إعجاز نبوي جديد بتقنية الحاسوب
أكتشفه الدكتور محمود عبد الرزاق الرضواني
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
فقد أمرنا الله عز وجل في غير موضع من كتابه أن ندعوه بأسمائه الحسنى
فقال: (وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) [الأعراف:180]،
وقال: (قُل ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) [الإسراء:110] .
لكن السؤال الذي يطرح نفسه على أهل العلم منذ زمن طويل:
ما هي الأسماء الحسنى التي ندعو الله بها ؟
وكيف ظهرت الأسماء المشهورة التي يعرفها ملايين المسلمين حتى الآن ؟
وهل هذه الأسماء سمى الله نفسه بها أو سماه رسوله صلى الله عليه وسلم ؟
· المتفق علي ثبوته هو الإشارة إلى العدد تسعة وتسعين .
إن المتفق علي ثبوته وصحته عن رسول الله صلى الله عليه وسل
م هو الإشارة إلى العدد تسعة وتسعين الذي ورد عند البخاري ومسلم
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(إِنَّ للهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا مِائَةً إِلاَّ وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ) .
لكن لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه عين الأسماء الحسنى التسعة والتسعين أو سردها في نص واحد،
وهذا أمر لا يخفى على العلماء الراسخين قديما وحديثا والمحدثين منهم خصوصا،
إذاً كيف ظهرت الأسماء التي يحفظها الناس منذ أكثر من ألف عام ! .
· ثلاثة من رواة الحديث اجتهدوا في جمع الأسماء الحسنى .
في نهاية القرن الثاني ومطلع القرن الثالث الهجري حاول ثلاثة من رواة الحديث جمعها باجتهادهم،
إما استنباطا من القرآن والسنة أو نقلا عن اجتهاد الآخرين في زمانهم،
وكان الأول منهم وهو أشهرهم وأسبقهم الوليد بن مسلم مولى بني أمية (ت:195هـ)
وهو عند علماء الجرح والتعديل كثير التدليس في الحديث،
والثاني هو عبد الملك الصنعاني وهو عندهم ممن لا يجوز الاحتجاج بروايته لأنه ينفرد بالموضوعات،
أما الثالث فهو عبد العزيز بن الحصين وهو ضعيف ذاهب الحديث كما قال الإمام مسلم،
هؤلاء الثلاثة اجتهدوا وجمع كل منهم قرابة التسعة والتسعين اسما ثم فسر بها الحديث المجمل في الصحيحين.
· إحصاء الوليد بن مسلم اشتهر منذ أكثر من ألف عام .
لكن ما جمعه الوليد بن مسلم هو الذي اشتهر بين الناس منذ أكثر من ألف عام فقد
جمع ثمانية وتسعين اسما بالإضافة إلى لفظ الجلالة
وهي: الرَّحمنُ الرَّحيمُ المَلِك القُدُّوسُ السَّلاَمُ المُؤْمِنُ المُهَيمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّر الخَالِقُ البَارِيءُ
المُصَوِّرُ الغَفَّارُ القَهَّارُ الوَهَّابُ الرَّزَّاقُ الفتَّاحُ العَلِيمُ القَابِضُ البَاسِطُ الخافضُ الرَّافِعُ المعزُّ المذِل السَّمِيعُ البَصِيرُ
الحَكَمُ العَدْلُ اللّطِيفُ الخَبِيرُ الحَلِيمُ العَظِيمُ الغَفُورُ الشَّكُورُ العَلِيُّ الكَبِيرُ الحَفِيظُ المُقِيتُ الحَسِيبُ الجَلِيلُ الكَرِيمُ الرَّقِيبُ
المُجِيبُ الْوَاسِعُ الحَكِيمُ الوَدُودُ المَجِيدُ البَاعِثُ الشَّهِيدُ الحَق الوَكِيلُ القَوِيُّ المَتِينُ الوَلِيُّ الحَمِيدُ
المُحْصِي المُبْدِيءُ المُعِيدُ المُحْيِي المُمِيتُ الحَيُّ القَيُّومُ الوَاجِدُ المَاجِدُ الوَاحِدُ الصَّمَدُ القَادِرُ المُقْتَدِرُ
المُقَدِّمُ المُؤَخِّرُ الأوَّلُ الآخِرُ الظَّاهِرُ البَاطِنُ الوَالِي المُتَعَالِي البَرُّ التَّوَّابُ المنتَقِمُ العَفُوُّ الرَّءوف
مَالِكُ المُلْكِ ذُو الجَلاَلِ وَالإكْرَامِ المُقْسِط الجَامِعُ الغَنِيُّ المُغْنِي المَانِعُ الضَّارُّ النَّافِعُ النُّورُ الهَادِي البَدِيعُ البَاقِي الوَارِثُ الرَّشِيدُ الصَّبُور .
· الأسماء التي ذكرها الوليد للناس لم تكن متطابقة
ولننظر كيف اشتهرت هذه الأسماء التي اجتهد الوليد بن مسلم في جمعها ؟!
كان الوليد في أغلب الأحيان عندما يحدث الناس بحديث أبي هريرة رضي الله عنه المتفق عليه -
والذي يشير إجمالا إلى إحصاء تسعة وتسعين اسما –
ثم يتبعه في أغلب الأحيان بذكر هذه الأسماء التي توصل إليها كتفسير شخصي منه للحديث،
وقد نُقِلت عنه مدرجة مع كلام النبي صلى الله عليه وسلم ؛ أو بمعنى آخر ألحقت أو ألصقت بالحديث النبوي،
وظن أغلب الناس بعد ذلك أنها نص من كلام النبي صلى الله عليه وسلم فحفظوها وانتشرت بين العامة والخاصة حتى الآن،
ومع أن الإمام الترمذي لما دون هذه الأسماء في سننه مدرجة مع الحديث النبوي نبه على غرابتها،
وهو يقصد بغرابتها ضعفها وانعدام ثبوتها مع الحديث، بل من الأمور العجيبة
التي لا يعرفها الكثيرون أن الأسماء التي كان الوليد بن مسلم يذكرها للناس لم تكن واحدة في كل مرة
ولم تكن متطابقة أبدا، بل يتنوع اجتهاده عند الإلقاء فيذكر للناس أسماء أخرى مختلفة عما ذكره في اللقاء
السابق، فالأسماء التي رواها عنه الطبراني وضع الوليد فيها القائم الدائم بدلا من القابض الباسط اللذين وردا في رواية الترمذي المشهورة،
واستبدل أيضا الرشيد بالشديد، والأعلى والمحيط والمالك بدلا من الودود والمجيد والحكيم،
وأيضا فإن الأسماء التي رواها عنه ابن حبان وضع فيها الرافع بدلا من المانع في رواية الترمذي،
وما رواه عنه ابن خزيمة وضع فيها الحاكم بديلا عن الحكيم، والقريب بديلا من الرقيب،
والمولى بديلا من الوالى، والأحد مكان المغني، وفي رواية البيهقي استبدل الوليد المقيت بديلا من المغيث،
ورويت عنه أيضا روايات أخرى اختلفت عن رواية الترمذي في ثلاثة وعشرين اسما،
لكن العجيب أن ما رواه عنه الترمذي هو الذي اشتهر .
· اتفق الحفاظ من أئمة الحديث على أن الأسماء المشهورة لم يرد في تعيينها حديث صحيح
والقصد أن هذه الأسماء التي يحفظها الناس ليست نصا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم
وإنما هي ملحقة أو ملصقة أو كما قال المحدثون مدرجة مع قوله صلى الله عليه وسلم :
(إِنَّ للهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمَا )، وهذا أمر قد يكون غريبا على عامة الناس لكنه لا يخفى على أهل العلم والمعرفة بحديثه صلى الله عليه وسلم ،
قال العلامة ابن حجر: (والتحقيق أن سردها من إدراج الرواة) [بلوغ المرام 346]،
وقال الأمير الصنعاني: (اتفق الحفاظ من أئمة الحديث أن سردها إدراج من بعض الرواة) [سبل السلام 4/108]،
وقال ابن تيمية عن رواية الترمذي وابن ماجه:
(وقد اتفق أهل المعرفة بالحديث على أن هاتين الروايتين ليستا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم
وإنما كل منهما من كلام بعض السلف) [دقائق التفسير 2/473]،
وقال أيضا: (لم يرد في تعيينها حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ،
وأشهر ما عند الناس فيها حديث الترمذي الذي رواه الوليد بن مسلم عن شعيب عن أبي حمزة، وحفاظ أهل الحديث يقولون:
هذه الزيادة مما جمعه الوليد بن مسلم عن شيوخه من أهل الحديث،
وفيها حديث ثان أضعف من هذا رواه ابن ماجه، وقد روي في عددها غير هذين النوعين من جمع بعض السلف) [الفتاوى الكبرى 1/217] .
وقد ذكر أيضا أنه إذا قيل بتعيينها على ما في حديث الترمذي مثلا ففي الكتاب والسنة أسماء ليست في ذلك الحديث
مثل اسم الرب فإنه ليس في حديث الترمذي،
وأكثر الدعاء المشروع إنما هو بهذا الاسم، وكذلك اسم المنان والوتر والطيب والسبوح والشافي؛
كلها ثابتة في نصوص صحيحة وتتبع هذا الأمر يطول [السابق1/217]،
وقال ابن الوزير اليماني: (تمييز التسعة والتسعين يحتاج إلى نص متفق على صحته أو توفيق رباني،
وقد عدم النص المتفق على صحته في تعيينها،
فينبغي في تعيين ما تعين منها الرجوع إلى ما ورد في كتاب الله بنصه، أو ما ورد في المتفق على صحته من الحديث) [العواصم 7/228]،
ولما كان هذا حال الأسماء الحسنى التي حفظها الناس لأكثر من ألف عام وأنشدها كل منشد وكتبت على الحوائط في كل مسجد،
فينبغي تنبيه الملايين من المسلمين على ما ثبت فيها من الأسماء وما لم يثبت،
ثم تعريفهم بالأسماء الحسنى الصحيحة الثابتة في الكتاب والسنة ؟ وكيف يمكن أن نتعرف عليها بسهولة ؟
· أجمع علماء أهل السنة على أن الأسماء الحسنى توقيفية
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..
اتفق علماء الأمة على اختلاف مذاهبهم أنه يجب الوقوف على ما جاء في الكتاب وصحيح السنة بذكر أسماء الله نصا دون زيادة أو نقصان؛
لأن أسماء الله الحسنى توقيفية لا مجال للعقل فيها؛ فالعقل لا يمكنه بمفرده أن يتعرف على أسماء الله التي تليق بجلاله،
ولا يمكنه أيضا إدراك ما يستحقه الرب عز وجل من صفات الكمال والجمال؛
فتسمية رب العزة والجلال بما لم يسم به نفسه قول على الله بلا علم،
وهو أمر حرمه الله عز وجل على عباده، وقد اشتهرت في ذلك مناظرة بين الإمام أبي الحسن الأشعري وشيخه أبي على الجبائي
عندما دخل عليهما رجل يسأل: هل يجوز أن يسمى الله تعالى عاقلا ؟
فقال أبو علي الجبائي: لا يجوز؛ لأن العقل مشتق من العقال وهو المانع،
والمنع في حق الله محال فامتنع الإطلاق، فقال له أبو الحسن الأشعري:
فعلى قياسك لا يسمى الله سبحانه حكيما؛ لأن هذا الاسم مشتق من حكمة اللجام،
وهي الحديدة المانعة للدابة عن الخروج ويشهد لذلك قول حسان بن ثابت رضي الله عنه :
فنحكم بالقوافي من هجانا، ونضربُ حين تختلط الدماء،
وقول الآخر: أبني حنيفة حكموا سفهاءكم، إني أخاف عليكمُ أن أغضبا، والمعنى نمنع بالقوافي من هجانا، وامنعوا سفهاءكم؛
فإذا كان اللفظ مشتقا من المنع، والمنع على الله محال لزمك أن تمنع إطلاق حكيم على الله تعالى،
فلم يجب الجبائي إلا أنه قال للأشعري: فلم منعت أنت أن يسمى الله عاقلا وأجزت أن يسمى حكيما ؟
قال الأشعري: لأن طريقي في مأخذ أسماء الله عز وجل الإذن الشرعي دون القياس اللغوي،
فأطلقت حكيما لأن الشرع أطلقه ومنعت عاقلا لأن الشرع منعه،
ولو أطلقه الشرع لأطلقته [طبقات الشافعية3/358] .
· بنى الله السماء وسقانا الغيث ولا يجوز أن يسمى بناء أو سقاء
وقال ابن حزم: (لا يجوز أن يسمى الله تعالى ولا أن يخبر عنه إلا بما سمى به نفسه أو أخبر به عن نفسه في كتابه
أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أو صح به إجماع جميع أهل الإسلام المتيقن ولا مزيد،
وحتى وإن كان المعنى صحيحا فلا يجوز أن يطلق عليه تعالى اللفظ،
وقد علمنا يقينا أن الله عز وجل بنى السماء فقال: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا) [الذاريات:47]،
ولا يجوز أن يسمى بناء، وأنه تعالى خلق أصباغ النبات والحيوان،
وأنه تعالى قال: (صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً) [البقرة:138]،
ولا يجوز أن يسمى صباغا، وأنه تعالى سقانا الغيث ومياه الأرض ولا يسمى سقاء
ولا ساقيا، وهكذا كل شيء لم يسم به نفسه) [الفصل/2/108]،
وقال الإمام النووي: (أسماء الله توقيفية لا تطلق إلا بدليل صحيح) [شرح النووي7/188]، و
احتج الإمام الغزالي على أن الأسماء توقيفية بالاتفاق على أنه لا يجوز لنا أن نسمي رسول الله صلى الله عليه وسلم باسم لم يسمه به أبوه ولا سمى به نفسه وكذا كل كبير من الخلق،
قال: فإذا امتنع ذلك في حق المخلوقين فامتناعه في حق الله أولى [فتح الباري11/223]،
وقال الإمام السيوطي: (اعلم أن أسماء الله تعالى توقيفية بمعنى أنه لا يجوز أن يطلق اسم ما لم يأذن له الشرع
وإن كان الشرع قد ورد بإطلاق ما يرادفه) [شرح سنن ابن ماجة275]
،وقال أبو القاسم القشيري: (الأسماء تؤخذ توقيفا من الكتاب والسنة والإجماع، فكل اسم ورد فيها وجب إطلاقه في وصفه،
وما لم يرد لم يجز ولو صح معناه) [سبل السلام4/109]،
وقال ابن المرتضى: (فأسماء الله وصفاته توقيفية شرعية،
وهو أعز من أن يطلق عليه عبيده الجهلة ما رأوا من ذلك) [إيثار الحق 1/314]،
والأقوال في ذلك كثيرة يعز إحصاؤها وكلها تدل على أن عقيدة أهل السنة والجماعة مبنية على أن الأسماء الحسنى توقيفية،
وأنه لابد في كل اسم من دليل نصي صحيح يُذكر فيه الاسم بلفظه،
إذا كان الأمر كذلك فمن الذي سمى الله عز وجل الخافض المعزّ المذِل العَدْل الجَلِيل البَاعِث المُحْصِي المُبْدِيء
المُعِيد المُمِيت المُقْسِط المُغْنِي المَانِعُ الضَّارّ النَّافِع البَاقِي الرَّشِيد الصَّبُور .
· لابد لثبوت كل اسم من دليل نصي صحيح يذكر فيه الاسم بلفظه
هذه جميعها ليست من أسماء الله الحسنى لأن الله عز وجل لم يسم نفسه بها وكذلك لم ترد في صحيح السنة،
وإنما سماه بها الوليد بن مسلم ضمن ما أدرجه باجتهاده في رواية الترمذي،
فالخافض مثلا لم يرد في القرآن أو السنة اسما وإنما ورد فعلا في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
(إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَل لاَ يَنَامُ وَلاَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ)،
ولا يجوز لنا أن نشتق لله من كل فعل اسما ولم يخولنا الله في ذلك أبدا،
وإنما أمرنا سبحانه بإحصاء أسمائه وجمعها وحفظها ثم دعاؤه بها، فدورنا حيال الأسماء الحسنى الإحصاء
وليس الاشتقاق والإنشاء، ولو أصر أحد على تسميته بالخافض وأجاز لنفسه ذلك فيلزمه تسميته البناء
لأنه بنى السماء، والسقاء لأنه سقى أهل الجنة شرابا طهورا، والمدمدم لأنه دمدم علي ثمود،
والمدمر لأنه دمر الكافرين، والطامس لأنه طمس على أعينهم، والمقطع لأنه قطع اليهود أمما،
والمنسي لأنه أنساهم ذكره، والمفجر لأنه فجر الأرض عيونا، والمفصل لأنه فصل الآيات،
والمضاعف لأنه يضاعف الأجر، والمضحك والمبكي لأنه أضحك وأبكى،
والمخرج لأنه يخرج الزرع وغير ذلك من آلاف الأفعال في الكتاب والسنة والتي سيقلبها بدون حق إلى أسماء،
كما أن الله عز وجل قال: (وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)، (فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) [الإسراء:110]،
ولم يقل: ولله الأوصاف أو فله الأفعال، وشتان بين الأسماء والأوصاف،
فالوصف لا يقوم بنفسه كالعلم والقدرة والعزة والحكمة والرحمة والخبرة وإنما يقوم الوصف بموصوفه ويقوم الفعل بفاعله؛
إذ لا يصح أن نقول: الرحمة استوت على العرش، أو العزة أجرت الشمس،
أو العلم والحكمة والخبرة أنزلت الكتاب وأظهرت على النبي صلى الله عليه وسلم ما غاب من الأسرار
،فهذه كلها أوصاف لا تقوم بنفسها بخلاف الأسماء الدالة علي المسمى الذي اتصف بها
كالرحمن الرحيم والعزيز العليم والخبير الحكيم القدير .
ويقال هذا أيضا في اشتقاق الوليد بن مسلم وغيره للمعزُّ المذِل حيث اشتق هذين الاسمين
من قوله تعالى: (قُلِ اللهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ
وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)[آل عمران:26]،
فالله عز وجل أخبر أنه يؤتي ويشاء وينزع ويعز ويذل ولم يذكر في الآية بعد مالك الملك واسمه القدير سوى الأفعال، فهؤلاء