هل لأحد السادة الأعضاء فكرة عن الجفر ؟

المشكلة الرئيسية فى هذا الأمر هو الخلط بين مفاهيم عدة ....
مثلا الشبعة يقولون بوجود كتاب الجفر و فيه علم الأولين و الآخرين
و على فكره سيدى علاء هو غير مصحف فاطمة كما هو متفق عليه عند الشيعة و السنة سواء
أما أهل السنة فوقع بينهم خلاف فمنهم من ألحق الجفر بعلم الغيب و نفى نسبته إلى الإمام على
و منهم من ألحق الجفر بعلوم السحر و التنجيم و نفى نسبته إلى الإمام على
و منهم من قال بوجوده و تكلم فيه و هم غالبا الأولياء الصالحين من أهل السنة
و العلماء المحققين فمن العلماء الشيخ الرئيس ابن سينا
و من الأولياء السيد الرفاعى و السيد ابى يزيد البسطامى و السيد محى الدين بن العربى

و الغالب أنه إملاء سيدنا محمد صلى الله عليه و سلّم إلى الإمام على
فكان المفترض أن يكون فى صورة الأحاديث الدالة على ما يكون إلى قيام الساعة
و معروف هذا الصنف من الحديث كما ورد فى حديث اليوم و الليلة الذى حدث فيه رسول الله
صلى الله عليه و سلّم بما هو كائن إلى قيام الساعة فالإتماد على نفيه لتعلقه بالغيب غير جائز
لوجود أصل يثبت تكلم سيد الخلق فى هذا الأمر تفصيلا و الإمام على باب مدينة كما نعلم

لكن الجفر الأصلى كما أشار إليه السيد محى الدين بن العربى ب ( جفر الجفور ) كان الأمر فيه واضحا صريحا بالأسماء و الصفات و الأحداث و التواريخ مما كان سببا فى فتن كثيرة
فبوصوله إلى الإمام جعفر الصادق عليه السلام قام بتلغيزه إلى ما يسمى بجفر الخافية ...

و أصبح هذا التلغيز متعلق بالحروف و الأفلاك التسعة و الاقترانات فدخلت فيه شبهة التنجيم
و لعل هذا كان مقصودا فى التلغيز كى يبعد عنه من ليس من أهل العلم
و أصبح هناك مصطلحين ( الجفر ) و ( علم الجفر )
و لإن علم الجفر تعلقه بالحروف و الأفلاك اختلط بعلم الأوفاق و اختلط بعلم يسمى الزائرجة
و أصبح الكلام على الجفر هو كلام على البسط و التكسير للحروف
و حساب الجمل والدوائر الأبجدية و هذا إلى أن اندثرت معالم الجفر تماما فى هذا الزمان

هذا ما أفهمه تماما بهذا الشأن و قد يكون صوابا أو خطأ إلا ان السيد محمد ماضى ابو العزائم
صاحب الطريقة العزمية قد أورد مفهوما اثار اللبس من جديد
أن الجفر هو إلهام يدركه المرء فى حالة الفناء فيصوغه فى صورة الشعر أو النثر
و هكذا ينفى نسبة الإملاء إلى كتاب الجفر و يتكلم عن تعدد الجفور إلى أنها تعدد إلهامات

فالموضوع شائك إلى حد كبير و قد قرأت فيه كثيرا ما بين كتب و مخطوطات
و لا أدرى ما الصحيح من الغث و الله الميسر للفهم
فآثرت المناقشة فى هذا الأمر معكم لعل الأمر يتضح