د.حجازكاركرد
عدد الرسائل : 92 العمر : 43 تاريخ التسجيل : 19/01/2008
| موضوع: رد: الصوفية في الغرب الإفريقي..عودة الروح في واقع مضطرب الإثنين نوفمبر 03, 2008 9:44 pm | |
| مولانا حقيقة .... بوركت وبورك جهدك وبورك نقلك وجعله الله في ميزان حسناتك بارك الله بك سيدي الكريم كل الشكر لكم وكل ا لفضل منكم مع خالص محبتي | |
|
زائر
عدد الرسائل : 35 تاريخ التسجيل : 29/03/2008
| موضوع: الصوفية في الغرب الإفريقي..عودة الروح في واقع مضطرب الأحد نوفمبر 02, 2008 10:55 pm | |
| الشيخ أحمدو بامبا في ندوة "الطرق الصوفية والحركات الإسلامية": الصوفية في الغرب الإفريقي..عودة الروح في واقع مضطرب
العالم الإسلامي، ففي الوقت الذي تحولت فيه الصوفية في بلد مثل مصر إلى شكل من أشكال الفولكلور وصارت أداة في يد الأنظمة السياسية ظلت في غرب إفريقيا حركة اجتماعية ذات تأثير واسع وقدرة على الانفتاح على التيارات الإسلامية الأخرى وصاحبة دعوى للتقريب بينها، كذلك لعبت الصوفية دورا في التصدي للاستعمار، حيث نجد أنماطا من الخطاب الصوفي ذي الطابع الجهادي كالإمام عبد القادر الجزائري، ووصل تأثيرها إلى أن يعلن رئيس دولة مثل السنغال انتماءه إلى الطريقة المريدية. وفي محاولة لإلقاء الضوء على واقع الطرق الصوفية في الغرب الإفريقي استضاف قسم (الطرق الصوفية والحركات الإسلامية) بشبكة "إسلام أون لاين.نت" الباحث د. أحمدو بمبا رئيس المركز الإفريقي للدراسات والأبحاث الصوفية والأمين العام لمنظمة آل البيت في موريتانيا في لقاء عن التصوف في الغرب الإفريقي. وفي محاولة لإلقاء الضوء على واقع الطرق الصوفية في الغرب الإفريقي استضاف قسم (الطرق الصوفية والحركات الإسلامية) بشبكة "إسلام أون لاين.نت" الباحث د. أحمدو بمبا رئيس المركز الإفريقي للدراسات والأبحاث الصوفية والأمين العام لمنظمة آل البيت في موريتانيا في لقاء عن التصوف في الغرب الإفريقي. وقد قدم أحمدو بمبا لمحاضرته برسم خريطة للتصوف في إفريقيا مؤكدا أن خريطة التصوف في غرب إفريقيا تتقاسمها عدة طرق؛ أهمها التيجانية والقادرية والمريدية والنقشبندية، وتعد التيجانية أهم الطرق من حيث البناء العقدي والإنتاج الفكري والقدرة على إقامة حوار فاعل مع الطرق الأخرى، ومؤسس الطريقة هو أبو العباس أحمد التيجاني المتوفى في 1230 هـ، وقد بدأت التيجانية في مدينة فاس وصار لها أتباع في الجزائر والمغرب وتونس ومصر وفلسطين والشام والسنغال ونيجيريا، ومن أهم رموزها الشيخ إبراهيم أنياس الذي يرجع له الفضل في المحافظة على اللغة العربية والسعي نحو تطبيق الشريعة الإسلامية، وتحول مئات الآلاف إلى الإسلام في غانا ونيجيريا في زمن كانت فيه الماركسية تهدد الإسلام في هذه البلاد. أما المريدية التي أسسها الشيخ أحمدو بمبا في أوائل القرن العشرين فهي طريقة لها أتباع كثر في السنغال وذات نفوذ اقتصادي مؤثر، وتمكنت المريدية من خلال هذا أن تحافظ على الموروث الإسلامي دون الصدام بالمجتمع من خلال الأفواج التي تعلمت ودرست العلم الشرعي من أصوله دون تدريس كتاب واحد من مؤلفات مؤسسها، وأشار المحاضر إلى الدور الكبير الذي لعبه شيخ المريدية الشيخ أحمدو بمبا في الجهاد ضد الاستعمار الفرنسي؛ حتى وصل تأثيره إلى أن يقول حاكم المستعمرات في غرب إفريقيا: "إذا تركتم هذا الشيخ خمس سنوات أخرى فسيحول القارة السمراء إلى محمديين"؛ ولذا قبضت عليه سلطات الاستعمار ونفته إلى كوت ديفوار. وفي هذا الصدد يؤكد المحاضر على أن أهم ما ميز الصوفية في الغرب الإسلامي أنها طرق مجاهدة، حملت السلاح في وجه المستعمر، وكان الشيخ ماء العينين والشيخ محمد فاضل من أهم المناضلين ضد الاستعمار، وشن الشيخ الفوتي هجمة شرسة ضد الاستعمار من بلاد الفوتة وغانا ومالي وأطراف من موريتانيا، بل وصل قتاله إلى نيجيريا، وتحدث كذلك عن الصوفية المجاهدة التي قادت الثورات ضد الاستعمار مثل القادرية في الجزائر وينتمي إليها الأمير عبد القادر الجزائري والسنوسية في ليبيا والمهدية في السودان وغيرها ناهيك عن الإباء الثقافي والمقاطعة. طقوس وآليات العمل أما عن مجالات الاتفاق والاختلاف بين هذه الطرق فقد أوجزها بمبا في عدة جوانب؛ فالطريقة المريدية حركية إصلاحية تعتمد على ما يقوله الشيخ أحمدو بمبا حول التوحيد والفقه في كتابه "مسالك الجنان" الذي ناقش فيه كيفية تكوين مجتمع فاضل بالاعتماد على النفس. وللمريدية موقف مميز من المسألة الاقتصادية؛ فهي تسعى إلى الاعتماد على الذات، ولذلك تسيطر على نصف النشاط الاقتصادي السنغالي، وهو ما ساعدها في تحقيق أهدافها، فأكثر من ثلثي مصاريف المعهد الديني الذي يدرس فيه 43 ألف طالب وطالبة يدفعهم الشيخ محمد المرتضى رئيس الطريقة. أما القادرية لمؤسسها الشيخ عبد القادر الجيلاني، فتختلف في أن بعض القادريين يستخدمون الدف الإفريقي في أوقات المدائح والأناشيد لزيادة الحماس الديني، ويلتمسون له بعض التأصيل الشرعي عند الإتباع والمريدين، ثم تأتي التيجانية وهي مستقلة وذات بناء عقدي ولها علماؤها ونظامها، وجميع هذه الطرق تنشد الإصلاح والرجوع للعلم والشرع وتوقف المحاضر عند العديد من الطقوس وآليات العمل داخل الطرق الصوفية كحلقات الذكر أو الحضرة الصوفية، والحضرة تختلف من طريقة لأخرى، كما أن لكل طريقة دوائر أو خلايا وأجهزة منظمة بين الخمسمائة والألف يتجمع فيها الأشخاص ويتدارسون أمورهم في هذه الدوائر، ولهذه الدوائر ميزانيتها الخاصة، وهي قائمة للتنشيط الروحي في تلك الطرق، وكذلك آلية التواصل مع أحد المندوبين عن الشيخ كل فترة. والطريقة في نظر الصوفية –كما يقول المحاضر- ليست إلا نظاما للتوجه إلى الله خصوصا مع الهبوط الأخلاقي والروحاني الذي يشهده العالم خلال هذه الفترة من الزمن. أما عن فكرة توريث الطريقة فيؤكد أحمدو بمبا أنه مما يؤخذ على المتصوفة إيمانهم بعملية التوريث من الشيخ إلى الأبناء، ويعتبر ذلك دليل انحطاط فكري وثقافي، مؤكدا أنه من الواجب على مشايخ الصوفية أن يكونوا علماء روحانيين ربانيين يتركون الأمر لأهله. وعن النشاط السياسي لهذه الطرق يؤكد أحمدو بمبا أن الفكر السياسي عند الكثير من الطرق الصوفية غير ناضج، لكنه يرى أن ذلك مما يمكن تداركه في المستقبل، ويشير إلى أن الصوفية في الغرب الإفريقي لها مشروعات ومشاركات مجتمعية يمكن أن يقال إنها مشروعات اجتماعية، فالشيخ عثمان بن فوتى كان صاحب مشروع اجتماعي كبير، والرئيس الحالي في موريتانيا ولد في بيئة صوفية، وجماعة العدل والإحسان التي أسسها الشيخ عبد السلام ياسين في المغرب لها موقف سياسي كبير وإصلاح مجتمعي حيث الكثير من المحجبات وحفظة القرآن. التصوف وعلاقته بالتشيع ويحذر أحمدو بمبا في حديثه مما يسميه بخطر التشيع في الغرب الإسلامي مستغلا بيئة التصوف فيه؛ حيث يشير إلى أن الحوزات العلمية في داكار ومالي وغانا تعمل صباح مساء على جلب متشيعين جدد، ومجال عملها ليس الوثنيين أو غير المسلمين وإنما أهل السنة، لكنه يؤكد أن قناعة الصوفية في الغرب الإسلامي أنها بلاد سنية منذ دخول الإسلام ولا بد أن تظل سنية. وعن العلاقة بين التشيع والتصوف يؤكد أحمدو بمبا أن المغرب الإسلامي يختلف عن المشرق الإسلامي في ذلك، فثمة مسحة تشيعية لدى أهل المغرب تتمثل في حب آل البيت عند المتصوفة، لكنها لا تتجاوز ذلك إلى المعتقد الشيعي إلا فيما يتعلق بعاشوراء واحتفالاتها، وأهل التصوف في المغرب الإسلامي على رغم من هذا يختلفون مع الشيعة في الموقف من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهم يبدءون الترتيب بأبي بكر الصديق ثم عمر الفاروق، ويرفضون -على محبتهم للإمام علي- الطعن في الصحابة أو الإساءة لهم كما يفعل الشيعة. وتطرق أحمدو بمبا إلى العلاقة بين الصوفية والحركات الإسلامية الأخرى في غرب إفريقيا مؤكدا أن هناك رغبة في علاقة مثلى بين مختلف ألوان الطيف الإسلامي، وفي تحقيق التقارب المنشود وذلك باتباع منهج الوسطية؛ فالدين كما يقول الإمام حسن البصري "واسطة بين الغلو والتقصير". ويضرب بمبا مثالا بعلاقة الصوفية بجماعة الإخوان المسلمين، حيث كان التصوف ركنا في بنائها، ويؤكد أن كثيرا من المتصوفة يعدّون الإمام حسن البنا واحدا منهم، باعتبار أنه كان محافظا على الأوراد، ولكنه يشير إلى ما اعتبره حاجة الإخوان إلى الرجوع إلى بعض الروحانيات والوجدانيات أو التوازن بين الروحي والسياسي، مذكرا بمقولة الإمام البنا التي قالها قبل اغتياله: "لو استقبلت من أمري ما استدبرت لعدت إلى أيام المأثورات". ولا ينكر بمبا أن للطرق الصوفية مآخذها على بعض التيارات الإسلامية كالسلفية الوهابية مثلا، منها ما نسب إليها من إراقة الدماء حول الكعبة وفي الحجاز باسم تطهير المنطقة من الشرك، وهو يميز بين الوهابية وبين ابن تيمية الذي يرونه فقيها كبيرا أكبر بكثير مما تفهمه السلفية الوهابية عنه، وعلى الرغم من ذلك يؤكد أن من خصوصية منطقة الغرب الإسلامي أن الحوار لم ينقطع يوما بين المدرسة الصوفية والمدرسة السلفية العلمية دون تكفير أو دماء، كما أن المدرستين تتفقان على رفض الفروعية في الفقه الإسلامي التي شاعت في هذه المنطقة، والتي تعتمد على التفريعات الكثيرة التي وجدت بعد المذاهب الأربعة، مثل الشروح وشرح الشروح ثم المختصر ثم مختصر المختصر، والتي كان من نتائجها السلبية الابتعاد عن نص الكتاب والسنة، والمتصوفة والسلفية تتفقان على رفض هذه الفروعية، والارتكاز على الكتاب والسنة في مسائل الفقه والشرع. الصوفية والسلفية ويلفت أحمدو بمبا النظر إلى أن الحوار بين السلفية والصوفية قائم تاريخيا فالزهَاد أو المتصوفة الأوائل لم يكونوا بمنأى عن السلفية، ولم تكن السلفية في منأى عن الزهد، وهناك دعوة قديمة إلى "تصوف السلفية وتسلف الصوفية"، ويشير إلى أن الإمام بن تيمية لا ينكر مراحل الفناء إلا في مرحلة واحدة، ولا يصطدم بالطريقة القادرية أو مؤسسها الشيخ عبد القادر الجيلاني الذي كان سلفي العقيدة حنبلي الفقه.
ويؤكد بمبا أنه من الصعب الفصل التام بين السلفية والمتصوفة، كما أن كثيرا من الخلافات بينهما ناتجة عن خلافات فقهية معتبرة يمكن الإقرار بها دون الوصول إلى قطيعة مثل قضايا التوسل وبناء المساجد على المقابر وغير ذلك في رأيه. وعلى الرغم من أنه يقطع بأن هناك الكثير من الشوائب التي علقت بالفكر الصوفي فإن بمبا يرى أن الفيصل في تقييم التصوف هو ألا يأتي الشيخ الصوفي بابتداع في الدين، ويقول: "هناك مسائل في بعض الطرق لا يقبلها العقل؛ فأنا أنكر رواية أن جبريل عليه السلام جاء في المنام للشيخ أحمدو بمبا شيخ المريدية، فليس لها سند. وعن علاقة الصوفية بالمذاهب الفقهية يؤكد أحمدو بمبا أنه لا يوجد مذهب فقهي واحد يجتمع عليه المتصوفة؛ فهدفهم حمل الناس على الشرع بأي مدرسة أو مذهب، ولا يوجد إلزام للطريقة بمذهب معين، فمثلا النقشبندية أحناف في مكان وشافعية في آخر، والمنهج الصوفي يهدف إلى إصلاح للقلوب وحمل الناس على الشرع، ويورد مقولة للشيخ ماء العينين يقول فيها: القائمون على الدين إذا اجتمعوا عليه ولم يتفرقوا لم يهلكهم عدوهم. وقد دعا بمبا في نهاية محاضرته إلى العمل على وأد الصراعات المذهبية وتجفيف روافد التعصب، وأكد على ضرورة التقارب بين مختلف الفرق والمذاهب الإسلامية للوقوف في وجه حملات التنصير الكبرى التي تغزو إفريقيا في الفترة الراهنة.. فالتنصير في هذه الفترة هو التحدي الأكبر الذي يواجهه مسلمو الغرب الإفريقي، مؤكدا أن ما ينفقه البعض في طباعة كتب ضد التصوف لو أنفق على فقراء إفريقيا لأغناهم وأنقذهم من الوقوع في حبائل المنصرين!. صحفية مصرية وفاء محسن مع الشكر للدكتورحجاز كاركرد | |
|