النظرة التقليدية لاتكفي
فتعريف أهل البيت و آل البيت لا ينبغي أن يتوقف بنا علي الجانب التاريخي
و بالتالي قصره زمانا و مكانا و تحديد دور الرسالة لعائلة او عرق
و كذا الخروج من ضمنية عالمية الرسالة و ختميتها
و التي شطحت في التاريخ لتصوغه فعلا و سياسة و دولا
و طالت الدين نفسه فصارت مذهبا و فقها
و استطاع الصوفي القديم الإفلات من مأزق كم طال كثيرا من القدامي و المحدثين علماء و عامة و ايضا صحابة
أورثتنا دولا و حدودا و قبلية و ملامح جاهلية بحتة من الكراهية و التخالف بل و التكافر و القتال
و ضاقت بنا الرحمة بدمائنا و جهلنا
و توارثنا أرضا مولدة للخلاف و ثقل عقلي يملأ المكتبات و صار الخلاف السياسي قطب الدين و أصبحت الحاكمية منتهي التوحيد مثلا ومصطلحا أساسيا في اتجاهات شتي حتي الإقتصادية و الرأسمالية مرة و الإشتراكية مرة
و تنظيمات جاهزة بالفعل للتكفير و الحرب
بينما يرقي الصوفي بروحه رقي سادته و زهدهم في كل متاع الدنيا
و تسموأخلاقه و ايمانه بذوقهم لروح التسامح و فعل المحبة و انتصارها
و نور الإيمان كان رجل صالح واحد ينشره في قرية اوبلده و أعمال الرسل لم تكن بالسيف علي غير اعمال الدول وتاريخية الحروب
يتوافق الطرح الصوفي و الاشاري غالبا و الباطني التوجه عن اهل البيت و آله
مع انسانية الرسالة و عموميتها و رفضها للأسرية و القبلية بالمعني الظاهري و الذي يؤسس لعرقية او اقليمية يحول مفهوم الصوفي تدريجيا عن آل البيت لشمل العالميين
فهو جد كل تقي و أب للعابدين و صهر حتي للفراعنة و أخ للأنبياء و ابن لإبراهيمية جامعة لا تقصر الأهلية و الآلوية و انما المؤمنون أسرة و المحسنون واحد
و ليست الرؤية التأويلية في العلم الصوفي فحسب و انما الرؤية الأخلاقية أكبر من ذلك
هزني بها عم عدلان احد رجال الله
و هو فلاح أمي لا يقرأ و لا يكتب
حينما كنت احادثة عن أحزاني و دموعي لمقتل الحسين
و يرد بعكس ذلك و عن فرح الحسين شخصيا بمقتله و قاتله
بل و عفوه عنه و مسامحته له
و ان الحسين و سادتنا عموما أكبر من ذلك و علي غيرنا
لا يحملون الكراهية و لاروح للإنتقام و الثأر عندهم و لا غل لديهم مثلنا كما انهم لا يحزنون
كأنه يدعوا لقاتله الذي كان سببا في اعطاءه رتبة الشهادة و يتأسف له
و يدعوا له بالغفران و الرحمة فتلك صفاتهم عليهم صلوات من ربهم و رحمة
مشرب ملكوتي يلتقي بالأحمدية السمائية الصافية
و كذلك يجب ان نكون علي ما تأمرنا به الشريعة من تواد و رحمة و غفران و تسامح
قوانين الإيمان و الكمال التي يجب ان تتحقق علي ايدي بشرية
شاهدة بالأمر