ألذكـر:
في اللغة : << ذَكَرَ الله : أثنى عليه .
ذَكَرَ النعمة : شكرها .
ذِكرُ : 1 ـ الصيت والشرف .
2ـ الصلاة .
3ـ القرآن .
4ـ الدعاء ( المعجم العربي الاساسي ص483-484 ) .
في القرآن الكريم :
وردت مادة ( ذ ك ر ) في القوآن الكريم ( 274 ) مرة على اختلاف مشتقاتها ، منها قوله تعالى : " الذين آمنوا
وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب " ( سورة الرعد 28 ) .
في الاصطلاح الصوفي
اولا : بمعنى الرسول ( صلى الله تعالى عليه وسلم )
<< يقول الشيخ أحمد الرفاعي الكبير ( قدس الله سره ) : الذكر( صلى الله تعالى عليه وسلم ) : كونه شهد
الاشياء بالنور ، فنزل من فوق إلى أسفل ، نزل الى ما بالنور ظهر من الأشكال والصور ، فاستحق أن يتقدم في
التعليم والسر على أرباب الاستدلال ليوضح لهم ماخفى واستتر>> ( الشيخ احمد الرفاعي- البرهان المؤيد – ص
115 (بتصرف ) )
ويقول : << الذكر( صلى الله تعالى عليه وسلم ) هو جنة من كل نازلة سماوية وحادثة أرضية >> ( الشيخ احمد
الرفاعي – الحكم الرفاعية- ص9 )
يقول الشيخ أبوعبد الله الجزولي : << الذكر( صلى الله تعالى عليه وسلم ) : إن من رآه( صلى الله تعالى عليه
وسلم ) ، أو سمع بإسمه ( صلى الله تعالى عليه وسلم ) ، أو أحواله أو أخلاقه الحميدة : ذكر الله ، وحمده ، وأثنى
عليه بما هو أهله ، فكان وجوده سببا في ذكر الله ، لأن ذاته توجب ذكر الله ، وصفاته توجب توحيد الله ،
وأفعاله تدل عاى الله ، وأقواله تأمر بذكر الله . فكان( صلى الله تعالى عليه وسلم ) ذكر الله في كل أفعاله
وأحواله وصفاته ونومه ويقظته >> ( الشيخ يوسف النبهان – جواهر البحار في فضائل النبي المختار( صلى الله
تعالى عليه وسلم )- ج2 ص378 ) .
يقول الشيخ جلال الدين السيوطي : << الذكر( صلى الله تعالى عليه وسلم ) سمي بهذا الإسم : لأنه شريف في
نفسه ، مشرف غيره ، يجز عنه به فاجتمعت له وجوه الذكر الثلاثة ، وهو مأخوذ من قوله تعالى : "" قد أنزل الله
إليكم ذِكرا رسولا " ( سورة الطلاق 10 ) >> ( الشيخجلال الدين السيوطي – الرياض الانيقة في شرح أسماء
خير الخليقة – ص158 ) .
ثانيا: بالمعنى العام
يقول الشيخ ابو سعيد الخراز : << الذكر : هو اسم جامع لأعمال القلوب كلها من مقامات اليقين ومشاهدة العلوم
من الغيب >> ( الشيخ ابو طالب المكي – قوت القلوب – ج1 ص17 ) .
سئل الشيخ سهل بن عبد الله التستري مالذكر ؟ فقال :
<< الذكــر : الطاعــه .
قيل : مالطاعــه؟ قـال : الإخلاص .
قيل : ماالإخلاص ؟ قال:المشاهدة .
قيل : ماالمشاهدة ؟قال :العبودية .
قيل : ماالعبودية؟ قال: الرضا .
قيل : ماالرضــا؟ قال : الافتقار .
قيل : ماالافتقــار ؟ قال : التضرع والالتجاء ، سلم سلم إلى الممات >> ( الشيخ سهل بن عبد الله التستري –
تفسير القرآن العظيم – ص 116 ) .
يقول الشيخ الجنيد البغدادي ( قدس الله سره ) : << الذكر : هو منشور الولاية ، فمن أعطي المنشور فقد أعطي
الولاية ، ومن سلب المنشور فقد سلب الولاية >> ( الشيخ عبد الغني النابلسي – مخطوطة أعذب المشارب في
السلوك والمناقب – ص 86 ) .
يقول الإمام القشيري : << هو طريق الحق سبحانه ، فما سلك المريدون طريقا أصح وأوضح من طريق الذكر ،
وان لم يكن فيه سوى قوله ( تعالى ) : "" أنا جليس من ذكرني "" ( ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه ج : 7 ص :
73 ) . لكان ذلك كافيا >> ( الإمام القشيري – تفسير لطائف الإشارات – ج : 1 ص : 316 ) .
ويقول : << الذكر : هو استغراق الذاكر في شهود المذكور ، ثم استهلاكه في وجود المذكور ، حتى لايبقى منك
أثر يذكر ، فيقال : قد كان مرة فلان >> ( المصدر نفسه – ج : 1 ص : 149 ) .
ويقول : << الذكر : هو نطق القلب بنعت الغيب .
( وهو ) : بيان الفوائد بصدق الاعتقاد .
( وهو ) : استهتار الأسرار باسم الجبار .
( وهو ) : امتلاء القلب من المذكور واستيلاء الاسم على الضمير .
( وهو ) : اندراج الذاكر في مذكوره واصطلام السرائر عند ظهوره >> ( د.قاسم السامرائي – أربع رسائل في
التصوف لأبي القاسم القشيري – ص 62 ) .
ويقول الإمام أبو حامد الغزالي : << الذكر : هو حقيقة نمو استيلاء المذكور على القلب ، وانمحاء الذاكر وخفاؤه
>> ( الشيخ ابن عطاء الله السكندري – مفتاح الفلاح ومصباح الأرواح – ص : 5 – 6 ) .
يقول الغوث الأعظم عبد القادر الكيلاني ( قدس الله سره ) : الذكر: جلاء رمد العقول ، وهو روح جنان الرحمة ،
تهب نسيمة على مشام أرواح الذاكرين ، فتهتز من نشواته أعطاف الأرواح في أقفاص الأشباح >> ( الشيخ علي
بن يوسف الشطنوفي – مخطوطة بهجة الأسرار ومعدن الأنوار – ص105 ( بتصرف ) ) .
يقول الشيخ أحمد الرفاعي الكبير ( قدس الله سره ) : << الذكر : حفظ القلب من الوسواس ، وترك الميل إلى
الناس ، والتخلي عن كل قياس ، وإدراك الوحدة بالكثرة ، وحسن ملاحظة المعنى >> ( السيد محمد أبو الهدى
الصيادي الرفاعي – قلادة الجواهر في ذكر الغوث الرفاعي واتباعه الأكابر – ص 148 ) .
ويقول : << الذكر : هو نور القلب >> ( المصدر نفسه – ص 149 ) .
يقول الشيخ الأكبرإبن عربي ( قدس الله سره ) : << الذكر : هومن نعوت كونه متكلماً ، وهو نفس الرحمن الذي
ظهرت فيه حقائق حروف الكائنات وكلمات الحضرة >> ( الشيخ ابن عربي – الفتوحات المكية – سفر 2 فقرة
405 ) .
يقول الدكتور عبد المنعم الحفني : << ذكر : هو الخروج من ميدان الغفلة إلى الفضاء المشاهدة ، على غلبة
الخوف أو لكثرة الحب ، وهو بساط العارفين ونصاب المحبين وشراب العاشقين ، وحقيقته أن تنسى ماسوى
المذكور >> ( د.عبد المنعم الحفني – معجم مصطلحات الصوفيه – ص 103 ) .
يقول الباحث محمد شيخاني : << ذكر الله تعالى : هو قوة روحية ، وطهارة نفسية ، وخلق يتسامى عن الضعف
، وارتباط بالقوة العظمى وشعوربالتعاليعن كل نقيصة . . .
الذكر هو جوهر الرياضات الروحية العملية لتجميع الطاقات الروحية في بوتقة واحدة ، ضمن بؤرة القلب >> (
محمد شيخاني – التربية الروحية بين الصوفية والسلفية – ص197 ) .
في إصطلاح الكسنزان:
يقول حضرة الشيخ(قدس الله سره) :
: << * الذكر: هو معراج العبد
التكلم مع الله .
* الذكر:حضور القلب مع الله
* الذكر : هو الدخول الى الحضرة الإله،الوقوف أمام ألرب ، أمام ألحق .
* الذكر: هو عبادة ، صلاة ، طهارة ، نظافة ، جهاد ، تقوى الله ، حضور ا القلب
* الذكر : هو قوت الوصول والتقرب ، قوت الفلاح والنجاح ، قوت الصعود إلى المراتب الروحية .
* الذكر : هو سفينة النجاة ، يوصلك ويعبرك إلى النور الأعظم ، ويغلفك بالنور ،النور ألأعظم .
* الذكر : هو الحبل الرابط الذي الذي يربط المريد بالشيخ ، فإذا كان المريد ذاكرا ، وقلبه مرتبطا ، فعندما يستمد
، يحصل على مساعدة ومَدد المشايخ . * الذكر : يعني الختمات التي خصصها مشايخ الطريقة للمريد >> .
في أنواع الذكر
يقول ( قدس الله سره ) الذكر على ثلاثة انواع :
<< * الذكر الجهري .
* الذكر القلبي .
* الذكر بالعمل الصالح >> .
في الذكر والقوة الروحية
يقول ( قدس الله سره ) : << إن الذكر يقوي المريد نورياً وروحياً ،وهذه القوة تضعف إشعاعاتها النورانية
بالحرام أو بالذنوب .
فائــدة الذكــر
يقول ( قدس الله سره ) : << الذي يكثر من ذكر شيء يحبه ، والذي يحب شيء يكثر من ذكره .
وإدا كنت تريد الرزق ، المال ، الأولاد ، المدد ، فعليك بذكر الله تعالى ، لأنه سبب التقوى "" ومن يتق الله يجعل
له مخرجاً . ويرزقه من حيث لا يحتسب "" ( سورة الطلاق الآية 2 ، 3 ) >> .
وصــايا في الذكــر
يقول الشيخ ( قدس الله سره ) :
<< * اضرب الذكر في قلبك كالمطرقة على السندان لكي تحصل على نور الذكر ، فإذا حصلت على النور وصلت
إلى النور فالنور النور .
* يجب تطهير محل الذكر (الفم ) وتطهير أدوات الذكر ( المسبحة ) ، لأنهما من أدوات ألتقرب إلى الله ( جلّ
وعلا ) >> .
الذكر في الشريعة الاسلامية
يقول الشيخ ( قدس الله سوره ) : << وردت لفظة الذكر في القرآن الكريم بالمعاني التالية :
1ـ بمعنى الحفظ ، يقول تعالى : "" ولقد يسرنا القرآن للذكر "" ( سورة القمر 17 ) .
2ـ بمعنى القرآن الكريم ، يقول تعالى : "" إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون "" ( سورة الحجر 9 ) .
3ـ بمعنى الصلاة ، يقول تعالى : "" أقم الصلاة لذكري "" ( سورة طه 14 ) .
4ـ بمعنى صلاة الجماعة : يقول تعالى :"" ياأيها ألذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر
ألله "" ( سورة الجمعة 9 ) .
5ـ بمعنى العلم : يقول تعالى : "" فأسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون "" ( سورة النحل 43 ) .
6ـ وفي معظم الآيات القرآنية الأخرى وردت اللفظة وأريد بها ألتسبيح والتمجيد وحمد الله سبحامه وتعالى كما في
قوله سبحانه : "" فأذكروني أذكركم وأشكروا لي ولا تكفرون "" ( سورة البقرة 152 ) ، وقوله : "" ياأيها ألذين
آمنوا إذكروا ألله ذكراً كثيراً "" ( سورة الأحزاب 41 ) .
فالمشهور في الشريعة الإسلامية أن الذكر : هو التسبيح ، وهو تمجيد الله سبحانه وتعالى وترديد أسمائه بتركيز
تام وترابط كامل قلباً ولساناً .
وهو عند أهل الطريقة : الخروج من ميدان الغفلة إلى فضاء ألمشاهدة على غلبة الخوف أو لكثرة ألمحبة .
وحقيقته عند أهل التحقيق : نسيان ما سوى المذكور ، بحيث يغيب الذاكر في المذكور بالجملة ، وهذا من مقامات
الواصلين من خاصة الخاصة >> .