بشيرالزرقاني مشرف رواق الطريقة العيسوية الشاذلية
عدد الرسائل : 267 العمر : 58 تاريخ التسجيل : 08/03/2008
| موضوع: تاني مشايخ الشيخ الكامل الجمعة مارس 21, 2008 10:29 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
ومن مشايخه أيضا الشيخ عبد العزيز التباع(الحرار)
الشيخ الحرار هو سيدي عبد العزيز بن عبد الحق التباع وربما نطقت اتباع ببعض لهجات المغرب العربي
وكنيته أبو فارس وسمي بالحرار لأنه كان يشتغل بالحرير,
وقد صحب الإمام الجزولي وأخذ عنه وأقام عنده بزاويته بتافوغلت ولم يتم له الفتح أثناء حياة أستاذه فأوصى به قبل وفاته
الي أكبر تلاميذه الشيخ محمد الصغير السهلي قائلا: يا صغير الله الله في عبد العزيز فانه كيمياء, وكان أن اشتهر الشيخ الحرار
بأنه الكيمياء.فأخذه الشيخ السهلي بعد وفاة الأمام الجزولي الي بيته في خندق الزيتون بقبيلة أولاد جامع قرب وادي اللبن من أحواز مدينة فاس.
وكان للشيخ السهلي أسلوب مميز في تربية مريده وأخيه في الطريق الذي أوصاه أستاذه به
فكان يأخذه بالمجاهدة وكسر النفس ومخالفة المألوف بفطمها عما تحب وحملها على خلاف هواها
فلا أكل الا على فاقة ولا نوم الا عن غلبة ولا كلام الا لضرورة ولا فعل الا بنية القرب لله تعال,
فكان يأمره برعي ماشيته والقيام بشؤن بيته من سقى وحطب بعد أن كانت يداه لا تمسان الا الحرير الناعم
ولا ينزل الا حيث يأمر وينهى مع أقرانه من تجار الحرير وأثرياء السوق وأدامه على هذا سنوات عديدة
حتى كان يوم عاصف بالمطر والرياح و الحرار يخدم شيخه كعادته ويرعى ماشيته فنظرت إليه
زوجة الشيخ السهلي السيدة (تاتوا)على بعد وهو حامل شيئا على عنقه وبيده فرقت لحاله وشفعت بحنان الأم
و شفقتها عند زوجها فلما وصل قال له الشيخ: يا ولدي ادع لامك تاتوا, فدعا لها, ثم فال له سر ينتفع بك الناس.
وأنطلق الشيخ الحرار الي مدينة مراكش ليأخذ مكانه بين أكابر العلماء وصفوة الأولياء
واجتمع عليه وانتفع به من الخلق مالا يحصى كثرة وما لا يعد وفرة.
الشيخ محمد بن عيسى في صحبة الشيخ الحرار :
توجه الشيخ محمد بن عيسى حسب وصية أستاذه للشيخ الحرار وكان صاحب الوقت في ذلك الزمان
وكان لقاء روحانيا ظهرت فيه من أسرار الصالحين وأخلاقهم وكراماتهم آيات وصفات, فقد دخل عليه
في زاويته بمراكش وجلس الشيخ بن عيسى حيث انتهى به المجلس
إذ كان الشيخ التباع منشغلا بحلقة علم منهمكا في تعليم المحيطين به من تلامذته آداب وطرق القوم,
فلم فرغ ابتدره الشيح محمد بن عيسى بالقيام والسلام عليه إذ لا يصح أن يقوم الأستاذ لتلميذ أولا
وما أن وقعت عينا الشيخ الحرار على من رأى بتوسم بصيرته عليه أنوار الوراثة وسريانها في اتباعه من بعده
حتى قام إخلالا له وتعظيما لقدره وعانقه قائلا: أهلا وسهلا بالابن الصالح والخليفة الناصح
ونظر إليه نظرة أهل المعرفة التي يدب بها سر النسبة في القلب ونور الوصلة والقرب, حتى أطرق الشيخ محمد بن عيسى رأسه الي الأرض حياء منه .
فقال الشيخ الحرار للشيخ بن عيسى: اسمع مني يا بني ان أخي الشيخ سيدي أحمد الحارثى
قد صفى لك درهمك ولم يطبعه لك وغير المطبوع في السوق لا يجوز فها أنا قد طبعته لك بإذن الله,
فما أتم الأستاذ عبارته حتى تم الفتح للشيخ الكامل ومتلأ مددا عظيما, ثم جدد الأخذ عن الشيخ الحرار وصحبه
وقام عنده والأستاذ يتعهده بالرعاية والعناية ولا يكاد يفارقه ليلا ولا نهارا.
فلقنه الذكر وأعطاه مفاتيح الطريق من أحزب وأوراد و وظائف.
فلقن الأستاذ تلميذه سر العهد وأمره بكتمانه والاحتفاظ عليه وقال له: هو عهد الله لا عهدي ولا يعطى الا من صدر الي صدر,
وأمره أيضا بالتصريف والجلوس لتربية المريدين وإرشادهم الي سبيل الهدى.
فحمد الشيخ الكامل سيدي محمد بن عيسى الله سبحانه وأثنى عليه بما هو أهله
وقال لأستاذه: ياسيدي نريد من فضلكم أن تتمم لي الأذن في قراءة كتاب سيدي محمد بن سليمان الجزولي المسمى بدلائل الخيرات
فقال له: نعم اسمع مني يابني ان الإذن فيه مقصور على صاحبه وهو كبير تلاميذة شيخنا الجزولي أخي الشيخ السهلي
لأن شيخنا رضي الله عنه قد خصه بذلك فاذهب إليه وخذ عنه الطريق كما أخذت عنى
والتمس منه الإذن في قراءة الكتاب لك ولأتباعك وأتباع أتباعك الي ماشاء الله فان شيخنا قد أمره بذلك وأوصاه,
كما أمرني أيضا بأن نعلمك أن الخلافة الجزولية تصير إليك من بعدي وذلك بإذن من الله سبحانه.
وفي المساء طلب الأستاذ من تلميذه الذهاب معه لزيارة الشيخ الجزولي فأتياه معا,
وجلسا تجاه ضريحه المبارك نحو ساعة زمن, قال الشيخ الفجيجي: ان الشيخ محمد بن عيسى اجتمع في هذه الزيارة بالشيخ الجزولي
وأخذ عنه الطريق وأمره بتربية المريدين وإرشادهم على طريقته وبشره بكل خير.
وبعد ذلك فان الشيخ الكامل أستأذن أستاذه في الرجوع الي بلده مكناس فإذن له وأمره بملاقاة كبير تلامذة الأمام الجزولي والأخذ عنه.
هذه الأبيات للشيخ سيدي عبد العزيز التباع (الحرار):
لله في الخلق ما أختارت مشيئته : ما الخير الأ الذي يختاره الله
اذا قضى الله فاستسلم لقدرته : ما للمرء حيلة فيما قضى الله
تجري الأمور لأسباب لها علل : تجري الأمور على ما قدر الله
إن الأمور وان ضاقت لها فرج : كما من أمور شداد فرج الله
ياصحب الهم ان الهم منفرج : أبشر بخير فان الفارج الله
تالله مالك غير الله من أحد : ولا يصيبك الا ما قضى الله
اليأس يقطع أحيانا بصاحبه : لا تيأس فان الصانع الله
الله لي عدة في كل نازلة : أقول في كل شئ حسبي الله.
توفى الشيخ الحرار رحمه الله يوم الثلاثاء 20/صفر/914/هجري,بمدينة مراكش ودفن بها
وقبره الي الآن مزارة لأولى البصائر وعبرة للتأمل والذاكر, روضة للمحبين وبهجة للزائرين
لما يجدونه عنده من حبور وانشراح وبهجة لما جرب من استجابة الدعاء عنده رحمه الله ونفعنا ببركته وأسراره وعلومه. آمين | |
|
ربيع شوايل مشرف مكتبة الصور
عدد الرسائل : 513 العمر : 45 تاريخ التسجيل : 11/03/2008
| موضوع: رد: تاني مشايخ الشيخ الكامل السبت مارس 22, 2008 12:16 am | |
| بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد زين المرسلين وآله وأصحابه أجمعين الله الله الله في الشيخ الحرار الكمياء الصوفية محول النحاس الذهب ,نفعنا الله وإياكم ببركاة الشيخ الحرار شيخ شيخنا الكامل سيدي محمد بن عيسى مشكور ياسيد البشير على الجهد الطيب وجزاك الله خير مع تحياتي | |
|