الرجال، يبحثون دائماً عن امرأة تمَّ تقديرها مسبقاً في خيالاتهم
إن حياتهم العاطفية إذا قُدر أن تكون لهم حياةٌ عاطفية.. هي
إما سفرٌ لاينتهي بحثاً عن امرأةٍ تشبه مايريدون ..
أو نحتٌ متوالٍ على امرأةٍ حاضرةٍ لجعلها كما يريدون...
في آخر المطاف سيصلون إلى امرأةٍ ثابتة؛
إما حقيقية، أو منحوتة،، يا للملل!!..
صوفيا، حالةٌ متحولةٌ، لأن الجزء الدماغي المسؤول عن الخلق والابداع عندها يبدو واسعاً..
إن صوفيا عندما تكذب ، فإنها تُبدع بالضرورة، الكذب إبداع ماليس موجوداً
والصدق اتباعٌ لحقيقة موجودة..
الصادقون اطهارٌ ، أنقياء، أي شيء، ولكنهم أكثر بلادةً من الكاذبين، لايمكن أن ننكرَ ذلك..
إن صوفيا التي قد لايراها غيري من الرجال، امرأةٌ تستحق الاهتمام، تبدو عندي امرأة عظيمة!..
امرأة نهرية لايعنيني مجراها، المهم أنها لاتكف عن الجريان...
لاأتخيل أن أقضي حياتي سعياً وراء ثابت.. مهما كان نفيساً وجليلاً، فالثبات بحد ذاته نسقٌ وضيع..
لايثبت إلا الشيء البليد، لايركد إلا الماء الآسن، لايستيقن إلا العقل الكسول..
إن الله نفسه عندما أراد أن يكون إلهاً عظيماً لم يكن مستقراً على عرش فقط..
إن الله سلسلةٌ هائلةٌ جداً من التغيرات الكونية المتعاقبة، متوالية حالات لانهائية عظيمة لاتقف
لاتستقر ، لاتهدأ، ولاتثبت، ولو أنها ثبتت لتكسَّرَ الكون كله مثلما تتكسر آنية زجاج رديئة...
*********
مقطع من رواية صوفيا
صفحة 62 // صوفيا ـ محمد حسن علوان
دار الساقي.... 2004