أمير جاد
عدد الرسائل : 3071 تاريخ التسجيل : 25/07/2007
| موضوع: مختصر باب الزهد من الرسالة القشيرية الجمعة أغسطس 22, 2008 10:35 pm | |
| باب الزهد من الرسالة القشيرية : قال الأستاذ الإمام أبو القاسم ، رحمه الله : اختلف الناس في الزهد، ومنهم من قال: الزهد في الحرام واجب ، وفي الحلال فضيلة ، فإن الله تعالى زهد الخلق في الدنيا بقوله : قل متاع الدنيا قليل ، والآخرة خير لمن اتقى : وغير ذلك من الآيات الواردة في ذم الدنيا والتزهيد فيها . معنى الزهد وتكلموا في معنى الزهد : فكل نطق عن وقته ، وأشار إلى حدِّه . قال سفيان الثوري : الزهد في الدنيا : قصر الأمل ، ليس بأكل الغليظ ، ولا بلبس العباء. السري السقطي يقول: إن الله سبحانه، سلب الدنيا عن أوليائه، وحماها عن أصفيائه ، وأجرها من قلوب أهل وداده؛ لأنه لم يرضها لهم. وقيل: الزهد من قوله سبحانه وتعالى: " لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم " . قالزاهد لا يفرح بموجود من الدنيا ، ولا يتأسف على مفقود منها . وقال أبو عثمان: الزهد: أن تترك الدنيا ثم لاتبالي بمن أخذها . وقال يحيى بن معاذ: الزهد: يورث السخاء بالملك ، والحب يورث السخاء بالروح ، وقال ابن الجلاء: الزهد : هو النظر إلى الدنيا بعين الزوال، لتصغر في عينك فيسهل عليك الإعراض عنها. وقال ابن خفيف : علامة الزهد : وجود الراحة في الخروج عن الملك . النصراباذي يقول : الزاهد: غريب في الدنيا ، والعارف غريب في الأخرة . وقال الجنيد: الزهد خلو القلب عمَّا خلت منه اليد . وقال أبو سليمان الدارني : الزهد: ترك ما يشغل عن الله سبحانه وتعالى . الجنيد يقول ، وقد سأله رويم عن الزهد ، فقال: هو استصغار الدنيا ، ومحو آثارها من القلب . وسئل الجنيد عن الزهد، فقال : خلوُّ اليد من الملك ، والقلب من التتبع . وسئل الشبلي عن الزهد فقال : أن نزهد فيما سوى الله تعالى . وقال يحيى بن معاذ : لا يبلغ أحد حقيقة الزهد حتى يكون فيه ثلاثُ خصال : عمل بلا علاقة ، وقول بلا طمع، وعز بلا رياسة . وقال أبو حفص: الزهد لا يكون إلا في الحلال ، ولا حلال في الدنيا، فلا زهد . وقال أبو عثمان: إن الله تعالى يعطي الزاهد فوق ما يريد ، ويعطي الراغب دون ما يريد ، ويعطي المستقيم موافقة ما يريد . وقال الحسن البصري: الزهد في الدنيا أن تبغض أهلها وتبغض ما فيها :. وقيل لبعضهم: ما الزهد في الدنيا ؟ قال: ترك ما فيها على ما فيها. وقال رجل لذي النون المصري : متى أزهد في الدنيا ؟ فقال: إذا زهدتَ في نفسك. وقال الكتاني : الشيء الذي لم يخالف فيه كوفي ولا مدني ولا عراقي ، ولا شامي: الزهد في الدنيا، وسخاوة النفس ، والنصيحة للخلق ، يعني أن هذه الأشياء لا يقول أحد إنها غير محمودة. وقال بشر الحافي: الزهد: ملك لا يسكن إلا في قلب مخلي . يقول بن محمد بن الأشعث البيكندي يقول : من تكلم في الزهد ، ووعظ الناس ، ثم رغب في مالهم ، رفع الله تعالى حب الآخرة من قلبه. وقيل : إذا زهد العبد في النيا وكل الله تعالى به ملكاً يغرس الحكمة في قلبه. وقيل: لبعضهم : لم زهدت في الدنيا ؟ فقال: لزهدها فيَّ. وقال أحمد بن حنبل: الزهد على ثلاثة أوجه: ترك الحرام ، وهو: زهد العوام: والثاني : ترك الفضول من حلال، وهو: زهد الخواص. والثالث : ترك ما يشغل العبد عن الله تعالى ، وهو: زهد العارفين. سمعت الجنيد يقول: سمعت السري يقول : مارست كل شيء من أمر الزهد ، فنلت منه ما أريد ، إلا الزهد في الناس؛ فإني لم أبلغه ، ولم أطقه . وقيل. ما خرج الزاهدون إلا إلى أنفسهم، لأنهم تركوا النعيم الفاني للنعيم الباقي. سمعت محمد بن عبد الله يقول : حدثنا علي بن الحسين الموصلي قال: الفضيل بن عياض : جعل الله الشر كله في بيت ، وجعل مفتاحه حب الدنيا ، وجعل الخير كله في بيت، وجعل مفتاحه الزهد. _________________ و آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين
| |
|