aldrwesh Admin
عدد الرسائل : 332 تاريخ التسجيل : 25/07/2007
| موضوع: طس الســـــــراج ( صلى الله عليه وسلم ) الأربعاء أغسطس 29, 2007 5:18 am | |
| * * * طس الســـــراج
سراج من نور الغيب بدا وعاد ، وجاوز السُرجَ وساد
قمر تجلى بين الأقمار ، كوكب برجه في فلك الأسرار
سماه الحق أمياً لجمع همته ، وحرميا لعظم نعمته ، ومكياً لتمكينه عند قربته
شرح صدره، ورفع قدره ، وأوجب أمره ، وأظهر بدره
طلع بدره من غمامة اليمامة ، وأشرقت شمسه من ناحية تهامة ، وأضاء سراجه من معدن الكرامة
ما أخبر إلا بصيرته ، وما أمر بسنته إلا عن حسن سيرته
حضر فأحضر ، وأبصر فأخبر ، وأندر فحضر
ما أبصره أحدٌ على التحقيق ، سوى الصديق
لأنه وافقه ، ثم رافقه
لئلا يبقى بينهما فريق
ما عرفه عارف إلا جهل وصفه ،
" الذين أتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنائهم ، وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون "
أنوار النبوة من نوره برزت ، وأنواره من نوره ظهرت
وليس في الأنوار نورٌ أنور وأقدم في القدم سوى نور صاحب الحرم ، همته سبقت الهمم
ووجوده سبق العدم ، وأسمه سبق القلم، لأنه كان قبل الأمم والشيم
ما كان في الأفاق ، ووراء الأفاق ، ودون الأفاق
ظرف وأشرف وأعرف وأنصف وأرأف وأخوف وأعطف من صاحب هذه القصة
وهو سيد أهل البرية
الذي أسمه أحمد ، ونعته أوحد ، وأمره أوكد ، وذاته أجود ، وصفاته أمجد، وهمته أفرد
يا عجبا ما أظهره وأبصره وأطهره ,أكبره وأشهره وأنوره وأقدره وأصبره
لم يزل كان مشهوراً قبل الحوادث والكوائن والأكوان ، ولم يزل كان مذكوراً قبل القبل وبعد البعد والجوهر والألوان
جوهره صفوي ، كلامه نبوي علمه علوي عبارته عربي قبلته لا مشرقي ولا مغربي
حسبه أبوي رفيقه ربوي ، صاحبه أموي
بإرشاده أبصرت العيون
وبه عرفت السرائر والضمائر والحق أنطقه والدليل أصدقه والحق أطلقه
هو الدليل وهو المدلول ،هو الذي جلا الصدأ عن الصدر المعلول
هو الذي أتى بكلامٍ قديم لا محدث ولا مقول ولا مفعول ، بالحق موصول غير مفصول
الخارج عن المعقول
هو الذي أخبر عن النهاية والنهايات ، ونهاية النهاية
رفع الغمام ، وأشار إلى البيت الحرام ، هو التمام ، هو الهمام، هو الذي أمر بكسر الأصنام
هو الذي كشف الغمام ، هو الذي أرسل إلى الأنام ، هو الذي ميز بين الإكرام والإحرام
فوقه غمامة برقت ، وتحته برقةٌ لمعت وشرقت وأمطرت وأثمرت
العلوم كلها قطرة من بحره ، الحكم كلها غرفةٌ من نهره ، الأزمان كلها ساعةٌ من دهره
الحق به وبه الحقيقة
والصدق به ، والرفق به ، والفتق به ، والرتق به
هو الأول في الوصلة ، والأخر في النبوة ،والظاهر بالمعرفة ، والباطن بالحقيقة
ما وصل إلى علمه عالم ، ولا اطلع إلى فهمه حاكم
الحق ما أسلمه إلى خلقه
لأنه هو ، وإني هو ، وهو هو
ما خرج خارج من ميم محمد ، وما دخل في حائه أحد ، حاءٌ وميمٌ ثانية ، والدال وميمٌ أوله
دالهُ دوائهُ ، ميمهُ محلهُ
حائهُ حالهُ ، ميمٌ ثانيةٌ مقالهُ ، أظهر إعلانه ، أبرز برهانه ، أنزل فرقانه ، أنطق لسانه
أشرق جنانه ، أعجز أقرانه ، أثبت بنيانه ، رفع شانه
إن هربت من ميدانه
فأين السبيل بلا دليل ، يا أيها العليل ، وحكم الحكماء عند حكمتهِ ككسيبٍ مهيل . | |
|