وسائل تعميق الأخوة .. !
للأخوة دور عظيم في بناء المجتمع الإسلامي وتوثيق أواصر الصلة والود والمحبة بين الناس. فهي تزيد من تماسك المجتمع وتقوي رابطته. ولعِلم الرسول صلي الله عليه وسلم بأهميتها كان أول ما عمل عليه لدي وصوله للمدينة المنورة مهاجراً إليها من مكة المكرمة أن آخي بين المهاجرين والأنصار.. فجمعهم وآخي بينهم في إخاء ذي رباط فريد ظهرت فيه كل معاني الحب والرحمة والود والتعاطف. والأخوة ليست كلمات تقال وانتهي الأمر. بل لها حقوق يجب أن تؤدي فيما بين الأخوان. وقد أرشد الرسول الكريم إلي وسائل تعميق هذه الصلة. منها: ما رواه أبوداود والترمذي عن المقدام بن معد يكرب عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: "إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه أحبه".
وأيضاً الدعاء بظهر الغيب فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال استأذنت النبي صلي الله عليه وسلم في العمرة فأذن لي. وقال: "لا تنسنا يا أخي من دعائك" رواه أبوداود والترمذي. وإن كان في إسناد الحديث ضعف إلا أنه يؤخذ به في فضائل الأعمال كما قال العلماء.. والله أعلم.
وكذلك عن ملاقاة الأخوان بعضهم لبعض أن يبادر كل منهم بالإسراع لمصافحة أخيه والسلام. وذلك لما رواه أحمد والترمذي وابن ماجه عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: قال النبي صلي الله عليه وسلم: "ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا".. وهذا من عظيم روائع هذه الصلة.. فما أسهل أن يتقابل المرء بإخوانه ويسلما صدورهما من شرور النفس فيكون جزاؤهما مغفرة الذنوب من الله العلي القدير.
كذلك إذا لقي الأخ أخاه فليبدي له سروره بلقائه وذلك لما روي مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "لا تحقرون من المعروف شيئاً ولو أن تلقي أخاك بوجه طليق".
ومن وسائل تعميق الأخوة أيضاً بين الأخوان لما روي عنه صلي الله عليه وسلم أنه قال: "من عاد مريضا أو زار أخاه في الله ناداه مناد أن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلاً".
وجماع هذا كله ما رواه الإمام مسلم في صحيحه. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "حق المسلم علي المسلم ست. قيل: ما هن يا رسول الله؟ قال: "إذا لقيته فسلم عليه. وإذا دعاك فأجبه. وإذا استنصحك فانصح له. وإذا عطس فحمدالله فشمّته. وإذا مرض فعُده. وإذا مات فاتبعه" .. فماذا علينا لو تمثلنا هذه النصائح الغالية بيننا.. أجزم أننا سنعود إلي مجدنا الأول وإخوتنا الوثيقة التي لا تزعزعها أهواء النفس فيتوحد المسلمون في صف واحد أمام أعداء شتي.