فقير الاسكندرية
عدد الرسائل : 192 تاريخ التسجيل : 14/10/2007
| موضوع: فى السموات والأرض السبت يناير 24, 2009 7:02 pm | |
| الله بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله قيوم السموات والأرض، والصلاة والسلام على من شرع السنة والفرض، خاتم الأنبياء وجامع حقائق النبوة والولاية، وآله وصحبه ومن تمسك بحبهم ونال العناية أما بعد سلام الله عليكم ورحمته وبركاته... فى السموات والأرض السؤال هنا هو: هل يمكن الجمع بين أسبقية السموات والأرض على الإنسان وكون الإنسان هو الحضرة الواوية الجامعة والفارقة بين السموات والأرض، فالنص القرآني الكريم صريح باثبات أسبقية الأرض على الإنسان في قوله: (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) [البقرة/30] والأرض لا تصير أرضاً إلا بما يعلوها وهو السماء، فالسموات والأرض هي سابقة على الإنسان، وتحولت بوجود الإنسان إلى ما يصح أن يعلم وهو العالم، فالإنسان هو حقيقة وجودية أساسية في العالم لا يكتمل وجود العالم إلا بها ولا يصير العالمُ عالماً إلا به، ولكن مع ذلك ينبغي أن نحاول أن نفهم حقيقة الوحدة الجامعة بين السموات والأرض وبين الإنسان بطريقة أعمق، وهي مقابل التضايف بين الرب والعبد، فالعبد لا يكون عبداً إلا بالرب، وكذلك فالرب لا يكون رباً إلا بالعبد، ولكن مع هذا فهذه العلاقة التضايفية لا تنفي أسبقية الرب على العبد، ولكن ظهور هذه الأسبقية لا يظهر إلا بوجود العبد، فعند وجود العبد يقال أن مرتبة الربوبية هي سابقة على مرتبة العبودية وهذا معنى إيجادها لها. وكذلك العلاقة بين السموات والأرض وبين الإنسان، فالسموات والأرض السابقة على الإنسان لا تكون كذلك إلا بظهور الإنسان الذي هو الواو الجامعة والفارقة بين السموات والأرض بحيث فقط عند وجود الإنسان يقال كانت هناك سموات وأرض سابقة على الإنسان، وليكن مفهوماً أن الكلام هنا ليس عن تحقق الحقائق في ذاتها وإنما عن ظهور هذه الحقائق وتعين مراتبها وتميزها بعضها عن بعض بحيث يصح الإشارة إليها والكلام عنها، فكل هذا لا يصح إلا أولاً بوجود الإنسان وثانياً بصيرورته إنساناً كاملاً، ومن هنا كان الإنسان هو كمال الظهور والإظهار وكمال الجلاء والإستجلاء بتعيين المراتب وإظهار كل شيء ليس فقط في جانب من جوانبه وإنما بإظهاره كما هو عليه، وهذه هي الفرقانية القرآنية الجامعة، فالواو تبدأ بضم الشفتين إشارة إلى الجمع وإندراج الحقائق في أحدية جمعها وتتوسط بالفتح وهو فرقان الحقائق وظهورها وتنتهي بجمع آخر وهو ظهور أن الوحدة هي الظاهرة في كل شيء وعودته إلى ما ابتدأ به. ومن هنا كان حرف الواو هو حرف إختتام الولاية ولقبها وإنتهاء دائرتها بجمعها مع بدايتها والسلام ختام. | |
|
تبنا الي الله
عدد الرسائل : 47 العمر : 43 تاريخ التسجيل : 19/01/2009
| موضوع: رد: فى السموات والأرض السبت يناير 24, 2009 8:44 pm | |
| ما اجمل هذا الفيض الرباني وصدق من قال لولاك لم تخرج الدنيا من العدم بارك الله فيك وامدك بمدد حبيبه المصطفي | |
|