العالم
العارف
الواقف
-----
النفري
----
اهداء للشاعرة نضال النجار
--
وقال لي إذا بدت العظمة رأى العارف معرفته نكره وأبصر المحسن حسنته سيئة .
وقال لي كل أحد تضره معرفته إلا العارف الذي وقف بي في معرفته .
وقال لي أول ما ترث وتأخذ معرفتي من العارف كلامه .
وقال لي يتعلق العارف بالمعرفة ويدعي أنه تعلق بي
ولو تعلق بي هرب من النار كما يهرب من النكرة
وقال لي قل للعارفين وقل لقلوب العارفين قفوا لي لا للمعرفة
وقال لي إذا رأيتني وكنت من أهلي وأهل اسمي فحادثتك فذاك علم وتعرفت إليك فذاك علم فحصل بيني وبينك علم وحصل بينك وبين العلم يقين
وقال لي العارف يخرج مبلغه عن الحرف فهو مبلغه وإن كانت الحروف سترة.
وقال لي مبلغ العارف مستقره ومستقره هو الذي إن لم يكن به لم يسكن.
وقال لي الحرف لا يلج الجهل ولا يستطيعه.
وقال لي الحرف دليل العلم والعلم معدن الحرف.
وقال لي أصحاب الحروف محجوبون عن الكشوف قائمون بمعانيهم بين الصفوف
وقال لي العارف يعرف ويعرف الواقف يعرف ولا يعرف
وقال لي أحترق العلم في المعرفة وأحترقت المعرفة في الوقفة .
وقال لي العالم يرى علمه ولا يرى المعرفة ، والعارف يرى المعرفة ولا يراني ،
والواقف يراني ولا يرى سواي .
وقال لي العارف يرى مبلغ علمه والواقف من وراء كل مبلغ .
وقال لي الواقف ينفي المعارف كما ينفي الخواطر.
وقال لي العلم لا يحمل المعرفة أو تبدو عليه، والمعرفة لا تحمل الوقفة أو تبدو عليها .
وقال لي الواقف يرى ما يرى العارف وما هو به، والعارف يرى ما يرى العالم وما هو به .
وقال لي العلم حجابي والمعرفة خطابي والوقفة حضرتي .
وقال لي
حكومة الواقف صمته وحكومة العارف نطقه وحكومة العالم علمه .
وقال لي الوقفة عمود المعرفة والمعرفة عمود العلم.
وقال لي العلم لا يهدي إلى المعرفة والمعرفة لا تهدي إلى الوقفة والوقفة لا تهدي إلي.
وقال لي العالم في الرق والعارف مكاتب والواقف حر.
وقال لي الواقف فرد والعارف مزدوج.
وقال لي أحترق العلم في المعرفة وأحترقت المعرفة في الوقفة
وقال لي
العالم يرى علمه ولا يرى المعرفة
، والعارف يرى المعرفة ولا يراني،
والواقف يراني ولا يرى سواي.
وقال لي العالم يخبر عن العلم ، والعارف يخبر عن المعرفة ، والوافق يخبر عني.
وقال لي
العالم يخبر عن الأمر والنهي وفيهما علمه،
والعارف يخبر عن حقي وفيه معرفته،
والواقف يخبر عني وفي وقفته.
وقال لي
إن خرج العالم من رؤية بعدي أحترق،
وان خرج العارف من رؤية قربي أحترق،
وان خرج الواقف من رؤيتي أحترق.
وقال لي الواقف يرى ما يرى العارف وما هو به، والعارف يرى ما يرى العالم وما هو به
وقال لي العلم حجابي والمعرفة خطابي والوقفة حضرتي.
قال لي حكومة الواقف صمته وحكومة العارف نطقه وحكومة العالم علمه
وقال لي العالم يستدل علي فكل دليل يدله إنما له يدله على نفسه لا علي، والعارف يستدل بي.
وقال لي العلم حجتي على كل عقل فهي فيه ثابتة لا يذهل العقل عنها وأن تذاهل، ولا يرحل عن علمه وان أعرض.
وقال لي يا عارف إن ساويت العالم إلا في الضرورة حرمتك العلم والمعرفة.
وقال لي أكتب حكمة الجاهل كما تكتب حكمة العالم
وقال لي كل ما يخاطب به العلم والعلماء فهو مكتوب على ما أقصى علم العالم فهو يريد أن يعبره ويعبره وأنت تريد أن تقف فيه فهو لا يقف لأن العبارة والعبور حده فكذلك أنت لا تعبره لأنه مقامك .
يا عبد أنا العالم من رآني نفعه العلم، من لم يرني ضره العلم .
يا عبد وسع العلم كل شيء في الغيبة وضاق العلم عن كل شيء في الرؤية .
وقال لي يا عارف إن ساويت العالم إلا في الضرورة حرمتك العلم والمعرف
وقال لي إذا رأيتني وكنت من أهلي وأهل اسمي فحادثتك فذاك علم وتعرفت إليك فذاك علم فحصل بيني وبينك علم وحصل بينك وبين العلم يقين .
وقال لي العلوم كلها حجب كل علم من حجاب نفسه وحجاب غيره .
يا عبد علم رأيتني فيه هو السبيل إلي، علم لم ترني فيه هو الحجاب الفاتن .