.
3. الجَفْر الأحمر : و هو وعاء ( جلد ماعز أو ضأن ) يحتوي على السلاح ، و فيه سلاح رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) .
فقد رَوى المُحَدِّث الكُليني عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ أَبِي الْعَلَاءِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) يَقُولُ : " ... وَ عِنْدِي الْجَفْرَ الْأَحْمَرَ " .
قَالَ قُلْتُ : وَ أَيُّ شَيْءٍ فِي الْجَفْرِ الْأَحْمَرِ ؟
قَالَ : " السِّلَاحُ ، وَ ذَلِكَ إِنَّمَا يُفْتَحُ لِلدَّمِ يَفْتَحُهُ صَاحِبُ السَّيْفِ
لِلْقَتْلِ ... "
و رَوى الشيخ المُفيد ( قدَّس الله نفسه الزَّكية ) عن أبي بصير عن الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام )
أنه قال : " ... و أما الجفر الأحمر فوعاءٌ فيه سلاح رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) و لن يظهر حتى يقوم قائمنا أهل البيت ... "
4. الجَفْر الكبير الجامع
: و هو جلد ثور مدبوغ يشتمل على الجِفار الثلاثة الآنفة الذكر ، أي كتاب الجفر و الجفر الأبيض و الأحمر
و هما مضمومان إلى بعضهما ، و هذا ما يتوصل إليه الباحث بعد دراسة مجموع الأحاديث المروية في موضوع الجفر ،
و الجمع بينها بحيث تصبح منسجمة تُفسر بعضها بعضا .
فقد رُوي عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ قَالَ : سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنِ الْجَفْرِ ؟
فَقَالَ : هُوَ جِلْدُ ثَوْرٍ مَمْلُوءٌ عِلْماً ... "
و رُوي عن علي بن سعد في حديث قال فيه : " ... و أما قوله في الجفر فإنما هو جلد ثور مذبوح كالجُراب ،
فيه كتب و علم ما يحتاج الناس إليه إلى يوم القيامة من حلال و حرام إملاء رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله )
و خطه علي ( عليه السَّلام ) بيده و فيه مصحف فاطمة ، ما فيه آية من القرآن ، و إن عندي خاتم رسول الله
( صلَّى الله عليه و آله ) و درعه و سيفه و لواءه و عندي الجفر على رغم أنف من زعم "
بعد هذه الدراسة يبدو أن الجفر الأخير و هو جلد الثور هو الوعاء الأكبر الذي يضم بقية الجِفار ،
ذلك لأن الرواية الأخيرة تصرح بأن الجفر الكبير
و هو جلد الثور يحتوي على ما تحتويه الجفار الثلاثة من كتاب و علم و سلاح ، فهو الجامع .
أين هذه الجِفار ؟
تَنُصُّ الروايات بأن هذه الجفار إنما هي من مختصات أئمة أهل البيت الإثنا عشر ( عليهم السَّلام )
و هم يتوارثونها و ينظرون فيها و يطلعون على علومها و ليس لأحد سواهم ذلك ، فقد رَوى نُعَيْمٍ الْقَابُوسِيِّ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ
( عليه السَّلام ) أَنَّهُ قَالَ : " إِنَّ ابْنِي عَلِيّاً أَكْبَرُ وُلْدِي وَ أَبَرُّهُمْ عِنْدِي وَ أَحَبُّهُمْ إِلَيَّ وَ هُوَ يَنْظُرُ مَعِي فِي الْجَفْرِ وَ لَمْ يَنْظُرْ فِيهِ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ وَصِيُّ نَبِيٍّ "
الجِفار : جمع جَفْر ، و الجَفْر إستعمل في الأحاديث ـ كما ستعرف من خلال هذه الدراسة ـ في جلد الماعز أو الضأن تارة و في جلد الثور تارة أخرى
.
لا بُدَّ هنا من الإشارة إلى أن هذا الرأي هو نتيجة ما توصل إليه الباحث القدير الشيخ أكرم بركات ،
و هو الرأي الصائب و المختار لدينا ، لمزيد التفصيل يراجع كتاب : حقيقة الجفر ، للشيخ أكرم
بركات ، الطبعة الثانية ، سنة : 1420 هجرية / 1999 ميلادية ، دار الصفوة ، بيروت / لبنان .
[3] المَنيَّة : الموت ، و الجمع منايا ، و علم المنايا هو علم الآجال .
[4] البلية و البلوى و البلاء واحد ، و الجمع البلايا ، يراجع : مجمع البحرين : 1 / 62 ، للعلامة فخر الدين بن محمد الطريحي ، المولود سنة : 979 هجرية بالنجف الأشرف / العراق ،
و المتوفى سنة : 1087 هجرية بالرماحية ، و المدفون بالنجف الأشرف / العراق ،
الطبعة الثانية سنة : 1365 شمسية ، مكتبة المرتضوي ، طهران / إيران .
[5] الرَّزِيَّة و الرزيئة : المصيبة العظيمة ، و الجمع رزايا . [6] لمزيد من التفصيل يراجع : بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 51 / 219 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود باصفهان سنة : 1037 ،
و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .
[7] بحار الأنوار : 51 / 219 ، نقلاً عن إكمال الدين . [8] أي الإمام موسى بن جعفر الكاظم ( عليه السَّلام ) . [9] الجَفْرَة : الأنثى من ولد الماعز إذا كانت بنت أربعة أشهر ، و يُسمَّى الذَّكرُ جَفْراً . [10] بصائر الدرجات : 506 ، لمحمد بن حسن بن فروخ الصَّفار ، المتوفى سنة : 290 هجرية بقم ، في كتابه : الطبعة الثانية ، مكتبة آية الله المرعشي النجفي ، قم / إيران .
[11] بحار الأنوار : 26 / 18 . [12] الكافي : 1 / 240 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ،
سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .
[13] أي الإمام المهدي المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه ) . [15] الإرشاد في معرفة حُجَج الله على العباد : 2 / 186 ، للشيخ محمد بن محمد النُعمان المُلقَّب بالشيخ المُفيد ، المولود سنة : 336 هجرية ببغداد ،
و المتوفى بها سنة : 413 هجرية ، طبعة سنة : 1413 هجرية ، قم / إيران .
[16] هذه التسمية ليست موجودة في الأحاديث ، و إنما سمينا هذا الجفر بهذه التسمية للتمييز بينه و بين الجفار الأخرى ، و لإشتمال هذا الجفر على الجفار الأخرى .
[18] بصائر الدرجات : 156 . [19] أي الإمام موسى بن جعفر الكاظم ( عليه السَّلام ) ، سابع أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) .