كريم البيان في شرح الأذان

الحمد لله المنزه عن كل شيء وعـَزّت معرفته فلا يُدرك بالمعقول، والصلاة والسلام على سيدنا أحمد محمد المحمود النبي العبد الرسول، إسراء القبول، ومعراج الوصول، وغاية المأمول، صلوات ربـّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ووراثه ونوابه مفاتيح الوصول...
وبعد...
السلام عليكم ورحمة الله تعالى العظيم الكريم الحكيم العدل وبركاته...

كريم البيان في شرح الأذان
لسيدي الفقير إلى الله تعالى
الشيخ باسل صالح جرار
رضي الله تعالى عنه

يقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ( إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله و أرجوا أن أكون أنا هو فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة).
اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت سيدنا محمداً الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة وابعثه اللهم المقام المحمود الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد.
هذا ما سنتكلم عنه بموضوعنا هذا. هذا الشيء وتلك الكلمات والجُمَل وما لها من واقع حق، ونبحث شيئاً بسيطاً من بعض معانيها لأن معانيها لا تحتملها السماوات والأرض لولا لطف الله سبحانه وتعالى.
أولا: صيغة الأذان هذه جاءت بروايات كثيرة منها أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه رأى في المنام هذه الصيغة فأخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بذلك فأقرّها النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وقال هذه رؤيا حق وأمر أن يُعمل بها ويُرفع الأذان بها، وقد كان بعض الصحابة رضي الله تعالى عنهم حاضراً عندما قال سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه للنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ما رأى فقال: وأنا يا رسول الله رأيت ما رأى عمر بن الخطاب.
ومنهم من قال أنها وردت هذه الرؤيا على أكثر من صحابي رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم. ومنهم من قال أنها وحي من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فرواياتها كثيرة ومتعددة. هذه الكلمات التي جلجلت السماوات والأرض والتي يجب أن يخضع لها كل جبار عنيد، فهذه الكلمات تحمل معاني الدين كله، معاني الترقي كلها وتحمل كل المقامات التي يمكن أن يرتقي لها المسلم الحق، فيها المعاني التي خـُلـِق الخلق من أجلها ولها. تلك الكلمات التي كم ضحّى من أجلها مسلمون كثيرون على مرّ التاريخ لكي تبقى مرفوعة، واسم (الله أكبر) يجلجل في مآذن المسلمين بصوت المؤذنين الذين قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عنهم: ( أطول الناس أعناقا يوم القيامة المؤذنون ). خمس مرات يُرفع الأذان يومياً ولا تمرّ دقيقة أو وقت إلا ويُرفع آذان في جميع بقاع الأرض حتى يسمعه ساكن الأرض والسماء، ما معاني تلك الكلمات؟ وما علاقتها بالخالق وبالخلق؟ بالمكوِّن وبالكون؟ وما علاقتها بذات الإنسان بكيانه بالكامل؟ لماذا لا تقوم الصلاة إلا بها؟ بتلك الكلمات؟ ما أمرها؟
تبدأ بالتكبير ومن ثم الشهادتين ثم دعوة للصلاة ومن ثم دعوة للفلاح ومن ثم تكبير وتنتهي بلا إله إلا الله هذه الكلمات التي ليس لمعانيها حد ولا حصر. الله عز وجل يقول في كتابه العزيز:{وَلَذِكْرُ اللهِ أكبَرُ واللهُ يَعْلَمُ ما تَصْنَعُونَ } العنكبوت/٤٥، التكبير هذا ما بدء بهذا الأذان إلا لكي يعلن الحق لكل الخلق والكون أنه لا يوجد هناك من يكبّر الله سبحانه وتعالى حق التكبير كما يريد الله عز وجل الا الله جل وعلا (لا يعرف الله الا الله)سبحانه وتعالى ويجب أن يكون هذا الاعتقاد بكل ذرة في الكون. أربع مرات تكبّر الله سبحانه وتعالى قبل أن تنتقل للشهادتين، فيجب عليك أن تكبّر الله سبحانه وتعالى مرة بنفسك ومرة بعقلك ومرة بقلبك ومرة بروحك، يجب أن تكبّر الله سبحانه وتعالى بكل كيانك حتى تنتقل للشهادتين العظيمتين، كل ذرة في هذا الكون تكبّر بأي شكل من الأشكال لكي يتحقق بها هذا المعنى، لا بدّ للإنسان أن يمر بأربع مراحل نطفة وعلقة ومضغة ومن ثم ينشأ خلق آخر لا بدّ وأن يكبّر بهذه المراحل حتى يُهيَّأ لكي يدخل في طور الشهادة والوجود بعد نفخ الروح فيه، ونستطيع القول عنه أنه حي.
ما معنى كلمة أكبر؟ ماذا تحمل من معاني؟ كلمتان تحمل من المعاني عز الدنيا والآخرة، إن كان عندك هذا الاعتقاد بكلمة (الله أكبر) لا يمكن أن تستطيع أن تخالف الله عز وجل بأوامره ولا بنواهيه، فالأوْلى منك أن لا تجعل حقيقة في نفسك ولا بعقلك ولا بقلبك ولا بروحك أكبر من الله سبحانه وتعالى، أنظر أنت كيف يكون حالك وأنت كل ذرة فيك تكبّر الله عز وجل بكل ما تحمل الكلمة من معنى، هذا ما كان عليه النبي المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، كانت قلوبهم تتدفق بمعاني كلمة (الله أكبر) عندما كانوا ينطقونها ما كان يعجزهم شيء، كم من معارك انتصروا بها بمجرد ما رجعوا إلى هذه الكلمة وبدءوا يرددونها باعتقاد وعزيمة، وكم من حصون فـُتحت بهذه الكلمة! وكم وكم وكم...
فإن المسلم عندما يدخل في الصلاة يجب عليه أن يدخل بتكبيرة الإحرام لأنه حرام عليه أن يخطر بنفسه وعقله وقلبه وروحه أي شيء سوى الله سبحانه وتعالى، لأن الصلاة له عز وجل، فلا يجب أن تـُشرك معه بها أحد مهما كان ذلك الأحد، فنفسك الأمّارة بالسوء هي التي تشغل قلبك وكل شيء فيك عن معاني كلمة (الله أكبر) لأن النفس الأمّارة تكبُر من الصغر حتى تصل إلى مرحلة تطغى فيها على العقل والقلب والروح وذات الإنسان بالكامل وتتعالى عن أوامر الله سبحانه وتعالى ونواهيه. فإياك أن يكبر فيك شيء لغير الله عز وجل، ويكفيك أن الآذان هو بمثابة إعلان من الله سبحانه وتعالى أن أبواب رحمته الخاصة قد فـُتحت فهلمّوا للدخول فيها ومنها، وأبواب الله عز وجل دائماً مفتوحة، فنفسك وعقلك وقلبك وروحك إن لم تدخل بهذه الحضرة وهي حضرة التكبير حضرة معاني كلمة( الله أكبر) لا يمكن أن تتهيّأ للشهادة الكبرى بحق، فلا شيء يقمع النفس مثل كلمة (الله أكبر) لأنها الكلمة التي تضع للنفس حدودها وهي الكلمة التي ترجع النفس إلى أصلها، فالله عز وجل يقول في كتابه العزيز: { وَقُلِ الحَمْدُ للهِ الذي لم يَتَّخِذْ وَلَداً وَلم يَكُنْ لهُ شَرِيكٌ في المُلْكِ وَلمَ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً } الإسراء/١١١. فيجب عليك أن تعلم كيف تكبّر الله سبحانه وتعالى كما يريد الله عز وجل، وكما كبّره رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ولو أنك تفكـّرت بكلمات العيد الذي هو بمثابة فرحة لكل المسلمين يبدأ بالتكبير، لِمَا لهذه الكلمة من معنى عظيم، فإذا ما استقام كل شيء فيك وبعدما تعـْلــَم أن الله أكبر من كل شيء لا يمكن أن تثق أو تتوكل أو تحمد أو تـُلجِئ أمرك إلا إليه سبحانه وتعالى، فإن هذه الكلمة تبين لك بكل ما تحوي الكلمة من معنى معاني العبودية والربوبية، وكيف يجب أن تكون له عبداً فإنك إذا ما قلت هذه الكلمة بسلطانها وباعتقادك بها فإنك تزلزل الجبال بها، فالذين وقعوا تحت سلطان هذه الكلمة باعتقاد فهم الذين ليس للشيطان عليهم سلطان ولا سبيل، لأن كل شيء هو لا شيء عندهم باعتقادهم بهذه الكلمة العظيمة التي لا توازيها كلمة. قلها باستشعار لمعناها فإنك تذوب لجلال هذه الكلمة التي يكاد كل شيء يفنى لمجرد نداء المؤذن بها لولا لطف الحق عز وجل وإثبات الوجود لمَن أراد له الوجود، كما قلنا إذا ما استقام بنفسك وعقلك وقلبك وروحك معنى (الله أكبر) وفـُرِضَ عليك سلطانها باستشعارك لمعناها ستكون كبيراً حساً ومعنىً.

يتبع بإذن الله تعالى>>>

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم
وسبحان ربك رب العزة عما يصفون
وسلام على المرسلين
والحمدلله رب العالمين

الحمد لله المنزه عن كل شيء وعـَزّت معرفته فلا يُدرك بالمعقول، والصلاة والسلام على سيدنا أحمد محمد المحمود النبي العبد الرسول، إسراء القبول، ومعراج الوصول، وغاية المأمول، صلوات ربـّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ووراثه ونوابه مفاتيح الوصول...
وبعد...
السلام عليكم ورحمة الله تعالى العظيم الكريم الحكيم العدل وبركاته...

كريم البيان في شرح الأذان
لسيدي الفقير إلى الله تعالى
الشيخ باسل صالح جرار
رضي الله تعالى عنه

...ومن التكبير تنتقل إلى الشهادة و التي لا تستقيم الشهادة حق الاستقامة إلا بها، تنتقل لكي تشهد بالشهادتين العظيمتين ( أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ) لكي تبين لك أنه ليس هناك إلا خالق ومخلوق، وكذلك أن تنزه الله عز وجل عن وجود شريك له، وأن تنزه سيدنا محمداً صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عن وجود مثيل له، فأنت تشهد لله عز وجل بالوحدانية على لسان النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم والله عز وجل يشهد لك بالعبودية بجَعْلك مثيلاً لسيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، تلك الكلمة التي حوََت كل المعاني وهي الفاصل لدين الإسلام بل هي الدين العظيم فإن كل ذرة مخلوقة تشهد لله عز وجل بالوحدانية ولسيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بالرسالة سواء بإدراك أو بغير إدراك، فببديع صنعتها ووجودها تشهد بذلك. فإن الاستقامة كلها هي أن تسعى لكي تكون مثل سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وأن لا يكون بقلبك إلا الله سبحانه وتعالى، بهذا تـُحقــِّـق الكمال بما وُكلت به وبما خـُلقت من أجله، وبهذا تتم لك مراتب الكمال كلها كما أتمّها على النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فإنك تردد الشهادتين لكي تشهد مرة بنفسك وعقلك ومرة بقلبك وبروحك هكذا سواء كانت الشهادة لله عز وجل أو لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، تشهد لهما بالكيانين: كيانك المادي وكيانك الروحي، تشهد له عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بالكيانين لكي يشهد لك الكونين بهذه الشهادة العظيمة التي ما استطاعت الأكوان حملها وأكرم الله سبحانه وتعالى بها الإنسان، فإن الله عز وجل ما خلق الإنسان بيديه ونفخ فيه من روحه إلا لكي يجعله خليقاً وعلى قدر هذه الشهادة العظيمة. فالله سبحانه وتعالى وحّد نفسه بنفسه لقوله تعالى: { إنَّنِي أنا اللهُ لا إلهَ إلا أنا فَاعبُدنِي وأَقِمْ الصّلاةَ لِذِكْرِي } طه/١٤، وقوله تعالى: { اللهُ لا إلهَ إلا هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ } البقرة/٢٥٥، وقوله تعالى عن نبيه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: { هُو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله } الفتح / ٢٨ وقوله تعالى: {محمد رسول الله } الفتح / ٢۹، فإن ديننا وكتابنا وسنة نبينا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم والخلق كلها تندرج تحت معنى الشهادتين، نعم يجب عليك أن تشهد بذلك بظاهرك وبباطنك، بحسك ومعناك، بسرك وجهرك، بقلبك وقالبك، بكل ذرة فيك يجب أن تشهد لله عز وجل بالوحدانية وللنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بالرسالة. فكل الأنبياء والرسل عليهم السلام بمثابة أمثلة عن هذا المثال العظيم وهو سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فيجب أن تكون مثالاً مثل هذا المثال فعلى قدر قربك من هذا المثال يكون ليس لك مثال، فبما أن الله سبحانه وتعالى جعل الأنبياء والرسل مثالاً عن هذا المثال العظيم، أخذ عليهم العهد بنصرته وبالكلام عنه وبالشهادة له أليس هم أمثلة عنه؟! فجعل الله عز وجل هذا المثال آخر الأنبياء لكي يبقي الباب مفتوحاً لمن يمكنه التمثل والتحقق بهذا المثال الذي ليس له مثال، فهو مثال تمثل فيه كل معاني العظمة والعلوّ، وهو المثال الذي حقق الله عز وجل فيه ما أراده، فهو المثال الذي تـُعلــَّـق عليه الآمال غدا يوم القيامة وهو صاحب الصولة والجولة. فأعظم مَن شَهِد لله عز وجل بالوحدانية من الخلق هو سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى وآله وصحبه وسلم، والله سبحانه وتعالى هو الذي شهد لحبيبه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بالرسالة العظيمة. مُرسِل ومُرسَل ورسالة ومُرسَلٌ إليه، يجب على كل ذرة فيك أن تشهد الشهادة الكاملة بذلك لأن كل شيء سيشهد عليك هل قمت بهذه الشهادة بحقها؟ حتى أن هذه الأمة ستشهد على كل الأمم والرسل الكرام عليهم السلام والرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم سيشهد على الكل لقوله تعالى: { فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا}النساء/٤١، والله عز وجل هو الشهيد على الكل لقوله تعالى: { والله على كل شيء شهيد } المجادلة/٦، حتى كل شيء فيك سيشهد عليك غداً {اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون } يس/٦٥، فأنت يجب أن تشهد مع المؤذن وتقول مثلما يقول لكي توافقه مثل ما يقول، فمن يدخل حضرة الشهادتين بحق وصدق له كذلك شهادتين: شهادة من الله سبحانه وتعالى وشهادة من سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم فأي عظمة أن تكون لك؟! شهادتان من الإله الأعظم جل وعلا وحبيبه الأكرم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

يتبع بإذن الله تعالى>>>

الحمد لله المنزه عن كل شيء وعـَزّت معرفته فلا يُدرك بالمعقول، والصلاة والسلام على سيدنا أحمد محمد المحمود النبي العبد الرسول، إسراء القبول، ومعراج الوصول، وغاية المأمول، صلوات ربـّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ووراثه ونوابه مفاتيح الوصول...
وبعد...
السلام عليكم ورحمة الله تعالى العظيم الكريم الحكيم العدل وبركاته...

كريم البيان في شرح الأذان
لسيدي الفقير إلى الله تعالى
الشيخ باسل صالح جرار
رضي الله تعالى عنه

...ثم تنتقل بقولك (حيّ على الصلاة، حيّ على الصلاة) نعم هي بمثابة دعوة للصلاة فالصلاة هي لإقامة الصلة بينك وبين الله سبحانه وتعالى، فعندما تسمع أو تقول: ( حيّ على الصلاة ) اعلم أنك تحيى بالصلاة بإقامتك الصلة بينك وبين الله سبحانه وتعالى. ولكن كيف؟ تكون الصلة بثلاثة أمور:
أولا: أن تحقق معاني كلمة (الله أكبر).
وثانيا : أن تشهد لله سبحانه وتعالى بالوحدانية.
وثالثا: أن تشهد لسيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بالرسالة.
فهكذا تصح لك الصلة بالله عز وجل وبرسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فإن صحّت لك الصلة فأنت الواصل والموصول وأنت الطالب والمطلوب، وكل هذا من إتمام نعمة الله عز وجل عليك، كما قلنا تقيم الصلة بظاهرك وبباطنك وبكيانك المادي وبكيانك الروحي ومن ثم تنتقل إلى كلمة الفلاح لتقول: (حيّ على الفلاح، حيّ على الفلاح) وكذلك هذه يجب أن تقولها مرتين لكي يتحقق بك معناها، فهي دعوة إلى ما سبق ليتمّ لك الفلاح بالله عز وجل وبرسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فكل الفلاح مجسد بهذا كله، الفلاح الذي سينجيك غداً ويجعلك مرضياً من الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وقريباً منهما وحبيباً لهما ومنظوراً منهما، الفلاح أن تكون كالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تشهد لله عز وجل بالوحدانية لكي يشهد لك بالكمال- الكمال المحمدي- لأن التشبه سيعطيك من معنى الوراثة، فإن للوارث من مورثه شيء، ومن ثم تنتقل لتقول كما بدأت: ( الله اكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله )، هذه النتيجة التي غفل عن معناها الكثير من الناس فلذلك لا يمكن أن توحّده جل وعلا إن لم يكن عندك أكبر من كل شيء لكي تشعر بمعاني الألوهية، وفعلا أنه لا معبود بحق إلا الله سبحانه وتعالى، يجب أن تشرب وتستشعر معاني كلمة (الله أكبر) كأنك تقول يا الله أنت الكبير فليس لك شبيه ولا مثيل ولا ندّ ولا ضدّ، فلا إله إلا الله، تثبت الألوهية عندئذ بنفسك وبعقلك وبقلبك وبروحك لله سبحانه وتعالى وبهذا يتم لك القرب الأكمل.

يتبع بإذن الله تعالى>>>

الحمد لله المنزه عن كل شيء وعـَزّت معرفته فلا يُدرك بالمعقول، والصلاة والسلام على سيدنا أحمد محمد المحمود النبي العبد الرسول، إسراء القبول، ومعراج الوصول، وغاية المأمول، صلوات ربـّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ووراثه ونوابه مفاتيح الوصول...
وبعد...
السلام عليكم ورحمة الله تعالى العظيم الكريم الحكيم العدل وبركاته...

كريم البيان في شرح الأذان
لسيدي الفقير إلى الله تعالى
الشيخ باسل صالح جرار
رضي الله تعالى عنه

...ومن هنا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم : " اللهم ربّ هذه الدعوة التامة" نعم فإنها دعوة تامّة تامّة وليس هناك شيئاً أتم منها ولا أبلغ منها، النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم يقول عنها "دعوة تامّة"، فإذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عنها ذلك أليس النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم بالذي لا ينطق عن الهوى؟! ألا ذلك يعني أن الله عز وجل يقول عنها دعوة تامة على لسان حبيبه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم؟! انظر فبهذه الجملة جمع الألوهية والربوبية: "اللهم ربّ" هذا ليقول لك كم للأذان من قيمة، فإنها تـُدخلك في حضرات الربوبية و حضرات الألوهية ولا يمكن أن تدخلها إلا إن كنت شبيها للنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم لأنه لا يدخل تلك الحضرات إلا النبي أو شبيه بالنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فبهذا يتم لك الخير كله، وبعد ذلك تقول: "والصلاة القائمة" إذا تمّت الدعوة تمّت إقامة الصلاة والصلة به جل وعلا وبحبيبه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ستقيم الصلاة له وهو سيقيم الصلة لك به بحبيبه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

يتبع بإذن الله تعالى>>>

كريم البيان في شرح الأذان 14944_11179932707

كريم البيان في شرح الأذان Www.mowjeldoha.com-borders-45

الحمد لله المنزه عن كل شيء وعـَزّت معرفته فلا يُدرك بالمعقول، والصلاة والسلام على سيدنا أحمد محمد المحمود النبي العبد الرسول، إسراء القبول، ومعراج الوصول، وغاية المأمول، صلوات ربـّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ووراثه ونوابه مفاتيح الوصول...
وبعد...
السلام عليكم ورحمة الله تعالى العظيم الكريم الحكيم العدل وبركاته...
كريم البيان في شرح الأذان Www.mowjeldoha.com-borders-45

كريم البيان في شرح الأذان
لسيدي الفقير إلى الله تعالى
الشيخ باسل صالح جرار
رضي الله تعالى عنه
كريم البيان في شرح الأذان Www.mowjeldoha.com-borders-45

انظر كأنك ترى أن الأذان ودعائه يحوي كل دعاء لله عز وجل وكل اسم وصفة لله سبحانه وتعالى ستدعوه بها لأجل أمر عظيم وجليل، ما هو؟
انظر..." آت سيدنا محمداً الوسيلة والفضيلة" كل هذا لكي تصل لهذا كل ذلك لتصل لذلك الله أكبر ما هذه العظمة التي لا تـُدْرَك ولا يدركها إلا مَن هيّئه الله عز وجل لها بحبيبه المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، تدعوه عز وجل لكي يكون النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وسيلتنا إليه عز وجل، لأنه ليس هناك وسيلة إليه عز وجل أعظم منه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، لأنه الذي لا تتم الشهادة إلا به صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. فهذا يجعلك تدرك كم للصلاة من قيمة عند الله سبحانه وتعالى من بعد هذا الكلام، وأنها فعلاً الفرق بين المسلم والكافر، وأن من أقامها أقام الدين ومن هدمها هدم الدين، فالله عز وجل يقول في كتابه العزيز { وَابْتَغُواْ إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ } نعم نبتغي إليه جل وعلا الوسيلة به، بحبيبه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، هذا أمر إلهي، فليس هناك أقرب ولا أعظم ولا أكمل ولا أحب إلى الله عز وجل منه، أي من سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، نعم آتِهِ الوسيلة لكي يتفضل بها علينا، فأنت المتفضل الأول والأخير وهو متفضل بك منك صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فأنت الذي جعلته صاحب الفضائل كلها والفضائل كلها منه وتعود له صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، تفضل عليه يا إلهنا بالوسيلة لكي يتفضل هو بها علينا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

يتبع >>>
كريم البيان في شرح الأذان Www.mowjeldoha.com-borders-45

الحمد لله المنزه عن كل شيء وعـَزّت معرفته فلا يُدرك بالمعقول، والصلاة والسلام على سيدنا أحمد محمد المحمود النبي العبد الرسول، إسراء القبول، ومعراج الوصول، وغاية المأمول، صلوات ربـّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ووراثه ونوابه مفاتيح الوصول...
وبعد...
السلام عليكم ورحمة الله تعالى العظيم الكريم الحكيم العدل وبركاته...
كريم البيان في شرح الأذان Www.mowjeldoha.com-borders-45

كريم البيان في شرح الأذان
لسيدي الفقير إلى الله تعالى
الشيخ باسل صالح جرار
رضي الله تعالى عنه
كريم البيان في شرح الأذان Www.mowjeldoha.com-borders-45

..."والدرجة العالية الرفيعة" سبحان الله عز وجل لولا أنه أمر من النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم و إلا مَن نحن حتى ندعوا الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم؟! فنحن بحاجة لدعائه هو لنا صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، نعم لأنه لا تحق الدرجة العالية الرفيعة إلا له صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، لأنك جعلته خليقا لها وبها، وأي درجة أعظم من إقران اسمه عز وجل باسمه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم؟ فهو الذي تحقق بهذه الآية العظيمة والذي وقع عليه أمرها { رفيعُ الدرجاتِ ذو العرشِ يُلقي الروحَ مِِن أمْرِهِ على مَن يشاءُ مِن عِبادِهِ أن انذروا انه ليُنذِرَ يومَ التـَّلاقِ}غافر/١٥، وأيّ درجة أعظم من قوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم: ( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلا تحت لوائي، وأنا أول شافع وأول مشفع ولا فخر) هذا الذي سيلهمه الله عز وجل يوم القيامة المحامد الذاتية التي يحمد الله تعالى بها نفسه بنفسه، حيث لم يحمده أحد بها من قبل، أي درجة أعظم من هذا؟!

يتبع >>>
كريم البيان في شرح الأذان Www.mowjeldoha.com-borders-45

الحمد لله المنزه عن كل شيء وعـَزّت معرفته فلا يُدرك بالمعقول، والصلاة والسلام على سيدنا أحمد محمد المحمود النبي العبد الرسول، إسراء القبول، ومعراج الوصول، وغاية المأمول، صلوات ربـّي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه ووراثه ونوابه مفاتيح الوصول...
وبعد...
السلام عليكم ورحمة الله تعالى العظيم الكريم الحكيم العدل وبركاته...
كريم البيان في شرح الأذان Www.mowjeldoha.com-borders-45

كريم البيان في شرح الأذان
لسيدي الفقير إلى الله تعالى
الشيخ باسل صالح جرار
رضي الله تعالى عنه
كريم البيان في شرح الأذان Www.mowjeldoha.com-borders-45

"وابعثه اللهم المقام المحمود الذي وعدته إنك لا تخلف الميعاد " هذا المقام المحمود من قـِبـَل الله سبحانه وتعالى، هذا المقام الذي يحمده الحق، ما هو هذا المقام والنبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم موعود به من الله سبحانه وتعالى؟ هذا المقام المحمود للنبي المحمود صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم من الله سبحانه وتعالى، المقام الذي ليس إلا له صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، هذا المقام الذي ستظهر به حقيقة النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم عند الله عز وجل، هذا المقام الذي سيظهر عنده أن كل الخلق خـُلِقوا لأجله لأنهم دونه، هذا المقام الذي سيظهر الله عز وجل من حقيقة حبيبه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم على الخلائق ما لم يدركوه، فمَن أدرك هذه المعاني وعاش معها وتحقق بها وَجَبَت له شفاعة النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، ومَن حقــّـت ووَجَبَت له الشفاعة دخل في أمان الله سبحانه وتعالى.
فالأذان إذن قبولك عند الله سبحانه وتعالى وعند رسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، فهذا للتخليق والتحقيق، هذا يدخلك في دائرة الإسلام ودائرة الإيمان ودائرة الإحسان ويعتلي بك إلى مراتب الصدّيقيـّة ومراتب الكمال، ويُدخلك في دائرة الحال المحمدي الصادق مع الله سبحانه وتعالى .

كريم البيان في شرح الأذان Sauds2xv0fi4

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
سبحان ربك رب العزة عما يصفون
وسلام على المرسلين
والحمدلله رب العالمين

عدد الرسائل : 71 تاريخ التسجيل : 11/11/2007

سيدى العاشق اكرمكم اللة بفضلة ارجو ان تشرح لى كيف يكون االمريد شبية بالنبى صلى اللة علية وسلم اهو شبة فى الاخلاق ام الخلقة ولكم الشكر

» جرافيك لشهر رمضان الكريم
» رمضـــــــــــــــــان كريم ..جرافيك
» حصريا الأذان الجماعي - ياجمال الصلاة على النبى
» ملحد كان سبباً في اكتشاف معجزة الأذان.الصحفي سيد محروس
» محمد كريم (حاكم الإسكندرية) الصوفى الوطنى