زينب الكسنزاني مشرفة واحة الكسنزان
عدد الرسائل : 1071 العمر : 37 الموقع : العراق تاريخ التسجيل : 28/01/2008
| موضوع: الزهد الإثنين نوفمبر 01, 2010 3:43 am | |
| الزهد الزهد الشيء القليل ورجل مزهد أي مقل , والزهد تفريغ القلب والنفس من حب الدنيا وزينتها وامتلاؤهما بحب الله ومعرفته . وهو ادبار عن الدنيا واقبال على الاخرة من غير تاسف عليها ولا اعجاب في تركها ولا طلب تقدير هذا العمل وان يرى الزاهد ترك الدنيا راحة والبحث عنها افة , ويخلص الزهد في القران الكريم بقوله تعالى :
لكيلا تاسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما اتاكم وسيد الزهاد في الدنيا هو سيدنا محمد الى الرفيق الاعلى , فالدنيا زائلة ومتاعها في الاخرة قليل قال تعالى : ما الحياة الدنيا الا لعب ولهو واللدار الاخرة خير للذين يتقون افلا تعقلون. وقال تعالى : المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير املا وقد جعلت الدنيا وما تحويه من مغريات فتنة وامتحانا للعباد قال تعالى :
انا جعلنا ما على الارض زينة لها لنبلوهم ايهم احسن عملا وكان الرسول :
كن في الدنيا كانك غريب او عابر سبيل , وقال ان الزهد في الدنيا هو قصر الاكل فيقول حب الدنيا راس كل خطيئة الا ترى كيف احب ما ابغضه الله واية خطيئة اشد جرما من هذا . ومن زهده فجعل يدفع عنه شيئا ويقول : اليك عني ,اليك عني , ولم ار معه احدا فقلت : يا رسول الله اراك تدفع شيئا ولا ارى معك احدا فقال : هذه الدنيا تمثلت لي بما فيها فقلت لها اليك عني فتنحت وقالت اما والله لئن انفلت مني لا ينفلت مني من بعدك وهكذا قال لها الامام علي : (ازهد في الدنيا يبصرك الله عورتها ) والزهد يكون بترك الدنيا مع قدرة عليها وليس في ادبارها عن المرء فتكون في قلبه بعيدة عن متناول يده ويدعي الزهد انما يجب ان تخرج من قلبه قبل كل شيء . والفقير لا يملك الدنيا بل يملك قوة الارادة والكفاح فيها والسعي خلفها فان ترك البحث عنها مع فقرة عد من الزاهدين كذلك . قال ابو عبد الله : (حقيقة الزهد ترك الدنيا وترك الاخرة وترك الشهوات واللذات وترك الوجود وترك طلب الحالات والدرجات والمقامات والكرامات وترك كل شيء سوى رب البريات حتى لا يبقى الا الخالق عز وجل اليه المنتهى وهو غاية الامل واليه تصير الامور , وقال : (الزهد مفتاح باب الاخرة والبراءة من النار وهو تركك كل شيء يشغلك عن الله تعالى , من عير تاسف على قوتها ولا اعجاب في تركه . ولا انتظار فرج منها , ولا طلب محمدة عليه , ولا غرض لها بل يرى فوتها راحة وكونها افة ويكون ابدا هاربا من الافة معتصما بالراحة والجوع على الشبع وعافية الاجل على محنة العاجل ,والذكر على الغفلة وتكون نفسه في الدنيا وقلــبه في الاخرة وقال بعض اهل البيت :
(لو كانت الدنيا باجمعها لقمة في فم طفل كيف حال من نبذ حدود الله وراء ظهره في طلبها والحرص عليها والزهد هو اعظم مقام عرف به اهل الطريقة حيث لم يقيموا للدنيا وزنا ولم يرفعوا بها راسا اذ محبة الله ورسوله قال: لو كانت الدنيا تعدل عند الله عز وجل جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء والزهد ثلاثة انواع عند اهل الطريقة زهد العامة من الناس : هو ترك الدنيا ما زاد عن حاجتهم لادامة الحياة
. وزهد السالكين : يكون في ترك القليل طمعا في الكثير فتركوا الدنيا لان متاعها في الاخرة قليل واقلبوا على الاخرة .
وزهد العارفين : الذين زهدوا في كل شيء سوى الله قال ابو يزيد البسطامي : (زهدت في الدنيا ثم زهدت في الاخرة ثم زهدت في كل ما سوى الله فناداني الحق ما تريد ؟ فقلت اريد ان لا اريد), فهذا هو التجرد من الارادة في الحركات والسكنات وكل شيء فكان بالله ولله ومن الله .
ويرجع سبب النجاء اهل الطريقة الى الزهد في الدنيا الى ثلاثة اسس انهم عملوا بان الدنيا ظل زائل وخيال زائر والرحيل منها الى دار البقاء اما الى نعيم واما الى العذاب
************** عملوا ان وراء الدنيا داراء الدنيا دار اعظم منها قدرا واجل خطرا وهي دار البقاء قال تعالى : قل متاع الدنيا قليل والاخرة خير لمن اتقى ******************* عملوا ان زهدهم فيها لا يمنعهم شيئا كتب لهم وان حرصهم عليها لا يجلب لهم مالم يقض لهم منها فما اصابهم لم يكن ليخطئهم وما اخطاهم لم يكن ليصيبهم والزهد في الدنيا يقسم حسب ما تحويه من مغريات الزهد في الطعام : اعلى درجات الزهد في الطعام هي ان يكتفي السالك بما يدفع عنه الجوع ولا يتقد بغداء او عشاء ويقتصر على لقيمات يقمن صلبه . والدرجة الثانية : ان يتقيد الزاهد بالغداء والعشاء ولكن لا يدخر شيئا . والدرجة الثالثة : ان يتقيد الزاهد بالغداء والعشاء ويدخر قوت يوم واحد وان زاد خرج عن حدود الزهد .واما الادم فاعلى درجات الزهد فيه الملح والخل ثم ياتي بعده الزيت والدرجة الثالثة هي اللحم في الاسبوع مرة وان زاد خرج عن حدود الزهد : ويصف بعضه زهدا في الملابس والمسكن واثاث البيت : وهذا كله زهد في الدنيا وهو صفة من صفات اهل الطريقة العارفين بالله وهم زاهدون عمن سواه وهدفهم ان يشرق نور ربهم عليهم ويشع في قلوبهم .
| |
|