني بشيء هو يعلم مني خلافه.
ـ وقال الجنيد، قال: سمعت الحسن البزاز يقول: كان أحمد بن حنبل ها هنا،
وكان بشر بن الحارث ها هنا، وكنا نرجو أن يحفظنا الله بهما، ثم إنهما ماتا وبقي السري
وإني أرجو أن يحفظنا الله بالسري.
= = = = = = =
من كتاب حلية الأوليــاء لأبي نعيم الأصبهاني
= = = = = = =