almosly
عدد الرسائل : 293 تاريخ التسجيل : 19/08/2007
| موضوع: من لم يعرف قدر النعم بوجدانها عرفها بوجود فقدانها الخميس يناير 10, 2008 7:28 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم ويقول رضي الله عنه : من لم يعرف قدر النعم بوجدانها عرفها بوجود فقدانها . قلت والكلام لابن عجيبة: هذا الذي ذكره الشيخ مجرب صحيح وذلك أن العبد قد تترادف عليه النعم والعوافي فلا يعرف قدرها ولا يعظم عنده قدرها فإذا أصابته الغفلة ورجع إلى الحس وفقد قلبه عرف قدر ما كان عنده فإذا التجأ واضطر إلى الله رد إليه ما سلبه . قيل أن الله يقول لجبريل يا جبريل انسخ حلاوة محبتي من قلب عبدي اختبره فينسخ جبريل حلاوة المحبة من قلب ذلك العبد فإذا هو اضطرب وتضرع والتجأ وبكى يقول الله تعالى لجبريل رد عليه حلاوة محبتي فقد وجدته صادقا وإذا نسخ حلاوة المحبة من قلب العبد فلم يبتهل ولم يتضرع لم يرد إليه شيئا وسلبه تلك الحلاوة والعياذ بالله من السلب بعد العطاء ويستعين العبد على معرفة قدر النعم بالتفكر فيها وبالتفكر في حال نفسه قبل وجودها فينظر اذا كان غنيا الى حال فقره المتقدم حسا أو معنى وينظر اذا كان صحيحا الى حال مرضه وينظر اذا كان طائعا في حال عصيانه وينظر اذا كان ذاكرا الى وقت غفلته وينظر اذا كان عالما الى وقت جهله وينظر اذا كان مصاحبا لشيخ عارف الى وقت ضلالته وينظر اذا كان عارفا الى حال جهالته وهكذا كل نعمة ينظر ال وجود ضدها الذي كان موجودا فيه قبل ذلك فلا شك انه يعرف قدرها فيشكرها فتدوم عليه ، واما من لم يتفكر في حال النعم فلا يعرف قدرها فيغفل عن شكرها فيسلب منها وهو لا يشعر ، قال بعضهم : شكر الله تعالى باللسان هو الاعتراف بالنعمة على وجه الخضوع وشكر الله باليد هو الاتصاف بالخدمة على وجه الإخلاص وشكر الله تعالى بالقلب هو مشاهدة المنة وحفظ الحرمة ، وقال الجنيد رضي الله عنه : ألا ترى نفسك أهلا للنعمة وألا تعصى الله بنعمته ، فان قلت كيف أقوم بشكر النعم وهي لا تحصى ؟ قلت: القيام بها هو الاعتراف بها للمنعم وحده ... وبالله التوفيق | |
|