الفرق بين المكاشفة والمشاهدة والمعاينة
يقول الشيخ السراج الطوسي :
" المشاهدة بمعنى المداناة والمحاضرة ، والمكاشفة والمشاهدة تتقاربان في المعنى ،
إلا أن الكشف أتم في المعنى " .
ويقول الشيخ الأكبر ابن عربي :
" المكاشفة ألطف من المشاهدة وأتم ، ولكل مشاهدة كشف ،
فما من مشاهدة إلا وكشفها أتم منها وألطف ، وقد يكشف ولا يشاهد ، وقد يشاهد ولا يكشف " .
ويقول الشيخ كمال الدين القاشاني :
" أما المكاشفة فيشيرون بها : إلى أول ما يبدو من الصفات والحقائق الإلهية
أو الكونية لسير السائرين من وراء ستر رقيق خلف حجاب شفاف من
اسم إلهي مقيد بحكم ومختص بوصفٍ ، فيسمى ذلك التبدي : مكاشفة ،
لانكشاف تلك الصفات والحقائق ، وأما المشاهدة : فهي تبدي تلك
الحقائق بلا مظهر ولا صفة لكن مع خصوصية وتميز ،
وأما المعاينة : فهي تبدي تلك الحقائق بلا خصوصية ولا تميز ، بل ظهور عين العين "
.
ويقول الشيخ حسن الفركاوي القادري :
" وقيل : المكاشفة أتم من المشاهدة ، ألا فلو صحت مشاهدات الحق
لكانت المشاهدة أتم ، وإنما قلنا أن المكاشفة أتم ، لأنه ما من أمر تشهده
إلا وله حكم زائد عن ذلك وقع عليه الشهود لا يدرك ( إلا ) بالكشف ،
فالمشاهدة طريق إلى العلم ، والكشف غاية المشاهدة ،
والمشاهدة للقوى الحسية ، والكشف للقوى ( العقلية ) ، فحظ المشاهدة ما
أبصرت وما سمعت ، وحظ الكشف ما فهمت من ذلك "
****************************************
موسوعة الكسنزان فيما اصطلح عليها اهل التصوف والعرفان
للسيد الشيخ محمد الكسنزان (قدس الله سره العزيز)