قدرى جاد Admin
عدد الرسائل : 7397 العمر : 66 تاريخ التسجيل : 14/09/2007
| موضوع: العارف بالله وأتباعه هم المقرَّبون عند الله تعالى وهم سفينة_للعالم الشريف محمود الحسينى الثلاثاء يونيو 10, 2008 12:12 pm | |
| إن الدنيا بحر عميق ولا ينجو من الغرق فيه إلاّ أصحابُ السفينة التي تسير على سطح الماء فوق البحر ولا بدّ لهذه السفينة حتى تسير بشكل صحيح ودقيق دون مشاكل واضطرابٍ بل بأمان وسلام لا بدّ لها من قائد يقودها وربَّانٍ يعملون فيها والقائد هو صاحب الرأي والقرار والربّان هم أصحاب التنفيذ والعمل والاجتهاد وفي الحقيقة السفينة هي سفينة أهل الله سفينة الأولياء المحبين الهائمين بربّهم العاشقين المولعين الذاكرين الله ذكراً كثيراً الحاضرين مع الله على الدوام شهوداً وعياناً ومعرفةً وذوقاً ورسوخاً ويقيناً هذه السفينة هي السفينة السعيدة الناجية في الدنيا والآخرة الفائزة برضوان الله ورحمته وكرامته وقُربه وجنَّتهِ, وأما قائد هذه السفينة النورانية الجمالية البهية فهو الشيخ المربي العارف بالله الوليُّ المرشد الوارثُ المحمّديُّ الخليفة لله تعالى في أرضه مظهر تجليات الحق الجمالية والجلالية والمُظهِر لها مَظْهَر الحضرة المحمدية والمُظْهِر لها مَظهَر الصفات المحمدية العالية الرفيعة والمُظْهِر لها مَظهَر الأخلاق المحمّدية الكريمة والمُظهِر لها مَظهر الآداب المحمّدية والمُظهِر لها مظهر الأقوال والأفعال والأحوال المحمّدية والمُظهر لها مَظهر الأنوار والأسرار المحمّدية والمُظهر لها مَظهر الروحانية المحمدية والمُظهر لها مَظهر الحقائق والرقائق المحمدية والمُظهر لها مَظهر اللطائف والمعارف والواردات المحمدية الصافية النقية العذبة والمُظهر لها.
" من هو الشيخ الوارث "
ولذلك هذا الشيخ هو نائب الحضرة المحمّدية نائب رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمدُّ منه الإمدادات والعطاءات والفتوحات النورانية الرَّبانية ورسول الله يستمدّها من حضرة الحق تعالى حضرة الإطلاق, ولذلك صحبة هذا الشيخ الوارث المحمّدي الوليِّ المرشد العارف بالله الدَّالِ به عليه صحبته كأنها صحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أهل الحقائق والعرفان, صحبته كصحبة الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم من حيث الاتِّباع لا من حيث المرتبة والفضل لأن فضل الصحابة لا أحد يصله أو يلحق به رضي الله عنهم وأرضاهم.
" ما حكم صحبة الشيخ الوارث "
وكذلك صحبة هذا الشيخ واجبة شرعاً لأن القاعدة الأصولية تقول ( مالا يتم الواجب إلاّ به فهو واجب ) ومعرفة الله تعالى واجبة شرعاً على كل مسلم مكلّف ومعرفة الله لا تتم إلا بصحبة الشيخ المربِّي المأذون من الله ورسوله وشيخه,فإذاً صحبة الشيخ المربي الوارث المحمدّي واجبة شرعاً قال الله تعالى ( من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ) وقال أيضاً: ( الرحمن فاسأل به خبيراً ) والخبير به تعالى هو الوليُّ المرشد العارف بأسماء الله وصفاته وأفعاله, المأذون بذكر الاسم الأعظم وبتلقين الاسم الأعظم ( الله ) ولا يحصل المريد على الانتفاع الكامل من حضرة الشيخ إلا بعد الاجتماع به أي بصحبته ثم الاستماع منه لحكمه ومعارفه ثم الاتباع له, واتِّباعُه هو اتِّباعٌ حقيقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم, ثم يحصل بعد ذلك الانتفاع الظاهر والباطن بإذن الله تعالى الواحد الأحد.
" أنواع الشيوخ "
وفي الحقيقة الشيوخ كثيرون, هناك شيخ يأخذ بيد المريد إلى معرفة ركن الإسلام أي إلى معرفة الأحكام الفقهية على مذهب من مذاهب أهل السنة والجماعة التي تلقيناها عن الأئمة الأربعة عن الإمام الأعظم أبي حنيفة رضي الله عنه وعن الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه إمام دار الهجرة وعن الإمام الشافعي رضي الله عنه الذي ملأ الأرض علماً وفقهاً وعن الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه ناصر أهل السنة وهذه المعرفة لركن الإسلام مطلوبة من المسلم, وهناك شيخ يأخذ بيد المريد إلى معرفة ركن الإيمان أي معرفة عقيدة التوحيد وهي الإلهيات والنبويات والسمعيات عند أهل السنة والجماعة, التي تلقيناها عن الأشاعرة والماتريدية وكذلك معرفة هذه العقيدة مطلوبة من كل مؤمن بل واجبة عليه, وهناك شيخ يأخذ بيد المريد إضافة إلى ركن الإسلام وركن الإيمان إلى ركن الإحسان أيضاً الذي هو ثمرة ركن الإسلام والإيمان وهو ركن معرفة المحسان معرفة الله تعالى, أي هذا الشيخ يأخذ بيد المريد قلباً وقالباً ظاهراً وباطناً حسّاً ومعنى, إلى تطبيق الشريعة كاملة, والاستقامة عليها وإلى معرفة الطريقة وإلى شهود الحقيقة ذوقاً وحالاً وشهوداً وعياناً, يأخذ بيد المريد إلى معرفة ركن الإسلام وركن الإيمان وركن الإحسان, وهذا هو الكمال الذي يُطلب من كل مؤمن مخلص صادقٍ محب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وهناك شيخ يُتَّخذُ للبركة فقط لأنه ليس مأذوناً من أشياخه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, ولكنه نصَّب نفسه شيخاً على المريدين لكي يجتمعوا ويذكروا الله تعالى ولا شك أن الاجتماع على ذكر الله تعالى عمل عظيم وممدوح ولكن لا يُنتفع بهذا الشيخ في أحوال ومقامات المعرفة بالله والعبودية له تبارك وتعالى.
إذاً الشيخ المرشد الوارث المحمّدي هو الذي يقود سفينة أهل الله سفينة الأولياء والأوتاد والأقطاب إلى شاطئ الأمن والأمان إلى معرفة الله تعالى. | |
|