الحر بن يزيد الرياحي

كان الحر من وجوه العرب ، وشجعان المسلمين ، وكان قائداً من أشراف تميم ،

أرسله والي الكوفة عبيد الله بن زياد مع ألف فارس ،

فسار بجيشه لتنفيذ هذا المهمة ، فالتقى بركب الإمام الحسين ( عليه السلام ) في منطقة ذي حسم ،

فقال الحر :

فأنا لستُ من هؤلاء الذين كتبوا إليك ،

لازم ركب الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، وأخذ يسايره حتى أنزله كربلاء ،

ولكن ما إن حلَّ اليوم العاشر من المحرم ،

ورأى إصرار القوم على قتال الإمام الحسين ( عليه السلام ) حتى بدأ يفكِّر في أمره ،

وأقبل يدنو نحو الحسين ( عليه السلام ) قليلاً قليلاً ،

فقال :

إني والله أخيِّر نفسي بين الجنة والنار ، ولا أختار على الجنة شيئاً ، ولو قُطِّعتُ وحُرقت ،

وقف بين يديه معلِناً توبته ، فقال له الإمام ( عليه السلام ) :

فتقدَّم الحر أمام أصحاب الحسين ( عليه السلام ) ، و خاطب عسكر الأعداء قائلاً :

أيها القوم ،

ألا تقبلون من الحسين خصلة من هذه الخصال التي عرضها عليكم ،

فيعافيكم الله من حربه و قتاله ؟

أدعوتم هذا العبد الصالح حتى إذا جاءكم أسلمتموه ، وزعمتم أنكم قاتلوا أنفسكم دونه ،

أمسكتم بنفسه ، وأخذتم بكظمه ، وأحطتم به من كل جانب لتمنعوه التوجه في بلاد الله ،

فصار كالأسير في أيديكم ، و حلأتموه ونساءه ، وصبيته وأصحابه ، عن ماء الفرات ،

استأذن الحرُّ الحسينَ ( عليه السلام ) للقتال ، فأذن له ،

إنِّي أنَا الحر ومأوى الضيف ** أضرِبُ في أعراضِكُم بالسيفِ

عن خَيرِ مَن حَلَّ بِلاد الخيف ** أضرِبُكُم و لا أرَى مِن حَيفِ

فاحتمله أصحاب الحسين ( عليه السلام ) حتى وضعوه بين يديه ، وبه رمق ، فجعل يمسح التراب عن وجهه ويقول :