كهيعص فلا يفهم المراد منها إلا بعد تفسير كل حرف على حدته .
فالكاف المفتوحة :
وضعت للعبد . والفاء الساكنة : تحقيق لمعنى الفاء المفتوحة ففيها ما في المفتوحة وزيادة التحقيق والتقرير . ومعنى المفتوحة الشيء الذي لا يطاق ، فكأن الساكنة تقول وكونه لا يطاق حق لا شك فيه .
والهاء المفتوحة :
وضعت لتدل على الرحمة الطاهرة الصافية التي لا يخاطها كدر ولا غير . ويا : للنداء .
والعين المفتوحة :
وضعت لتدل على الرحيل والانتقال من حال إلى حال .
والياء المسكنة : هنا تدل على الاشتباك والاختلاط .
والنون المسكنة : تحقيق لمعنى المفتوحة ومعنى المفتوحة الخير الساكن في الذات الشامل فيها .
والصاد المفتوحة : وضعت لتدل على الفراغ ... أما المعنى المراد منها هنا : فهو إعلام من الله تعالى لجميع المخلوقات بمكانة النبي وعظيم منزلته عند الله تعالى ... وأنه تعالى من على كافة المخلوقات بأن جعل استمداد أنوارها من هذا النبي الكريم .
وبيان ذلك من التفسير السابق أن
الكاف : دلت على أنه عبد ...
والهاء المفتوحة : دلت على أنه رحمة طاهرة صافية مطهرة لغيرها ... ويا : نداء للعبد السابق والمنادى لأجله هو ما دلت عليه العين من الرحلة المؤكدة بمعنى الياء الساكنة ، لأنها من حروف الإشارة ، وحروف الإشارة للتأكيد كما سبق ، وتفيد مع ذلك لزوم الرحلة ، واشتباكها والمرحول به هو معنى النون الساكنة ، وهو نور الوجود الذي تقوم به الموجودات ،
والمرحول إليه هو المعنى الذي أشير إليه بالصاد .
فمعنى الكلام حينئذٍ :
يا هذا العبد العزيز عليَّ اذهب ذهاباً حتماً لازماً إلى جميع من هو في حيز وفراغ بالأنوار التي تقوم بها وجوداتهم ليستمدوا منك ،
فإن مادة الجميع إنما هي منك .
من رؤى الصوفية :