السموات فى الأخرة
يوم القيامة يوم يتم فيه هدم السموات والأرض التى نطلق عليها الحياة الدنيا ويتم فيها إنشاء والمقصود خلق أرض وسموات جديدة وهو ما اسماه الله عملية التبديل فقال :
" يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات"
ماذا يحدث للسموات فى بداية اليوم ؟
لقد ذكر الله أنها تنشق والمقصود تنفطر وهو نفس معنى تفرج وهو نفس معنى تكشط وهو نفس معنى تتفتح أبوابا
الخلاصة أن السماء المقفلة التى ليس فروج أى خروم أى فتحات أى أبواب مال قال سبحانه :
"أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج"
تصبح كلها أبواب أى خروم مفتحة على بعضها البعض
لقد ذكر الله ذلك فى العديد من الآيات حيث قال :
"وفتحت السماء فكانت أبوابا"
وقال :
"إذا السماء انفطرت وإذا الكواكب انتثرت"
وقال :
"فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ (8) وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ"
وقال :
"إذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت"
وقال "
"وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ"
إذا هذا الحال وهو التشقق والتفتح الذى يؤدى إلى النتيجة التالية :
أن السماء تصبح واهية والمقصود ضعيفة وتكون الملائكة منتشرة فى نواحيها المختلفة ومنهم عدد ثمانية ملائكة يحملون العرش
وفى المعنى قال سبحانه :
"وانشقت السماء فهى يومئذ واهية والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية"
السؤال :
ما هو الوسيلة التى تؤدى إلى تشقق السماء وهو ضعفها ؟
الجواب من كلام الله هو :
الغمام
والغمام عندنا هو السحاب فالسحب التى فى الجو بين السموات والأرض كما قال سبحانه :
" والسحاب المسخر بين السماء والأرض "
تدخل السموات فتتسبب فى ضعفها وهو تفتتها
وفى هذا قال سبحانه :
"ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا"
السؤال :
ماذا تشبه سماء القيامة ؟
إن السماء تكون وردة والمقصود متفتحة وبلفظ أخر متداخلة وليس كما قالوا :
لونها أحمر
إن الوارد هو الداخل هو القادم على الشىء كما فى قوله سبحانه :
" وإن منكم إلا واردها "
والوارد هو الرسول الداخل على مكان الماء كما فى قوله سبحانه :
" فأرسلوا واردهم فأدلى دلوه"
ومن ثم معنى وردة متداخلة والمقصود أنه لا يبقى شىء فى مكان الذى كان فيه وإنما من كان فى سماء ينزل لسماء أخرى أو يصعد لسماء أخرى
وقد شبه الله الوردة وهى السماء المتداخلة بالدهان وهو المهل والمقصود:
السائل الذى يغلى
وقد وصف الله المهل بانه يغلى فقال :
" كالمهل يغلى فى البطون كغلى الحميم "
إذا السماء تشبه السوائل التى تغلى حيث تظهر فقاقيه وما يكون أسفل يذهب لأعلى وما يكون أعلى يذهب لأسفل فكل شىء يترك مكانه ليذهب لمكان أخر
وفى المعنى قال سبحانه :
"فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان"
وقال أيضا :
"يوم تكون السماء كالمهل"
وتكون نهاية ألأحداث أحداث السموات هو :
أن الله يطوى السماء والمقصود يضغط السموات السبع إلى سماء واحدة كما أن السجل وهو الكتاب المبين يحتوى على كل الكتب المنشرة للمخلوقات جميعا وهو كتاب مضغوط وبعد عملية ضغط السموات يعيدها الله مرة أخرى كما بدأها عند الخلق الأول يجعل السماء الواحدة تتسع فتصبح سبع سموات مرة أخرى لتكون الجنة والنار فيها هى والأرض
وفى المعنى قال سبحانه :
"يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ"
ونجد أن الله ذكر ما يحدث لبعض مخلوقات السموات وهو :
الأول :
جمع الشمس والقمر معا كما قال سبحانه :
" وجمع الشمس والقمر "
ويتم تكوير الشمس كما قال سبحانه :
" إذا الشمس كورت"
وهو ما يعنى أن دورانها يختلف من أجل هلاكها
الثانى :
نثر الكواكب وهو نفسه انكدار النجوم وهو نفسه طمسها وهو تفتتها وفى المعنى قال سبحانه :
" وإذا الكواكب انتثرت"
وقال أيضا :
" وإذا النجوم انكدرت "
وقال أيضا:
" وإذا النجوم طمست"
الثالث :
نزول الملائكة كما قال سبحانه :
" ويوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا"
والمقصود :
انتشار الملائكة فى أرجاء وهى جهات السموات المختلفة بعد أن كانوا حول العرش فى السماء السابعة
ونجد أن حملة العرش الذين كانوا فى السماء السابعة ينزلون أيضا مع الملائكة الآخرين ومعهم العرش
وفى المعنى قال سبحانه :
"وانشقت السماء فهى يومئذ واهية والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية"
بالطبع هذا ما ورد أنه يحدث للسموات ومخلوقاتها فى الآخرة