بسم الله الرحمن الرحيم
ومن مشايخ الشيخ الكامل محمد بن عيسى أيضا:
الشيخ سيدي محمد الصغير السهلي:{وهو الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الكريم العمرى(بسكون الميم) من أولاد عمرو من قبائل عرب سوس,عرف بالسهيلى أو السهلى نسبة الي أخواله السهول ويسميه أستاذه بالصغير بصيغة التصغير وبه عرف.
وهو أكبر تلامذة الأمام الجزولي وصف بطود الولاية المشامخ وجبلها الراسخ كان رضى الله عنه يسقى المريد بهمته وينفعه بنظرته يدل على الله بالإشارة وينير البصائر بالعبارة وصفه العلامة المهدي الفاسي فقال:{كان رحمه الله من أكابر الأولياء المحققين وأحد الأفراد من الواصلين وذوى الهمم العلية من المقربين وكان عند شيخه يصطاظ بهمته ونظرته وكان يغني بنظرته فانتفع به كثيرون وتخرج على يديه رجال كثيرون .
الشيخ الكامل مع الشيخ السهلي رضى الله عنهما:
وبالقرب من مدينة فاس بخندق الزيتون قدم الشيخ الكامل على الشيخ السهلي الذي فرح به فرحا عظيما وضمه الي صدره الشريف وأطلقه قائلا:{مرحبا بالابن المبارك والخليفة الثانى}وجلس الأستاذ مع التلميذ ليسأله عن معلومة يبدو جليا من سؤاله انه لا يجهلها وإنما لحاجة في نفسه فقال: أعد على مقالة أخي الشيخ عبد العزيز التباع عند ملاقاتك إياه واجتماعك به فأجابه قائلا:{ نعم قال لي ان أخي سيدي أحمد بن عمار الحارثى قد صفى درهمك ولم يطبعه لك وغير المطبوع في السوق لا يجوز فها أنا قد طبعته لك.}فأجد الشيخ السهلي حال عظيم وورد عليه وارد كبير ودار دورة حالية وقال له:هلا قال لك ها أنت وربك,فانتقل حال الشيخ الي تلميذه الذي امتد مادة قوية وسرى فيه سر تلك العبارة ونورها.ثم ان الشيخ الكامل جدد أجذ العهد على الشيخ السهلي كما أمره بذلك شيخه التباع ويعني أخذ العهد سريان المدد وانقشاع الحجب وانتقال منهج الشيخ وسره الي مريده ومن هنا قالوا: المريد سر شيخه فترى أن سر هؤلاء المشائخ الأجلة المذكورين ومنهجهم انتقل الي الشيخ الكامل وأنهم قد لقنوه مراحل الطريقة الجزولية الثلاث والمسماة بالتخلي والتحلي والتجلي وتفهم جلال هذه المهمة ان علمت أن أحدا من هؤلاء الكمل كما مر بك لم يستطيع بمفرده القيام بها وأنها كانت في وأحد وتفرقت في ثلاث ثم عادت لتجتمع في وأحد إذ يجل جناب الحق عن أن يكون شرعة لكل وارد وأن يصله الا الواحد بعد الواحد.
وطلب الشيخ الكامل من الشيخ السهلي كتاب دلائل الخيرات والإذن في قراءته له ولأتباعه فأجابه قائلا: نعم وبهذا أمرت, ثم أتى له بنسخة من الكتاب المذكور كتبها بيده وهي أصح النسخ المشار إليها عادة في كتاب دلائل الخيرات وغيرها بالنسخة السهلية وقد صححها الأمام الجزولي وكتب على ظهرها وحواشيها{ضحى يوم الجمعة,16,ربيع الأول,862هجري. وذيلها بهذه الأبيات بخط يده:
{عود لسانك كثرة الصلاة على : محمد خير ما به قد اشتغل
فهو المصيد به يا أيها الرجل : فاصطد به الخير لاتصطد به الحيل
ودم عليها لكي تنجى من وجل :في القبر والحشر لا تبغى به بدلا
من في صحيفته من الصلاة على : محمد قدر سطر يعدل الجبل}.
وكتب على ظهر آخر صفحة من الكتاب:
{كتبت كتابي قبل نطقي بخاطري:وقلت لقلبي أنت بالشوق أعلم
فسلم عليهم يا كتابي وقل لهم : مقامكم عندي عزيز مكرم}.
وقال الشيخ السهلي بعد تسليم الكتاب المبارك الي الشيخ الكاملا اللهم إني أشهدك وأشهد ملائكتك وأنبياءك وأولياءك أني قد بلغت الأمانة لصاحبها. فتناوله الشيخ الكامل وقبله وشكر الله تعالى ثم شكر الشيخ السهلي ودعا كل منهما للأخر ثم استأذنه في الذهاب الي مكناس فأذن له.
(وقد توفى الشيخ السهلي رحمه الله سنة 918 هجري عن سن عالية ويعتقد أنه في سن أستاذه الأمام الجزولي).