أمير جاد
عدد الرسائل : 3071 تاريخ التسجيل : 25/07/2007
| موضوع: الصمت ــ هو فقد الخاطر لوجد حاضر السبت أكتوبر 25, 2008 6:30 am | |
| الصمت في اللغة صَمَتَ الشخص : لم ينطق . صَمْتٌ : سكوت . في القرآن الكريم وردت هذه اللفظة في القرآن الكريم مرة واحدة في قوله تعالى : وَإِنْ تَدْعوهُمْ إِلى الْهُدى لا يَتَّبِعوكُمْ سَواءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُموهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صامِتونَ . في الاصطلاح الصوفي الإمام جعفر الصادق {عليه السلام} يقول : الصمت : هو شعار المحققين بحقائق ما سبق وجف القلم به ، وهو مفتاح كل راحة من الدنيا والآخرة ، وفيه رضى الله ، وتخفيف الحساب ، والصون من الخطايا والزلل . وقد جعله الله ستراً على الجاهل وزينا للعالم ، ومعه عزل الهوى ورياضة النفس وحلاوة العبادة وزوال قسوة القلب والعفاف والمروءة والظرف . الشيخ أبو طالب المكي يقول : قال بعض العلماء : الصمت : نوم العقل ، والنطق يقظته ، وكل يقظة تحتاج إلى نوم ، وما صمت عاقل قط إلا اجتمع عقله وحضر لبه . الإمام القشيري يقول : الصمت : هو فقد الخاطر لوجد حاضر . وهو : سقوط النطق لظهور الحق . وهو : انقطاع اللسان عند روح العيان . وهو : ذهاب العبارة عند مفاجئة الزيارة . وهو : بهت القلب تحت كشف الغيب . ويقول : قال بعضهم : الصمت : لسان الحلم . الشيخ ماجد الكردي يقول : الصمت : عبادة من غير عناء ، وزينة من غير حلي ، وهيبة من غير سلطان ، وحصن من غير سور ، وراحة للكاتبين ، وغنية من الاعتذار . إضافات وإيضاحات مسألة - 1 : في أقسام الصمت يقول الشيخ أبو حفص الحداد : صمت العوام : بلسانهم . وصمت العارفين : بقلوبهم . وصمت المحبين : من خواطر أسرارهم . ويقول الشيخ ابن عطاء الله السكندري : الصمت نوعان : صمت باللسان ، وصمت بالجنان ، وكلاهما لا بد منه في الطريق . فمن صمت قلبه ونطق لسانه : نطق بالحكمة . ومن صمت لسانه وصمت قلبه : تجلى له سره ، وكلمه ربه وهذا غاية الصمت . ويقول الشيخ الأكبر ابن عربي : الصمت على قسمين : صمت باللسان عن الحديث بغير الله تعالى ، مع غير الله تعالى جملة واحدة وصمت بالقلب عن خاطر خطر له في النفس ، في كون من الأكوان البتة فمن صمت لسانه ولم يصمت قلبه : خف وزره . ومن صمت لسانه وقلبه : ظهر له سره ، وتجلى له ربه . ومن صمت قلبه ولم يصمت لسانه : فهو ناطق بلسان الحكمة . ومن لم يصمت بلسانه ولا بقلبه : كان مملكة للشيطان ، ومسخرة له . فصمت اللسان : من منازل العامة ، وأرباب السلوك . وصمت القلب : من صفات المقربين ، وأهل المشاهدات . وحال صمت السالكين : السلامة من الآفات . وحال صمت المقربين : مخاطبات التأنيس . فمن التزم الصمت في جميع الأحوال كلها ، لم يبق له حديث إلا مع ربه ، فإن الصمت على الإنسان محال في نفسه . فإذا انتقل من الحديث مع الأغيار ، إلى الحديث مع ربه ، كان نجياً مقرباً مؤيداً في نطقه . وإذا نطق نطق بالصواب لأنه ينطق عن الله تعالى . فالنطق بالصواب نتيجة الصمت عن الخطأ ، والكلام مع غير الله خطأ ، بكل حال ، وبغير الله سوء من كل حال ... ولحال الصمت مقام روحي على ضروبه . والصمت يورث معرفة الله تعالى وتقدس . ويقول الشيخ أحمد الكمشخانوي النقشبندي : الصمت على نوعين : صمت العام : وهو إمساك اللسان ، كفاً عن الكذب والغيبة . وصمت الخاص : وهو إمساك اللسان ، لاستيلاء سلطان الهيبة ، وذلك الصمت هو من آداب الحضرة . مسألة - 2 : في مقام الصمت وحاله يقول الشيخ الأكبر ابن عربي : للصمت حال ومقام . فأما مقامه : فهو أنه لا يرى متكلماً إلا من خلق الكلام في عباده وهو الله تعالى خالق كل شيء ، فالعبد صامت بذاته متكلم بالعرض . وأما حاله : فهو أن يرى أن الله وإن خلق الكلام فيه ، فالعبد هو المتكلم فيه كما هو المتحرك بخلق الحركة فيه ولا يصح أن يصمت مطلقاً أصلاً فإنه مأمور بذكر الله تعالى في أحوال مخصوصة أمر وجوب ، فهو مقام مقيد بصفة تنزيه لأنه وصف سلبي ، وحكمه في ظاهر الإنسان وأما باطنه فلا يصح فيه صمت فإنه كله ناطق بتسبيح الله . مسألة - 3: في ظاهر الصمت وباطنه يقول الشيخ أحمد بن محمد بن عباد : ظاهر الصمت ترك الكلام بغير ذكر الله تعالى ، وأما باطنه فصمت الضمير عن جميع التفاصيل والأخبار . مسألة - 4 : في أن السلامة في الصمت يقول الشيخ أحمد الكمشخانوي النقشبندي : قال أهل الحقيقة : الصمت سلامة ، وهو والنطق عارض . مسألة - 5 : في فوائد الصمت يقول الشيخ ابن عطاء الله السكندري : الصمت عند أهل الطريقة من لازمه ارتفع بنيانه وتم غراسه . ويقول الشيخ قطب الدين البكري الدمشقي : من صمت لسانه وقلبه ، انكشفت له الأسرار ، وجليت عليه المعارف الأبكار . فإذا صمت المريد بقلبه ولسانه انتقل إلى المحادثة السرية ، لأن صمت الإنسان في نفسه لا يمكن أصلاً ، وهذا الصمت يورث معرفة الله سبحانه وتعالى . ويقول الشيخ أحمد الكمشخانوي النقشبندي : الصمت يسهل العزلة ولا يتكلم الصامت إلا بقدر الضرورة ، فإن الكلام يشغل القلب ويثقل التجريد للذكر والفكر . مسألة - 6 : في المفاضلة بين الصمت والنطق يقول الشيخ أحمد الكمشخانوي النقشبندي : اختلف الناس في تفضيل أحدهما على الآخر ، والأصح أن كل واحد منهما أفضل من الآخر في بعض المواضع ، ولكن الموفق هو من يعرف موضع الصمت وموضع النطق . مسألة - 7 : في النهي عن الصمت عن الحق يقول الشيخ أبو علي الدقاق : من صمت عن الحق فهو شيطان أخرس . مسألة - 8 : في مضرة الإفراط بالصمت يقول الشيخ أحمد الكمشخانوي النقشبندي : واعلم أن الإفراط من الصمت مضر بالحكمة . مسألة - 9 : في الصمت الذي لا يعول عليه يقول الشيخ الأكبر ابن عربي : من صمت بلسانه وتكلم بالإشارة فصمته لا يعول عليه . ويقول : الصمت العام لا يعول عليه . مسألة - 10 : في حد الصمت يقول الشيخ أبو بكر الفارسي : حد الصمت : هو أن لا ينطق العبد إلا فيما يعنيه وما لا بد منه . من مكاشفات الصوفية : يقول الشيخ محمد بن عبد الجبار النفري : أوقفني الحق في الصمت وقال لي : إن لي عباداً صامتين ، رأوا جلالي فلا يستطيعون أن يكلّموه ، ورأوا بهائي فلا يستطيعون أن يسبحوه . فلا يزالون صامتين حتى آتيهم فأخرجهم من مقام صمتهم إلي . فمن صمت عنّي فهو عبدي الصامت . وقال لي : أصمت لي ما استطعت ، تكن أول من يُدعى إلي إذا جئتُ . وقال لي : عبدي الصامت أتلقاه قبل موقفه وأشيّعهُ إلى داره . _________________ و آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين
| |
|
أمير جاد
عدد الرسائل : 3071 تاريخ التسجيل : 25/07/2007
| موضوع: رد: الصمت ــ هو فقد الخاطر لوجد حاضر السبت أكتوبر 25, 2008 6:31 am | |
| من أقوال الصوفية : يقول الإمام علي بن أبي طالب : بكثرة الصمت تكون الهيبة . ويقول الشيخ أبو بكر الطمستاني : من لم يكن الصمت وطنه فهو في فضول ، وإن كان ساكناً . ويقول الشيخ محمد بن عبد الجبار النفري : الصمت شاهد التثبيت والتأييد ، والنطق شاهد الرسوخ والتمكين . فمن نطق في التثبيت والتأييد لم يفصح عن حقيقة ولم يوضح عن مبلغ ، وصاحب الرسوخ والتمكين إن نطق فبحقيقة ، وإن صمت فلحقيقة . ويقول الشيخ الأكبر ابن عربي : الحكمة في الصمت . ويقول الشيخ عبد المجيد الشرنوبي الأزهري : سئل بعض الحكماء عن قلة كلامه فقال : لأن الحق سبحانه إنما خلق لنا أذنين ولساناً لنسمع ضعف ما نقول لا لنقول أكثر مما نسمع . من فوائد الصوفية : يقول الشيخ بشر الحافي : إذا أعجبك الكلام فاسكت ، فإذا أعجبك السكوت فتكلم . من وصايا الصوفية : يقول الإمام جعفر الصادق {عليه السلام} : اغلق باب لسانك عما لك منه بدّ لا سيما إذا لم تجد أهلاً للكلام والمساعد في المذاكرة لله وفي الله . وكان ربيع بن خيثم يضع قرطاساً بين يديه ، فيكتب كل ما يتكلم به ثم يحاسب نفسه في عشيته ما له وما عليه ويقول : آه آه نجا الصامتون وبقينا . وكان بعض أصحاب الرسول يخص الحصاة في فمه ، فإذا أراد أن يتكلم بما علم إنه لله وفي الله ولوجه الله أخرجها من فمه . وإن كثيراً من الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يتنفسون تنفس الفرقاء ويتكلمون شبيه المرضى . وإنما سبب هلاك الخلق ونجاتهم الكلام والصمت . فطوبى لمن رزق معرفة عيب الكلام وصوابه وعلم الصمت وفوائده . فإن ذلك من أخلاق الأنبياء وشعار الأصفياء ، ومن علم قدر الكلام أحسن صحبة الصمت . ومن أشرف على ما في لطائف الصمت وأئمته على خزائنه كان كلامه وصمته كله عبادة . ويقول الإمام موسى الكاظم {عليه السلام} : قلة المنطق حكمة عظيمة . فعليكم بالصمت ، فإنه دعة حسنة وقلة وزر ، وخفة من الذنوب . ويقول الغوث الأعظم عبد القادر الكيلاني : كن مع الله صامتاً عند مجيء قدره وفعله حتى ترى منه ألطافاً كثيرة . من حكم الصوفية : يقول الشيخ أحمد الكمشخانوي النقشبندي : قال لقمان لأبيه : لو كان النطق فضة لكان الصمت ذهبا. ولقد ندمت على الكلام مرارا ولم أندم على السكوت مرة واحدة . صمت السر الشيخ أبو بكر الفارسي يقول : صمت السر : هو ترك الاشتغال بالماضي والمستقبل . صمت القلب الشيخ أبو بكر الفارسي يقول : صمت القلب : هو ترك الفكر في الماضي والمستقبل ، وقد يكون سبب الفكر الحيرة ، بسبب ورود الكشف بغتة فتخرس العبادة عند ذلك ويكل النطق هناك . الموسوعة الكسنزانية للشيخ محمد عبد الكريم الكسنزان _________________ و آخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين
| |
|