بسم الله الرحمن الرحيم
يقول سيدي ابن عطاء الله رضي الله عنه : المؤمن اذا مدح استحى من الله أن يثنى عليه بوصف لايشهده في نفسه.
قلت (والكلام لابن عجيبة) : قد تقرر أن التحقيق ما ثم الا سابقة التوفيق ومن تمام نعمته عليك أن خلق فيك ونسب إليك ، فاذا أطلق عليك الثناء بشيء لانسبة لك فيه ، وانما أنت محل لظهوره ، فاستحي منه تعالى أن يثني عليك بشيء تعلمه أنه من فعل غيرك ، أو لم يظهر عليك شيء منه أصلا فام مدحت بشيء زائد على ماظهر فيك فاطلب منه القوة على المزيد ، فان ربك فعال لما يريد ولا يضرك مدحك بما تفعل إن لم تقصد التعرض للمدح ، ففي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : أتدرون من المؤمن ؟ قالوا الله ورسوله أعلم . قال : الذي لايموت حتى يملأ مسامعه مما يحب ولو ان رجل عمل بطاعة الله في جوف بيت الى سبعين بيتا على كل بيت باب من حديد لالبسه الله رداء عمله حتى يتحدث الناس بذلك ويزيدون . قيل يارسول الله كيف يزيدون ؟ قال : المؤمن يحب مازاد في عمله (الحديث)
وفي حديث آخر ، قيل يارسول الله الرجل يعمل العمل خفية ثم يتحدث الناس به فيفرح ، فقال عليه الصلاة والسلام : له الاجر مرتين ، أجر العمل وأجر الفرح .
فان مدح بما ليس فيه واغتر بذلك فهو جاهل بربه
. وبالله التوفيق