قال :أن ما تراه من صور أمامك , أو كلام تسمعه , أو طعام تتذوقه , أو رائحة تشمها , أو شيء تلمسه , إنما كل ذلك ظل لأصل , والظل وهم . ومثل يشرح ذلك الحلم في النوم , ألا ترى كيف انك في نومك ترى أشخاصا ومباني وحيوان , وتتفاعل مع ذلك فتحزن تارة وتفرح تارة أخرى , فذلك حلم في حلم .
افرض أننا استبدلنا عينك بعين نسر , هل سيبقى ما تراه بعين النسر مماثلا لما تراه بعينك , الأكيد لا , فالصورة ستختلف , وعلى هذا فان الواقع غير ثابت . وعدم الثبات نتيجة لمحدودية الحواس أي لقصورها . فالواقع الثابت لا يمكن إدراكه بحواسك .
واعلم أيضا أن الإحساس في هذه الحياة قاصر لأنه معتمد على الرغبة , فهب انك تسير في غابة جميلة , والعطش قد بلغ منك مداه , فهل ستنظر إلى جمال الأشجار أم انك ستسعى إلى كاس ماء . وما دامت الرغبة متعلقة بحاجات الدنيا فلن يكون لك إلا هذا الحلم , أما إذا تحولت رغبتك إلى الله فانك سترى جزءا من الواقع أو الواقع كله , وافهم ذلك .
ولهذا فان أهل السير إلى الله , يتكوّن لديهم أداة إحساس إضافية تكون المعين لرؤية الحقيقة .
واعلم أن ما تراه في حياتك هو أمر شبيه ما تراه على شاشة التلفاز , لكن الفرق انك تشعر نفسك مشارك في ذلك .
وذلك لا يمكن إدراكه إلا عن كشف . الناس نيام إذا ماتوا انتبهوا .