أبو حكيم المُرسي
عدد الرسائل : 132 العمر : 63 تاريخ التسجيل : 31/01/2008
| موضوع: الحمد لله الذي أباح وفسح مجال الغناء رغما لأنف أهل الجهل الأغبياء وأراح به بواطن أهل السلوك من الصوفية الأصفياء وجعله لهم معراجا للأرواح وراحة من كدورات الأطغياء السبت يونيو 13, 2009 12:14 pm | |
| السماع (1) * لغةََ « السماع : هو الغناء ، وكل ما يلتذ به السامع من الاصوات» - بطرس البستاني - محيط المحيط - ص 482 - * في القرآن الكريم وردت على اختلاف مظاهرها (185) مرة, مثل قوله تعالى:
''الَّذينَ يَسْتَمِعونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعونَ أَحْسَنَهُ أولَئِكَ الَّذينَ هَداهُمُ اللَّهُ وَأولَئِكَ هُمْ أولو الْأَلْبابِ'' - الزمر : 18
* وفي السنة المطهرة:
« عن أنس كنا عند النبي :15: إذ نزل عليه جبريل فقال : يا رسول الله :15: ، فقراء أمتك يدخلون الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام وهو نصف يوم ففرح فقال :15: : ''أفيكم من ينشد ''. فقال بدري : ''نعم يا رسول الله'' :15: . فقال :15: : '' هات ''. فأنشد البدري يقول :
قد لسعت حية الهوى كبدي إلا الحبيب الذي قد شغفتُ بهِ
|
| فلا طبيب لها ولا راق فعنده رقيتي وترياقي
|
فتواجد :15: وتواجد أصحابه معه حتى سقط رداؤه عن منكبيه ، فلما فرغوا أوى كل واحد إلى مكانه . فقال معاوية : ما أحسن لعبكم يا رسول الله :15: . فقال :15: : '' مه مه يا معاوية ليس بكريم من لم يهتز عند ذكر الحبيب''، ثم اقتسم رداؤه من حضرهم بأربعمائة قطعة . وذكره السهروردي والمقدسي وتكلم الناس في هذا الحديث » - ورد بصيغة اخرى في المصنوع ج: 1 ص: 261
''وقيل مثل السماع كمثل الغيث إذا وقع على الأرض المجذِبة تصبح مخضرة, كذلك القلوب الزكية تـُظهر مكنون فوائدها عند السماع, وقيل يحرك ما ينطوي عليه القلب من السرور والحزن والرجاء والشوق فربما يخرجه إلى البكاء وربما يخرجه إلى الطرب'' إلى أن يقول ''السماع يؤثر على مقدار صفاء الباطن وقوة الوارد.'' (أبوالعباس سيدي أحمد ابن عجيبة الحسني المغربي قدس سره – من كتاب الفتوحات الإلهية في شرح المباحث الأصلية لابن البنة السرقسطي).
عالم السماع والموسيقى في الفكر الصوفي سماء لا تحد ورحيق لاينضب من زكاء نغماته وشجي ألحانه وطيب نفحاته.
إن في نفس الإنسان أعماقا بعيدة تتحدر أغوارها من غور لغور ولكل مخلوق طباع ولكل امرء باطن لا يعرفه إلا هو. لذلك كان تأثير السماع والموسيقى على النفوس يختلف من إنسان لآخر بحسب الوارد عليه وبحسب ما ينعقد في فهمه من دقائقه ومعانيه إذ بتحريك لواعج النفس المصوَّرة في حال السرور والحزن والرجاء والشوق أدى ذلك إلى البكاء أو إلى الطرب وهما نقيضان تناقض الطباع البشرية واختلافها. لذلك كان السماع مؤثرا بحسب صفاء باطن كل إنسان وقوة الوارد لديه, فصفاء الباطن في النفوس الزكية ظاهر من جهة قلبه وفكره وبتحريك القلب تجدد معاني المسموع حواس الإنسان وعواطفه فتعيدها غضة طرية كما فـُطرت أول مرة.
إن السماع هو تلك العاطفة المهتاجة في نفس الإنسان اهتياجا، لا تظهر جلية إلا إذا حُركت بالمسموع ونفذ إلى باطنها معناه، وهذا المعنى الساحر للنفس المحرك لها يأتي من القلب والفكر معا، وهو أثر إلاهي كامن في بعض النفوس المطمئنة التي تهفو إلى الحضرة القدوسية، وتعلو بهممها إلى السماوات العلى، تثب من درجة لدرجة وتطير من عل إلى أعلى، تنفصل عن المعاني الأرضية في الأشياء والمفاهيم الدونية فيها. لأنها مُلؤت بمعاني السمو الروحي العالية واجتذبها مغناطيس الحقيقة السامية، وتغيرت طينتها من طينة مُلِئت بالحَمِئة إلى طينة مُزجت بالعطر الكامن في النفحات الربانية، فأصبحت في روحها غريبة عن الأرض وعن معانيه السطحية.
السماع باب من أبواب الجنان مفتوح أمام الواردين عليه بقلوب حية ونفوس ميتة وهمم خالدة وروح مفعمة بالحب وملهمات الشوق والأنس، تشربه زلالا صرفا صافيا لا كدر يشوبه أو يعكره.
قـُمْ فاجْـتـَن قـَهْـوَة الـمَعاني واسمع إذا غنت المثاني واطرب بذكر الحبيب وافرح ما قلتُ للقلب أين حِبي
|
| من صفوة الكأس إذ جلاه تقول يا هو لبيك يا هو قد بلغ الشوق منتهاه إلا وقـال الضمير ها iiهو
|
إن الموسيقى في معانيها السماوية الخالدة تـُخرجنا من حدود العمر الأرضي فترات تـُحسب على العمر السماوي، لأنها أبدع وأجمل فلا يلائمها العمر الأرضي ولا يوافقها إلا إتصالها بعالم السماوات وتنئى بنا ونحن حضور إلى برزخ الحقائق السماوية ومرتع الإشارات اللدنية.
عـجبا تنئى ولا أين لها ثم يدنو وصلها ملئ يدي ولنا من وصلها جمع ومن بعدها فرق هما حال إلي فبحكم الجمع لا فرق iiلها وبحكم الفرق تلبيس iiعلي
|
السماع نسيم وصل يهُبُّ على القلوب اليقظة المرهفة، وريح صَبََا ملؤها الطرب الروحي والإنتشاء الباطني، تلج القلوب وتخترق الأجساد، السماع والموسيقى لا جواب على مفهومهما بالحس والتحديد في عالم الحس لأن مَرَدَّهما إلى عالم النفس، ومعانيهما لا تـُتـَلقى بالشفاه ولا تـُكتب بالمداد على صفحات الكتب بل تـُتذوق وتـُرشف وتـُحس بالباطن كأنها نسيم رياض يرتمي على القلوب ليتخطفها من أتون نار مُحرقة أو شمس لافعة.
الموسيقى و السماع الصوفي في حقيقتهما الأرضية لا يختلفان عن كل موسيقى وعن كل غناء، إنما معانيهما في المعاني المخبوؤة فيهما مما تتعلق به النفس الطيبة المطمئنة فتحدث فكرا ينطبع على واقعها ويستولي علىالإنسان بأكمله ويجعله لا فكاك له عن الحقيقة المسموعة المنعقدة في فهمه من هذه الموسيقى وهذا السماع الذي يزيده تعلقا بالمحبوب، يراه بسمعه ويتعشقه بروحه وبقلبه.
يَـراها على بُعد عن العين مسمعي فـيغبط طرفي مسمعي عند iiذكرها أمَّـمت أمامي في الحقيقة فالورى
|
| بـطـيف ملام زائر حين iiيقظتي وتـحـسـد مـا أفنته مني بقيتي ورائي وكانت حيث وجَّهت وجهتي
|
كل واحد ينعقد في فهمه للسماع والموسيقى ما يوافقه إلا الصوفي فإنه يزيد بها تعلقا بالمحبوب وارتباطا به، لأنه يسمع ويعي ويستسيغ بذوق سماوي رباني يجد فيه رَوْحا على قلبه ورقــَّة لنفسه وسموا لروحه.
يتبع إن شاء الله | |
|
أبو حكيم المُرسي
عدد الرسائل : 132 العمر : 63 تاريخ التسجيل : 31/01/2008
| موضوع: رد: الحمد لله الذي أباح وفسح مجال الغناء رغما لأنف أهل الجهل الأغبياء وأراح به بواطن أهل السلوك من الصوفية الأصفياء وجعله لهم معراجا للأرواح وراحة من كدورات الأطغياء السبت يونيو 13, 2009 5:39 pm | |
| وبما أنه ليس الأكل كالكلام عنه تمتعوا معي بإذن الدكتور أحمد الخليع طبعا:
إضغط ها هنا | |
|
أبو البهاء
عدد الرسائل : 11 تاريخ التسجيل : 07/06/2009
| موضوع: رد: الحمد لله الذي أباح وفسح مجال الغناء رغما لأنف أهل الجهل الأغبياء وأراح به بواطن أهل السلوك من الصوفية الأصفياء وجعله لهم معراجا للأرواح وراحة من كدورات الأطغياء السبت يونيو 13, 2009 6:00 pm | |
| جزاكم الله على هذه الكلمات المترنمة بطيب الشوق والهيام أخوكم مصطفى | |
|
أبو حكيم المُرسي
عدد الرسائل : 132 العمر : 63 تاريخ التسجيل : 31/01/2008
| موضوع: رد: الحمد لله الذي أباح وفسح مجال الغناء رغما لأنف أهل الجهل الأغبياء وأراح به بواطن أهل السلوك من الصوفية الأصفياء وجعله لهم معراجا للأرواح وراحة من كدورات الأطغياء السبت يونيو 13, 2009 6:48 pm | |
| :32: | |
|
أبو البهاء
عدد الرسائل : 11 تاريخ التسجيل : 07/06/2009
| موضوع: رد: الحمد لله الذي أباح وفسح مجال الغناء رغما لأنف أهل الجهل الأغبياء وأراح به بواطن أهل السلوك من الصوفية الأصفياء وجعله لهم معراجا للأرواح وراحة من كدورات الأطغياء الثلاثاء يونيو 16, 2009 3:34 pm | |
| لا أطيب إلا بذكر أحبتي كيف لا و جوهرهم حقيقتي | |
|