وردت مادة ذ ك ر في القرآن الكريم 274 مرة على اختلاف مشتقاتها .. منها قوله تعالى : الَّذينَ آمَنوا وَتَطْمَئِنُّ قُلوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلوبُ .
في الاصطلاح الصوفي
.. أولاً : بمعنى الرسول
الشيخ أحمد الرفاعي الكبير
الذكر : كونه شهد الأشياء بالنور .. فنزل من فوق إلى أسفل .. نزل إلى ما بالنور ظهر من الأشكال والصور .. فاستحق أن يتقدم في التعليم والسر على أرباب الاستدلال ليوضح لهم ما خفي واستتر .
ويقول : .. الذكر : هو جُنَّة من كل نازلة سماوية وحادثة أرضية .. .
الشيخ أبو عبد الله الجزولي
يقول : .. الذكر : إن من رآه .. أو سمع باسمه .. أو أحواله .. أو أخلاقه الحميدة : ذكر الله .. وحمده .. وأثنى عليه بما هو أهله .. فكان وجوده سبباً في ذكر الله .. لأن ذاته توجب ذكر الله .. وصفاته توجب توحيد الله .. وأفعاله تدل على الله .. وأقواله تأمر بذكر الله . فكان ذكر الله في كل أفعاله وأحواله وصفاته ونومه ويقظته .. .
الشيخ جلال الدين السيطي
الذكر : سمي بهذا الأسم : لأنه شريف في نفسه .. مشرف غيره .. يجز عنه به فاجتمعت له وجوه الذكر الثلاثة .. وهو مأخوذ من قوله تعالى : قَد أَنْزَلَ الله إليْكُم ذِكْراً رَسُولاً .. .
.. ثانياً : بالمعنى العام
الشيخ ذو النون المصري
يقول : .. الذكر : غيبة الذاكر عن الذاكر .. .
الشيخ أبو سعيد الخراز
يقول : .. الذكر : هو اسم جامع لأعمال القلوب كلها من مقامات اليقين ومشاهدة العلوم من الغيب .. .
ويقول : .. الذكر : هو الإيمان والعلم .. .
الشيخ سهل بن عبد الله التستري
سئل الشيخ ما الذكر ؟ فقال :
.. الذكر : الطاعة .
قيل : ما الطاعة ؟ قال : الإخلاص .
قيل : ما الإخلاص ؟ قال : المشاهدة .
قيل : ما المشاهدة ؟ قال : العبودية .
قيل : ما العبودية ؟ قال : الرضا .
قيل : ما الرضا ؟ قال : الافتقار .
قيل : ما الافتقار ؟ قال : التضرع والالتجاء .. سلم سلم إلى الممات .. .
الشيخ الجنيد البغدادي
يقول : .. الذكر : هو منشور الولاية .. فمن أعطي المنشور فقد أعطي الولاية .. ومن سلب المنشور فقد سلب الولاية .. .
تعقيب :
عقب الشيخ عبد الغني النابلسي على ذلك بقوله : .. المنشور : هو المرسوم والحكم والبراءة .. فالحكم السلطاني والبراءة يقال لها بين الناس : منشور .. .
الشيخ عبد الله الخراز الرازي
يقول : .. الذكر : هو طعام العارفين .. .
الشيخ فارس البغدادي
يقول : .. الذكر : هو طرد الغفلة .. وليس للمذكور من الذكر إلا حظ الذاكر منه .. وكل من ذكره فبنفسه بدأ .. لأن ثمرته عائدة عليه .. والحق وراء ذلك ..